حرب ١٥ ابريل و الامبريالية (الجديدة) (2 من 6)
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
12 أداة امبريالية… ها هنا الخرطوم
طارق بشري (شبين)
tarig.b.elamin@gmail.com
في الاستراتيجية الامريكية (A)
بدايات صعود الامبرياليه الامريكيه
بعيدا عن تدخلها في الشأن العالمي آنذاك انغلقت الولايات المتحدة داخليا.بينما انشغلت الإمبريالية البريطانية و غيرها من مثيلاتها في أوروبا الغربية بحروبها الاستعمارية - منذ نهايات القرن ال١٩ - و طبقت استراتيجيتها- اي أمريكا- نحو الهيمنة العالمية فيما بعد و التي احتوت على ٣ سياسات و هي(١) تسريع النمو الاقتصادي القائم على التصنيع و (٢)تطوير البنية التحتية (٣)و اضطراد النمو المالي و البنكي الامريكي ومع حد أدنى من الإنفاق العسكري ( علي مشارف القرن العشرين كان عدد سكان امريكا ما قدره ٧٥ مليون و الجيش الأمريكي تعداده لم يتجاوز ال٢٥الف).
تنتهج الولايات المتحدة إستراتيجية ”الاشتباك والاحتواء“ مع الصين وإستراتيجية الردع ضد روسيا.بعد الأزمة المالية العالمية في عام 2008، تبلورت حرب استراتيجيه امريكيه تقودها رأسمالية الشركات متعددة الجنسيات لتثبيت هيمنتها العالمية وإخضاع رأسمالية الدولة الصينية. ومن أجل تحييد الصين، كان من الضروري وفق هذه الاستراتيجية الامريكية منع وصول الصين إلى أوروبا لسببين: الاول كانت أوروبا، إلى جانب الولايات المتحدة، هي المستهلك الرئيسي للمنتجات الصينية؛ ومن خلال التعاون مع الصين، يمكن لأوروبا أن يكون لها بعض الحق في الهروب من التراجع الواضح المتزايد للولايات المتحدة في الاقتصاد العالمي وأن تصبح عاملًا إضافيًا للمنافسة بالنسبة للولايات المتحدة. وعليه عملت هذه الاستراتيجية لمنع وصول الصين إلى أوروبا وبالتالي إجبار و إخضاع الصين بعد عزلها من الوصول إلى أوروبا للهيمنة الأمريكية،و السبب الثاني :كان من الضروري فصل أوروبا سياسيًا واقتصاديًا عن روسيا (التي تقع معظم أراضيها في أوروبا). فروسيا، بحدودها الممتدة لآلاف الكيلومترات مع الصين، ليست فقط طريق وصول الصين إلى أوروبا، بل هي أيضًا المنطقة الاستراتيجية لأوراسيا. و التاريخ الاقتصادي ل الامبراطوريات يدلل القول بان من يسيطر على أوراسيا يسيطر على النظام العالمي .وفي هذا السياق فالحرب الروسية الأوكرانية والحرب الإسرائيلية الفلسطينية و التحركات الأمريكية في بحر الصين تقرأ ممارسات هذه الاستراتيجية الامريكية..و لهذه الاستراتيجية صلة جوهرية في منطقة الشرق الاوسط و (مين)ا- الشرق الاوسط وشمال افريقيا) و اتفاقات أبراهام، و هنا تلعب إسرائيل ( وباعتبارها المركز العسكري والاقتصادي للمنطقة) دورا مركزيا في الاستراتيجية الإمبريالية الأمريكية.
