مسؤولون دوليون: الإمارات أظهرت دعماً سخياً استجابة للأوضاع في غزة
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
أشاد مسؤولون دوليون في منظمات إنسانية أممية، بالدعم الإماراتي السخي والحاسم في التعامل مع المعاناة والأوضاع الحرجة التي يواجهها سكان قطاع غزة منذ نشوب الحرب. وقال مهند هادي، نائب المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، والمنسق المقيم للأمم المتحدة، ومنسق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية، إنه في ظل المعاناة الإنسانية الهائلة في قطاع غزة، أظهرت دولة الإمارات تضامنها والتزامها الثابت تجاه الشعب الفلسطيني، ويؤكد دعمها السخي، خلال هذه الأوقات الصعبة تفانيها في تخفيف الأزمة الإنسانية وتقديم المساعدة الحاسمة لمن هم في أمس الحاجة إليها، وتؤدي جهود الإمارات المستمرة دورًا حيويًا في تقديم الأمل والإغاثة للفئات الأكثر ضعفًا، ونحن نشيد بقيادتها وتعاطفها في هذه الظروف الصعبة.
وأكد تعاون الإمارات في تسهيل الإغاثة، لافتاً إلى أن الإجلاء الطبي للمرضى من غزة يشكل شريان حياة حيوياً لمن هم في أمس الحاجة للمساعدة.
وأضاف أنه منذ أكتوبر 2023، استقبلت دولة الإمارات 1,149 مريضاً من غزة، من بينهم 266 تم إجلاؤهم، بعد إغلاق معبر رفح، وهو أكبر عدد من المرضى الذين تم إجلاؤهم إلى دولة واحدة بين مايو ونوفمبر 2024، وهذه المبادرة هي دليل واضح على التضامن الإقليمي الذي تشتد الحاجة إليه.من جانبه أشاد ستيفن أندرسون، ممثل برنامج الأغذية العالمي لدى دول مجلس التعاون الخليجي، بقيادة دولة الإمارات لإثباتها مراراً وتكراراً أنها في أوقات الأزمات تتضامن مع المجتمعات التي هي في أمس الحاجة إليها، من خلال توفير دعم قوي وفي الوقت المناسب لإنقاذ الأرواح.
وأضاف أنه في الوقت الذي وصل فيه انعدام الأمن الغذائي على نطاق واسع إلى مستويات غير إنسانية في غزة، ويعرض العاملون في المجال الإنساني حياتهم للخطر بشكل متزايد من أجل تقديم المساعدة، فإن التزام دولة الإمارات الثابت تجاه الشعب الفلسطيني المتضرر مثال يحتذى به.من جانبه قال السيد الطيب آدم، ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» في منطقة الخليج، إنه في مواجهة المعاناة غير المسبوقة في غزة، تعد الاستجابة الإنسانية لدولة الإمارات، من خلال توفير الإمدادات المنقذة للحياة ودعم حملات التطعيم، بمنزلة شهادة قوية على قوة التضامن العالمي، وتظل اليونيسف ملتزمة بالعمل مع دولة الإمارات لضمان حماية أطفال غزة ومنحهم الفرصة لإعادة بناء مستقبلهم.وأظهرت الأرقام الصادرة عن خدمة التتبع المالي التابع لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)(FTS)، أن دولة الإمارات، تصدرت قائمة الدول الأكثر دعماً لسكان قطاع غزة منذ بداية الأزمة في أكتوبر 2023 وحتى نهاية نوفمبر 2024، بقيمة بلغت 828 مليون دولار، وبنسبة 42% من مجمل المساعدات المقدمة، وذلك بحسب ما نشرته وكالة الأنباء الألمانية (dpa).
- الدعم الإغاثي..
