عاقبة اللعن: "لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
أكد النبي ﷺ في الحديث الشريف: «لَا يَكُونُ اللَّعَّانُونَ شُفَعَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» [رواه مسلم]، أهمية البعد عن اللعن كجزء أساسي من تهذيب الأخلاق الإسلامية، ويعكس هذا الحديث الشريف تحذيراً واضحاً من خطورة التهاون في استخدام ألفاظ اللعن، لما له من أثر سلبي على الفرد والمجتمع.
معنى اللعن وحكمهاللّعن في اللغة يعني الطرد من رحمة الله، وهو أمر عظيم لا ينبغي للمسلم أن يتخذه عادةً في حياته اليومية.
يشير الحديث الشريف إلى أن من اعتاد اللعن يحرم من أن يكون شفيعاً أو شاهداً يوم القيامة. وهذا يعني أنه يُحرم من دور عظيم في ذلك اليوم، حيث لا يستطيع أن يشفع للآخرين أو يُدلي بشهادته الصادقة. وتلك الحرمانات تعكس مدى خطورة هذه الصفة على الفرد وعلاقته بالله.
تأثير اللعن على المجتمعاللعن يسبب انتشار الكراهية والفرقة بين أفراد المجتمع، ويعكس خللاً في ضبط النفس والالتزام بالأخلاق الحسنة. ويحث الإسلام على استبدال الكلمات السلبية بالدعاء والتمني بالخير للآخرين، تحقيقاً للسلم الاجتماعي وبناء علاقات قائمة على المحبة والاحترام.
دعوة للإقلاع عن اللعنالإسلام دين يدعو إلى تهذيب النفس وضبط الألفاظ، وهو ما يتطلب مجاهدة للنفس لتجنب اللعن واستبداله بالدعاء للآخرين بالهداية والخير. فإن كانت الكلمة الطيبة صدقة، فإن الكلمة السيئة قد تكون باباً للوقوع في المعاصي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: اللعن تهذيب النفس إسلام القيم الإسلامية الكلمة الطيبة ضبط النفس الإسلام القيامة
إقرأ أيضاً:
الشبكة الفرنسية للصحة النفسية: مفاهيم علم النفس لا يمكنها تفسير الواقع بغزة
الثورة /وكالات
قال إيمانويل كوسادينوس، عضو الشبكة الناطقة بالفرنسية للصحة النفسية في فلسطين، إن تجربة الصدمة التي يعيشها الفلسطينيون تتشكل من خلال العنف المستمر الذي يتعرضون له، مشيرا إلى أن مفاهيم مثل اضطراب ما بعد الصدمة لا تستطيع تفسير هذا الواقع، “لأنه لا يوجد ما بعد الصدمة حيث لا توجد لحظة راحة أو عودة إلى البيئة، بل هي صدمة متواصلة”.
وأوضح الكاتب في مدونته على موقع ميديا بارت، أن الإذلال المستمر يكمن في قلب هذه التجربة، وهو شكل من أشكال الصدمة نادرا ما يتم التعرف عليه في الخطاب السريري السائد لأن هذا الإذلال إلى جانب أعمال العنف الأخرى، يضرب الهوية الجماعية للفلسطينيين، ولا يؤثر بشكل عميق على الأفراد فحسب، بل أيضا على نسيج مجتمعهم ذاته.
ويشير الكاتب، في المقالة التي ترجمتها الجزيرة نت، انطلاقا من مداخلة الطبيبة النفسية الفلسطينية سماح جبر في مؤتمر عقد في إسطنبول، إلى أن الطب النفسي المهيمن غالبا ما يكون متواطئا في التجريد من الإنسانية، مؤكدا أن الطب النفسي الاستعماري تاريخيا، كان بمثابة أداة للسيطرة كما هو الحال في الجزائر، حيث تم استخدام نظريات علمية زائفة لتجريد السكان الأصليين من إنسانيتهم.
ويقول: “اليوم يتم استخدام تكتيكات مماثلة في فلسطين، حيث يُوصف المقاومون في كثير من الأحيان بأنهم غير مستقرين عقليا، وبالتالي يجب على العاملين في مجال الصحة العقلية رفض هذه الممارسات والتركيز على الاعتراف والتمكين، والامتناع عن تحويل الصدمة إلى مرض أو فرض السيطرة على الضحايا”.
مكافحة السرديات السائدة
ونبه الكاتب إلى أن القدرة على الصمود في السياق الفلسطيني تتجاوز مجرد البقاء، إذ يجسد مفهوم الصمود الاستجابة النشطة والمتطلعة للمستقبل، ويتضمن ذلك أعمالا فردية وجماعية متنوعة، بدءا من المبادرات الإبداعية وحتى تنظيم المجتمع، علما أن توثيق قصص المعاناة والمقاومة له دور حاسم في مكافحة السرديات السائدة، وبالتالي يجب على الفلسطينيين “الكشف” عن حقائقهم المخفية وتضخيمها لتحدي اللامبالاة والإنكار العالمي.
ولهذا الصراع آثار أوسع -حسب الكاتب- وتطبيع العنف ضد الشعب الفلسطيني وتآكل القانون الدولي يعكسان انحدارا أخلاقيا عالميا، ولذلك يتردد صدى هذه المظالم خارج غزة، مما يسلط الضوء على أوجه التشابه مع سياقات استعمارية أخرى تم فيها الحرمان من الإنسانية وإضفاء الطابع المرضي على المقاومة.
محو التاريخ والهوية
وأشار الكاتب إلى أن أعمال الإبادة الجماعية غالبا ما يسبقها خطاب مثل كون المرأة الفلسطينية “تهديد ديمغرافي”، وأفعال مثل بناء مواقف السيارات على المقابر الجماعية، تكشف عن جهد مستمر لمحو التاريخ والهوية الفلسطينية.
وفي هذا السياق، تصبح الصحة النفسية مجالا للنضال وشكلا من أشكال المقاومة، ومع انهيار نظام الصحة النفسية في الأسبوعين الأولين من تصاعد العنف، وترك عشرات الآلاف من الأشخاص في طابور المرضى دون رعاية في غزة، يواصل الفلسطينيون الاعتماد على الممارسات ذات الجذور الثقافية، مثل تلاوة الآيات القرآنية لتعزيز مثابرتهم، وعلى المبادرات الجماعية التي تعطي الأولوية للشفاء اعتمادا على الموارد المتاحة في المجتمع.
ويعاني الفلسطينيون الذين يعيشون في الخارج أيضا من الصدمة -حسب الكاتب- ويتعرضون للشعور بذنب النجاة والعجز والانفصال عن وطنهم، ويتطلب دعم هؤلاء الأفراد الاعتراف بنضالاتهم ومساعدتهم على تحويل غضبهم ويأسهم إلى عمل ذي معنى.
ويختم الكاتب بأن مداخلة سماح جبر تقدم تحليلا عميقا لصدمة الشعب الفلسطيني وصموده ومقاومته، ويدعو إلى رفض الروايات اللاإنسانية واعتماد أساليب جماعية تراعي الثقافة للشفاء، مشيرا إلى أن هذه ليست ضرورة أخلاقية فحسب، بل هي ضرورة عالمية، لأن تآكل الإنسانية في فلسطين يتردد صداه خارج حدودها.