الاستراتيجية الروسية(B)
هدفها تقليل الاعتماد على الغرب بالانفتاح على الشرق (الصين و الهند و الشرق الاوسط)
و ليه عشان روسيا تترابط مع الشرق اقتصاديا و ماليا و تكنولوجيا و عبر شبكات التجارة وبالتالي تستحوذ على موقع مركزي في منطقة آسيا وأوروبا مما يجعلها قطب عالمي لا يمكن تجاوزه في نظام رأسمالي عالمي متعدد الأقطاب متحديا الاستراتيجية الأمريكية في فرض هيمنتها على هذا النظام العالمي.تنطوي مبادرة (أوراسيا الكبرى) على إعادة تموضع روسيا من محيط أوروبا وآسيا المزدوج إلى مركز منطقة عظمى أكبر. وتهدف روسيا إلى الحد من اعتمادها على الغرب من خلال السعي إلى زيادة الترابط الاقتصادي مع الشرق من حيث التكنولوجيا والصناعات وممرات النقل والتمويل. ومن خلال وضع نفسها في مركز أوراسيا الكبرى، سيصبح العالم أكثر اعتمادًا على روسيا بينما ستقلل روسيا من اعتمادها على دولة أو منطقة واحدة.
صعود الصين وتحدي النظام العالمي المهيمن(C)
جدلية التداخل التاريخي بين الصين وبريطانيا تتلاحم مع الاستراتيجية الصينية.. فقد أعاق صعود القوى الإمبريالية البريطانية في آسيا في القرن التاسع عشر الحكم الذاتي الصيني. لم يكن الاعتماد المتبادل غير مستدام حيث كانت بريطانيا تعتمد على الصين في منتجات مثل الحرير والشاي والسيراميك، في حين كانت الصين المكتفية ذاتيًا إلى حد كبير تحتاج فقط إلى الذهب والمعادن الثمينة. لذلك سعى البريطانيون إلى تصدير الأفيون إلى الصين بطريقة غير مشروعة لاستعادة التوازن التجاري. بعد هزيمتها في حروب الأفيون في منتصف القرن التاسع عشر وفقدانها للكثير من السيطرة السيادية، خضعت الصين إلى تفاوت اقتصادي شديد، وعانت بعد ذلك مما اصطلح على تسميته بقرن الإذلال حيث تضاءلت ثروتها ومكانتها في العالم.
في عام 1978، بدأت الصين في تبني إصلاحات اقتصادية بريادة القطاع العام و بفضاءات مدورسة لدور القطاع الخاص الصيني والأجنبي واتبعت سياسة سمتها ”الصعود السلمي“و التي ركزت فيها الصين على التنمية الداخلية . وبعد ثلاثة عقود، و بدا من الأزمة المالية العالمية في 2008-2009 بدأت الصين بعد ذلك في إنشاء بنية اقتصادية دولية موازية. وفي نهاية المطاف بدأت المؤسسات الدولية التي لم تعد تعكس التوزيع الدولي للقوة في التراجع. وبالعودة إلى عام 1990، كان دنغ شياو بينغ قد أخبر أعضاء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الحاكم أن الصين ستصبح في نهاية المطاف قطبًا في عالم متعدد الأقطاب:وقد استنسخت الصين، إلى حد ما، النظام الأمريكي ثلاثي الأعمدة في أوائل القرن التاسع عشر، حيث طورت الولايات المتحدة قاعدة تصنيع وبنية تحتية مادية للنقل وبنك وطني لمواجهة الهيمنة الاقتصادية البريطانية وما تلاها من نفوذ سياسي تدخلي. وبالمثل، قامت الصين بإضفاء الطابع اللامركزي على البنية التحتية الاقتصادية الدولية من خلال تطوير أنظمة تكنولوجية رائدة مرتبطة بالثورة الصناعية الرابعة، وأطلقت مبادرة الحزام والطريق في عام 2013، وطورت أدوات مالية جديدة للقوة من حيث بنوك التنمية وإلغاء الدولرة. وكشفت رغبة الصين في إحياء طريق الحرير القديم عن رغبة الصين في تقليل الاعتماد على ممرات النقل البحري الغربية.
