صديق الزيلعي
أصبحت الماركسية اللينينية، وهو المصطلح الذي ابتدعه ستالين، هو الأيديولوجية الملزمة لكل الأحزاب الشيوعية، في العالم. وأكمل الكومنتيرن (الأممية الشيوعية) المهمة بفرض شروطه المشهورة (22 شرط) على أي حزب يود ان يلتحق بها. وهي شروط، صارمة، كتبها لينين شخصيا. وكان من أهم الشروط ان يغير أي حزب اسمه الي الحزب الشيوعي في البلد المعين (الحزب الشيوعي الهندي أو الحزب الشيوعي الروماني الخ).

كما حدد أسس التعامل مع القوى السياسية والنقابية الأخرى. وان تكون المركزية الديمقراطية أساس التنظيم الحزبي. باختصار نجح في فرض النموذج السوفيتي كنموذج وحيد لتحقيق الاشتراكية. وصار العديد من المناضلين، منذ ذلك الحين، يتحدثون عن الماركسية اللينينية، باعتبارها الماركسية الوحيدة. ويتم الإلغاء، بجرة قلم، لكل المساهمات العميقة التي تمت خارج الدولة السوفيتية، رغم اختلافاتها الواضحة وتناقضها صراحة مع النموذج السوفيتي. والزميل هشام هو أحد من يؤمنون بالماركسية الواحدة، حسب ما وضح في كتابته.
يمثل الوضوح حول هذه المسألة ضرورة نظرية، بالغة الأهمية، حول أي نقاش حول التجديد. وسأقدم قراءة سريعة لهذه المسألة في اطارها النظري والتاريخي. ثم أقدم نماذج، لمن انتقدوها أو رفضوها من الماركسيين. وهي مجرد نماذج وليس كل النقد الماركسي للتجربة السوفيتية.
اللينينية هي اسهامات لينين النظرية والتطبيقية، وترتبط، ارتباطا لا انفصال له، بالواقع الروسي، وتطور الثورة الروسية، وانتصارها، والتحديات التي واجهتها، والكيفية التي بنت بها المجتمع الجديد. وكما ذكرت تعرضت اللينينية للنقد من عشرات الماركسيين منذ الأيام الاولي لانتصار الثورة الروسية، مرورا بكل العقود، حتى انهيارها في 1991.
كانت المفكرة الماركسية الشهيرة روزا لوكسمبورج أبرز من انتقدها منذ الأيام الاولي لانتصار الثورة الروسية. وتركز رأيها في ان النظام الذي يبنيه لينين سيكون نظاما دكتاتوريا، وسيضر بقضية الاشتراكية. المؤلم ان كتابها عن روسيا منع من قبل الشيوعيين ولم ينشر الا بعد عقود من الزمن. اقرأ، بتمعن، هذه الفقرة:
“The ultra-centralism asked by Lenin is full of the sterile spirit of the overseer. It is not a positive and creative spirit. Lenin’s concern is not so much to make the activity of the party more fruitful as to control the party – to narrow the movement rather than to develop it, to bind rather than to unify.”
Then Rosa adds:
“Nothing will more surely enslave a young labour movement to an intellectual elite hungry for power than this bureaucratic straitjacket, which will immobilize the movement and turn it into an automation manipulated by a central committee.”
(C. Shore, Italian Communism, Pluto, 1990, P 111)
أعلن الحزب الشيوعي الإيطالي، أكبر الأحزاب الشيوعية في غرب أوربا، بعد الحرب العالمية الثانية، مواقف رفض صريحة لللينينية. فقد أصدرت لجنته المركزية في عام 1981، وثيقة من 17 صفحة تحوي قراراتها ومن ضمنها:
“1. Democracy and socialism are inextricably linked and that the October Revolution has lost its impetus.
2. The Soviet model of socialism has proved itself to be inapplicable to Eastern Europe since its unitary character discourage change.”
تبنت عدد من الأحزاب في غرب اوربا ما عرف بالشيوعية الاوربية. وقد قدمت الشيوعية الاوربية عددا من الاطروحات المثيرة للتفكير، منها:
“De-Bolshevization was the core of Euro-communism, as commitments to policies and methods derived from earlier Third International experiences were attenuated. For Euro-communist parties the ‘road to socialism’ was to be peaceful, democratic, and constructed primarily out of the raw materials present within the national society. Socialism itself was to be democratic, again in accordance with the logic of domestic social development. Resort to Soviet institutional patterns – one party-system ‘proletarian dictatorships’ in particular- and replication of the Soviet model were generally ruled out.”
And:
“Euro-communism argue that Lenin’s policies were specific of Russia of his time. For them, the essential feature of Leninism is its approach to such issues as political leadership and concrete analysis of capitalism.”
(T. Bottomore ‘editor,’ A Dictionary of Marxist Thought, Blackwell, 1997, P 180)
هذه مجرد نماذج ولدينا اسهامات قرامشي وتولستوي ومجموعة مدرسة فرنكفورت، واليسار الجديد، سمير امين، ومدرسة التبعية، وكذلك التيارات الماوية، والجيفارية.
الفكر لا يتوقف والمعرفة الإنسانية لن تنضب، وستستمر الاسهامات الجديدة الي ما نهاية. والادعاء الفطير بنهاية التاريخ، لم يبدأ بنهاية الدولة السوفيتية، وانما بدأ منذ بداية القرن الماضي، عند البعض، بانتصار الثورة السوفيتية.

