عودة إلى إشكاليات رواية المقريزي للبقط (6)
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
أحمد الياس حسين
ahmed.elyas@gmail.com
حروب النوبة والمسلمين 21 – 31ه/641 –51 -652 م
حروب المسلمين في جنوب مصر
كانت سكان منطقة الصعيد عند الفتح العربي لمصر خليط من العناصر. فإلى جانب الأقباط كان هنالك البيزنطيين والبليميين الذين كانوا يشاركون البيزنطيين في إدارة الصعيد. وكان النوباد يشكلون أيضاً قطاعاً كبيراً من سكان الصعيد وبخاصة في مناطق جنوب الأقصر.
جاءت المعلومات في المصادر العربية عن فتح المسلمين لصعيد مصر قليلة ومقتضبة. وما توفر منها أوضح أن عمرو بن العاص شرع في التوجه نحو التوسع في جنوب مصر بعد سقوط حصن بابليون (في مكان القاهرة الحالي) قبل إكمال السيطرة على شمال مصر. ذكر البلاذري (فتوح البلدان ص 220) أن عمرو بن العاص أرسل خارجة بن حذافة العدوي "ففتح مناطق الأشمونيين وأخميم والبشرودات، وقرى الصعيد وصالح أهلها على نفس شروط صلح عمرو بن العاص لأهل مصر" وتقع هذه المناطق شمال الأقصر.
ويبدو أن جيش المسلمين لم يواجه مقاومة شديدة من القوات البيزنطية المرابطة جنوب مصر بعد هزائم البيزنطيين في الشمال. فقد ذكر بتلر أن حذافة تمكن من فتح منطقة الصعيد إلى حدود إقليم طيبة (منطقة الأقصر) وأخرج جنود الروم منها عام 641 م/21ه ولم يتبق إلا القليل منهم (بتلر ص 378) ولم تشر المصادر إلى خروج حملة أخرى إلى جنوب مصر بعد حملة خارجة التي لم تُكمل السيطرة على كل الصعيد
ولا تتوفر معلومات عن إكمال سيطرة المسلمين على منطقة الأقصر وأسوان حيث حدود مملكة نوباديا. ومن الطبيعي أن تؤدي السيطرة على هذه المناطق على المواجهة المباشرة مع مملكة نوباديا. ولا تمدنا المصادر أيضاً بمعلومات عن التواصل المبكر بين المسلمين والنوباد ما عدا ما ورد في صلح عمرو بن العاص لأهل مصر والي أوضح أنهم كانوا يمثلون ثقلاً سكانياً واضحاً في مصر. وكذلك لا تتوفر معلومات في المصادر العربية عن موقف مملكة نوباديا من توسع المسلمين جنوباً.
الحروب بين عامي 21 - 25ه/641-645 م
بدأت الحروب بين النوبة والمسلمين في وقت مبكر بعد دخول المسلمين مصر. فقد ذكر البلاذري عن يزيد بن أبى حبيب وابن عبد الحكم عن سعيد بن عفير أنه: "لما فتح المسلمون مصر بعث عمرو بن العاص إلى القرى التي حولها الخيل ليطأهم. فبعث عقبة بن نافع الفهري، وكان نافع أخا العاص لامه. فدخلت خيولهم أرض النوبة كما تدخل صوائف الروم" (ابن عبد الحكم، فتوح مصر في مسعد، ص 2 والبلاذري، فتح البلدان ص 235 -236)
ويبدو أن حملة عقبة هذه هي الحملة الأولى التي خرجت بعد حملة حذافة المذكورة أعلاه. وقد ذكر البلاذري وابن عبد الحكم أنها أرسلت إلى أرض النوبة. كما يبدو مقبولاً أن تكون أرض النوبة في هذا النص مقصود بها أرض النوباد في صعيد مصر. فقد وردت الإشارة إليها ضمن قرى مصر، فقد وردت الإشارة إليها ضمن قرى مصر.
ولعل ما ذكره الطبري عن هذه المعركة يؤيد هذا الرأي، فقد روى عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبى حبيب، "أنّ المسلمين لما فتحوا مصر غزوا نوبة مصر، فقفل المسلمون بالجراحات، وذهاب الحدق من جودة الرمي، فسمّوا رماة الحدق" فنوبة مصر هنا ربما قصد بها النوباد المصريين وليس نوباد مملكة نوباديا. فتعبير ابن لهيعة المتوفى عام 174ه/791 م "نوبة مصر" يستبعد أن يكون قصد نوبة مملكة نوباديا، لأنه في عصره النصف الثاني من القرن الثاني الهجري كانت الأوضاع في جنوب مصر قد اتضحت للمسلمين وأصبحوا يميزون بين نوبة جنوب مصر والنوبة الآخرين.
وقد ذكرت المصادر (ابن عبد الحكم والبلاذري أعلاه) أن غارات المسلين المسلمين على النوبة كانت تتم سنويّاً في فصل الصيف، ووصفت بإنها صوائف مثل "صوائف الروم" فقد دأب المسلمون على شن غارات من سوريا على الامبراطورية البيزنطية مرتين في السنة، مرة في الصيف ومرة في الشتاء. وكانت هذه الحروب تحت قيادة عبد الله بن سعد. فقد عين عبد الله بن سعد والياً على الصعيد بينما كان عمرو بن العاص والياً على شمال مصر. (ابن عبد الحكم، فتوح مصر ص 171)
ويبدو أن عبد الله بن سعد قد عين والياً على الصعيد بعد حملة عقبة المذكورة أعلاه على النوبة. فقد غادر عقبة مصر إلى بنغازي صحبة عمر بن العاص لفتح برقة الذي تم وفقاً لرواية الكندي (ص 9) عام 21ه/641 م. فيكون تعيين عبد الله بن سعد والياً على الصعيد ق\ تم عام 21ه أو عام 22ه.