وفي ظل تضاؤل دخول المساعدات الدولية براً إلى القطاع، خلال الأشهر الماضية، دشنت دولة الإمارات وبالتعاون مع الشركاء الدوليين الممر البحري من قبرص إلى غزة وتحريك 6 بواخر حملت 4021 طناً، كذلك برز نجاح عملية «طيور الخير» لإسقاط المساعدات عن طريق الجو إلى الأهالي في غزة، لا سيما في المناطق التي يتعذر الوصول بالمساعدات إليها، في تنفيذ 53 إسقاطاً للمساعدات الغذائية والإغاثية للأهالي في شمال القطاع، ليبلغ إجمالي المساعدات الإماراتية التي تم إسقاطها من سماء غزة منذ اندلاع الحرب 3623 طناً.وعلى المستوى الإغاثي، حققت عملية «الفارس الشهم 3»، على مدى عام كامل، نجاحات نوعية في ظل صعوبة وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، حيث نجحت في إيصال 1620 قافلة إغاثية، إلى جانب تسيير ست سفن مساعدات بحراً، كما تم تنفيذ 519 رحلة جوية، حملت أكثر من 47 ألف طن من الاحتياجات الإغاثية الأساسية التي شملت المواد الغذائية والخيام المقاومة للمياه والحرائق، بالإضافة إلى الألبسة والأدوية اللازمة للعائلات النازحة.- تأمين المياه..ولأن الماء هو عصب الحياة، ركّزت المبادرات الإماراتية على توريد وتشغيل ما مجموعه 6 محطات لتحلية المياه في مدينة رفح المصرية، بطاقة إجمالية تبلغ مليوناً و200 ألف جالون يتم ضخها يومياً إلى قطاع غزة، ويستفيد منها أكثر من 600 ألف نسمة.كما عملت عملية «الفارس الشهم 3» على تقديم المياه لآلاف النازحين بشكل يومي، للحد من معاناة الأهالي، وتلبية احتياجاتهم الأساسية من خلال إعادة تأهيل شبكات تمديد المياه في عدد من المناطق، بما يمكّن الأهالي والنازحين من الحصول على مياه نظيفة، مع العمل على تنفيذ مشروع إغاثي عاجل لإيصال المياه للمناطق المنكوبة التي تكدس فيها النازحون والسكان، والتصدي لتلوث منظومة المياه وتوفير بيئة صحية عبر إصلاح خطوط المياه وصيانة جزء من شبكات توصيل المياه في العديد من مناطق شمال القطاع، وذلك ضمن الجهود التي تقوم بها الدولة لإيجاد الحلول الإنسانية العاجلة، وصيانة وإعادة تشغيل آبار وخزانات المياه في شمال قطاع غزة، بعد الضرر الشامل الذي أصاب أكثرها.
- علاج الأطفال ومرضى السرطان
ومع الضرر الواسع الذي أصاب المنظومة الطبية والصحية، شكّلت مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله،، لعلاج 1000 طفل من قطاع غزة، و1000 مصاب بالسرطان في المستشفيات الإماراتية، واستضافتهم مع مرافقيهم في مدينة الإمارات الإنسانية، شريان حياة للكثيرين ممن لا يجدون العلاج والعمليات الجراحية المنقذة للحياة داخل القطاع.كما تواصلت عمليات الإجلاء للمرضى والجرحى، حيث بلغ العدد الإجمالي الجرحى الذين تم استقبالهم في دولة الإمارات 2127 مصاباً ومرافقاً.
تأهيل مجمع ناصر الطبي..
وعلى مستوى الرعاية الصحية، وإلى جانب الخدمات الطبية المقدمة لسكان قطاع غزة من خلال المستشفى الميداني الإماراتي في مدينة رفح، أعلنت دولة الإمارات خلال شهر أبريل 2024 وضمن عملية «الفارس الشهم 3» عزمها على إعادة تأهيل مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس الذي شهد دماراً كبيراً، وتوقف كادره الطبي وأقسامه الاستشفائية والجراحية عن العمل بعد تخريب واسع طال تجهيزاته. وتسعى المبادرة الإماراتية لتأهيل مجمع ناصر الطبي، نظراً إلى موقعه الحيوي في جنوب قطاع غزة الذي أصبح يكتظ بحوالي مليون ونصف المليون نسمة من السكان والنازحين.
كما تستهدف الجهود المبذولة تقديم كل الدعم كي يكون جاهزاً للعودة إلى العمل وتقديم الخدمات العلاجية واستقبال المرضى والمصابين وتزويده بالتجهيزات المطلوبة.
- المستشفى العائم..
أخبار ذات صلةوكانت الإمارات قد سيّرت المستشفى العائم في ميناء العريش المصري، بهدف توفير الخدمات العلاجية والدعم الطبي اللازم إلى الأشقاء الفلسطينيين من المرضى والجرحى الذين كان يتم إجلاؤهم إلى مصر من غزة عبر معبر رفح.