الإمارات - نموذج للدولة شبه الامبريالية (الإمبريالية الجديدة)( شبه الهامش)(D)
القرن الأفريقي و الحرب في السودان
في النظام الرأسمالي العالمي و في ملامحه الجوهرية التي اشرنا لها تحدثنا على نماذج من استراتيجيات بعض الدول و هنا سوف نتخذ من الامارات نموذجا آخر ل الامبريالية الجديدة و فيما بعد من أقسام المقال سوف نتحدث حول تداخل هذه الاستراتيجيات لهذه المراكز الرأسمالية والإمبريالية الجديدة و الشأن السياسي والاقتصادي في السودان.معلوم الأهمية الاستراتيجية -اقتصاديا و عسكريا و امنيا و جيوسياسيا- لمنطقة الشرق الاوسط او مينا(الشرق الاوسط و بما فيه الخليج العربي وشمال افريقيا للمراكز الامبرياليه الامريكيه بخاصة ضمن اخرين و هنا يمكن قراءة العلاقات المتميزة لأمريكا ودول و اقتصادات الخليج العربي.الإمارات والسعودية باعتبارهما من أكبر الاقتصادات الخليجية تتحركان في ديناميات هذا النظام الرأسمالي العالمي و في ذات الوقت وفق استراتيجيتهما انضمتا الي( البريكس و الذي يتحدي هذا النظام الرأسمالي العالمي و قواعده و منظومته) مؤخرا.
الاستراتيجية الإماراتية للقرن الأفريقي
لرأس المال الخاص الإماراتي وهكذا على مستوى الدولة استراتيجيتها المحددة في القرن الأفريقي و هنا يمكن القول أن مشاريعهم الاقتصادية في القرن الأفريقي ليست محايدة إنما هي تخدم المصالح الاستراتيجية. و هذه تشمل إنشاء الموانئ والطرق السريعة والمنشآت الأمنية ومرافق المياه والصرف الصحي وغيرها. إنها آليات مهمة لتوسيع رأس المال والسلطة الإماراتية على حد سواء. هذا التوسع إمبريالي - وهو تزاوج بين الطموحات الاقتصادية والسياسية الدولية.
و هذه الأهمية للقرن الأفريقي جزء لا يتجزأ من النفوذ المتزايد ل الإمارات في أفريقيا..ففي تقرير حديث نشرته صحيفة فايننشال تايمز تشير فيه أن هناك نشاطا إماراتيا متزايدا في القارة الأفريقية، ويشير التقرير أيضا إلى أن النفوذ الصيني تراجع للمرتبة الثانية في القارة السمراء لصالح الإمارات…خفضت الصين من وتيرة القروض التي تمنحها لدول أفريقية، ما أوجد موطئ قدم للإمارات، إذ تعهدت خلال عامي 2022 و2023 بضخم استثمارات أفريقية بقيمة 97 مليار دولار في مجالات الطاقة والموانئ والتعدين والعقارات والاتصالات والتصنيع والزراعة، وهو ثلاثة أضعاف ما تعهدت به شركات صينية(https://shorturl.at/va2ye).و في سبيل تعزيز نفوذها كانت موخرا أن أطلقت وزارة الاقتصاد منصتها الرقمية “بوابة إفريقيا للاستثمار الاماراتي - UAE – AFRICA GATEWAY”، بهدف تحفيز الشركات العاملة في الدولة على الاستثمار والتوسيع بالأسواق الإفريقية، وتعزيز الشراكات الاقتصادية والاستثمارية بين الإمارات والدول الإفريقية، وزيادة الاستثمارات المتبادلة بين الجانبين خلال المرحلة المُقبلة في العديد من القطاعات الاقتصادية الجديدة والحيوية( https://shorturl.at/Krbu4).