ويعني ذلك أن المسلمين كانوا يحاربون النوبة سنوياً تحت قيادة عبد الله بن سعد قبل أن يعين والياً على مصر. وقد وروى البلاذري (فتوح البلدان، ص 245) عن شيخ من حمير أنه شهد حربين للنوبة في عصر الخليفة عمر بن الخطاب الذي كانت وفاته عام 23ه/643 م. وعليه يمكن القول بأنه حدثت أربع معارك بين المسلمين والنوبة في ولاية عمرو بن العاص التي انتهت عام 25هخ/ 645م بخلاف ما ورد في كثير من المراجع أنه كانت هنالك معركة واحدة قبل معركة عبد الله بن سعد عام 31ه651 م. أنظر على سبيل المثال (Mac Michael, Vol. 1, p 157; Arkell, p187; Hendricx, 2019, p10
من كان يحارب المسلمين في جنوب مصر
يلاحظ أن الحروب بين النوباد والمسلمين كانت مستمرة سنوياً في ولاية عمرو بن العاص حتى عام 25ه/ 643 م. فمن كان يحارب المسلمين سنويّاً خلال ولاية عمرو بن العاص على مصر؟
ذكر بتلر أن الجنود الرومان خرجوا من الصعيد مبكراً بعد انتصارات المسلمين وسقوط حصن بابليون، ولم يتبق منهم إلا القليل، وحتى هذا القليل غادر الصعيد بعد استسلام الإسكندرية عام 641 م/21ه. (بتلر ص 378) وقد تمكن المسلمون من تحقيق انتصارات مبكرة على مناطق الصعيد امتدت حتى شمال الأقصر. ولا تمدنا المصادر عمن كان يحارهم المسلمون بعد خروج الرومان من الصعيد. فكل الذي ورد في تلك المصادر يشير إلى أن الحروب كانت مستمرة سنوياً بين النوبة والمسلمين دون أن توضح من هم أولئك النوبة.
هل شارك النوباد والبليميون في الحرب ضد المسلمين؟ فقد رأينا فيما سبق أعلاه أن حملة عقبة بن نافع ربما أُرسلت لمحاربة النوباد المصريين، وقد كان البليميون ملوك بعض مناطق جنوب الأقصر. (مصطفى مسعد ص 241) يبدو مقبولاٍ أن يشارك النوباد والبليميون في التصدي لتقدم المسلمين في جنوب مصر. فقد قاوموا الرومان من قبل وحاربوهم، وكذلك حاربوا البيزنطيين، ولم يستتب الأمن في منطقة جنوب الاقصر إلا بعد انتشار المسيحية بين النوباد والبليميين في القرن السادس الميلادي وتحسن العلاقات بين الطرفين.
كما يبدو مقبولاً أيضا أن بعض البليميين والنوباد كانوا جنوداً في الجيش البيزنطي بعد تحسن العلاقات بين الطرفين. فقد وعد الامبراطور البيزنطي جستنيان عام 524 م ملك اكسوم بإرسال جنود بليميين ونوباد من صعيد مصر لمساعدته في حروبه ضد مملكة حمير. (Torok, 1984, p 240) وجاء في رواية للواقدي أن النوباد والبجة ساعدوا البيزنطيين في حروبهم ضد المسلمين. (الواقدي ج 2 ص 227 - 228 و243)
فهل كان المسلمون في عصر ولاية عمرو بن العاص يحاربون البليميين والنوباد؟ أم كانوا يحاربون مملكة نوباديا؟ وهل تحالف البليميون والنوباد في مصر مع مملكة نوباديا في حروبهم ضد المسلمين؟ وإلى أي مدي كانت سيطرة المسلمين على الصعيد جنوب منطقة الأقصر؟
والجدير بالملاحظة هنا أن مكي شبيكة (ص 29) قال عن حملة عقبة بن نافع عام 21ه/641 م "وقع صدام بينه وبين النوبة شمال، ولم يتوغل المسلمون كثيراً" فهل قصد ب"النوبة شمال" النوباد سكان جنوب مصر والذين دخلوا في صلح عمرو بن العاص لأهل مصر واستجابوا أن يعينوا المسلمين "بكذا وكذا رأساً، وكذا وكذا فرساً، على ألاّ يغزوا ولا يمنعوا من تجارة صادرة ولا واردة" (أنظر فيما سبق الموضوع رقم 4) وإذا كانت حملة عقبة حاربت النوباد في جنوب مصر، فكيف كان موقف مملكة نوباديا؟ وسنرى فيما يلي أن عبد الله بن سعد
خاب البليميين.
