إسرائيل تكشف مفاجأة: حزب الله خطط لـ "غزو منسّق" مع حماس
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
كشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أن تنظيم حزب الله اللبناني خطط لغزو الشمال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، ولكن ثمة أمر واحد عطل الخطة.
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن مسؤول عسكري إسرائيلي كبير، شارك في الحرب الإسرائيلية على الجنوب اللبناني، تفاصيل تدمير الأنفاق والمحميات الطبيعية التي تحولت إلى قواعد لحزب الله في المنطقة، وذلك بعد الكشف عن خطط التنظيم اللبناني، لتكرار ما حدث في الجنوب من اختراق لحركة حماس الفلسطينية.
زمن #إيران انتهى في الشرق الأوسط
https://t.co/0bM4v2qKJF pic.twitter.com/LOzGplaln9
تهديد غير مسبوق
وأضافت معاريف تحت عنوان "خطط حزب الله لغزو إسرائيل في السابع من أكتوبر.. شيء واحد عطل الخطة"، أن الواقع على الحدود الشمالية في الأيام التي تلت 7 أكتوبر (تشرين الأول) كانت بمثابة تهديد غير مسبوق، وهو ما جعل سكان المستوطنات لا يريدون العودة طالما يمتلك حزب الله مواقع خلف السياج الحدودي.، موضحة أن التنظيم استخدم القرى وجغرافيا المكان لبناء بنية تحتية هجومية تشمل مواقع لإطلاق النار ومستودعات ذخيرة وأنفاق تحت الأرض، ولذلك، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية واسعة النطاق بهدف تغيير الواقع على الحدود، والقضاء على البنية التحتية للتنظيم، وتحسين الشعور بالأمن لدى سكان المنطقة.
3 أهداف
وأشارت معاريف إلى أن القتال في الشمال، الذي كان جزءاً لا يتجزأ من حملة أكثر شمولاً، ركز على 3 أهداف رئيسية، الأول، توجيه ضربة قاسية إلى سلسلة القيادة في حزب الله، بدءاً من الأمين العام حسن نصر الله، وحتى رتب القيادة المحلية.
أما الهدف الثاني فكان تدمير قدرات الإطلاق المتوسطة والبعيدة المدى، التي كانت تعتبر تهديداً استراتيجياً لإسرائيل، وبالفعل انخفضت قدرة حزب الله العملياتية على إطلاق آلاف الصواريخ من لبنان إلى حيفا والجنوب بشكل كبير، مع تدمير ما يقرب من 80% من أنظمة الإطلاق المتوسطة والبعيدة المدى، وفقاً لمسؤول عسكري كبير أشرف على الحرب، وأوضح في لقاء مع "معاريف"، أن "الصواريخ قصيرة المدى التي يصل مداها إلى 20 كيلومترا تظل تحدياً معقداً بسبب انتشارها على نطاق واسع، لكن القوات تعاملت معها أيضا".
أما الهدف الثالث، وهو الأكثر تعقيداً وأهمية، فكان يتلخص في منع الهجمات البرية على المستوطنات الإسرائيلية، وهو السيناريو الذي كان يهدد بتكرار أحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، ولتحقيق هذه الغاية، أطلق الجيش الإسرائيلي مناورة واسعة النطاق في حوالي 30 قرية بالقرب من الحدود، بالإضافة إلى المحميات الطبيعية التي استخدمها حزب الله كقواعد للهجوم، وشاركت في العملية 4 فرق عملت في وقت واحد من الحدود البحرية إلى جبل الشيخ.
ما هو الفارق بين لبنان وغزة بالنسبة لإٍسرائيل؟https://t.co/eK3xNTJuwh
— 24.ae (@20fourMedia) November 29, 2024
غزو إسرائيل
وقال المسؤول العسكري الكبير في الجيش الإسرائيلي، الذي شارك في قيادة الحرب، إنه في بداية العملية تم الكشف عن "الصورة الكاملة"، ففي شريط على بعد 3 كيلومترات شمال الحدود، كان يوجد حوالي 3000 مسلح كانوا على طول القطاع بأكمله، ومستعدين لغزو إسرائيل بمجرد تلقيهم الأمر، مؤكداً أنه في 6 أكتوبر (تشرين الأول)، واجهت إسرائيل تهديداً وجودياً دون أن تدرك ذلك، وأوضح أن المسلحين كانوا في حالة تأهب قصوى ومستعدين للتحرك.