استراتيجية الأمن الغذائي و الامارات
تستورد الإمارات ما يقرب من 90% من غذائها، وسعت إلى تحسين أمنها الغذائي من خلال مركزية رأس المال وممارسة السيطرة على سلاسل الإمداد والتوريد بأكملها، من المزرعة إلى رفوف (البقالة) . وتمكنت تكتلات قوية مثل شركة الظاهرة من شراء مساحات شاسعة من الأراضي في القرن الأفريقي. وبالإضافة إلى الزراعة، قامت الشركات الخليجية باستثمارات كبيرة في البحر الأحمر والقرن الأفريقي في مجالات التصنيع والبناء والعقارات والاتصالات. تهدف هذه الاستثمارات إلى تأمين الموارد الغذائية والمنتجات الزراعية لضمان الأمن الغذائي لدولة الإمارات ، وهي دولة ذات أراضٍ موارد مائية محدودة صالحة للزراعة. الأهداف الرئيسية للاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي هي- أن تكون دولة الإمارات الأفضل عالمياً في مؤشر الأمن الغذائي العالمي بحلول عام 2051.
أن دولة الإمارات أصبحت بوابة لإنتاج الغذاء (Enns etfal., 2020) وعبوره إلى دول المنطقة والعالم. فقد دخلت عصر إنتاج الغذاء (هولمز وآخرون، 2019). ويتم ذلك من خلال فتح الطريق أمام الاستثمارات الزراعية، وتعزيز القدرات الإنتاجية للمصانع المحلية، وجذب استثمارات صناعية جديدة. ومن الواضح أن البيانات الرسمية تُظهر أن الإمارات تحتل المرتبة الأولى عربيًا في تجارة الأغذية والمشروبات، حيث تستحوذ على حصة تزيد عن 18% من إجمالي التجارة العربية في السلع الغذائية (جونستون وفرانك، 2023). كما أنها أكبر مصدر عربي في هذا القطاع، حيث تستحوذ على أكثر من 26% من إجمالي صادرات الأغذية والمشروبات من المنطقة العربية إلى العالم
و من الناحية الجيوسياسيه ، الجيواقتصاديه تتلاقى المصالح الإماراتية في افريقيا و اسيا فيما يعرف بممر الذهب أو بمعنى آخر،يمكننا ان نحيل هنا إلى ما أصدره مركز دبي للسلع المتعددة من تقرير ”مستقبل التجارة 2024: فك الارتباط وإعادة التشكيل“ الذي يركز على استراتيجية الإمارات في صناعة المعادن الثمينة والاتجاهات الرئيسية التي تشكل السوق العالمية للمعادن الثمينة.ونتيجة للتحولات الرئيسية في تجارة الذهب العالمية، يتوقع التقرير ظهور ”قرن آسيوي“ للذهب، مع التركيز بشكل خاص على تطوير ممر اقتصادي جديد للذهب بين دول البريكس، بما في ذلك الإمارات ، والذي يمكن أن يوفر بديلاً لمراكز تجارة الذهب التقليدية.وتتوقع النتائج التي توصل إليها مركز دبي للسلع المتعددة أن تصبح الإمارات العربية المتحدة أحد أهم مراكز تجارة الذهب في السنوات القادمة. وقد تعززت هذه المكانة بشكل كبير بتقدم الإمارات على المملكة المتحدة في عام 2023 لتصبح ثاني أكبر مركز لتجارة الذهب في العالم، حيث بلغ إجمالي تجارة الذهب أكثر من 129 مليار دولار أمريكي - بزيادة قدرها 36% عن العام الماضي.
(https://shorturl.at/VJpXZ )
tarig.b.elamin@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: هذه الاستراتیجیة الولایات المتحدة النظام العالمی القرن الأفریقی الشرق الاوسط تجارة الذهب إلى أوروبا هذا النظام الصین إلى فی القرن الصین فی من خلال فی عام
إقرأ أيضاً:
الداخلية واللجنة الدائمة لحقوق الإنسان تحتفلان بيوم حقوق الإنسان العالمي
نظمت وزارة الداخلية واللجنة الدائمة لحقوق الإنسان فعالية بمناسبة يوم حقوق الإنسان العالمي، بالتعاون مع مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سلطت الضوء على التزام دولة الإمارات بصون حقوق الإنسان، مؤكدةً جهودها المستمرة لإحراز تقدم ملموس في هذا المجال. ويحتفل المجتمع الدولي بيوم حقوق الإنسان العالمي في 10 ديسمبر من كل عام ، ويحيي ذكرى اليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948، والذي اعتُبر المثل الأعلى المشترك الذي ينبغي أن تبلغه الشعوب والأمم كافة لضمان الحقوق الأساسية والحريات. وتحت شعار "حقوقنا، مستقبلنا، فوراً"، تركز حملة يوم حقوق الإنسان هذا العام على أن حقوق الإنسان هي السبيل إلى الحلول، بما أنها تؤدي دوراً حاسماً وتشكل قوة وقائية وحمائية وتحويلية من أجل الخير، لا سيما في أوقات الأزمات.