لا تتوفر معلومات في المصادر العربية التي بين أيدينا عن حروب المسلمين في جنوب مصر وعن حروبهم في مملكة نوباديا. والمعلومة الوحيدة التي وردت في ذلك هي ما ذكره ابن حوقل حيث قال:
"وكانت البجة أمة تعبد الأصنام وما استحسنوه إلى سنة إحدى وثلاثين، فإن عبد الله بن أبي سرح لما فتح مدينة أسوان، وكانت مدينة أزلية قديمة، وكان عبر إليها من الحجاز قهر جميع من كان بالصعيد وبها من فراعنة البجة وغيرهم ... وحدثني أبو منيع أحمد الجعدي الأسواني: أن أسوان أسوان افتتحها عبد الله ابن أبي سرح سنة إحدى وثلاثين." (ص 55)
فمن هم الذين قهرهم عبد الله بن سعد في الصعيد واسوان من فراعنة البجة وغيرهم كما ورد في نص ابن حوقل؟ من الواضح أن "فراعنة البجة" هنا مقصود بهم البليميون، فهم الذين كانوا يشاركوا البيزنطيين في حكم المنطقة الواقعة جنوب الأقصر. ومن الجدير بالملاحظة أن سكان الصحراء الشرقية ـــ أسلاف البليميين ــــ بين النيل والبحر الأحمر في جنوب مصر عرفوا في الآثار المصرية بعدد من الأسماء من بينها اسم "أونوت" وذكر سليم حسن أن هذا الاسم أطلق عليهم في الآثار المصرية منذ عصر الأسرة الأولى وحتى عصر الأسرة الثامنة عشَر. (سليم حسن، تاريخ السودان المقارن ص 82)
ونقل سليم حسن عن جاردنر أن كلمة أونوت تعني القوس والرامي للقوس، كما كانت كلمة أونوت تستخدم صفة لاسم ستيو فيقال ستيوــــــ أونوت. (سليم حسن، تاريخ السودان المقارن ص 81) وتوضح الآثار المصرية أن سكان الصحراء الشرقية عرفوا كجنود في الجيش المصري وكان يطلق عليهم رماة الصحراء. (سليم حسن، تاريخ السودان المقارن ص49 و52) فسكان الصحراء كانوا أيضاً "رماة الحدق"
فالبجة (البليميين) الذين كانت مناطق حكمهم شمال أسوان كانوا لا يزالون يحاربون المسلمين حتى عام 31ه، ولم تكن أسوان في قبضة المسلمين كما في رواية ابن حوقل. فهل لم يتمكن المسلون من إخضاع البليميين و"غيرهم" وفتح أسوان؟ أم انهم فعلوا ذلك لكن خرجت هذه المناطق من قبضتهم بعد نهاية ولاية عمرو بن العاص عام 25ه؟ كما يمكن أن يفهم من رواية المقريزي التي جاء فيها: "نقض النوبة الصلح الذي جرى بينهم وبين عبد الله بن سعد، وكثرت سراياهم إلى الصعيد، فأخربوا، وأفسدوا، فغزاهم مرّة ثانية عبد الله بن سعد بن أبي سرح، وهو على إمارة مصر ... عام 31ه" (المقريزي، ج 1 ص 560)
تظل مثل هذه الأسئلة المتعلقة بعلاقات المسلمين المبكرة بالنوباد والبليميين ومملكة النوباد مفتوحة تنتظر جهود الدارسين بالبحث في المخطوطات العربية غير المنشورة في "معهد المخطوطات العربية" بالقاهرة، وفي دار الوثائق القومية في القاهرة وغيرها بغية العثور على معلومات جديدة تلقي المزيد من الضوء على تلك الفترة. لقد قنعنا لفترة طويلة بمعلومات مقتضبة في مناهجنا الدراسية عن تاريخ هذه الفترة بوصول جيش عبد الله بن سعد مدينة دنقلة وتوقيعه معاهدة البقط، وكل ما جاء في مراجعنا عن ذلك غير متفق عليه في المصادر العربية.
رماة الحدق
أُطْلق هذا القب "رماة الحدق" على النوبة في فترة ولاية عمرو بن العاص. فقد ذكر البلاذري عن شيخ من حمير أنه قال:
"شهدت النوبة مرتين في ولاية عمر بن الخطاب، فلم أر قوما أحد في حرب منهم... كانوا يكثرون الرمي بالنبل فما يكاد يرى من نبلهم في الارض شئ. فخرجوا إلينا ذات يوم فصافونا ونحن نريد أن نجعلها حملة واحدة بالسيوف، فما قدرنا على معالجتهم. رمونا حتى ذهبت الاعين فعدت مئة وخمسون عينا مفقوءة. فقلنا: ما لهؤلاء خير من الصلح، إن سلبهم لقليل وإن نكابتهم لشديدة. فلم يصالحهم عمرو، ولم يزل يكالبهم حتى نزع وولى عبد الله بن سعد بن أبى سرح فصالحهم." (البلاذري، فتوح البلدان ص 238)
وجاء في رواية ابن عبد الحكم: "قال سعيد بن عفير (ت 226 هـ) وبعث عمرو بن العاص نافع بن عبد القيس الفهري، وكان نافع أخا العاص بن وائل لأمه، فدخلت جيوشهم أرض النوبة صوائف كصوائف الروم، فلم يزل الأمر على ذلك حتى عزل عمرو بن العاص عن مصر وأمر عبد الله بن سعد بن أبي سرح فصالحهم." (ابن عبد الحكم في مسعد، ص 2)
وجاء في رواية ابن خرداذبة عن النوبة: "فإن بينهم موادعة على شروط عثمان بن عفان، حين وجه عقبة بن نافع إلى النوبة، فدخلت خيول المسلمين معه إلى بلاهم، فلقوا رماة الحدق ففقئت عيون كثيرة، فسموا بذلك رماة الحدق، فلما وليهم عبد الله بن سعد بن أبي سرح صالحهم. (ابن خرداذبة، ص 34)
وفي رواية الطبري عن يزيد بن أبى حبيب: "أنّ المسلمين لما فتحوا مصر غزوا نوبة مصر، فقفل المسلمون بالجراحات، وذهاب الحدق من جودة الرمي، فسمّوا رماة الحدق، فلمّا ولّى عبد الله بن سعد بن أبى سرح مصر"" (الطبري ص 35)
وفي رواية المسعودي: "وقد كان عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه لما افتتح عمرو بن العاص مصر كتب إليه بمحاربة النوبة، فغزاهم المسلمون، فوجدوهم يرمون الحدق وأبي عمرو بن العاص أن يصالحهم، حتى صرف عن مصر، ووليها عبد اللّه بن سعد، فصالحهم" (المسعودي، ج 2 ص 21) المسعودي
وفي رواية ابن الأثير: ولما فتحت مصر غزوا النوبة فرجع المسلمون بالجراحات وذهاب الحدق لجودة رميهم، فسموهم رماة الحدق. فلما ولي عبد الله بن سعد بن أبي سرح مصر أيام عثمان صالحهم" (ابن الأثير 168)
فتعبير رماة الحدق وفقاً لروايتي البلاذري والمسعودي تم إطلاقه في عصر عمر بن الخطاب الذي توفى عام 23 ه/643 م. وتؤكد روايات ابن عبد الحكم وابن خرداذبة والطبري وابن الأثير أن نعت النوبة بـ "رماة الحدق" تم في ولاية عمرو بن العاص التي انتهت عام 25ه/645 م.
