أبوظبي/ وام
أشاد مسؤولون دوليون في منظمات إنسانية أممية، بالدعم الإماراتي السخي والحاسم في التعامل مع المعاناة والأوضاع الحرجة التي يواجهها سكان قطاع غزة منذ نشوب الحرب.
وقال مهند هادي، نائب المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، والمنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية، إنه في ظل المعاناة الإنسانية الهائلة في قطاع غزة، أظهرت دولة الإمارات تضامنها والتزامها الثابت تجاه الشعب الفلسطيني، ويؤكد دعمها السخي خلال هذه الأوقات الصعبة تفانيها في تخفيف الأزمة الإنسانية وتقديم المساعدة الحاسمة لمن هم في أمس الحاجة إليها، وتؤدي جهود الإمارات المستمرة دورًا حيويًا في تقديم الأمل والإغاثة للفئات الأكثر ضعفًا، ونحن نشيد بقيادتها وتعاطفها في هذه الظروف الصعبة.


من جانبه قال الدكتور ريتشارد بيبيركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، إن منظمة الصحة العالمية تعرب عن امتنانها لدولة الإمارات على دعمها المستمر للخدمات الصحية المتعثرة في غزة، بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، إذ يعد هذا الدعم حاسما في تخفيف المعاناة وإنقاذ الأرواح وسط الأعمال العدائية المستمرة.
وأكد تعاون الإمارات في تسهيل الإغاثة، لافتاً إلى أن الإجلاء الطبي للمرضى من غزة يشكل شريان حياة حيوياً لمن هم في أمس الحاجة للمساعدة.
وأضاف أنه منذ أكتوبر 2023، استقبلت دولة الإمارات 1,149 مريضاً من غزة، من بينهم 266 تم إجلاؤهم، بعد إغلاق معبر رفح؛ وهو أكبر عدد من المرضى الذين تم إجلاؤهم إلى دولة واحدة بين مايو ونوفمبر 2024، وهذه المبادرة هي دليل واضح على التضامن الإقليمي الذي تشتد الحاجة إليه.
من جانبه أشاد ستيفن أندرسون، ممثل برنامج الأغذية العالمي لدى دول مجلس التعاون الخليجي، بقيادة دولة الإمارات لإثباتها مراراً وتكراراً أنها في أوقات الأزمات تتضامن مع المجتمعات التي هي في أمس الحاجة إليها من خلال توفير دعم قوي وفي الوقت المناسب لإنقاذ الأرواح.
وأضاف أنه في الوقت الذي وصل فيه انعدام الأمن الغذائي على نطاق واسع إلى مستويات غير إنسانية في غزة، ويعرض العاملون في المجال الإنساني حياتهم للخطر بشكل متزايد من أجل تقديم المساعدة، فإن التزام دولة الإمارات الثابت تجاه الشعب الفلسطيني المتضرر مثال يحتذى به.
من جانبه قال السيد الطيب آدم، ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” في منطقة الخليج، إنه في مواجهة المعاناة غير المسبوقة في غزة، تعد الاستجابة الإنسانية لدولة الإمارات، من خلال توفير الإمدادات المنقذة للحياة ودعم حملات التطعيم، بمنزلة شهادة قوية على قوة التضامن العالمي، وتظل اليونيسف ملتزمة بالعمل مع دولة الإمارات لضمان حماية أطفال غزة ومنحهم الفرصة لإعادة بناء مستقبلهم.
وأظهرت الأرقام الصادرة عن خدمة التتبع المالي التابع لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)(FTS)، أن دولة الإمارات، تصدرت قائمة الدول الأكثر دعما لسكان قطاع غزة منذ بداية الأزمة في أكتوبر 2023 وحتى نهاية نوفمبر 2024، بقيمة بلغت 828 مليون دولار، وبنسبة 42% من مجمل المساعدات المقدمة، وذلك بحسب ما نشرته وكالة الأنباء الألمانية (dpa).
الدعم الإغاثي
