جورجيا.. اكتشاف لوح حجري غامض مع نقوش بلغة غير معروفة!
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
جورجيا – اكتشف علماء الآثار لوحا حجريا غامضا يحتوي على نقوش تنتمي إلى لغة قديمة مفقودة، ربما ترتبط باللغة المصرية القديمة.
وعثر على هذا اللوح البازلتي عن طريق الصدفة في عام 2021 بواسطة مجموعة من الصيادين المحليين الذين رصدوه في طين بحيرة باشبلمي في جورجيا.
ويحتوي اللوح على 60 رمزا نحتت مرتبة في سبع صفوف، 39 منها فريدة من نوعها.
ورغم وجود تشابهات مع بعض الكتابات القديمة من الهند ومصر وشبه جزيرة إيبيريا، إلا أن النقوش على اللوح لا تتطابق مع أي لغة معروفة حتى الآن.
ولم يكن من الممكن تحديد تاريخ كيميائي للوح، ولكن بناء على المنطقة التي تم العثور فيها عليه، فإن النقوش قد تعود إلى أواخر العصر البرونزي أو العصر الحديدي المبكر قبل نحو 14 ألف عام.
ويقول العلماء إنه لا توجد طريقة لمعرفة الرسالة التي كان الكاتب القديم يحاول نقلها، لكنهم يعتقدون أنها ربما كانت مهمة.
وإذا كانت بعض الرموز المتكررة تشير إلى أرقام، يقترح العلماء أن هذا قد يكون سجلا للغنائم العسكرية أو مشروع بناء هام أو قربانا لإله.
ويبدو أن الرموز الـ60 على اللوح قد تم إنشاؤها بتقنية “مطورة ومتقنة” بشكل مفاجئ بالنسبة لوقت إنشائها.
ومن المرجح أن الكاتب القديم كان قد حفر أولا سلسلة من الشقوق لتحديد كل رمز، ثم قام بتنعيم النمط باستخدام أداة مستديرة.
وبدت النتيجة بمثابة سلسلة من الأشكال المنحنية والخطوط والنقاط، والتي تختلف تماما عن أي شيء شوهد من قبل.
ووجد العلماء أن أقرب الرموز إلى تلك الموجودة على لوح باشبلمي هي تلك الموجودة في الكتابة باللغة الكارتفيلية البدائية (والتي تعرف أيضا باسم لغة جنوب القوقاز)، وهي سلف اللغة الجورجية الحديثة التي كانت تُستخدم في الألفية الرابعة قبل الميلاد.
وبالمثل، هناك بعض الأشكال المشابهة الموجودة في الأختام القديمة التي كانت تستخدم في جورجيا قبل المسيحية طوال العصر الحديدي المبكر.
ويعتقد علماء الآثار أن هذه الأختام القديمة كانت تُستخدم على الأرجح من قبل مسؤولين مثل جامعي الضرائب لتمييز كميات النبيذ والسلع الأخرى.
وبالإضافة إلى ذلك، في ورقتهم المنشورة في مجلة التاريخ القديم وعلم الآثار، يشير العلماء إلى وجود أوجه تشابه مع أنظمة كتابة أكثر غرابة.
وكتبوا: “بشكل عام، لا تعيد نقوش باشبلمي أي كتابة نعرفها، ومع ذلك، فإن معظم الرموز المستخدمة فيها تشبه تلك الموجودة في الكتابات في الشرق الأوسط، وكذلك تلك الخاصة بالدول البعيدة جغرافيا مثل الهند ومصر وشبه جزيرة إيبيريا الغربية”.
ومع ذلك، لا يوجد تطابق تام بين هذه النقوش وأي لغة قديمة معروفة حتى الآن. وبالتالي، فإن أصول اللغة التي تحتويها هذه النقوش تظل غامضة وغير محددة بشكل كامل.
وكانت بلدية مانسي حيث تم العثور على اللوح، في منطقة دبانيسخيفي التاريخية، موطنا لحضارة مزدهرة تمتد إلى العصر البرونزي المبكر.
وفي المنطقة حول بحيرة باشبلمي، كشفت مسوحات بالطائرات من دون طيار عن مجموعات من الدوائر المنتظمة التي قد تكون تلال دفن، وأشكال هندسية قد تكون بقايا منازل وهياكل دفاعية وأماكن عبادة.