وقد ارتبط تعبير رماة الحدق ببيت الشعر المشهور الذي رواه ابن عبد الحكم وياقوت الحموي والنويري. وتقول رواية ابن عبد الحكم: قال ابن لهيعة: "اقتتلوا قتالاً شديداً وأصيبت يومئذ عين معاوية بن حديج وأبي شَمِر أبرهة وحَيويل بن ناشرة فيومئذ سموا رماة الحدق، فهادنهم عبد الله بين سعد إذ لم يطقهم. قال الشاعر: لم تر عيني مثل يوم دمقلة والخيل تعدو والدروع مثقلة
وقد رأى بعض المؤرخين أن بيت الشعر هذا قد قيل في المعركة التي خاضها عبد الله بن سعد عام 31ه/51-652 م واستشهدوا به على وصول عبد الله بن سعد مدينة دنقلة. وقد رأينا أن عدداً من المصادر العربية المبكرة أوضحت أن هذا اللقب أطلق على النوبة قبل معركة عام 31ه. كما أوضحنا فيما سبق (الموضوع رقم 1) أن يوم دنقلة هنا ليس لا يعني بالضرورة أن المعركة حدثت في مدينة دنقلة، بل المقصود بدنقلة في بيت الشعر هم النوبة وليست المدينة.
متى تم عقد الصلح
لم تتفق الروايات على التاريخ الذي تم فيه عقد الصلح (البقط) بين المسلمين والنوباد. فقد ذهبت بعض الروايات أن الصلح بين المسلمين والنوبة وقعه عبد الله بن سعد إبان ولايته على مصر عام 31ه/ 15-652 م مثل الروايات التي ذكرها ابن عبد حكم (فتوح مصر في مسعد 2 والبلاذري، فتوح البلدان ص 238 والطبري ص 35 والمقريزي، المواعظ ج 1 ص 460 ص 308). وهي الرواية السائدة بين أغلب المؤرخين والمعتمدة في المناهج الدراسية في التعليم العام والعالي في السودان.
ولكن هنالك رواية أخرى تختلف عن هذه الرواية ذكرها ابن عبد الحكم والمقريزي. ذهبت هذه الرواية إلى أن توقيع الصلح تم في عصر ولاية عمرو بن العاص لمصر والذي تم عزله عام 25ه645 م. ذكر ابن عبد الحكم:
"وزعم بعض المشائخ أنه لا سنة للنوبة على المسلمين وأنهم أول عام بعثوا بالبقط أهدوا عمرو بن العاص أربعين رأساً فكره أن يقبل منهم، فرد ذلك على عظيم من عظماء القبط يقال له نستقوس." (فتوح مصر في مسعد، ص 9)
وجاء في رواية المقريزي:
"وأوّل ما تقرّر هذا البقط على النوبة في إمارة عمرو بن العاص، لما بعث عبد الله بن سعد بن أبي سرح، بعد فتح مصر إلى النوبة سنة عشرين، وقيل: سنة إحدى وعشرين في عشرين ألفاً، فمكث بها زماناً، فكتب إليه عمرو يأمره بالرجوع إليه. فلما مات عمرو رضي الله عنه، نقض النوبة الصلح الذي جرى بينهم وبين عبد الله بن سعد، وكثرت سراياهم إلى الصعيد، فأخربوا، وأفسدوا، فغزاهم مرّة ثانية عبد الله بن سعد بن أبي سرح، وهو على إمارة مصر في خلافة عثمان رضي الله عنه، سنة إحدى وثلاثين." (المقريزي، المواعظ ج 1 ص 560)
هذا إلى جانب روايتي ابن عبد الحكم (فتوح مصر في مسعد، ص 4) وياقوت الحموي (ص 162) اللتان ذكرتا أن عبد الله بن سعد صالح النوبة في المعركة التي أطلق فيها لقب رماة الحدق، واقترنت هذه المعركة ببيت شعر يوم دنقلة. وقد اتضح أعلاه أن هذه المعركة كانت في عصر ولاية عمرو بن العاص.