وأكدت الفعالية على الالتزام منقطع النظير لدولة الإمارات بدعم أطر العمل الدولية المعنية بحقوق الإنسان، وحماية هذه الحقوق بكل السبل محلياً وعالمياً. كما شددت الفعالية في إطار شعارها الجديد على ضرورة تبنّي منهجية تضمن حماية حقوق الإنسان وصونها بما يشمل كامل أفراد المجتمع، انطلاقاً من حتمية العمل الجماعي، وليس الفردي، لضمان تلك الحقوق. وتقع مسؤولية حماية حقوق الإنسان على قطاعات المجتمع كافة من أجل إحداث تغيير دائم ومستدام.
وشهدت الفعالية أيضاً إطلاق برنامج تدريبي لمدة تسعة أشهر في مجال التعاون التقني، وهو تحت رعاية اللجنة الدائمة لحقوق الإنسان وبالتعاون مع مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وبدعمٍ من وزارة الداخلية الإماراتية. ويهدف البرنامج التدريبي إلى بناء مجموعة جديدة من الخبراء في مجال حقوق الإنسان من مختلف أنحاء دولة الإمارات، حيث يجمع أكثر من 50 ممثلاً عن مجموعة متنوعة من الهيئات الحكومية الأعضاء في اللجنة الدائمة لحقوق الإنسان.
ويعكس البرنامج الجديد تفهّم دولة الإمارات لضرورة العمل الجماعي من أجل صون حقوق الإنسان، ويسعى إلى تمتين أواصر التعاون من خلال بناء قوة عاملة تتمتع بالمهارات والخبرات الكفيلة بحماية حقوق الإنسان في مختلف القطاعات. وتجدر الإشارة إلى أن جميع أعضاء اللجنة الدائمة لحقوق الإنسان تقدموا بمرشحين للمشاركة في البرنامج، تأكيداً على التزام الدولة بدمج حقوق الإنسان في مفاصل العمل الحكومي كافة.
وسلطت الفعالية الضوء على رؤى وأفكار ملهمة ألقاها كلٌ من اللواء سالم علي الشامسي وكيل وزارة الداخلية المساعد للموارد والخدمات المساندة؛ وسلطان محمد الشامسي مساعد وزير الخارجية لشؤون التنمية والمنظمات الدولية؛ وهند العويس، مديرة اللجنة الدائمة لحقوق الإنسان؛ والممثل الإقليمي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمكتب المفوض السامية لحقوق الإنسان الذي تحدث عبر الاتصال المرئي؛ فضلاً عن عدد من أفراد المجتمع المحلي.