تحرك سريع
وكشف المسؤول الإسرائيلي، أن ما أنقذ إسرائيل من غزو منسق، هو التحرك السريع الذي قام به الجيش الإسرائيلي باستخدام 4 ألوية باتجاه الشمال في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، وخلال الحرب، دخلت قوات الجيش الإسرائيلي قرى في جنوب لبنان، واكتشفت صواريخ مضادة للدبابات ومواقع إطلاق نار ونقاط مراقبة.
وفي عمليات الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان، تم اكتشاف العديد من الأنفاق المحلية التي استخدمها حزب الله كغرف تخزين ومعيشة، وقد تم بناء بعض هذه الأنفاق في مناطق ذات نباتات كثيفة يصل ارتفاعها من 6 إلى 10 أمتار، والتي وفرت للمسلحين غطاء شبه كامل، بالإضافة إلى تجهيز مواقع إطلاق النار لشن هجمات برية على إسرائيل.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله عيد الاتحاد غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل حزب الله لبنان الجیش الإسرائیلی تشرین الأول حزب الله
إقرأ أيضاً:
شروط الاحتلال الإسرائيلي التي أدت لإلغاء مسيرة العودة
القدس المحتلة- في كل عام، يحمل المهندس سليمان فحماوي ذاكرته المثقلة بالحنين والوجع، ويسير على خُطا قريته المهجرة "أم الزينات" الواقعة على سفوح جبال الكرمل في قضاء حيفا، والتي اضطر لمغادرتها قسرا كباقي مئات آلاف الفلسطينيين، تاركا خلفه طفولته وذكرياته لتصبح جزءا من تاريخ النكبة الذي لا ينفك يعيد نفسه.
سليمان، اللاجئ في وطنه، عاش فصول النكبة الفلسطينية متنقلا بين بلدات الكرمل والساحل، قبل أن يستقر به الحال في بلدة أم الفحم، على تخوم حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967.
واليوم، وفي الذكرى الـ77 للنكبة، وبعد عقود من التهجير، يقف كعضو ومتحدث باسم "لجنة الدفاع عن حقوق المهجرين" بالداخل الفلسطيني، محاولًا الحفاظ على ذاكرة القرى التي طمست معالمها، وفي مقدمتها قرية "كفر سبت" المهجرة، في قضاء طبريا في الجليل شمالي فلسطين.
منذ تأسيس "جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين" عام 1997، اعتاد سليمان ورفاقه تنظيم مسيرة العودة السنوية إلى القرى المهجّرة، بالتنسيق مع لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، حيث أصبحت المسيرات ذات رمزية تقول للعالم "يوم استقلالهم يوم نكبتنا"، وتعيد للأذهان قصص البيوت المهدومة والأرواح التي لا تزال معلقة بأطلال قراها.
"هذا العام كان مختلفا" يقول فحماوي للجزيرة نت بنبرة يغلب عليها الأسى، فبدلا من التحضير المعتاد للمسيرة الـ28 نحو "كفر سبت"، اصطدمت الجمعية بسلسلة من الشروط التعجيزية التي وضعتها الشرطة الإسرائيلية، ما اضطرهم إلى اتخاذ قرار صعب "سحب طلب التصريح".
يوضح فحماوي "كما كل عام، قدمنا طلبا للحصول على التصاريح، لكن الشرطة هذه المرة وضعت شروطًا غير مسبوقة، كان أولها عدم رفع العلم الفلسطيني، ذلك العلم الذي لطالما خفقت به القلوب قبل الأيادي، كما اشترطت الحصول على موافقة المجلس الإقليمي في الجليل الغربي، الذي تقع القرية ضمن نفوذه، إضافة إلى تحديد عدد المشاركين بـ700 شخص فقط".
إعلان"بالنسبة لنا، العلم الفلسطيني خط أحمر" يؤكد سليمان، ويتساءل "كيف لمسيرة تحمل اسم العودة أن تقام دون علمنا، ودون مشاركة الآلاف من أبناء الداخل الفلسطيني الذين يحملون هم القضية؟".
وبين تهديدات الشرطة بالاقتحام، والوعيد بقمع المسيرة حال تجاوز الشروط، وجدت الجمعية نفسها أمام مفترق طرق، ويقول فحماوي "خلال المفاوضات، لمسنا نوايا مبيتة من الشرطة الإسرائيلية وتهديدات بالاعتداء على المشاركين من أطفال ونساء وشباب".