ووفقاً لهذه الروايات فإن هنالك نسخة مبكرة للاتفاق بين النوبة والمسلمين وقعت في عصر ولاية عمرو بن العاص بين عامي 21 – 25ه/641 – 645 م، لكن لم توضح الروايات شروط ذلك الاتفاق. وبعد نهاية ولاية عمرو بن العاص نقض النوبة الاتفاق ــــ كما في رواية البلاذري أعلاه ـــ فحاربهم عبد الله بن سعد ةةقع معهم الصلح عام 31ه/51-652 م.
وقد رجع إلى هذه الرواية بعض المؤرخين مثل ماكمايكل الذي ذكر أنه في عام 641 أو 642 قاد عبد الله بن سعد حملة قوامها 20 ألف جندي لمحاربة النوبة. وذكر أنه لا تتوفر تفاصيل عنها، وبدو أنها لم تكن ناجحة، وفرض عبد الله على النوبة دفع 300 عبد (بقط) لبضع سنوات. نقل عن لين بول (Micheal, Vol,. 1, p 156-157) وذكر أركل أن عبد الله بن سعد غزا النوبة عام 41- 642 ونتج عن ذلك ضريبة رقيق لعدة سنوات. ثم أغار عبد الله بن يعد مرة ثانية نتيجة لغارات النوبة المتكررة على مصر. (Arkell, p187)
وقال مكي شبيكة أثناء تناوله جنوب مصر "دخلت فرقة بقيادة عقبة بن نافع في سنة 641 م ووقع صدام بينه وببن النوبة الشمالية، ولم يتوغل المسلمون كثيراً، والظاهر أن الطرفين اتفقا على هدنة. ولكن ما إن غادر عمر بن العاص مصر وخلفه عبد الله بن أبي السرح حتى نقض النوبين العهد." (مكيي شبيكة، ص 29.) وكذلك رجع إلى هذه الرواية الشاطر بصيلي (ص 61) وقد رفض يوسف فضل ( (Fadl. P 19ما ذكره المقريزي عن توقيع عبد الله بن سعد اتفاقاً مبكرا مع النوبة ربما ل أساس له من الصحة
وقد ربط مسعد صلح عبد الله بن سعد المبكر مع النوبة بصلح عمرو بن العاص لأهل مصر الذي جاء فيه ان "على النوبة الذين يدخلون في صلح مع المسلمين دفع كذا وكذا من الرؤوس، وفتح بلادهم لتجارة الصادر والوارد" ويرى مسعد أن هذا النص يوضح أن الطرفين الإسلامي والنوبي اتفقا على عقد هدنة بينهما على غرار ما كان بيت مصر والنوبة قبل الفتح العربي لمصر. (مصطفى مسعد ص 116 - 117)
هل يعني هذا أن النوبة (الذين هم النوباد) كانوا طرفاً في صلح عمرو بن العاص لأهل مصر ووقعوا صلحاً مبكراً مع المسلمين؟ وهو الصلح الذي عرف فيما بعد باسم البقط، فقد ذكر مسعد أن النوباد "نقضوا هذا الصلح عندما عزل عمرو بن العاص عن ولاية مصر، وأرسل النوبة سراياهم إلى الصعيد."
ولا يبدو مقبولاً أن يتم التواصل بين المسلمين ومملكة النوباد ودخولهم في مفاوضات الصلح بين المسلمين والبيزنطيين وتوقيع اتفاق معهم. ويبدو مقبولاً أن يكون النوبة في صلح أهل مصر مقصودُ بهم النوباد داخل الأراضي المصرية. لكن الإشكال هنا هو أن صلح أهل مصر تضمن شروطاً يصعب على النوباد الذين هم مواطنون مصريون الوفاء بها، وهي: "وعلى النوبة الذين استجابوا أن يعينوا بكذا وكذا رأساً، وكذا وكذا فرساً، على ألاّ يغزوا ولا يمنعوا من تجارة صادرة ولا واردة" (الطبري، ج 2 ص 363)
وكذا وكذا رأساً" في نص الصلح مقصودٌ به الرقيق أو السبي كما تكرر ذلك في روايات معاهدات الصلح مثل: "إنا عاهدناكم وعاقدناكم أن توفونا في كل سنة ثلاثمائة رأس وستين رأساً. (ابن عبد الحكم، في مسعد ص 5 والبلاذري، فتوح البلدان ص 238 والطبري ص 35) والوفاء بمثل هذه الشروط تتطلب سلطة حاكمة أو على الأقل سلطة إدارية مستقلة وهو الأمر الذي لا يتوفر للمواطنين النوباد داخل الحدود المصرية
والإشكال الآخر هو أن الروايات التي جعلت توقيع الاتفاق تم قبل عام 31ه لم تحظ باهتمام الباحثين الأمر الذي جعل الروايات التي أرخت توقيع الاتفاق عام 31ه كأنها روايات متفق عليها، وأصبحت من المسلمات المتفق عليها في أغلب المؤلفات التاريخية وفي كل مراجع مراحل التعليم العام والعالي. ويتعارض هذا مع حقيقة وجود روايات أخرى ترى غير ذلك. ويتطلب البحث دراسة كل الروايات والخروج برأي مقبول لتاريخ توقيع الصلح بين النوبة والمسلمين أو ما يعرف باتفاقية البقط.
