مدبولي يوجّه بوضع تصور للاستفادة من المباني ذات الطابع المُميز في القاهرة التاريخية
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
ترأس الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، اجتماع المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية العمرانية، حيث أكد أهمية الحفاظ على انتظام دورية انعقاد اجتماعات المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية العمرانية، لما تشهده جلساته من طرح مُوضوعات مهمة ترتبط بأولوية الدولة في التخطيط الجيد وتحقيق أهداف التطوير العمراني المنشود، بالتشاور مع ذوي الخبرة، للتوصل إلى الرؤى الأنسب والأكثر توافقا.
وقال رئيس الوزراء إنّه جلس مع الاستشاريين لبحث التصور المقترح لتطوير منطقة هضبة الأهرام، ومنها منطقة المنصورية، ومن المخطط الطرح على مكتب استشاري عالمي للتوصل إلى التصور الأنسب لاستغلال المنطقة بشكل أفضل.
معايير التنسيق الحضاري للمبانيبدأ الاجتماع باستعراض عددٍ من الموضوعات ذات الصلة بمتابعة موقف ما تم اتخاذه من قرارات خلال اجتماعات سابقة للمجلس، تضمنت عرض مقترح تعديلات أسس ومعايير التنسيق الحضاري للمباني التراثية ذات الطابع المعماري المتميز، حيث وافق المجلس على ما تم طرحه من تعديلات فيما يخص دليل أسس ومعايير التنسيق الحضاري لتلك المباني.
وأوضح رئيس مجلس إدارة الجهاز القومي للتنسيق الحضري؛ أنّه يتم دراسة كل حالة من تلك المباني على حدة، ثم العرض على المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية العمرانية، للتوصل إلى رؤية مُحددة لكل مبنى تتوافق مع حالته ومقوماته والاستخدامات المقترحة له، مع الحفاظ على الهوية البصرية للمناطق الخاضعة للتطوير.
وجرى استعراض تعديلات اشتراطات منطقة القاهرة التاريخية، والتي وافق المجلس عليها، بما يتوافق مع الرؤية الخاصة بإعادة استخدامات المباني بالمنطقة مع الحفاظ على الطابع المعماري والحضاري والنسيج العمراني للمنطقة الخاضعة لأعمال التطوير.
الاستفادة من المباني ذات الطابع المُميز والقيمة الحضاريةوفي هذا الصدد، أكد الدكتور مصطفى مدبولي ضرورة وضع تصور للاستفادة من المباني ذات الطابع المُميز والقيمة الحضارية بالقاهرة التاريخية وتحديدا بمنطقة وسط البلد، وتحديد الاستخدامات المناسبة لها، ومن ذلك تحويل تلك المباني لفنادق تاريخية، وذلك دون المساس بالقيمة الأثرية لها، ومع الحفاظ على الهوية الحضارية لتلك المباني، وذلك على النحو المتبع في العديد من بلدان العالم، حيث يتم استغلال مبانٍ تاريخية في استخدامات حديثة، ويمثل ذلك فرصة لإحياء تلك المباني غير المستغلة بجانبٍ كبير، واستغلالها على النحو الأمثل.
وفي هذا الصدد، أشار الاستشاري الدكتور ماهر استينو إلى أنّ مصر بها العديد من الخُبراء المميزين في مجال دراسات إعادة استخدام المباني، وكلف رئيس الوزراء بطرح عدد من الأسماء لعقد اجتماع معهم بهذا الخصوص خلال أسبوع أو 10 أيام على الأكثر.
تصور متكامل للاستفادة من منطقة المتحف المصري الكبيركما وافق المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية العمرانية خلال اجتماعه اليوم برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، على وضع تصور متكامل للاستفادة من منطقة المتحف المصري الكبير لتلبية الاحتياجات من إنشاء غرف فندقية تُعزز أهمية المشروع الحضاري، حيث تم عرض المنطقة المقترحة لتنفيذ التصور خارج المنطقة الأثرية.
