الجيش السورية يصد تقدم المتمردين نحو مدينة حماة
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
دمشق - قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الحكومة السورية خاضت اشتباكات عنيفة حول مدينة حماة بوسط البلاد، الخميس 5ديسمبر2024، في محاولة لوقف تقدم المتمردين بقيادة إسلاميين.
وتأتي المعارك حول حماة في أعقاب هجوم سريع شنته المعارضة المسلحة، التي سيطرت خلال أيام قليلة على مساحات كبيرة من الأراضي، بما في ذلك مدينة حلب، ثاني أكبر المدن السورية، من سيطرة الرئيس بشار الأسد.
تتمتع حماة بموقع استراتيجي في وسط سوريا، وهي ذات أهمية حيوية لجهود الجيش لحماية العاصمة دمشق.
وبحلول وقت متأخر من يوم الأربعاء، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلي المعارضة "حاصروا مدينة حماة من ثلاث جهات".
وقال المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له إن "اشتباكات عنيفة دارت خلال الليل بين الفصائل وقوات النظام"، خاصة في منطقة جبل زين العابدين، شمال حماة.
وقال رئيس المرصد رامي عبد الرحمن إن القوات الحكومية تخوض "مقاومة شرسة وتحاول وقف تقدم المتمردين".
ونقلت وسائل إعلام رسمية سورية عن مصدر عسكري في وقت متأخر من مساء الأربعاء قوله إن القوات الجوية الروسية والسورية إلى جانب وحدات المدفعية نفذت "ضربات مركزة على... الإرهابيين" في منطقة حماة.
وقالت مايا، وهي طالبة تبلغ من العمر 22 عاما وأعطت اسمها الأول فقط لأسباب أمنية، إنها وعائلتها يقيمون في المنزل بينما يحتدم القتال في الخارج.
وأضافت في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس من حماة "نسمع دون توقف أصوات الانفجارات والقصف".
"نحن لا نعلم ماذا يحدث في الخارج."
- زعيم المتمردين يزور القلعة -
وقال المرصد الذي يعتمد على شبكة من المصادر في سوريا إن 704 أشخاص، معظمهم من المقاتلين ولكن أيضا 110 مدنيين، قتلوا في سوريا منذ اندلاع العنف الأسبوع الماضي.
وهذه هي المعارك الأكثر كثافة منذ عام 2020 في بلد مزقته بالفعل الحرب الأهلية، والتي اندلعت مع قمع الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في عام 2011.
وكان مفتاح نجاح المتمردين منذ بدء الهجوم الأسبوع الماضي هو السيطرة على حلب، التي لم تسقط بالكامل من أيدي الحكومة طيلة أكثر من عقد من الحرب.
زار زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني، اليوم الأربعاء، قلعة حلب التاريخية.
وظهر الجولاني وهو يلوح لأنصاره من داخل سيارة مفتوحة أثناء زيارته للقلعة التاريخية، في صور نشرت على قناة المتمردين على تليجرام.
ورغم أن المتمردين المتقدمين لم يجدوا مقاومة تذكر في بداية هجومهم، فإن القتال حول حماة كان عنيفاً بشكل خاص.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الأسد أمر بزيادة رواتب الجنود العاملين في الخدمة بنسبة 50 في المائة، وذلك في إطار سعيه إلى تعزيز قواته للهجوم المضاد.
وأضاف المرصد أن القوات الحكومية أدخلت "قوات عسكرية كبيرة إلى حماة" ومحيطها.
وقالت إن "قوات النظام والمقاتلين الموالين لها بقيادة ضباط روس وإيرانيين تمكنت من صد" هجوم شمال غرب حماة.
وأضاف المرصد أن المعارك اندلعت بالقرب من منطقة يسكنها في الغالب العلويون، أتباع نفس الطائفة الشيعية التي ينتمي إليها الرئيس.
- "هجوم مضاد بالأرض المحروقة" -
وشن المتمردون هجومهم في شمال سوريا في 27 نوفمبر/تشرين الثاني، وهو نفس اليوم الذي دخل فيه وقف إطلاق النار في الحرب بين إسرائيل وحزب الله في لبنان المجاور.
