دعوة لبايدن بمنتدى أسبن للاعتراف بدولة فلسطين قبل بدء حكم ترامب
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
واشنطن- أجمع المشاركون في جلسات "منتدى أسبن الإستراتيجي"، الذي تابعته الجزيرة نت افتراضيا، على غياب الخبرات والقدرات والتناغم اللازم لمواجهة تعقيدات وتشابكات القضايا العالمية أمام إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.
واقترح السيناتور الديمقراطي كريس فان هولين عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ميريلاند، على الرئيس جو بايدن الذي بقي أمامه 45 يوما في الحكم، أن يقدم على خطوة يُصلح بها ما تسبب فيه من انتهاك وتجاهل القوانين الأميركية بعدم إيقافه شحن الأسلحة لإسرائيل مع انتهاكها حقوق الإنسان في غزة واقترافها جرائم كثيرة وسط تستر أميركي، وأن يعترف بالدولة الفلسطينية.
من جانبها، عبرت جين هارمان، العضو الجمهورية السابقة بمجلس النواب ورئيسة لجنة إستراتيجية الدفاع الوطني، عن قلقها مما قد لا يقوم به مجلس الشيوخ الذي انتقلت أغلبيته للجمهوريين، خاصة في مجال التدقيق في اختيارات ترامب للمناصب الرئيسية في فريقه للأمن القومي.
ومجموعة أسبن الإستراتيجية عبارة عن تجمع خبراء بارزين في السياسة الخارجية والأمن القومي من أجل البحث في التحديات المهمة التي تواجه الولايات المتحدة.
أزماتوأكدت هارمان أن للكونغرس دورا أكثر أهمية يتمثل في إقرار الميزانية التي يجب أن يدقق فيها بعيدا عن الولاءات والاعتبارات الحزبية. وخصت مرشح ترامب لمنصب وزير الدفاع، بيت هيغيست، الذي يلقى معارضة واضحة من مختلف ألوان الطيف السياسي داخل واشنطن.
إعلانفي حين اعتبر ستيفن هادلي، مستشار الأمن القومي السابق للرئيس السابق جورج بوش، أنه من الغريب أن يتم التركيز على القضايا الأساسية الواضحة مثل التهديد الروسي وغزو أوكرانيا، والصعود الصيني، وأزمة غزة، وتجاهل قضايا أخرى أساسية.
ورجح هادلي أن تواجه إدارة ترامب مناطق توتر غير تقليدية مثل فنزويلا وباكستان، وأزمة خلافة المرشد الأعلى الإيراني علي خامئني. واعتبر أن فريق ترامب لا يتمتع بالخبرات اللازمة، وعبر عن آماله أن يساعد عددا من صغار المسؤولين ممن يعرفون عمق وتعقيد القضايا الأساسية التي تنتظر هذه الإدارة.
وشدد على ضرورة إدراك الإدارة الجديدة أن القوى العالمية المعادية لواشنطن مثل روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران، تعمل على "خلخلة النظام العالمي المستقر الذي أسسته الولايات المتحدة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية"، حسب تقديره.
عدم استعدادأما سوزان رايس مستشارة الرئيس بايدن والسفيرة السابقة لواشنطن بالأمم المتحدة، فأكدت عدم استعداد إدارة ترامب للتعامل مع جائحة جديدة قد تتفشى وتسبب خسائر أكثر من خسائر وباء كورونا، "خاصة بوجود وزير جديد للصحة (روبرت كينيدي جونيور) لا يعترف أساسا باللقاح ودعا إلى عدم تعاطيه".
وبشأن الصين، قالت رايس إن إدارة بايدن نجحت في العمل على احتوائها إستراتيجيا بعدد من التحالفات القوية لتطويقها من كل الجهات باستثناء شمالها الذي يجاور روسيا، في إشارة إلى تحالف "إيكواس" مع بريطانيا وأستراليا، واتفاق "كواد الرباعي" مع الهند وأستراليا واليابان، إضافة للتحالف الثلاثي الذي يجمع واشنطن باليابان وكوريا الجنوبية.
في حين انتقد رجل الأعمال فيفيك راماسوامي، المرشح الرئاسي السابق، تقديم بلاده المساعدات الخارجية وقال "نحن نهدر نحو 30 مليار دولار من أموال دافعي الضرائب بلا هدف. الأميركيون لا يستفيدون وتعتري المساعدات شكوك وأسئلة كثيرة". وأشار إلى "غياب أي جدوى من تقديم مليارات الدولارات لمنظمات غير حكومية تغيب عنها الشفافية ولا تخدم أي مصالح أميركية".