ومن المثير للاهتمام، يقول العلماء إنه قد يكون هناك ارتباط بلغة مفقودة تم الإشارة إليها في الأسطورة اليونانية “جاسون و بحارو الأرغو” (Jason and the Argonauts)، حيث قام برحلة عظيمة لأخذ الصوف الذهبي من كولخيس.
وبينما كانت كولخيس تُعتبر غالبا أرضا أسطورية مليئة بالثروات، كانت في الواقع منطقة حقيقية على حدود البحر الأسود في ما يُعرف الآن بجورجيا.
ووفقا للمصادر اليونانية القديمة، كان سكان كولخيس يعرفون طريقة للكتابة تُسمى “الخط الذهبي”.
وفي عام 1115 ميلادي، كتب العالم البيزنطي سانت يوساثيوس من تسالونيكي: “كان الهدف من حملة بحاري الأرغو هو تعلم طريقة الخط الذهبي”.
ومع ذلك، فقد ضاعت جميع آثار هذه اللغة القديمة، المعروفة الآن بالأحرف الكولخيسية، مع مرور الزمن.
وقد يكون ذلك بسبب أن شعوب كولخيس الأصلية استخدمت مواد كتابة عضوية مثل العظام أو الخشب التي دُمرت منذ زمن طويل.
لكن الباحثين الآن يقترحون أن لوح باشبلمي قد يكون مرتبطا بطريقة ما بالأحرف الكولخيسية.
ومع ذلك، لا توجد وسيلة لمعرفة يقينا ماذا يقول اللوح أو من كان صانعوه من دون المزيد من الحفريات الأثرية في المنطقة.
المصدر: ديلي ميل
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
أثري: بقايا نقوش معبد الوادي من أجمل نماذج النحت في عهد حتشبسوت
قال الدكتور أحمد عامر، الخبير الأثري، إنّ هناك اكتشاف أثري ضخم بما تحمله الكلمة من معنى، موضحا أن البعثة الأثرية المصرية استطاعت بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار، الكشف عن جزء من أساسيات معبد الوادي، إذ أنه بمثابة بوابة الدخول الرئيسية للمعبد الجنائزي للملكة حتشبسوت الذي يعتبر أحد أهم المعابد المصرية القديمة.
البعثة المصرية
وأضاف «عامر»، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «هذا الصباح»، المذاع على فضائية «إكسترا نيوز»، أنّ البعثة المصرية تمكنت من العثور على عدد كبير من نقوش معبد الوادي، مشيرا إلى أنها من أهم وأجمل نماذج النحت في عهد الملكة حتشبسوت والملك تحتمس الثالث، كما جرى العثور على مجموعة نقوش ملكية مكتشفة حديثا من بقايا معبد الوادي، الذي تعرض للهجوم والهدم خلال عصر الرعامسة والأسرة الـ19.
العثور على أكثر من 100 لوحة حجريةوتابع: «البعثة الأثرية المصرية استطاعت العثور على أكثر من 100 لوحة حجرية من الحجر الجيري والرملي وسُجل عليها أسماء وخراطيش الملكة حتشبسوت من حيث اسم الميلاد والتتويج على العرش، كما جرى العثور على لوحة حجرية فريدة تحمل اسم المهندس المعماري للملكة حتشبسوت، كما تم العثور على عدد من المقابر الصخرية منذ عصر الدولة الوسطى وكشف بموقع معبد الوادي، مما يوضح التسلسل التاريخي للموقع».
جدير بالذكر أن عالم الآثار المصرية الدكتور "زاهي حواس" رئيس البعثة الأثرية المشتركة التابعة لمؤسسة زاهي حواس للآثار والتراث بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار _وزارة السياحة والآثار، أعلن عن العديد من الإكتشافات الأثرية.
وأكد "حواس" انه على مدار ثلاث سنوات من البحث والحفائر العلمية التي بدأت في سبتمبر ٢٠٢٢ تمكنت البعثة من تحقيق عدد من الإكتشافات الأثرية المهمة في المنطقة الواقعة عند بداية الطريق الصاعد لمعبد الملكة حتشبسوت بالدير البحري.
معبد الوادي للملكة حتشبسوت (١٤٧٩ – ١٤٥٨ قبل الميلاد)كشفت البعثة عن جزء من أساسات معبد الوادي الذي كان يقع عند مشارف الوادي وهو بوابة الدخول الرئيسية للمعبد الجنائزي للملكة حتشبسوت المسمى "جسر جسرو" والذي يعد أجمل المعابد الفرعونية على الإطلاق.