وفي ظل تضاؤل دخول المساعدات الدولية براً إلى القطاع خلال الأشهر الماضية، دشنت دولة الإمارات وبالتعاون مع الشركاء الدوليين الممر البحري من قبرص إلى غزة وتحريك 6 بواخر حملت 4021 طناً، كذلك برز نجاح عملية «طيور الخير» لإسقاط المساعدات عن طريق الجو إلى الأهالي في غزة، لا سيما في المناطق التي يتعذر الوصول بالمساعدات إليها، في تنفيذ 53 إسقاطاً للمساعدات الغذائية والإغاثية للأهالي في شمال القطاع، ليبلغ إجمالي المساعدات الإماراتية التي تم إسقاطها من سماء غزة منذ اندلاع الحرب 3623 طناً.
وعلى المستوى الإغاثي، حققت عملية «الفارس الشهم 3»، على مدى عام كامل، نجاحات نوعية في ظل صعوبة وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، حيث نجحت في إيصال 1620 قافلة إغاثية، إلى جانب تسيير ست سفن مساعدات بحراً، كما تم تنفيذ 519 رحلة جوية، حملت أكثر من 47 ألف طنا من الاحتياجات الإغاثية الأساسية التي شملت المواد الغذائية والخيام المقاومة للمياه والحرائق، بالإضافة إلى الألبسة والأدوية اللازمة للعائلات النازحة.
تأمين المياه
ولأن الماء هو عصب الحياة، ركّزت المبادرات الإماراتية على توريد وتشغيل ما مجموعه 6 محطات لتحلية المياه في مدينة رفح المصرية، بطاقة إجمالية تبلغ مليوناً و200 ألف جالون يتم ضخها يومياً إلى قطاع غزة، ويستفيد منها أكثر من 600 ألف نسمة.
كما عملت عملية «الفارس الشهم 3» على تقديم المياه لآلاف النازحين بشكل يومي، للحد من معاناة الأهالي وتلبية احتياجاتهم الأساسية من خلال إعادة تأهيل شبكات تمديد المياه في عدد من المناطق، بما يمكّن الأهالي والنازحين من الحصول على مياه نظيفة، مع العمل على تنفيذ مشروع إغاثي عاجل لإيصال المياه للمناطق المنكوبة التي تكدس فيها النازحون والسكان، والتصدي لتلوث منظومة المياه وتوفير بيئة صحية عبر إصلاح خطوط المياه وصيانة جزء من شبكات توصيل المياه في العديد من مناطق شمال القطاع، وذلك ضمن الجهود التي تقوم بها الدولة لإيجاد الحلول الإنسانية العاجلة، وصيانة وإعادة تشغيل آبار وخزانات المياه في شمال قطاع غزة، بعد الضرر الشامل الذي أصاب أكثرها.
علاج الأطفال ومرضى السرطان
ومع الضرر الواسع الذي أصاب المنظومة الطبية والصحية، شكّلت مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، لعلاج 1000 طفل من قطاع غزة و1000 مصاب بالسرطان في المستشفيات الإماراتية، واستضافتهم مع مرافقيهم في مدينة الإمارات الإنسانية، شريان حياة للكثيرين ممن لا يجدون العلاج والعمليات الجراحية المنقذة للحياة داخل القطاع.
كما تواصلت عمليات الإجلاء للمرضى والجرحى، حيث بلغ العدد الإجمالي الجرحى الذين تم استقبالهم في دولة الإمارات 2127 مصاباً ومرافقاً.
تأهيل مجمع ناصر الطبي
وعلى مستوى الرعاية الصحية، وإلى جانب الخدمات الطبية المقدمة لسكان قطاع غزة من خلال المستشفى الميداني الإماراتي في مدينة رفح، أعلنت دولة الإمارات خلال شهر أبريل 2024 وضمن عملية “الفارس الشهم 3” عزمها على إعادة تأهيل مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس الذي شهد دماراً كبيراً، وتوقف كادره الطبي وأقسامه الاستشفائية والجراحية عن العمل بعد تخريب واسع طال تجهيزاته.
وتسعى المبادرة الإماراتية لتأهيل مجمع ناصر الطبي، نظراً إلى موقعه الحيوي في جنوب قطاع غزة الذي أصبح يكتظ بحوالي مليون ونصف المليون نسمة من السكان والنازحين.