ويقوم على عمليات المستشفى العائم الذي تم إنشاؤه، بالتعاون مع دائرة الصحة في أبوظبي ومجموعة موانئ أبوظبي، وتبلغ سعته 100 سرير، ويضم غرف عمليات وعناية مركزة وأشعة ومختبراً وصيدلية ومستودعات طبية، طاقم طبي وإداري يضم 100 من الكوادر من مختلف التخصصات، بما فيها التخدير والجراحة العامة والعظام والطوارئ، إضافة إلى الممرضين والمساعدين، وحتى اليوم قدم المستشفى الخدمات العلاجية لنحو 7554 شخصاً.
- المستشفى الميداني..
وسبق ذلك كله تدشين دولة الإمارات، ضمن عملية «الفارس الشهم 3»، في الثاني من ديسمبر 2023 وبعد أقل من شهرين على اندلاع الحرب، المستشفى الميداني الإماراتي في مدينة رفح، بسعة 200 سرير، ويحتوي على غرف للعناية المركزة للبالغين والأطفال، وقسم للتخدير وعيادات تخصصية تشمل الباطنية والأسنان والعظام والطب النفسي وطب الأسرة وطب الأطفال وطب النساء، إلى جانب الخدمات الطبية المساندة.ويضم المستشفى غرفاً للعمليات الجراحية مجهزة لإجراء مختلف أنواع الجراحات (ومنها الجراحة العامة، والجراحات الخاصة بالأطفال، وجراحات الأوعية الدموية)، وعالج المستشفى خلال العام المنصرم 50489 شخصاً.
- حملة التطعيم ضد شلل الأطفال
وتوّجت الجهود الإماراتية الدعمة لأهالي غزة، طبياً وصحياً، خاصة الأطفال، بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، لتقديم 5 ملايين دولار للحملة الدولية لتطعيم مئات الآلاف من أطفال القطاع ضد شلل الأطفال. ونجحت الحملة بإيصال اللقاح إلى أكثر من 557 ألف طفل.
وشاركت دولة الإمارات في جهود الحملة إلى جانب كلٍ من منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا».
مدينة الإمارات الإنسانية..
وتقوم مدينة الإمارات الإنسانية على توفير بيئة ومجتمع يتمتع بالراحة والاحتواء والاستقرار للأشقاء الفلسطينيين، حيث يعمل على خدمة ضيوف المدينة مجموعة من الجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص، والتي تقدم جهوداً استثنائية لتوفير سبل راحة وتأهيل المقيمين من خلال توفير سبل المعيشة والتنسيق للمرضى والجرحى الذين تم نقلهم للعلاج في الدولة مع مرافقيهم، والتنسيق مع المستشفيات ومتابعة علاجهم.
- دعم إماراتي مستمر..
ومع استمرار الحرب على القطاع، تواصل دولة الإمارات وعبر مختلف مبادراتها الإغاثية والإنسانية الوقوف إلى جانب أهالي غزة، وتخفيف معاناتهم ودعم بقائهم في أرضهم إلى أن تضع الحرب أوزارها، وتعود الحياة في غزة إلى طبيعتها، مؤكدة موقفها التاريخي والإنساني الراسخ في دعم الشعب الفلسطيني الشقيق.
المصدر: وامالمصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: المساعدات الإنسانية الإمارات غزة منظمة الصحة العالمیة الفارس الشهم 3 دولة الإمارات المیاه فی فی مدینة قطاع غزة إلى جانب من خلال فی غزة غزة من
إقرأ أيضاً:
قادة دول وحكومات يؤكدون محورية التعاون الدولي في تمكين المجتمعات
أكد قادة دول وحكومات ومسؤولون وخبراء عالميون، محورية الشراكات والتعاون الدولي القائم على تبادل الخبرات والمعارف وأفضل التجارب في الارتقاء بجودة حياة المجتمعات، وفي تمكينها من اللحاق بركب صناعة المستقبل العالمي.
جاء ذلك، في سلسلة جلسات حوارية وكلمات رئيسية شهدها منتدى تبادل الخبرات الحكومية، الذي تم تنظيمه ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات 2025، بمشاركة قادة دول وحكومات ومسؤولين حكوميين وخبراء عالميين لمناقشة أفضل الممارسات في الإدارة الحكومية، واستعراض تجارب رائدة تسهم في تطوير الأداء الحكومي وتحقيق كفاءة عالية في تقديم الخدمات.