siddigelzailaee@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الحزب الشیوعی

إقرأ أيضاً:

وحدة تكافؤ الفرص بالأقصر تناقش مبادرة «علي أرض الواقع»

عقدت وحدة تكافؤ الفرص بديوان عام محافظة الأقصر، برئاسة نورا عثمان، اجتماعا لأعضاء الوحدة من المراكز والمدن، وذلك لمناقشة عدة مبادرات ومنها مبادرة "منتجة قادرة على التحدى" لمناهضة العنف ضد المرأة، ومبادرة "علي أرض الواقع" التي تستهدف حصر ودعم وتطوير "التكتلات الاقتصادية بالمحافظه"، وكذا لمشاركة أعضاء الوحدة فى صياغة خطة عمل الوحدة خلال العام القادم ٢٠٢٥.

وقامت رئيس الوحدة خلال الاجتماع بالإعلان عن أهم التكتلات بالمحافظة وإلقاء الضوء على الزراعات والحرف اليدوية وخاصة ( الألباستر) الذي يتميز به مركز ومدينة القرنة، وكذا التكتلات التي تميز المحافظة في القطاع الزراعي مثل زراعة وتجفيف الطماطم والمانجو، ويتم هذا العمل بالشراكة مع إدارة الإستثمار بالمحافظة ووحدة تكافؤ الفرص وجامعة الأقصر ووزارة السياحة ومديريات العمل والشباب والرياضة والتضامن الأجتماعى وجهاز تنمية المشروعات وإدارة مشروعك بالمحافظة والغرفة التجارية والمركز الدولي للمؤتمرات وجهاز شباب الخريجين ومركز الاستعلامات وبعض منظمات المجتمع المدني بالأقصر.

كما ناقش أعضاء الوحدة كيفية حصر التكتلات بصورة واقعية وأرقام حقيقية، والتدريبات المطلوبة لدعم التكتل والحفاظ عليه، وتنميته للوصول إلي التصدير وتسويقه عالميا، وذلك بالتركيز علي القيمة المضافة لكل تكتل.

اما بالنسبه لانطلاق مبادرة مناهضة العنف ضد المرأه تحت عنوان (منتجة قادرة علي التحدي) وهي تركز علي السيدات التي تهتم بالحرف اليدوية لتتمكن اقتصاديا ومعرفة احتياجاتهن من تسويق وتمويل ودعمها بمجموعة من التدريبات الخاصة بريادة الأعمال والتسويق الالكتروني ودراسات الجدوي والشمول المالي وأيضا بعض التدريبات الحرفية.

وأشارت رئيس وحدة تكافؤ الفرص إلى أن هذه المبادرات ستتم خلال عام ٢٠٢٥ لتعظيم الإستفادة الأكبر لأبناء المحافظة.

يأتى ذلك فى إطار تكليفات الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحليه، وبرعاية المهندس عبد المطلب عمارة، محافظ الأقصر وإشراف الدكتورة إيمان السبكي، مدير عام وحدة تكافؤ الفرص بوزارة التنمية المحلية وإشراف محمد عبد الفتاح، سكرتير عام المحافظة.

وتأتي تلك المبادرات تماشيا مع المبادرة الرئاسية بداية جديدة لبناء الإنسان.

مقالات مشابهة

  • طلع الأسد.. أصله كلب!
  • صوت من جنب الشرق..
  • «السياسيون والحرب».. مع القيادي بالحزب الشيوعي، رئيس هيئة محامي دارفور صالح محمود
  • العدالة والتنمية يهنئ الشعب السوري بإسقاط بشار ويدين القصف الصهيوني لمدن سوريا
  • خامنئي: ما حدث في سورية هو نتاج مخطط أميركي إسرائيلي ودولة مجاورة
  • الصداقة الزائفة
  • منافس الأهلي المرتقب.. مدرب بوتافوجو: مستعدون لتحديات كأس الانتركونتيننتال
  • الشيوعي: إرادة الشعب السوري تفتح صفحة جديدة
  • محافظ المنوفية يلتقى وفد وزارة التخطيط وبنك الاستثمار
  • وحدة تكافؤ الفرص بالأقصر تناقش مبادرة «علي أرض الواقع»