ميقاتي: أولويات لبنان وقف الخروقات وانسحاب إسرائيل
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، اليوم الخميس، على ضرورة وقف الخروقات، وانسحاب الجيش الاسرائيلي من الأراضي اللبنانية.
ووفق الوكالة الوطنية للإعلام، جاء ذلك خلال استقبال ميقاتي رئيس الوفد العسكري الفرنسي في اجتماعات اللجنة الخماسية لمراقبة وقف إطلاق النار، الجنرال غيوم بونشان .
وبحسب الوكالة، شارك في الاجتماع سفير فرنسا لدى لبنان هيرفيه ماغرو ومستشاراً رئيس الحكومة السفير بطرس عساكر وزياد ميقاتي.
وأكد ميقاتي، خلال الاجتماع، أن" أولويات لبنان هي وقف اطلاق النار والخروقات الإسرائيلية وانسحاب الجيش الاسرائيلي من الأراضي اللبنانية، وتعزيز انتشار الجيش في الجنوب".
#ميقاتي: اولويات الموقف اللبناني هي وقف اطلاق النار والخروقات الاسرائيلية https://t.co/eCWj6VWWrs
— elmarada.org (@Elmarada) December 5, 2024وكان ميقاتي، قد أعلن أمس الأربعاء، أن إسرائيل ارتكبت أكثر من 60 خرقاً خلال أسبوع من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي بدأ في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية أن ميقاتي قال بجلسة لمجلس الوزراء بالسرايا الحكومية في بيروت: "مضى أسبوع على وقف إطلاق النار، وما زلنا نرى الخروقات الإسرائيلية التي تحصل، وبلغت حتى الآن أكثر من 60 خرقاً".
وأضاف: "لمست من خلال اتصالاتي مع الدول التي شاركت في التوصل إلى وقف إطلاق النار، وتحديداً الولايات المتحدة وفرنسا، حرصاً على معالجة هذا الموضوع".
وأفاد رئيس الوزراء بأنه "حصل في اليومين الأخيرين، تثبيت أكيد لوقف إطلاق النار، ونأمل أن يتحول إلى استقرار دائم، رغم أننا نتخوف ونحذر من خروقات تعيدنا إلى أجواء القلق".
وأكد على مواكبة الحكومة وبذلها جهوداً "لتحصين العائدين اللبنانيين إلى بلداتهم، ودعم صمودهم الاجتماعي والعمراني".
كلمة رئيس الحكومة #نجيب_ميقاتي في مستهل جلسة #مجلس_الوزراء
مضى اسبوع على وقف اطلاق النار وما زلنا نرى الخروقات الاسرائيلية التي تحصل وهي بلغت حتى الآن اكثر من ستين خرقا. وقد لمست من خلال اتصالاتي مع الدول التي شاركت في التوصل الى وقف اطلاق النار وتحديدا الولايات المتحدة… pic.twitter.com/Z2mBmCZIxh
ووفقاً للوكالة اللبنانية، ارتكب الجيش الإسرائيلي، أمس، 6 خروقات لاتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله، عبر فتح نيرانه على بلدات جنوب لبنان، وتحليق طيرانه الحربي فوق العاصمة بيروت ومدينة صور.
وبوقت سابق، أعلن وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض، في مؤتمر صحافي أن حصيلة العدوان الإسرائيلي على لبنان بلغت 4047 قتيلا و16 ألفا و638 جريحاً منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله عيد الاتحاد غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ميقاتي فرنسا لبنان إسرائيل العدوان الإسرائيلي على لبنان لبنان إسرائيل إسرائيل وحزب الله ميقاتي فرنسا وقف إطلاق النار وقف اطلاق النار
إقرأ أيضاً:
نهاية الحروب اللبنانية مع إسرائيل
بعد دمشق، ها هي بيروتُ تحتفل بعهدٍ جديد بانتخاب رئيس الجمهورية الذي حال حزبُ الله دونَه وترك المنصبَ شاغراً منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2022.
المرحلة الجديدة في لبنان تختتم تاريخَ خمسين سنةً من الاستخدام الإقليمي لهذا البلدِ الصغير، ثاني أصغر الدولِ العربية مساحة.لعقودٍ صار لبنان مركزاً للصراع الإقليمي النَّاصري والصَّدامي والأسدي والإيراني. وفُرضَ عليه أن يكونَ الجبهة الوحيدة مع إسرائيلَ بعد إغلاق الجبهات المصرية والأردنية والسورية.