مسألة الرقيق أو السبي
يلاحظ على نصوص روايات الصلح مع النوبة أن الإشارة إلى الثلاثمائة وستين رأساً التي يدفعها النوبة للمسلمين جاءت بتعبيرات مختلفة.
1. يأتي التعبير عن الصلح أحياناً بدون تمييز مثل رواية يزيد بن حبيب "كان الذي صولح علية النوبة ثلاثمائة"
2. ويُعرّف أحياناً بأنها ضريبة كما عند قدامة بن جعفر " قدامة بن جعفر "النوبة وهم مصالحون للمسلمين على ضريبة تسمى البقط"
3. ويرد التعبير عنه أحياناً بصيغة "رأس" كما في رواية يزيد بن أبي حبيب "توفونا في كل سنة ثلاثمائة رأس وستين رأساً" (ابن عبد الحكم، فتوح مصر في مسعد ص 5 والبلاذري، فتوح البلدان، ص 238 والطبري ص 35) وقد ورد التعبير ب"رأس" أيضا فيما يتعلق بالنوبة في صلح عمرو بن العاص لأهل مصر "وعلى النوبة الذين استجابوا أن يعينوا بكذا وكذا رأساً، وكذا وكذا فرساً" (الطبري، ج 2 ص 363)
4. ويرد التعبير أحياناً بصيغة "يعطونا ونعطيهم" وقد وردت عند البلاذري في روايتين إحداهما ليزيد بن أبي حبيب جاء فيها "هدنة بيننا وبينهم على أن نعطيهم شيئا من قمح وعدس ويعطونا رقيقاً، فلا بأس بشراء رقيقهم منهم أو من غيرهم" والثانية رواية ألّيث بن سعد قال: "إنما الصلح بيننا وبين النوبة على ألا نقاتلهم ولا يقاتلونا، وأن يعطونا رقيقا ونعطيهم بقدر ذلك طعاما، فإن باعوا نساءهم لم أر بذلك بأساً أن يشترى." (بلاذري، فتوح البلدان ص 238)
5. وورد التعبير بصيغة "هدية" في روايتين للطبري وابن الأثير عن يزيد بن حبيب "صالحهم على هديّة عدّة رؤوس منهم، يؤدّونهم إلى المسلمين في كلّ سنة، ويهدي إليهم المسلمون في كلّ سنة طعاماً مسمّى وكسوة من نحو ذلك" (الطبري ص 35 وابن الأثير ص 168) ورواية للبلاذري عن أبي البختري "صولح أهل النوبة على أن يهدوا في السنة أربع مئة رأس يُخرِجونها ويأخذون بها طعاما" (البلاذري، فتوح البلدان ص 238) ورواية لابن خرداذبة "صالحهم على ثلاثمائة رأس هذية ليست بجزية ولا خراج. ولهم على المسلمين العوض" (ابن خرداذبة ص 34)
6. ويأتي التعبير أحياناً ب "السبي" وهو التعبير الأكثر وروداً مثل رواية يزيد بن أبي حبيب "يؤدون كذا وكذا من السبي" (ابن عبد الحكم، فتوح مصر قي مسعد ص 2) وروايات المسعودي (لم يذكر مصدر الرواية) "يعرف هذا السبي في العربية بأرض مصر والنوبة بالبقط ... صالحهم على رؤوس من السبي ... اثنا عشر رأساً نت السبي" ... " فصالحهم على رؤوس من السبي معلومة، مما يسبي هذا الملك المجاور للمسلمين المدعو بملك مريس من أرض النوبة ومن غيرهم من ممالك النوبة" (المسعودي، ج 2 ص 221-222)
يأتي التعبير أحياناً ب"الرقيق" ولا يأـت هذا التعبير كثيراً. ويأتي في سياق التفسير أو التعليق على نص الصلح كما في رواية يزيد بن أبي حبيب "نعطيهم شيئا من قمح وعدس ويعطونا رقيقاً، فلا بأس بشراء رقيقهم منهم أو من غيرهم" ورواية الليث "يعطونا رقيقاً ونعطيهم بقدر ذلك طعاماً فإن باعوا نساءهم لم أر في ذلك بأساً أن تشترى" (بلاذري، فتوح البلدان ص 239) كما ورد تعبير "الرقيق" في رواية المقريزي للبقط (المواعظ، ج1 ص 560) التي جاءت كالآني:
7. عليكم في كل سنة ثلثمائة وستون رأساً، تدفعونها إلى إمام المسلمين من أوسط رقيق بلادكم غير المعيب، يكون فيها ذكران وإناث، ليس فيها شيخ هرم، ولا عجوز، ولا طفل لم يبلغ الحلم"
ويلاحظ على هذه الرواية أنها تختلف عن كل روايات رواة أخبار النوبة المبكرين بأن جعلت دفع الرقبق إلزاماً على النوبة "عليكم في كل سنة ثلثمائة وستون رأساً" بينما ورد التعبير في نصوص الروايات (رقم 5) أعلاه "يعطونا ونعطيهم" و"هدية ليست بجزية ولا خراج." كما ذكر المقريزي (المواعظ، ج 1 ص 560) أن عبد الله بن سعد قرر الصلح مع ملك النوبة "على ثلثمائة وستين رأساً في كل سنة، ووعده عبد الله بحبوب يهديها إليه لما شكا له قلة الطعام ببلده" وهذا أيضاً خلاف واضح مع الروايات (رقم 5) أعلاه