وفي مشهد تتداخل فيه الوطنية بالمسؤولية الأخلاقية، اجتمعت كافة الأطر السياسية والحزبية والحقوقية في الداخل الفلسطيني، ليصدر القرار الأصعب (سحب الطلب)، لخصها فحماوي بقوله "نقطة دم طفل تساوي العالم"، مضيفا "لن نسمح بأن تتحول مسيرتنا إلى ساحة قمع جديدة، اخترنا العقل على العاطفة، لكن شوقنا للعودة لا يلغيه انسحاب مؤقت".
قبل نحو 30 عاما، لم تكن مسيرات العودة جزءا من المشهد الوطني الفلسطيني، وكانت قضية القرى المهجرة تعيش في طي النسيان، مطموسة في ذاكرة مغيبة، تكاد تمحى بفعل الإهمال والسياسات الإسرائيلية المتعمدة، يقول فحماوي، ويضيف "لكن هذا الواقع بدأ يتغير تدريجيا مع انطلاق المبادرات الشعبية، وعلى رأسها مسيرة العودة".
وعلى مدى هذه العقود الثلاثة، شارك مئات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني -وخاصة من فلسطينيي الداخل- في مسيرات العودة، التي تحوّلت إلى محطة وطنية سنوية ثابتة، تحمل رسائل سياسية وشعبية عميقة، وتؤكد على حق العودة بوصفه حقا فرديا وجماعيا غير قابل للتنازل أو التفاوض.
ورغم قرار سحب طلب التصريح لمسيرة العودة الـ28، لا يتوقف التساؤل لدى أدهم جبارين، رئيس اللجنة الشعبية في أم الفحم، وابن عائلة لاجئة من قرية اللجون المهجرة عن "ماذا يعني أن يمنع لاجئ فلسطيني من العودة، ولو ليوم واحد، إلى قريته التي طُرد منها؟ وماذا يعني أن يجرم رفع العلم الفلسطيني؟"
إعلان"هذه ليست النهاية" يؤكد جبارين للجزيرة نت، ويقول "نحن مستمرون، فحق العودة ليس مناسبة، بل حياة كاملة نعيشها يوميا"، مضيفا "رغم القيود والتهديدات، تبقى مسيرة العودة أكثر من مجرد حدث سنوي، هي ذاكرة حية تورَّث للأجيال، ورسالة واضحة بأن القرى المهجرة ستظل حاضرة في القلوب والعقول، حتى يتحقق حلم العودة.
ويؤكد جبارين أن قرار سحب الطلب "لم يكن تراجعا، بل خطوة واعية اتخذت من منطلق المسؤولية الوطنية، بعد أن اتضح خلال مفاوضات الجمعية مع الشرطة الإسرائيلية وجود نية مبيتة للترهيب والترويع، وحتى تهديد ضمني بإمكانية قمع المسيرة بالقوة، وربما ارتكاب مجزرة بحق المشاركين".
ويقول "نرى ما يجري من حرب إبادة في غزة، وعمليات التهجير في الضفة الغربية، وما لمسناه من سلوك الشرطة يعكس تحضيرات لتنفيذ سيناريو مشابه في الداخل، حيث بات استهدافنا على خلفية إحياء المناسبات الوطنية مسألة وقت لا أكثر".
لكن رغم المنع، لم تتوقف الفعاليات، فالجمعية أطلقت برنامج زيارات موسعًا إلى أكثر من 40 قرية مهجّرة، بمرافقة مرشدين مختصين، لتتحوّل ذكرى النكبة من فعالية مركزية واحدة إلى عشرات الجولات والأنشطة الميدانية.
ويختم جبارين حديثه للجزيرة نت بالقول إن "مسيرة العودة ليست مجرد تظاهرة، بل رسالة متجددة وتذكير سنوي بالنكبة، وتجذير للوعي الوطني، وانتقال للذاكرة من جيل إلى آخر، ورسالة واضحة بأن لا حق يضيع ما دام هناك من يطالب به".
ويضيف أنها "أيضا رد مباشر على المقولة الصهيونية الشهيرة: الكبار يموتون والصغار ينسون، فالصغار لم ينسوا، بل باتوا في مقدمة الحشود، يحملون الراية، ويرددون أسماء القرى التي هُجرت، وكأنها ولدت من جديد على ألسنتهم".