بوليتيكو: 4 حالات عفو رئاسية أكثر إثارة للجدل من عفو بايدن
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
أكد تقرير بمجلة بوليتيكو أن استخدام الرئيس الأميركي جو بايدن سلطة العفو الرئاسي عن ابنه هانتر ليس فريدا من نوعه، عكس ما يظنه النقاد، بل إن لهذه الممارسة تاريخا طويلا يمتد إلى عصر الرئيس جورج واشنطن.
وقال جوشوا زايتس في تقريره، وهو كاتب مساهم في المجلة، إنه رغم تلقي بايدن "انتقادات لاذعة" على قراره، بعضها بدعوى أن فعلته ستفتح الطريق أمام الرئيس المنتخب دونالد ترامب ليعفو عن من يشاء، فإن التاريخ الأميركي يجعل حالة العفو هذه تبدو "لطيفة" بالمقارنة بسابقاتها.
وفيما يلي 4 أمثلة تاريخية على استخدام سياسة العفو الرئاسي في حالات عدها الكاتب أكثر سوءا من العفو عن هانتر.
فرضت إدارة الرئيس جورج واشنطن ضريبة على المشروبات الكحولية عام 1791، مما أثار غضب المزارعين في غرب بنسلفانيا، إذ كان إنتاج الخمر مصدر دخلهم الأساسي، وأدى التمرد إلى مواجهة عسكرية مباشرة بعد رفض المزارعين دفع الضرائب، وانتهى باعتقال بعض القادة، حسب التقرير.
وأصدر واشنطن عفوا عن اثنين من المتهمين بالخيانة لتخفيف التوتر في المناطق الحدودية، ولكن القرار كان مثيرا للجدل بين الفدراليين من جهة، الذين رأوا في القرار تعزيزا للسلطة الفدرالية، والجمهوريين-الديمقراطيين من جهة أخرى، الذين عارضوا استخدام الجيش واعتبروا العفو علامة على تجاوز السلطة التنفيذية حدودها.
بعد اغتيال الرئيس أبراهام لينكولن في نهاية الحرب الأهلية الأميركية، تولى أندرو جونسون الرئاسة في فترة حرجة من التاريخ الأميركي، إذ كانت البلاد تحاول إعادة توحيد الشمال والجنوب وإعادة بناء المناطق الجنوبية المدمرة، وفق التقرير.
إعلانوفي البداية، أصدر جونسون عفوا عاما عن معظم المشاركين في الحرب الأهلية من الجنوب، مع استثناءات تضمنت كبار قادة الكونفدرالية وأغنى ملاك الأراضي، وكان الهدف من هذه الاستثناءات منع النخب الجنوبية من استعادة نفوذها بسرعة.
ولكن بحلول 1868، أصدر جونسون عفوا شاملا دون أي شروط مسبقة، مما أعاد جميع الحقوق المدنية والسياسية للجنود والمسؤولين الكونفدراليين.
وأدى ذلك إلى جدل كبير في الشمال، حيث رأى الجمهوريون أن العفو يضعف جهود إعادة الإعمار وتوزيع الأراضي، ويعطي القادة الجنوبيين فرصة لاستعادة سيطرتهم السياسية والاقتصادية، وأن فيه خيانة لدماء الجنود الذين قاتلوا للحفاظ على الاتحاد، وكان قرار العفو أحد أسباب عزل جونسون في 1868.
جورج بوش الأب وفضيحة إيران-كونترا (1992)في نهاية ولايته، أصدر بوش الأب عفوا عن 6 مسؤولين متورطين في فضيحة بيع أسلحة لإيران مقابل إطلاق سراح رهائن أميركيين محتجزين في لبنان بدعم إيراني، وتحويل الأموال من الصفقة لدعم متمردي الكونترا ضد الحكومة في نيكاراغوا، وفق التقرير.
وتمت الصفقة رغم الحظر الذي فرضه الكونغرس على المساعدات العسكرية الأميركية حينها، وأشرفت عليها الإدارة السابقة برئاسة رونالد ريغان، وأثار قرار العفو إدانات واسعة باعتباره محاولة لتجنب محاسبة سياسية شاملة.
في آخر يوم له في المنصب، أصدر الرئيس بيل كلينتون عفوا عن شقيقه روجر المدان بتهمة بيع المخدرات، وكانت هذه أول مرة يعفو فيها رئيس أميركي عن أحد أقاربه، حسب التقرير.
كما أثار عفو كلينتون عن الملياردير مارك ريتش، المتهم بجرائم مالية، اتهامات بالمحاباة والفساد، إذ كانت زوجة ريتش من المتبرعين الكبار للحزب الديمقراطي.