والتعبير بصيغة "السبي" في نصوص الصلح كما رقم 6 أعلاه قُصِد به تحديد مصدر الرقيق الذي يدفعه النوبة. ويبدو ذلك واضحاً في تعبير البلاذري حيث ذكر أن "هذا البقط مما يأخذون من رقيق أعدائهم، فإذا لم يجدوا منه شيئا عادوا على أولادهم" (بلاذري، فتوح البلدان ص 239) وكما في تعبير المسعودي عن صلح عبد الله بن سعد لملك النوبة: "فصالحهم على رؤوس من السبي معلومة، مما يسبي هذا الملك المجاور للمسلمين المدعو بملك مريس من أرض النوبة ومن غيرهم من ممالك النوبة"
وتوضح النصوص أن ما يدفعه المسلمون للنوبة هو المقابل للرقيق/السبي الذي يقدمه النوبة كما هو واضح في نصوص الصلح أعلاه (رقم 6) وعبّر عنه ابن خرداذبة (ص 34) بالعوض حيث ذكر "عبد الله بن سعد بن أبي سرح صالحهم على ثلاثمائة رأس هذية ليست بجزية ولا خراج. ولهم على المسلمين العوض"
وقد فهم رواة أخبار النوبة المبكرين أن هذا الصلح عملية بيع وشراء. قال يزيد بن أبي حبيب "لا بأس أن يشترى رقيقهم منهم أو من غيرهم" (نص رقم 6 أعلاه) وقال الليث "فإن باعوا نساءهم لم أر في ذلك بأساً أن تشترى" (بلاذري ص 239)
وذكر المقريزي (المواعظ في مسعد ص304) "أن مالك بن أنس كان يرى أنّ أرض النوبة إلى حدّ علوة صلح، وكان لا يجيز شراء رقيقهم، وكان أصحابه مثل عبد الله بن عبد الحكم وعبد الله بن وهب والليث بن سعد ويزيد بن أبي حبيب وغيرهم من فقهاء مصر يرون خلاف ذلك." وذكر أن الليث بن سعد قال:
"نحن أعرف بأرض النوبة من الإمام مالك بن أنس، إنما صولحوا على أن لا تغزوهم، ولا تمنع منهم عدوّاً فما استرقه متملكهم، أو غزا بعضهم بعضاً، فشراؤه جائز، وما استرقه بغاة المسلمين وسرّاقهم، فغير جائز، وكان عند جماعة منهم جوارٍ نوبيات لفرشهم"
المراجع
• ابن الأثير، الكامل في التاريخ في مصطفى محمد مسعد، المكتبة العربية السودانية..
• بتلر، الفرد ج، فتح العرب لمصر، تعريب محمد فريد أبو حديد، القاهرة: مكتبة مدبولي 1996.
• البلاذري، فتوح البلدان، بيروت: دار الكتب العلمية 1983
• البلاذري، في في مصطفى محمد مسعد، المكتبة العربية السودانية..
• ابن حوقل، كتاب صورة الأرض. بيروت: منشورات دار مكتبة الحياة 1979.
• ابن خرداذبة، كتاب المسالك والممالك، في مصطفى محمد مسعد، المكتبة العربية السودانية..
• سليم حسن، تاريخ السودان المقارن إلى عهد بيعنخي، القاهرة: شركة نهضة مصر للطباعة والنشر. وطبعة مؤسسة الأسراء للنشر والتوزيع في القاهرة عام 2004
• الشاطر بصيليعبد الجليل، معالم تاريخ سودان وادي النيل، القاهرة: مكتبة الشريف الأكاديمية 2009.
• ابن عبد الحكم، فتوح مصر، فتوح مصر والمغرب، تحقيق شارلز تورّي، سلسلة الذخائر رقم 50، القاهرة: الهيئة العامة لقصور الثقافة، ب. ت.
• ابن عبد الحكم، فتوح مصب والمغرب، في محمد مصطفى مسعد، المكتبة العربية السودانية.
• قدامة بن جعفر، كتاب الخراج وصنعة الكتابة، ملحق بكتاب المسالك والممالك لابن خرداذبة. موقع الوراق
• الكندي، الولاة والقضاة، القاهرة، دار الكتاب الاسلامي.
• المسعودي، مروج الذهب ومعادن الجوهر، تحقيق محمد محي الدين. الطبعة 3، المكتبة التجارية الكبرى 1958
• مصطفى مسعد، المكتبة السودانية العربية: مجموعة النصوص والوثائق العربية الخاصة بتاريخ السودان في العصور الوسطى. الخرطوم: جامعة القاهرة بالخرطوم 1972.
• مصطفى مسعد، الاسلام والنوبة في العصور الوسطى. القاهرة: مكتب الأنجلو المصرية 1960
• المقريزي، المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار، تحقيق محمد زينهم ومديحة الشرقاوي، القاهرة: مكتبة مدبولي 1998
• المقريزي، تاريخ الأقباط المعروف بالقول الابريز، دراسة وتحقيق د عبد المجيد دياب دبي: دار الفضيلة تاريخ الايداع بدار الكتب 1988.
• مكي شبيكة، السودان عبر القرون، بيروت: دار الجيل، 1991
• الواقدي، فتوح الشام، بيروت: دار الجيل
• ياقوت الحموي، معجم البلدان، في مصطفى محمد مسعد، المكتبة العربية السودانية..