كما تستهدف الجهود المبذولة تقديم كل الدعم كي يكون جاهزاً للعودة إلى العمل وتقديم الخدمات العلاجية واستقبال المرضى والمصابين وتزويده بالتجهيزات المطلوبة.
المستشفى العائم
وكانت الإمارات قد سيّرت المستشفى العائم في ميناء العريش المصري، بهدف توفير الخدمات العلاجية والدعم الطبي اللازم إلى الأشقاء الفلسطينيين من المرضى والجرحى الذين كان يتم إجلاؤهم إلى مصر من غزة عبر معبر رفح.
ويقوم على عمليات المستشفى العائم الذي تم إنشاؤه بالتعاون مع دائرة الصحة في أبوظبي ومجموعة موانئ أبوظبي، وتبلغ سعته 100 سرير ويضم غرف عمليات وعناية مركزة وأشعة ومختبراً وصيدلية ومستودعات طبية، طاقم طبي وإداري يضم 100 من الكوادر من مختلف التخصصات بما فيها التخدير والجراحة العامة والعظام والطوارئ، إضافة إلى الممرضين والمساعدين، وحتى اليوم قدم المستشفى الخدمات العلاجية لنحو 7554 شخصاً.
المستشفى الميداني
وسبق ذلك كله تدشين دولة الإمارات، ضمن عملية “الفارس الشهم 3”، في الثاني من ديسمبر 2023 وبعد أقل من شهرين على اندلاع الحرب، المستشفى الميداني الإماراتي في مدينة رفح، بسعة 200 سرير، ويحتوي على غرف للعناية المركزة للبالغين والأطفال، وقسم للتخدير وعيادات تخصصية تشمل الباطنية والأسنان والعظام والطب النفسي وطب الأسرة وطب الأطفال وطب النساء، إلى جانب الخدمات الطبية المساندة.
ويضم المستشفى غرفاً للعمليات الجراحية مجهزة لإجراء مختلف أنواع الجراحات (ومنها الجراحة العامة، والجراحات الخاصة بالأطفال، وجراحات الأوعية الدموية) وعالج المستشفى خلال العام المنصرم 50489 شخصاً.
حملة التطعيم ضد شلل الأطفال
وتوّجت الجهود الإماراتية الدعمة لأهالي غزة طبياً وصحياً، خاصة الأطفال، بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، لتقديم 5 ملايين دولار للحملة الدولية لتطعيم مئات الآلاف من أطفال القطاع ضد شلل الأطفال.
ونجحت الحملة بإيصال اللقاح إلى أكثر من 557 ألف طفل.
وشاركت دولة الإمارات في جهود الحملة إلى جانب كلٍ من منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”.
مدينة الإمارات الانسانية
وتقوم مدينة الإمارات الإنسانية على توفير بيئة ومجتمع يتمتع بالراحة والاحتواء والاستقرار للأشقاء الفلسطينيين، حيث يعمل على خدمة ضيوف المدينة مجموعة من الجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص والتي تقدم جهوداً استثنائية لتوفير سبل راحة وتأهيل المقيمين من خلال توفير سبل المعيشة والتنسيق للمرضى والجرحى الذين تم نقلهم للعلاج في الدولة مع مرافقيهم، والتنسيق مع المستشفيات ومتابعة علاجهم.
دعم إماراتي مستمر
ومع استمرار الحرب على القطاع، تواصل دولة الإمارات وعبر مختلف مبادراتها الإغاثية والإنسانية الوقوف إلى جانب أهالي غزة وتخفيف معاناتهم ودعم بقائهم في أرضهم إلى أن تضع الحرب أوزارها وتعود الحياة في غزة إلى طبيعتها، مؤكدة موقفها التاريخي والإنساني الراسخ في دعم الشعب الفلسطيني الشقيق.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات قطاع غزة منظمة الصحة العالمیة الفارس الشهم 3 دولة الإمارات المیاه فی فی مدینة قطاع غزة إلى جانب من خلال فی غزة غزة من