وهدف المنتدى إلى مناقشة واستعراض حلول عملية لتعزيز كفاءة العمل الحكومي على المستوى العالمي، والتعريف بتجربة دولة الإمارات الريادية في دعم التعاون الدولي لتطوير العمل الحكومي، وتوسيع آفاق الشراكات الدولية من خلال تبادل المعرفة والخبرات بين الحكومات، بما يؤسس لخريطة طريق للحكومات لاعتماد ممارسات مبتكرة في الإدارة وتعزيز كفاءة الأداء الحكومي عالمياً.
وأكد الملك مسواتي الثالث ملك مملكة إسواتيني في كلمة رئيسية خلال افتتاح المنتدى، أن القمة العالمية للحكومات تطورت لتصبح منصة بالغة الأهمية للتعاون والابتكار، حيث تجمع الحكومات والشركات والمنظمات الدولية للتأثير على مستقبل الحوكمة.
وقال إن الاختيارات والقرارات التي نتخذها كحكومات اليوم ستحدد مصير أممنا وجودة حياة شعوبنا للأجيال القادمة، لذلك ليس على الحكومات أن تتكيف فحسب، بل يجب أن تقود بنظرة ثاقبة، ولا بد من تضمين الابتكار والتحول الرقمي والاستدامة في هياكل الحوكمة لدينا لضمان الشمول والمساواة والمرونة.
وأضاف أنه يتعين على القادة أن يتحدوا في تعزيز العالم الذي نتصوره كما هو في أجندة الأمم المتحدة لأهداف التنمية المستدامة 2030، وفي أفريقيا لدينا أيضًا رؤيتنا 2063، "أفريقيا التي نريدها"، والتي تدعونا إلى العمل ومعالجة التحديات الأفريقية والعالمية.
وأكد أن الاستقرار الاقتصادي هو الأساس لكل حكومة، ولفت إلى أن جائحة كوفيد-19 كشفت عن نقاط ضعف في أنظمتنا الصحية وأكدت أهمية التعاون العالمي، وأنه مع تقدم الحضارة البشرية يجب إعطاء الأولوية للمساواة في الرعاية الصحية والاستثمار في الأنظمة المرنة.
وقال الملك مسواتي الثالث، إن نموذج الحكم في إسواتيني يعد شهادة على قوة التوفيق بين التقاليد والحداثة، ويعتمد على مبادئ الشمولية والتشاور والتنمية المجتمعية التي تضمن بقاء الحكم متجذرًا بعمق في احتياجات شعبنا، مشيراً إلى تبني بلاده إصلاحات تدفع إلى الشفافية والكفاءة وإشراك المجتمع.
وذكر أن المجتمع المرن يقوم على أفراده وقدراتهم، وأن مستقبل الحوكمة يجب أن يعطي الأولوية للاستثمار في التعليم وتنمية المهارات والبنية الأساسية الاجتماعية التي تمكن الأفراد من النجاح في عالم سريع التغير.
وأضاف أن بلاده ملتزمة ببناء حكومة ذكية فعّالة ومرتكزة على المواطن وتعتمد على التكنولوجيا، وأن رؤيتها تتمثل في الاستفادة من التقنيات الرقمية لتحسين تقديم الخدمات والقضاء على أوجه القصور وضمان حصول جميع المواطنين على الخدمات الأساسية، وأهمية توافق الحكومات على آليات لتحقيق الأهداف التنموية وصناعة المستقبل، تتضمن تبادل الخبرات والنجاحات والدروس لتحسين نماذج الحوكمة.
#فيديو| سهيل المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية لـ24: الدورة الحالية لـ #القمة_العالمية_للحكومات تركز على الذكاء الاصطناعي في العمل الحكومي، و #الإمارات لها تجارب مميزة في هذا المجال منها ربط جميع الوزارات لتسهيل الخدمات على المتعاملين#WGS25 pic.twitter.com/eCd0s8ME0E
— 24.ae | الإمارات (@24emirates24) February 12, 2025 الحوكمة المسؤولةمن جهتها، أكدت جيليكا تسفيانوفيتش رئيسة مجلس رئاسة جمهورية البوسنة والهرسك ، في كلمة بعنوان حكومات مبتكرة لمستقبل مستدام ومرن، أهمية الحوكمة المسؤولة والفعالة والمبتكرة لما تمثله من شرط أساسي للحفاظ على الاستقرار وضمان النمو والتنمية المستدامين والتقدم المجتمعي الشامل، مشيرة إلى أن الدول والمجتمعات حول العالم تواجه تحديات كبرى تفرضها التحولات المتسارعة في مختلف المجالات.