وكان حزب الله وروسيا من الداعمين الرئيسيين لحكومة الأسد، لكنهما تورطا مؤخرا في صراعاتهما الخاصة.
وقالت الأمم المتحدة، الأربعاء، إن 115 ألف شخص نزحوا حديثا عبر إدلب وشمال حلب بسبب القتال.
وحذرت هيومن رايتس ووتش من أن القتال "يثير مخاوف من أن المدنيين يواجهون خطرا حقيقيا من الانتهاكات الجسيمة على أيدي الجماعات المسلحة المعارضة والحكومة السورية".
حتى الأسبوع الماضي، ظلت الحرب في سوريا خاملة إلى حد كبير لسنوات، لكن المحللين قالوا إن العنف من المؤكد أنه سوف يشتعل لأن الحرب لم تُحل حقًا أبدًا.
ويقود هذا التحالف المتمرد هيئة تحرير الشام، وهي فرع تنظيم القاعدة في سوريا.
وقال المحلل سام هيلر من مؤسسة سنتشري فاونديشن للأبحاث ومقرها الولايات المتحدة: "لقد كان لدى هيئة تحرير الشام الكثير من الوقت والمساحة والموارد لتنظيم نفسها والاستعداد لذلك".
وقال هيلر إن تطورات القتال الآن "تعتمد على ما إذا كانت الحكومة السورية قادرة على استعادة موطئ قدمها".
وأضاف أن "قوات المعارضة التي تتجه حاليا نحو الجنوب من المرجح أن تتعثر في مكان ما في وسط سوريا، عندما تواجه مقاومة موالية قوية وحماسية حقا".
"وعند هذه النقطة، فإن السؤال سيكون ما إذا كانت دمشق تملك الوسائل اللازمة لشن هجوم مضاد يعتمد على سياسة الأرض المحروقة والذي أفترض أنها ترغب في تنفيذه".
Your browser does not support the video tag.
المصدر: شبكة الأمة برس
إقرأ أيضاً:
22 قتيلا في تجدد الاشتباكات قرب دمشق .. والسلطات السورية تنتشر في صحنايا لضمان الأمن والاستقرار
دمشق جنيف " أ ف ب" "رويترز": انتقلت الاشتباكات في سوريا إلى منطقة جديدة قرب دمشق موقعة 22 قتيلا على الأقل، في وقت نفذت إسرائيل ضربات في سوريا.
وجاء التصعيد بعد أكثر من شهر على أعمال عنف دامية في منطقة الساحل السوري قتل خلالها نحو 1700 شخص سلطت الضوء على التحديات التي تواجهها إدارة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، في سعيها لتثبيت حكمها ورسم أطر العلاقة مع مختلف المكونات عقب إطاحة حكم الرئيس بشار الأسد في ديسمبر.
واندلعت اشتباكات ليل الاثنين الثلاثاء في مدينة جرمانا التي يقطنها دروز ومسيحيون، عقب انتشار تسجيل صوتي نسب الى شخص يتضمن إساءات تعذر على وكالة فرانس برس التحقق من صحته. وتوسعت الاشتباكات ليل الثلاثاء الأربعاء الى منطقة صحنايا .
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه تلقى توجيهات للاستعداد لضرب أهداف تابعة لسلطات دمشق.
وقال في بيان إن رئيس الأركان إيال زامير "أمر الجيش الإسرائيلي بالاستعداد لشن ضربات ضد أهداف تابعة للحكومة السورية في حال استمر العنف.
وشنّت إسرائيل منذ إطاحة الأسد، مئات الضربات ضد الترسانة العسكرية السورية ونفذت عمليات توغل في جنوب سوريا. ودعت السلطة الانتقالية مرارا المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل للانسحاب ووقف استهدافاتها.
"أين السلطات؟"
وعرفت منطقة صحنايا ليلة صعبة، وفق ما روى سكان لوكالة فرانس برس، مع دوي رشقات نارية وسقوط قذائف طيلة ساعات الليل، لا تزال مستمرة.