ووجّه رئيس الوزراء بإعداد محددات التطوير للعرض على منظمة اليونسكو كخطوة أولى، ثم تقديم المُحددات إلى مكتب استشاري عالمي لوضع التصور الأنسب لتنفيذ المخطط، لافتاً إلى أنّ المنطقة يمكنها استيعاب نحو 5 آلاف غرفة فندقية وهو عدد كبير يُعزز الأهداف المنشودة، إلى جانب تنفيذ العديد من الأنشطة الترفيهية التي تضيف مزايا للمشروعات المقترحة من مشروعات سياحية وفندقية ذات إطلالة على المنطقة الأثرية، مع الحفاظ على المعايير الحضارية والبيئية المُتبعة دولياً في هذا الشأن.
وتمت الموافقة على إعلان منطقة عزبة الصفيح بالوحدة المحلية بأبو رواش بمركز كرداسة بمحافظة الجيزة، كمنطقة إعادة تخطيط، وذلك على مساحة 103.7 فدان. ووجّه رئيس الوزراء في هذا الخصوص، بوضع تخطيط تفصيلي للمنطقة والمناطق المحيطة بها، يضمن تنفيذ الاستخدامات بشكل حضاري ومُخطط.
كما تمت الموافقة على إعلان المنطقة المُتضمنة لمناطق عزيز عزت، وحكر توكل، وميت كردك، بمدينة الجيزة، كمنطقة إعادة تخطيط، وذلك على مساحة 351 فدانا.
رفع كفاءة الوحدات السكنية بأرض مطار إمبابةوكلف رئيس الوزراء وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية برفع كفاءة الوحدات السكنية بأرض مطار امبابة، لنقل سكان بعض المناطق إليها، تمهيداً لتنفيذ مخطط التطوير بصورة تحقق الأهداف التنموية المنشودة، إلى جانب تنفيذ التطوير للمناطق غير الآمنة بمنطقتي حكر توكل، وميت كردك ضمن مناطق إعادة التخطيط.
كما تمت الموافقة خلال الاجتماع على الاستثناء من قيد الارتفاع، لقطعة الأرض الكائنة على النيل وشارع شارل ديجول، بمحافظة الجيزة، لصالح أحد المستثمرين، لإقامة فندق 5 نجوم عليها، باعتبار المشروع يسهم في زيادة الغرف الفندقية داخل القاهرة بما يخدم الحركة السياحية الوافدة.
حضر الاجتماع، الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية، وشريف فتحي وزير السياحة والآثار، والمهندس شريف الشربيني وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، وعلاء الدين فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، والمهندس إبراهيم الشهابي نائب محافظ الجيزة لشؤون المراكز والمدن، واللواء ناصر فوزي مدير المركز الوطني لتخطيط استخدامات أراضي الدولة، واللواء خورشيد عبد الكريم رئيس فرع المشروعات بالأمانة العامة لوزارة الدفاع، والدكتورة مها فهيم رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للتخطيط العمراني، والمهندس خالد صديق رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية الحضرية، والدكتور محمد أبو سعدة رئيس مجلس إدارة الجهاز القومي للتنسيق الحضري، والدكتور علي أبو سنة رئيس جهاز شؤون البيئة، والمهندس علاء عبدالفتاح مساعد وزيرة التنمية المحلية، كما حضر من ذوي الخبرة: الدكتورة سحر عطية، والدكتور ماهر استينو، والدكتور سامح عبد الجواد، والدكتور أحمد يسري.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أراضي الدولة أعمال التطوير اجتماع المجلس استصلاح الأراضي رئيس الوزراء المجلس الأعلى للتخطیط والتنمیة العمرانیة رئیس مجلس إدارة مع الحفاظ على للاستفادة من رئیس الوزراء فی هذا
إقرأ أيضاً:
عين أرزاق.. ملاذ الطبيعة وكنز اللبان
سعيد حواس: المنطقة تتمتع بحماية بيئية طبيعية لمراعيها
تُعرف محافظة ظفار بجمالها الطبيعي الفريد، حيث تحتضن العديد من العيون المائية المتوزعة على الشريط الجبلي وحوافه. وتعد معظم هذه العيون دائمة الجريان على مدار العام، بينما يعتمد بعضها على كمية المخزون الجوفي المائي الناتج عن الأمطار. ومن بين هذه العيون، عين أرزاق الشرقية والغربية، الواقعة شمال منطقة عدونب بولاية صلالة، حيث تتمتع بموقعها الخلاب رغم صعوبة الوصول إليها.
