أطياف
صباح محمد الحسن
طيف أول :
ليصمت حفيف الضرب الثابت على جمجمة الوطن
وليعود الزمن بنا كما كنا ننشد اغنية له ، بدلا من إستعادة ذكرى متشنجة تصلبها مرارة تكرار الأسف!!
والبرهان قبل يومين يستقبل وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي الذي حمل له رسالة خطية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي
ومصر قلقها يتجاوز الحرب في السودان التي ترى أن مناصرة الجيش والوقوف بجانبه في الحرب أمر لاتتردد فيه ولم يعد ذلك سرا صرحت به قيادات بالدولة وحددت موقفها وأعلنت العداء صراحة على الدعم السريع
ولكن وفي ذات الوقت القيادة العسكرية السودانية مازالت تخذل أنصارها في حسم واضح على الأرض فيبدو أن كل الدعم والمساندة التي يحصل عليها الجيش هي فقط من أجل أن تكون المؤسسة العسكرية "واقفة" وليس الغرض منه أن يكون الدعم السريع " صريع" لأن كل الناتج على الأرض تكشف أن قوات الدعم السريع مازالت لها من القوة التي تجعلها ترتكب مزيدا من الجرائم البشعة في حق المواطنين حيث اصبحت تتفنن في طريقة القتل الجماعي والإنتهاكات المركبة المتشابهة والمتناقضة ، التي تجعلها مستحقة للعقوبات الدولية، في ظل غياب تام للجيش ( المدعوم) لحماية ونصرة المواطنين !!
ومصر تشغلها كثير من الملفات التي تحتاج فيها الي قرارات الدولة السودانية فمن صالحها أن تكون في السودان حكومة قادرة على أصدار القرارات، لأن ذوبان القيادة في هذا الصراع وتشرذمها ليس من صالحها ، سيما فيما يتعلق بملف سد النهضة او قضية إستضافة حكومة السودان لقيادات حركة حماس في بورتسودان ، الخطوة التي قد تضع الحكومة السودانية في مواجهة مع اسرائيل وحكومة دونالد ترامب ، ومايترب على الخطوة من آثار قد لايختصر الضرر فيه على السودان ولكنه يطول مصر ايضا، اضافة الي ملف العلاقات الروسية السودانية
ومعلوم أن المد الروسي او إقامة اي استثمارات مع السودان او قاعدة روسية على البحر الاحمر يتعارض مع رغبة مصر ويشكل خطرا كبيرا عليها ويهدد أمنها، كما ان مصر ايضا تعارض مقترح دخول قوات اممية الي السودان
ولهذا يكون القلق الذي تتسبب فيه حكومة البرهان بإستمرار الحرب تمتد فيه ألسنة اللهب الي الدول الصديقة والحليفة للجيش لذلك قال وزير الخارجية المصري ناقشنا عدد القضايا المهمة والمشتركة
مع الفريق البرهان
وبعد زيارة وزير الخارجية المصري بيوم واحد يقوم البرهان بزيارة الي جوبا استقبله سلفاكير ميارديت ولاشك أن البرهان لم يزر جوبا صدفة او بغرض بحث العلاقات الثنائية والقضايا ذات الإهتمام المشترك في هذا التوقيت
ولكن يبدو أن الطارئ في عملية حل الازمة يخلق "ربكة جوار" ويجعل الدولتين الجارتين في حراك محموم يفرض الحِل والترحال كأمر ضروري للغاية يستحق المناقشة
فإن كان ديسمبر سيشهد ميلاد قرار جديد من قبل الأمم المتحدة او مجلس الأمن فإن القلق من هذا القرار تجاوز الحدود السودانية، واصبح امرا مزعجا لدول الجوار فإجتماع البرهان بوزير خارجية السيسي وبالرئيس سلفاكير في غضون 48 ساعة يعني أن ثمة أمر جلل الشورى فيه تتجاوز مكتب البرهان ومجلسه الإنقلابي لتصل الي قيادات دول الجوار!!