وشاهد مصور لفرانس برس تعزيزات أمنية دفعت بها السلطات الى مداخل صحنايا، مع نشر حواجز في محيطها، بينما كانت مسيرات تحلق في الاجواء.
وأوقعت الاشتباكات 16 مقاتلا من جهاز الأمن العام، وفق ما أعلنت وزارة الداخلية السورية في حصيلة جديدة.
وقال مدير مديرية أمن ريف دمشق المقدم حسام الطحان إن "مجموعات خارجة عن القانون" هاجمت صباح الأربعاء "نقاطا وحواجز أمنية على أطراف" صحنايا، ما أدى إلى "استشهاد 11 عنصرا من قوات إدارة الأمن العام".
كما قتل خمسة عناصر إضافيين في هجوم آخر على نقطة أمنية، وفق الطحان.
وأفادت وكالة سانا الرسمية بأن قوات الأمن بدأت "عملية تمشيط واسعة" في المنطقة. وأكدت وزارة الداخلية انها "لن تتوانى عن ملاحقة كل من تسوّل له نفسه المساس بأمن الوطن".
ويعد الأمن العام، ذراع الشرع الأمنية في معقله السابق في إدلب (شمال غرب)، الجهاز الأكثر نفوذا في سوريا حاليا. وبعدما حلّ الرئيس الانتقالي الجيش السابق وجمّد عمل عناصره، انضوت الفصائل المسلحة التي نشطت في شمال غرب سوريا ضمن وزارة الدفاع. وتضم في صفوها مقاتلين أجانب من دول عدة.
وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان من جهته مقتل ستة من المسلحين المحليين الدروز في صحنايا.
وبحسب المرصد، بدأت الاشتباكات ليلا بين مسلحين مرتبطين بالسلطة وآخرين دروز من المنطقة، استخدمت خلالها "الأسلحة الخفيفة والمتوسطة".
قال سامر رفاعة وهو أحد الناشطين في صحنايا لفرانس برس صباحا بينما دوي القصف حوله يسمع بوضوح عبر الهاتف "لم ننم طيلة الليل.. حاليا تتساقط قذائف هاون على منازلنا".
وأضاف "السلطات غائبة، لا أعرف أين السلطات، نناشدها أن تقوم بدورها.. هناك أناس يموتون ولدينا اصابات" من دون إمكان تقديم الإسعافات لهم.
وقال كرم (27 عاما)، أحد المسلحين لفرانس برس عبر الهاتف "الآن أصبح هناك دماء، والتهدئة تحتاج لجهود كبيرة".
اتفاق
وجاء التصعيد في صحنايا غداة اشتباكات مماثلة في منطقة جرمانا قرب دمشق أيضا، أسفرت عن مقتل 17 شخصا بحسب حصيلة للمرصد، بينهم ثمانية من المقاتلين وتسعة من المسلحين "المهاجمين المرتبطين بالسلطة".
وتمّ الأربعاء تشييع المقاتلين السبعة في جرمانا بمشاركة جموع بعضهم مسلح. ورفع مشاركون "راية الحدود الخمسة" التي ترمز الى الدروز، ورددوا هتافات منها "عز البلاد رجالها".
نشر قوات سورية
أعلنت السلطات السورية اليوم أنها نشرت قواتها في أحياء منطقة صحنايا قرب دمشق لضمان "الأمن والاستقرار"، بعد اشتباكات دامية بين مسلحين مرتبطين بها وآخرين من الدروز.
وقال مدير مديرية الأمن في ريف دمشق المقدم حسام الطحان "نعلن انتهاء العملية الأمنية في منطقة أشرفية صحنايا، وانتشار قوات الأمن العام في أحياء المنطقة لضمان عودة الأمن والاستقرار"، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية (سانا).
"بقلق بالغ"
عبر المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا جير بيدرسن اليوم عن "قلقه البالغ" إزاء العنف في سوريا لاسيما في ضواحي دمشق وحمص.
وقالت الأمم المتحدة في بيان "يشعر (المبعوث جير بيدرسن) بالقلق إزاء التقارير التي تفيد بسقوط قتلى ومصابين مدنيين، وكذلك بين أفراد الأمن، واحتمال تفاقم الوضع الهش للغاية".