إقرأ أيضاً:

الإمارات تحتضن العالم لحشد الجهود

الإمارات تحتضن العالم لحشد الجهود

إنجازات دولة الإمارات، وقوة مبادراتها، تشكل مرجعاً رائداً يؤكد مكانتها المرموقة وجهة رئيسية لاستشراف مسارات التطوير وسبل مواكبة العصر المتسارع بكل ما فيه، وهو ما تعكسه مشاركاتها الملهمة في الفعاليات الدولية الكبرى، وكذلك التي تقوم بتنظيمها، ومنها “القمة العالمية للحكومات”، الملتقى الأضخم والأكثر تأثيراً الذي تترقبه دول العالم التي تحل ضيفة على الإمارات، وتعكس “حرص الدولة على تعزيز دورها الفاعل في دعم التعاون الدولي لخدمة الأهداف التنموية لمختلف المجتمعات في العالم انطلاقاً من إيمانها الثابت بأن ازدهار العالم وضمان تقدمه يكون من خلال توحده على رؤى مشتركة من أجل السلام والاستقرار والتنمية المتوازنة للجميع”، كما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، خلال ترحيب سموه بضيوف الإمارات المشاركين في الدورة الحالية التي تنطلق اليوم، تحت شعار “استشراف حكومات المستقبل”، بقول سموه: “نرحب بقادة الدول وحكوماتها ضيوف دولة الإمارات التي تجمع العالم مجدداً من خلال القمة العالمية للحكومات، للحوار وتشارك الرؤى والأفكار، في وقت أصبحت فيه البشرية بأمس الحاجة إلى تكاتف الجهود وتكاملها لمواجهة التحديات الكبرى التي لا يمكن التعامل معها إلا من خلال جهود عالمية مشتركة”، ومضيفاً سموه : “أنه في ظل ترابط العالم فإنه لا أحد سيكون بمنأى عن التأثر بالتحولات التاريخية التي يشهدها ما يتطلب تنسيق الرؤى والجهود المشتركة لاستثمار هذه التحولات في تحقيق تنمية مستدامة ومتساوية للجميع”.. بالإضافة لكون “القمة” تبين أهمية توجهات الإمارات كما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، بالقول: “إن دولة الإمارات تؤكد مجدداً دورها المحوري في ترسيخ حوار عالمي إيجابي وهادف، واليوم تستمر القمة العالمية للحكومات، من خلال هذه المشاركة الدولية المتنامية في أعمالها، في تعزيز مكانتها بوصفها أهم ملتقى يجمع حكومات العالم في أكثر الأوقات الحاسمة في تاريخ البشرية، حيث يَعْبر العالم اليوم إلى حقبة جديدة في ظل ما يشهده من تحولات”.
“القمة” الأكبر في تاريخ الحدث الاستثنائي “أكثر من 30 رئيس دولة وحكومة، وما يزيد عن 80 منظمة دولية وإقليمية، و140 وفداً حكومياً، ونخبة من قادة الفكر والخبراء العالميين، وأكثر من 6000 مشارك، وقادة قطاع التكنولوجيا والقطاعات الحيوية وأبرز شركات القطاع الخاص في مجالات عديدة، بالإضافة إلى أجندتها الغنية “21 منتدى وأكثر من 200 جلسة تفاعلية يتحدث فيها أكثر من 300 شخصية عالمية وأكثر من 30 طاولة مستديرة واجتماعاً وزارياً، بمشاركة أكثر من 400 وزير، وترقب 30 تقريراً استراتيجياً”.. تجعل منها التجمع الأكثر مواكبة واهتماماً وثقة من قبل معظم الحكومات، لكون مواضيعها من أولويات حاضر ومستقبل الإنسان وتنمية المجتمعات.
“القمة العالمية للحكومات 2025″، نتاج مدرسة القيادة الرشيدة، وفلسفتها القادرة على بلورة الفكر العالمي لإيجاد نماذج متقدمة من العمل القائم على التعاون وتبادل الخبرات نحو مستقبل أفضل للبشرية.


مقالات مشابهة

  • الإمارات والبرتغال تبحثان سبل تطوير التعاون الاقتصادي
  • حمدان بن محمد يبحث مع رئيس سيشل سبل تعزيز الشراكة دعماً لأهداف التنمية المستدامة
  • حمدان بن محمد يبحث مع رئيس سيشيل تعزيز الشراكة دعماً لأهداف التنمية المستدامة
  • الإمارات تحتضن العالم لحشد الجهود
  • سعود بن صقر: هيلتون ساهمت في مسيرة تطوير قطاع السياحة في رأس الخيمة
  • الإمارات تعزز شراكتها مع العراق في قطاع النفط والغاز
  • أكبر مشروع في العالم.. الإمارات تعزز مكانتها في قطاع الطاقة الشمسية
  • مراسل "إكسترا نيوز" من معبر رفح: قطاع غزة يواصل استقبال المساعدات الإنسانية
  • الإمارات..«ضابط» مناخ العالم
  • فى استجابةٍ للمواطنين.. محافظ المنيا يعلن توصيل المياه لـ25 أسرة بجنوب سمالوط