إعلانمن جانبه، لفت كورت كامبل، نائب وزير الخارجية الأميركية، إلى أن الأيام الثلاثة الأخيرة وفرت إطارا جديدا لطبيعة الأزمات التي قد يواجهها الرئيس ترامب بعد بدء فترة حكمه الثانية. وخص بالذكر أزمة كوريا الجنوبية وتجدد الحرب في سوريا، والانهيار الأمني في هايتي بالبحر الكاريبي.
خطوة مهمةوتحدث السيناتور كريس فان هولين عن ضرورة اعتراف بايدن بالدولة الفلسطينية "بشروط أميركية تشمل إنهاء نظام سياسات مشبوهة تتبعها السلطة الفلسطينية". وشدد على أن هذا الإجراء سيكون خطوة مهمة نحو تحقيق حل الدولتين ومثالا للدول الأخرى لتحذو حذوهم.
واعتبر أن بايدن "راغب في التمسك بقيمنا وفرض مصالحنا في الشرق الأوسط. ومن دون اتخاذ موقف حاسم، فإن الولايات المتحدة مقدر لها أن تظل غارقة في هذا الصراع لأجيال قادمة".
ولم يستبعد أن يعكس ترامب أي قرار يتخذه بايدن، "لكن حتى مع هذه المخاطرة، يجب على واشنطن أن ترسل إشارة قوية إلى شعب إسرائيل والشعب الفلسطيني والعالم بأننا لن نقف مكتوفي الأيدي بينما تفكك حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة إمكانية السلام في الشرق الأوسط وتتجاهل الأسباب الجذرية للصراع وهي الحاجة إلى الأمن وتقرير المصير لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين".
وكرر السيناتور الديمقراطي أنه حان الوقت أيضا للاعتراف بأن حكومة نتنياهو انتهكت تأكيداتها بموجب مذكرة الأمن القومي رقم 20، ولا تمتثل لقانون تمرير المساعدات الإنسانية طبقا لما وثقته منظمات حقوق الإنسان الرائدة والأمم المتحدة.
ومع فرض حكومة نتنياهو قيودا تعسفية على إدخال المساعدات الإنسانية التي تشتد حاجة المدنيين إليها في غزة، واستخدامها أسلحة أميركية في انتهاك للقانون الدولي الإنساني، يرى هولين أنه يجب أن تؤدي هذه القرارات إلى توقف مؤقت في تقديم هذه الأسلحة، وهي نتيجة يجب أن تواجهها حكومة نتنياهو حتى تمتثل للقوانين الأميركية.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
إيران: مستعدون للتفاوض مع واشنطن ولكن ليس تحت الضغوط القصوى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد محمد جواد ظريف، مستشار رئيس الجمهورية الإيرانية للشؤون الاستراتيجية، أن إيران مستعدة لبدء مفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن إنهاء العقوبات، ولكن ليس في ظل سياسة "الضغوط القصوى" التي ينتهجها الرئيس دونالد ترامب.
ووصف عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني خلال مؤتمر حضره كبار المسؤولين وأعضاء البرلمان، العقوبات الأميركية على إيران بـ"القاسية"، محملاً إياها مسؤولية عرقلة التنمية الاقتصادية.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن عراقجي قوله "إن رفع العقوبات يتطلب المفاوضات، ولكن ليس في ظل سياسة الضغوط القصوى. ولا يمكن إجراء المفاوضات من موقف ضعيف، لأنها لن تعتبر مفاوضات بعد الآن، بل ستكون بمثابة استسلام. لن نذهب إلى طاولة المفاوضات بهذه الطريقة أبدًا".
وفي الخامس من فبراير الجاري، وقع ترامب مذكرة تلزم الولايات المتحدة بمواصلة سياسة الضغط الأقصى ضد إيران، والتي أسسها لأول مرة خلال ولايته الأولى والتي تضمنت عقوبات اقتصادية. وذكرت المذكرة أن السياسة تهدف إلى دفع صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر.
كانت الحملة السابقة للرئيس الأمريكي قد خفضت صادرات النفط الإيرانية من نحو ثلاثة ملايين برميل يوميا في عام 2017 إلى نحو 400 ألف برميل في عام 2019، وتبع ذلك إلغاؤه للاتفاق النووي الذي أبرمه أوباما في عام 2015 مع ست قوى عالمية والذي خفف العقوبات على إيران مقابل عمليات تفتيش من جانب الأمم المتحدة للحد من البرنامج النووي.
جاءت تصريحات عراقجي بعد أن دعا المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي الحكومة إلى عدم التفاوض مع الولايات المتحدة، واصفًا مثل هذا النهج بأنه "متهور" في ضوء سياسة ترامب تجاه طهران.