وأشار "حواس" ان البعثة عثرت على عدد كبير من نقوش معبد الوادي والتي تعد من أندر وأجمل نماذج فن النحت في عصر الملكة حتشبسوت وتحتمس الثالث، والتى لا يوجد مثيل لها في المتاحف المصرية سوى نماذج قليلة في متحفي الأقصر والمتروبوليتان، وتعد مجموعة النقوش الملكية المكتشفة حديثاً هي الأكمل على الإطلاق من بقايا معبد الوادي والذي تعرض للهدم خلال عصر الرعامسة والأسرة التاسعة عشرة.
وقال الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار ان البعثة عثرت على أكثر من مئة لوحة حجرية من الحجر الجيري والرملي مسجل عليها أسماء وخراطيش الملكة حتشبسوت (إسم الميلاد وإسم التتويج على العرش) وتعد جزء من ودائع الأساسات التي تؤكد على ملكية صاحب المعبد وهي المعروفة بـ Stone Name.
ومن بين تلك اللوحات الحجرية لوحة حجرية فريدة من الحجر الجيري تحمل بالنقش البارز إسم ولقب المهندس المعماري للملكة حتشبسوت المهندس "سنموت" ولقبه المشرف على القصر، وتعد مجموعة ودائع الأساسات الكاملة للملكة حتشبسوت من أهم مكتشفات البعثة والتي تأتي بعد مرور ما يقارب القرن من الزمان منذ أن كشف العالم الأمريكي هيربرت وينلوك عن أخر مجموعة كاملة من ودائع الأساسات للملكة حتشبسوت في موقع المعبد الجنائزي (١٩٢٣ - ١٩٣١).
وأكد "حواس" ان البعثة عثرت علي عدد من المقابر الصخرية من عصر الدولة الوسطى (٢٠٥٠ – ١٧١٠ قبل الميلاد)، وكشفت بموقع معبد الوادي عن التسلسل التاريخي للموقع والذي بدأ إشغاله في عصر الدولة الوسطى وإستمر حتى بداية الأسرة الثامنة عشرة عندما أمر المهندس الملكي سنموت بوقف الدفن في المنطقة وإختاره لها كموقع لتشييد معبد الوادي وجزء من إمتداد الطريق الصاعد الذي يربط بين معبد الوادي والمعبد الجنائزي. قام سنموت بدفن هذة الجبانة أسفل كميات كبيرة من الرمال وذلك ضمن أعمال تمهيد الموقع لتشييد معبد الوادي.
وأضاف "حواس" ان البعثة عثرت علي عدد من المقابر الصخرية التي تعود لعصر الأسرة الدولة الوسطى وعثر بها على عدد من القطع الأثرية المهمة ومنها موائد القرابين المصنوعة من الفخار وعليها مجسمات للقرابين من خبز ونبيذ ورأس وفخذ الثور، وتعد هذة الموائد من الأثار المميزة لعصر الدولة الوسطى.
واوضح "حواس" انه تم الكشف ايضا عن عدد من أبيار الدفن من عصر الأسرة السابعة عشرة (١٥٨٠ – ١٥٥٠ قبل الميلاد) المنحوتة في الصخر والتي تعود لعصر الأسرة السابعة عشرة وعثر بداخلها على عدد من التوابيت الخشبية بالهيئة الإنسانية والتي تعرف بالتوابيت الريشية وهي المميزة لعصر الأسرة السابعة عشرة ومن أهم تلك التوابيت تابوت لطفل صغير مغلق وموثق بالحبال والتي لا تزال على هيئتها منذ دفنها قبل ٣٦٠٠سنة. وبجانب تلك التوابيت تم العثور على حصير ملفوف لايزال بهيئتة المكتشف عليه وتعد البعثة حالياً برنامج خاص لترميمة ونقله للعرض بمتحف الحضارة، حيث قامت البعثة المصرية بنقل واحد من أهم مكتشفاتها وهو سرير من الخشب والحصير المجدول الى متحف الحضارة في موسم الحفائر الماضى ٢٠٢٣ – ٢٠٢٤ والذي يعود الى تلك الفترة وكان يخص أحد حراس الجبانة حيث عثر عليه في حجرة صغيرة مخصصة لإعاشة حرس الجبانة.