وقالت إن مرونة أي مجتمع تعتمد على قوة مؤسساته، التي يجب أن تكون قادرة على الاستجابة بفعالية للاحتياجات المتزايد، وإنه في عصر الثورة الرقمية، التي أعادت تشكيل الطريقة التي نعيش بها ونتواصل بها وندير بها أعمالنا، لا يمكن أن تكون الحوكمة فعالة دون تبني التقنيات الحديثة.
وأضافت أن التطورات التكنولوجية تضع معايير جديدة للإدارة، وتوفر فرصا لمزيد من المرونة والشفافية، وأن الأدوات الرقمية أصبحت ركائز لا غنى عنها لكل إدارة حديثة، مشيرة إلى أن الدول التي تدرك قيمة الابتكار التكنولوجي في الحوكمة قطعت خطوات ملحوظة في تحسين جودة الخدمات، لافتة إلى أن من الأمثلة الرائعة على هذا التقدم دولة الإمارات التي حققت مبادراتها في مجال الكفاءة الإدارية والتحول الرقمي نتائج مبهرة.
وأشارت إلى أن بناء اقتصاد تنافسي يتطلب تعزيز مبادرات التحول الرقمي في الحوكمة والصناعة، وتوسيع الاستثمارات الإستراتيجية في التعليم والبحث العلمي.
وقالت إن المحركين الرئيسيين للتحول الرقمي في مجتمعنا هم الشباب، الذين يدمجون بنجاح الأدوات الرقمية المتقدمة في تعليمهم ومساعيهم المهنية، مواكبين بذلك أقرانهم في أكثر بلدان العالم تقدمًا، ويتعين علينا أن نولي اهتمامًا أكبر لتمكين الشباب من خلال تمكينهم من تطبيق معارفهم ومهاراتهم التكنولوجية لتحقيق التقدم لمجتمعنا.
وأضافت أن العالم الذي نعيش فيه أصبح مترابطاً بشكل متزايد، والتحديات التي نواجهها اليوم تتجاوز الحدود الوطنية، وإنني أعتقد اعتقاداً راسخاً أن المستقبل ينتمي إلى أولئك الذين هم على استعداد لبناء جسور التعاون الهادف والحوار البناء والتفاهم المتبادل والشراكة الحقيقية القائمة على مبادئ المساواة.
بدوره أشاد أندريه راجولينا رئيس جمهورية مدغشقر، في كلمة بعنوان القيادة والازدهار الوطني، برؤى قيادة دولة الإمارات وتبني الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، جمع قادة العالم ورؤساء الدول وصناع السياسات وقادة الأعمال من أجل التفكير المشترك في سبل ضمان الرخاء العالمي.
وقال إن القيادة القوية والرؤيوية والعملية هي المفتاح لتحويل رؤانا إلى أفعال.
وأضاف أنه يتعين على القائد الحقيقي أن يفهم ويتقن نقاط القوة والفرص والتحديات والصعوبات التي تواجه بلده، وانطلاقاً من هذا الاعتقاد، بدأنا التحول الزراعي في مدغشقر، أؤمن بأن الأب الصالح هو الذي يستطيع إطعام أسرته، والرئيس الصالح هو الذي يستطيع إطعام شعبه، ومن هذا المنطلق، وضعت على عاتقي تحدي جعل مدغشقر مخزناً للأرز في القارة الأفريقية.
وأشار إلى تحدٍ رئيسي آخر يتمثل في الطاقة، التي تمثل المحرك الأساسي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، والتي يجب تسريع التحول فيها، لأنه لا توجد تنمية بدون طاقة، مؤكداً عزم مدغشقر على تحقيق أهداف طموحة من خلال الاستثمار الضخم في الطاقة المتجددة والتحول في مجال الطاقة.
وتناول رئيس مدغشقر ما تتمتع به بلاده من موارد طبيعية وتنوع بيولوجي، وموارد بشرية شابة مرنة وموهوبة ومدفوعة بتصميم على بناء مستقبل أفضل، مؤكداً أن دور القائد على وجه التحديد تسخير هذه الإمكانات، وإلهام وتعبئة كل مواطن لتحويل تحدياتنا إلى فرص، مشدداً على أن دولة الإمارات تجسد نموذجاً للتنمية الاقتصادية العالمية، وقصة نجاح نموذجية ومصدر إلهام عالمي، لأن تحويل الصحراء إلى عاصمة اقتصادية عالمية في غضون بضعة عقود فقط يثبت أنه من خلال القيادة الفذة وقوة العمل الجاد، يمكننا تحويل الأحلام إلى حقيقة، مشيرا إلى أن القيادة، عندما تمارس برؤية وتصميم، تشكل رافعة أساسية للتحول.