ولتقريب القارئ من واقع هذه العيون، قامت "عمان" برفقة مجموعة من المهتمين برياضة المشي والتسلق والمغامرات بتنظيم زيارة ميدانية. كانت الرحلة تتطلب مجهودًا بدنيًا كبيرًا، إذ يعد الطريق إلى العيون من الأماكن التي يرتادها المستكشفون وعشاق الرياضات الشاقة، حيث يجمع بين المشي والتسلق والانحدار. وعلى الرغم من التحديات، كانت الرحلة مليئة بالمتعة والمغامرة.
وتبتعد جبال المنطقة عن صخب الحياة وضجيج المدن، حيث تتمتع بارتفاعها ووديانها الواسعة وهوائها العليل، مما يخلق جوًا هادئًا يدعو إلى التأمل والاسترخاء. ورغم صعوبة التضاريس الجبلية التي تتطلب مهارات خاصة في التسلق، تمتد شعاب منطقة أرزاق لمسافات طويلة مكسوة بأشجار اللبان الظفاري، المعروف برائحته العطرة.
خلال رحلتنا، قطعنا مسافة 9 كيلومترات مشيًا على الأقدام، واستغرقت الرحلة حوالي ثلاث ساعات متواصلة. رافقنا في هذه المغامرة سعيد بن سالم هبيس، وهو خبير في رياضة الهيكنج وممارس لها بشكل منتظم في جبال وأودية محافظة ظفار. كانت هذه الرحلة تحديًا حقيقيًا، حيث تطلبت منا القدرة على تجاوز عقبات طبيعية مثل البرك المائية العميقة والصخور الملساء.
ومع وجود العديد من البرك المائية الدائمة الجريان ومناظر الوادي الخلابة فهي بحق كنز طبيعي يعكس عظمة وإبداع الخالق العليم وخاصة عند انكسار ظل الجبل على هذه الشعاب الصخرية والتي تصدر ما يشبه الأشعة لمعانا تنعكس من على سطوح أحجارها لشدة بياضها ونعومة ملمسها وذلك نتيجة حتمية لكثرة السيول التي قد غسلتها على مدار الأزمنة. ويزيدها رونقا أشجار اللبان التي تكسو تلك السفوح المنحدرة وبواطن الشعاب المتوازية والمتلازمة.
كما التقينا بالشيخ سعيد بن سالم طمطيم حواس، أحد سكان منطقة أرزاق، الذي أطلعنا على تاريخ المنطقة ومميزاتها الجغرافية. وأوضح أن منطقة أرزاق كانت تُسكنها مربي الإبل والأغنام بسبب توافر العيون المائية والمراعي الخصبة. ورغم الوعورة التي تتمتع بها، يفضل مربي الثروة الحيوانية هذه المنطقة لما تتمتع به من حماية بيئية طبيعية لمراعيها.
وأضاف: إن منطقة أرزاق تؤدي دورًا رئيسيًا في توفير مصدر رزق للعديد من الأسر، حيث تُعد مركزًا رئيسيًا لاستخراج اللبان، الذي يُعد من المحاصيل الأساسية. كما شهدت المنطقة حركة شرائية نشطة بسبب أهمية اللبان، مما دفع العديد من المواطنين للعمل في هذا المجال، خاصة خلال موسم الحصاد. ومما يدلل على ذلك تعداد المقابر القديمة المنتشرة وشبه المندثرة على ضفاف الشعاب وفي أماكن مختلفة من المنطقة.
وأوضح، أن من مميزات عين أرزاق الشرقية والغربية أنها كانت مرعى للوعل العربي والوبر الجبلي وأصناف كثيرة من الطيور وغيرها من الحيوانات المفترسة. كما تتميز بنوعية العسل الجبلي الطبيعي ذات مذاق فريد وجودة عالية ويباع بأثمان غالية مقارنة مع غيرها من المناطق ويتنوع بتنوع الموسم ووفرة المطر واختلاف المناخ.
وأعرب الشيخ سعيد عن تقديره لجهود الحكومة، ممثلة بالمديرية العامة للمياه بمحافظة ظفار، في تركيب الأنابيب من العيون المائية، مما أسهم في توفير المياه للرعاة والسياح، وتوفير بيئة مستدامة للعيش في هذه المنطقة الغنية بالطبيعة والتاريخ.