يعود الوضع للتوازن بعد أن تمَّ إنهاء نفوذ إيران، والتخلص من نظام الأسد. بذلك تكون المطالبُ الدولية أخيراً قد تحقَّقت، والطريق مفتوحةً للتعاملات السياسية والتجارية مع بيروت. ستتبقَى المعارك المحلية بين القوى اللبنانية، وما دامت من دون رصاص، ليست من شأن الدول الأخرى، وتترك للتسويات داخل أطرِ الحكم المعقدة هناك.
بعد أن تمَّ حسم منصب رئيسِ الجمهورية بنجاح، نتوقَّع جملة تغييرات مقبلة. فقد جرى انتخاب جوزيف عون رئيساً بعملية قيصريةٍ ناجحة، أسهمت فيها قوى عربيةٌ ودولية. الأميركيون لوَّحوا بوقف أي دعم اقتصادي من أي كان، والإسرائيليون لم تتوقَّف طائراتهم المسيرة عن الدوران في الأفق، مستفيدين من اتفاق الحرب والفراغ. وخلال المداولات كانت حقائبُ السفارة الإيرانية تُفتَّش في مطار بيروت وتصادر محتوياتها الممنوعة، وتنشر فضائحُها على الملأ. وعلى الحدود البرية كانَ الأمن اللبناني يسلّم نظامَ دمشق الجديد عشرات الضباط السوريين المطلوبين. وتحت قبة البرلمان لم يعد ممكناً ولا مسموحاً إجبار النواب على التصويت رغماً عنهم، كما كانَ يفعل الحزب ونظام الأسد في السابق.
على أي حال، إيران أصبحت من الماضي وإن بقيَ حزب الله موجوداً، وستستمرّ جهود نزع معظمِ سلاحه ضمن اتفاقِ وقف إطلاق النار. والحرب الأخيرة ستكون آخرَ الحروب مع إسرائيل عبر لبنان.
في الظروف المستجدة سنرى مزيداً من التطورات وتُفتح آمالٌ كبيرة. نشاط لبنان التجاري الذي عطلته حرب سوريا وقيّدته عمليات تهريب المخدرات من حزب الله، ونظام الأسد، سيجد الأسواقَ مفتوحة أمامه. وسيصبح بمقدوره تفعيل اتفاق الإنتاج النفطي في المياه المشتركة مع إسرائيل. وكذلك وضع نهاية لما تبقَّى من خلاف حدودي افتعله نظام الأسد بعد انسحاب إسرائيل من الجنوب عام 2000، لتبرير "المقاومة الإيرانية السورية" بدعوى تحرير "مزارع شبعا المحتلة".
الدول ذاتُ السيادة الكاملة في المنطقة اقتنعت بأنَّها تخدم أمنها القومي بإنهاء حالة الحرب مع إسرائيل. وقَّع السادات اتفاق كامب ديفيد وأغلق الجبهة المصرية، وكذلك الملك حسين باتفاق وادي عربة. وحتى حافظ الأسد سبقهم جميعاً ووقَّع اتّفاق فكّ الاشتباك عام 1974 الذي أصبح عملياً اتفاقَ سلام دام خمسين عاماً.
هناك لبنانيون يتحدّثون عن الحاجة إلى ما هو أبعد من اتفاق هدنة، إلى اتفاق دائم يكون مضموناً دولياً لمنع عودة الحروب باسم المقاومة. والرئيس الجديد لمَّح في خطاب القسم: "سنناقش استراتيجية دفاعية كاملة على المستويات الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية". قد لا يكون لبنان بعدُ قد تعافى ليجرؤ على هذه الخطوة، وإنهاء استخدام أراضيه جبهة حرب لسوريا أو منظمات فلسطينية أو إيران. لبنان يمكنه أن يؤسّس على اتفاق رأس الناقورة الذي وقعه مع إسرائيل عام 1949. بناء عليه، اعترف البلدان، لبنان وإسرائيل، بحدود بعضهما، ووقَّعا على الامتناع عن العمل العسكري من "القوات النظامية وغير النظامية".
في الحقيقة، اتفاقيات السلام تحمي الدول العربية وليس إسرائيل، التي هي دائماً متفوقة عليها عسكرياً. كما تضمنُ هذه الاتفاقيات حقوق الدول العربية في أراضيها ومواردها من تبدلات الصّراع مع إسرائيل ودول المنطقة.
هذه مسألة تترك للبنانيين وللوقت الأنسب، والأرجح أنَّ الحرب الأخيرة أقنعت آخر الفئات، حاضنة «حزب الله» نفسها التي دفعت الثمن الأكبر، بأنَّ إنهاء الحروب في صالحها.
ما الذي يريده الآخرون من لبنان؟ ما ورد في خطاب القسم للرئيس عون، أنَّ لبنان لن يستقوى بالخارج، ولن يصدر إلا أفضل صناعاته وينشغل باقتصاده.