وفي كلمة رئيسية ضمن أعمال المنتدى، أكد جاليمزان كويشيباييف نائب رئيس وزراء كازاخستان، أهمية القمة العالمية للحكومات ودورها في توفير مصدر فريد للحلول المشتركة للتحديات العالمية، وتشكيل رؤية مشتركة من خلال استشراف الاتجاهات الناشئة ودمجها في التخطيط الاستراتيجي وصنع السياسات، مشيراً إلى أن دولة الإمارات تمثل نموذجاً يحتذى به في كفاءة الحكومة وقدرتها على التكيف والابتكار.
وقال إن حكومة كازاخستان تلتزم بتعزيز الحوار المفتوح وبناء نموذج شراكة عالمية قائم على الثقة المتبادلة والتفاهم، وإن رؤيتها بشأن دور الحوكمة الفعالة في تعزيز المرونة ودفع التقدم وضمان النمو المستدام، ترتكز على أن التحول الرقمي بعد أمرًا بالغ الأهمية لكفاءة الحكومة.
وأضاف نشهد ثورة تغير قواعد اللعبة في الابتكار، من تطوير البرمجيات من الجيل التالي وتقنيات الواقع الغامر إلى الحوسبة الكمومية والروبوتات والهندسة الحيوية، ومن المتوقع أن تولد هذه التطورات ما بين 29 و48 تريليون دولار من الإيرادات بحلول عام 2040، ما يزيد حصتها من الناتج المحلي الإجمالي العالمي من 4% إلى 10-16%، وإدراكًا لهذه الإمكانات، فقد تبنينا التقنيات الرقمية لتعزيز الإدارة العامة.
وأكد كويشيباييف أن التطور السريع للذكاء الاصطناعي يفرض تحديات، بما في ذلك التهديدات السيبرانية، وخصوصية البيانات، ومخاطر إساءة الاستخدام في الحروب أو حروب المعلومات، داعياً الدول المتقدمة تكنولوجياً إلى التعاون في تطوير معايير أخلاقية مشتركة لحكم الذكاء الاصطناعي بحيادية وسلام.
وقال إن التعاون يشكل أهمية أساسية لمستقبل مزدهر، ويتعين على الدول المرنة أن تعمل معاً لمعالجة التحديات المشتركة، وإن كازاخستان، باعتبارها جسراً بين أوروبا وآسيا، ملتزمة بتعزيز الشراكات الإقليمية والعالمية في مجال العمل المناخي، والتنويع الاقتصادي، وتبادل المعرفة.
من جانبه تحدث مسرور بارزاني رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، في جلسة بعنوان التحديات العالمية والفرص الواعدة، حاوره فيها عبد الله ناصر لوتاه مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء للتنافسية والتبادل المعرفي في دولة الإمارات.
وأكد بارزاني أن النجاح في إدارة إقليم كردستان العراق وسط مشهد معقد، في عصر التحديات والتغيرات الجيوسياسية، قد تحقق بفضل التأكد من حل المشكلات، والتعلم من الأخطاء، وتحويل المخاطر إلى فرص، والحفاظ على الأمن، ما كان له دور في نمو الأعمال، وجلب الشركات من جميع أنحاء العالم إلى الإقليم.
وشدد رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، على أهمية التركيز على جيل الشباب في بناء المستقبل، من خلال الاهتمام بالتعليم، وتوفير برامج الدعم في جميع المجالات.
من جهته أكد عبد الله لوتاه أن منتدى تبادل الخبرات الحكومية يجسد رسالة حكومة دولة الإمارات والقمة العالمية للحكومات، بتمكين وتعزيز أطر التعاون الدولي والشراكات البناءة الهادفة للارتقاء بالمعرفة الحكومية، والتعاون في تطوير وتحديث تجارب العمل الحكومي، بما يمكن المجتمعات وينعكس إيجاباً على جودة حياتها.
وقال إن حكومة دولة الإمارات رسخت تجربة متميزة في بناء صيغة تعاون دولي إيجابي محوره تعزيز الاستفادة من التجارب الناجحة وجمع الحكومات والمنظمات عبر منصة موحدة لكل المعنيين بتطوير الإدارة الحكومية، والمهتمين بصناعة لمستقبل.