وقال اللواء سالم علي الشامسي الوكيل المساعد للموارد والخدمات المساندة بوزارة الداخلية في كلمة بالفعالية إن هذا الحدث المهم بمناسبة يوم حقوق الإنسان العالمي نحتفل فيه سنوياً بالتأكيد على حقوق الإنسان باعتبارها حجر الزاوية في بناء مجتمعاتنا الإنسانية المتقدمة. هذا اليوم الذي نكرس فيه جهدنا لرفع الوعي حول حقوق الإنسان، ونؤكد التزامنا من خلال وزارة الداخلية بحماية وتعزيز حقوق الإنسان في جميع جوانب الحياة،مشيراً إلى أن هذا اليوم مناسبة للتأكيد على حقوق الإنسان وحمايتها كجزء أساسي من كرامة الإنسان ووجوده ويأتي في هذا العام، تحت شعار "حقوقنا مستقبلنا ... فوراً"، للتأكيد على أن حقوق الإنسان ليست مجرد مبادئ نظرية أو تصريحات، مضيفاً أنه مناسبة ليس مجرد لتوجيه الرسائل، بل هي دعوة للعمل الجاد لتطبيق هذه الحقوق واستدامتها، وبطرق عملية، على كافة الجوانب. كما نؤكد على تعزيز الوعي والتعليم حول حقوق الإنسان، وحماية الحريات الأساسية، داعياً إلى العمل معاً اليوم وأكثر من أي وقت مضى، عونًا لبعضنا البعض في تعزيز هذه المبادئ الإنسانية السامية. لنعمل معًا من أجل ضمان أن يكون مستقبلنا مليئًا بالعدالة، والمساواة، والفرص المتكافئة للجميع، بلا استثناء.
أخبار ذات صلة «الداخلية» تتوج بـ7 جوائز في جائزة محمد بن راشد للأداء الحكومي المتميز 2024 الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان تنفذ مبادرات توعيةوفي حديثه عن ذات الموضوع، قال سلطان محمد الشامسي: "حقوق الإنسان جزء لا يتجزأ من فكر قيادتنا الرشيدة، ومكون رئيس لدستور الدولة ولبنة هامة في سياستها الخارجية. نشارك اليوم الأسرة الدولية في الاحتفال بيوم حقوق الإنسان العالمي، ونستذكر ’الإعلان العالمي لحقوق الإنسان’كوثيقة محورية ومرجعية في الجهود الدولية لدعم وترسيخ مبادئ الكرامة والمساواة، وعدم التمييز، والعدالة، والتسامح ... كما نثمن شراكتنا المتميزة مع مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، ومن ثمارها برنامج الدعم التقني المعنون ’تأهيل كادر وطني في مجال حقوق الإنسان’ والذي يعكس التزام دولة الإمارات في بناء مجموعة من خبراء في حقوق الإنسان القادرين على الوفاء بالتزاماتنا بشكل فعال".
ومن جانبها، قالت هند العويس: "تؤكد فعالية اليوم التزامنا الراسخ بقيم الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، فضلاً عن أطر العمل الدولية لحقوق الإنسان. وإذ نحتفل بيوم حقوق الإنسان، فإننا ندرك ضرورة الحفاظ على التزامنا بالأطر العالمية التي تشكل عماد وحدة المجتمع الدولي، لا سيما في أوقات الأزمات، مع التأكيد على أهمية دمج حقوق الإنسان في مختلف مفاصل العمل الحكومي".
وأضافت العويس: "يمثل إطلاق البرنامج التدريبي بالتعاون مع مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان خطوةً هامة في هذه المساعي، ونتطلع إلى بناء جيل جديد من الخبراء في مجال حقوق الإنسان في دولة الإمارات. وسنواصل معاً مسيرة دعم حقوق الإنسان وصونها والتمسك بهذه المبادئ في جميع القطاعات".
وجرى خلال الفعالية إطلاق برنامج الكتروني لوزارة الداخلية بدولة الإمارات العربية المتحدة لخطة عمل حقوق الإنسان بالوزارة ليكون مبادرة تتبنى التقنيات الحديثة في تعزيز جهود التطوير والارتقاء بالعمل.
ومع مرور 76 عاماً على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، فقد قطع العالم أشواطاً كبيرة في مجال دعم حقوق الإنسان وحمايتها، وتطمح اللجنة الدائمة لحقوق الإنسان إلى تجديد التزاماتها بصون حقوق الإنسان من خلال تعزيز أوجه التعاون على جميع المستويات المجتمعية، وكذلك مع الشركاء الموثوقين أمثال وزارتي الداخلية والخارجية الإماراتيين ومكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
المصدر: وام