جو بايدن وهانتر (2024)وفق التقرير، لا يعد عفو بايدن عن هانتر بأي حال من الأحوال انحرافا عن تقليد طويل ونبيل من الرئاسة الأميركية، فلطالما كانت سلطة العفو الرئاسي فوضوية ومثيرة للجدل.
إعلانواعتبر التقرير تهم هانتر أقل إشكالية من الأمثلة التاريخية الأخرى، وكان هانتر يواجه السجن لسنوات بسبب تهم ضريبية والكذب بشأن تعاطي المخدرات أثناء تقديمه طلبا للحصول على سلاح ناري، وفق التقرير.
واختتم الكاتب بالقول إن الجدل الحقيقي الآن يجب أن يكون حول إصلاح مبدأ العفو الرئاسي، المستمد من "حق الرحمة السيادي" بالنظام الملكي البريطاني، أو حظره للأبد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات العفو الرئاسی جورج واشنطن وفق التقریر
إقرأ أيضاً:
الرئيس الإيراني يشكّك باستعداد واشنطن للمفاوضات ويؤكّد: تحمي «القتلة»
شكك الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم الاثنين، في صدق الولايات المتحدة في السعي إلى إجراء مفاوضات مع طهران في ظل فرض عقوبات عليها، وذلك بعد أسبوع من إعادة تطبيق الرئيس الأميركي دونالد ترامب سياسة “أقصى الضغوط” على طهران.
وقال بزشكيان، في كلمة له خلال إحياء الذكرى 46 للثورة الإسلامية عام 1979: “إذا كانت الولايات المتحدة صادقة بشأن المفاوضات، فلماذا فرضت علينا عقوبات؟”
وأضاف أن إسرائيل، لا إيران، هي التي تزعزع استقرار الشرق الأوسط.، وقال الرئيس الإيراني إن “ترامب يخطط للمؤامرات ضدنا ويدعي في الوقت نفسه أنه يريد الحوار مع إيران”، مشيرا إلى أن ترامب “يدعم القتلة ويحميهم من محكمة الجنايات الدولية”.
وشدد بزشكيان على أن إيران لن تستسلم للقوى الأجنبية وأن بلاده لا تسعى إلى الحرب، وقال أيضا “نواجه حربا اقتصادية شاملة وعلينا التصدي لها”.
وقال بزشكيان “إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يدعم القتلة ويحميهم من محكمة الجنايات الدولية، مشيرا إلى أن “ثورتنا استطاعت أن تخرج الظالمين من إيران”.
وأشار إلى أنه “على الرغم من أننا لا نسعى إلى الحرب، إلا أن العدو كان يسعى منذ اليوم الأول إلى إثارة الصراع والمثال على ذلك هو اغتيال إسماعيل هنية في طهران. هدف العدو هو إثارة الفتنة بيننا”.
وأضاف: “العدو ينتظر حدوث الانقسامات في إيران ليتمكن من استغلالها وتنفيذ مؤامراته. لكننا، بدعم من قائد الثورة، سنواصل مسيرتنا بقوة، وسنسعى للعيش مع جيران هذه الأرض بأخوة واحترام متبادل.”
وتابع قائلا: “ترامب يقول تعالوا لنتفاوض، وفي نفس اللحظة يوقع مذكرة بكل المؤامرات الممكنة ضد إيران”، جازما “أننا سنبذل كل جهد ممكن للحفاظ على الوحدة والتماسك. يجب على الأعداء أن يعلموا أننا لا يمكن أن نخاف من الشهادة، لأن الشهادة هي أعظم أمل لأي إنسان يسعى للعدالة في مسار النضال ضد الظلم”.
وأكد قائلا: “هم إرهابيون لكنهم يطلقون علينا لقب الإرهابيين. نحن ضحايا الإرهاب” ، مضيفا: “دعونا نسعى بناء على الحق والعدالة لتطبيق حقوق الجميع بشكل عادل. لنتحد ضد الفساد والظلم والجريمة. شعبنا صامد وإذا كان هناك أمر سيحدث، فإننا سنظل في خدمة الشعب حتى آخر نفس”.
من ناحيته قال نائب الرئيس الإيراني “لا نشعر أن هناك فائدة من التعامل مع واشنطن ترامب أظهر أنه غير موثوق، إلا إذا تغير، وهو أمر غير محتمل”.
أما وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي فقال إن “أميركا أخلت بوعدها في الاتفاق النووي، ونحن لا نثق بالمفاوضات، ولن نتفاوض تحت الضغط أو القوة بأي شكل من الأشكال”، مشيرا إلى أن “هدف المفاوضات التي يريدها
وأضاف “لقد عاد ترامب إلى سياسة الضغط الأقصى ضد الشعب الإيراني”. وقال وزير الخارجية الإيراني إن “المبدأ الأول في سياستنا الخارجية أننا مستقلون ولا أحد يملي علينا تعليماته من الشرق أو الغرب”.