• Arkell, Arkell, A. J. A History of the Sudan from the Earliest times to 1821, Universty of London: 1955.
• Hasan, Yusuf Fadl, The Arabs and the Sudan, Khartoum University Press: 1973.
• Hendrickx,Binjamin, “was King Markourios (696-710) an African New Constantine, the Unifier of the Kingdom and Churches of Makouria and Nubadia? A Re-Examination and a New Suggestion” Pharos Journal of Theology ISSN 2414-3324 ONLINE Volume 100 (2019)
• Mac Michael, A History of the Arabs in the Sudan. London: Frang Cass & com. Ltd. 1976.
• Torok, L. 1984, “A Contribution to post-Meroitic Chronology: the Blemmyes in Lower Nubia” Rivista Degli Studia Orientali, Vol.LVIII, Fasc I-IV, p 201-243.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: فی المصادر العربیة روایة المقریزی عمر بن الخطاب بین المسلمین فی ولایة عمر کما فی روایة عقبة بن نافع هذه الروایة على النوبة أرض النوبة على الصعید وکذا وکذا حملة عقبة النوبة فی الصلح بین فی کل سنة من غیرهم لا تتوفر سلیم حسن نوبة مصر سنة إحدى لما فتح على مصر رؤوس من ذکر أن بن أبى مسعد ص ما ورد أن هذا ورد فی من کان
إقرأ أيضاً:
أول مسلسل جريمة كوميدي| التفاصيل الكاملة لـ "بريستيج"
أعلنت الشركة المنتجة لـ مسلسل "بريستيج" المنتظر، عن أبطاله والذي يقدمه نخبة من نجوم الدراما المصرية.
العمل من بطولة مصطفى غريب، محمد عبد الرحمن، ويشارك في المسلسل كلا من : "سامي مغاوري، دينا، راندا عوض، بسام رجب، آلاء سنان، أمينة البنا، معاذ نبيل، وعمر شريف، إخراج عمرو سلامة وتأليف وسيناريو وحوار إنجي أبو السعود.
تدور أحداث "بريستيج" حول عاصفة قوية تضرب شوارع القاهرة، مما يجبر 12 شخصًا من خلفيات اجتماعية مختلفة إلى اللجوء إلى مقهى في وسط البلد بعد انقطاع الكهرباء وعودتها، يكتشف الجميع أن أحدهم قد قُتل، ومع تصاعد التوترات يدركون أن القاتل بينهم. وتتطور الأحداث في إطار من الكوميديا السوداء، بينما يحاول الجميع كشف لغز الجريمة على مدار ثماني حلقات مشوقة.
وفي تصريحاته حول المسلسل، أعرب المخرج عمرو سلامة، عن سعادته الكبيرة بالتعاون مع فريق عمل المسلسل، مشيرًا إلى أن اختيار طاقم الممثلين كان من أكبر التحديات التي واجهته.
وأضاف: "من البداية، كان هدفنا اختيار شخصيات تمثل فئات متنوعة من المجتمع المصري، وحرصنا على أن يعكس كل ممثل شخصية مميزة ويضيف لمسته الخاصة. لقد كان اختيار الفنانين رحلة طويلة لكن النتيجة كانت مثمرة، حيث أضفى كل ممثل نكهة خاصة على دوره، وكان من المهم التفكير خارج الصندوق لاختيار الممثلين بالشكل الذي يناسب الشخصيات المكتوبة في القصة. كل ممثل أضاف لشخصيته بشكل مميز وأثراها".
وتابع: "التعاون مع الكاتبة إنچي أبو السعود كان ممتعاً للغاية، حيث أضافت الكثير من التفاصيل الكوميدية التي تعكس نبض الجيل الجديد. هذا النوع من الكوميديا مختلف وله طابع خاص، وحرصنا على أن تكون النبرة الكوميدية مناسبة لفئات عمرية أصغر حتى نقدم شيئاً جديداً ومميزًا يناسب المنصات الجديدة".
يضم المسلسل 8 حلقات فقط، وهو ما اعتبره سلامة خيارًا مثاليًا يناسب المنصات الرقمية والأجيال الجديدة التي تميل إلى الحلقات القصيرة دون التطويل غير الضروري.
ومن جانبه قال المنتج طارق نصر: "مسلسل 'بريستيج' يقدم تجربة جديدة وفريدة، حيث يجمع بين نوعية مسلسلات حل الجريمة والكوميديا.
وأضاف نصر: "'بريستيج' يُعد أول تعاون بين 'ذا بلانت ستوديوز' والمخرج عمرو سلامة، بعد محاولات سابقة للتعاون على مشاريع لم تكتمل، كنا نبحث عن المشروع المناسب الذي يعكس التوافق الكبير بين رؤانا ونوعية المحتوى الذي نرغب في تقديمه للجمهور.. وواثق أن العمل مع عمرو سلامة سيحقق نجاحًا كبيرًا".
وأشار نصر، إلى أن هذا العمل هو التعاون الثاني مع الكاتبة الموهوبة إنجي أبو السعود، التي أثبتت براعتها في الكتابة بعد نجاحها الكبير في مسلسل "سفاح الجيزة" جعلها الخيار الأمثل لتقديم عمل مختلف وجديد.
وتابع: "إنجي لديها قدرة استثنائية على خلق قصص مبتكرة وشخصيات تتعلق بوجدان الجمهور، ونحن متحمسون جدًا لمشاهدة ما ستقدمه في 'برستيج'."