ومن قبل تحدثنا أن التصريحات العسكرية برفض الحوار وارتكاب مزيد من الجرائم على الأرض دائما ماتسبق قرارات دولية قادمة
فهل يكون 18 ديسمبر بجلوس امريكا على دفة قيادة مجلس الأمن يوما مختلفا ام عاديا بالنسبة لملف حرب السودان
أم أن الامم المتحدة والإتحاد الافريقي سيوقعان على على ورقة جديدة تقلب الطاولة وتعيد ضبط المصنع فيما يتعلق ببرمجة الأرض!!
طيف أخير :
#لا_للحرب
دعوة مصر لتقدم والقوى السياسية للإجتماع على اراضيها خطوة تمد فيها مصر يدها الي جبهة القوى السياسية لتتحسس درجة العلاقة مابعد الحرب
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
الأزمة السودانية: مفوضية اللاجئين تدق ناقوس الخطر بشأن أعداد الفارين من الصراع إلى جنوب السودان
دقت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ناقوس الخطر بشأن الارتفاع الأخير في عدد الأشخاص الفارين من الحرب في السودان إلى جنوب السودان المجاور، والذي تضاعف ثلاث مرات عن الأسابيع السابقة، وفي مؤتمر صحفي عقد في جنيف اليوم الثلاثاء، قالت المتحدثة باسم المفوضية أولغا سارادو إنه منذ يوم السبت وحده، كان هناك ما يقدر بنحو سبعة إلى عشرة آلاف وافد جديد كل يوم - بما في ذلك العديد من الجنوب سودانيين الفارين من مخيمات اللاجئين في ولاية النيل الأبيض، وأغلبهم من النساء والأطفال.
وقالت: "التقى فريق من المفوضية الذي زار الحدود أمس بآلاف الأشخاص الذين يسيرون على طريق يبلغ طوله 40 كيلومترا بين الحدود ومدينة الرنك في خط متواصل. كما توقفت الأسر على جانب الطريق، حيث تلقى البعض الطعام والماء من المجتمعات المحلية. وتعمل المفوضية وشركاؤها على تكثيف الجهود لدعم الوافدين الجدد وتعزيز الخدمات الأساسية، لكن نقص التمويل الشديد لا يزال يشكل تحديا".
وأشارت السيدة سارادو إلى أن العديد من الأشخاص يصلون عبر نقاط عبور غير رسمية يصعب للغاية على المفوضية وشركائها الوصول إليها، وأكدت أن جميع الوافدين يحتاجون إلى الدعم الإنساني، خاصة في ظل تفشي وباء الكوليرا المستمر. وأعربت عن قلقها العميق إزاء النشاط العسكري والتوتر المتزايد عند معبر جودة الحدودي، الذي يشكل "شريان حياة حيويا للمدنيين الفارين من العنف والعمليات الإنسانية في ولاية النيل الأبيض".
فمن بين 900 ألف شخص عبروا إلى جنوب السودان منذ بداية الصراع، استخدم أكثر من 700 ألف شخص هذا المعبر. وقالت المتحدثة باسم المفوضية: "إن الحفاظ عليه آمنا ومفتوحا أمر ضروري لأولئك الذين يسعون إلى الأمان وتقديم المساعدات الطارئة للسكان النازحين على جانبي الحدود".
منذ بداية الحرب في السودان قبل حوالي 20 شهرا، كانت ولاية النيل الأبيض ملاذا آمنا لأولئك الذين فروا من العنف في أجزاء أخرى من البلاد، حيث تستضيف أكثر من 400 ألف لاجئ من جنوب السودان و650 ألف نازح داخلي. وقالت السيدة سارادو إن الأعمال العدائية حول مخيمات اللاجئين والمناطق التي تستضيف النازحين تشكل مخاطر جسيمة ومثيرة للقلق على المدنيين، وتهدد قدرة المفوضية وشركائها على تقديم الحماية والمساعدة المنقذة للحياة.
ودعت المتحدثة باسم المفوضية إلى وقف فوري للأعمال العدائية لحماية أرواح المدنيين وضمان استمرار المساعدات الإنسانية. وأشارت إلى أن الموارد المالية لدعم اللاجئين الذين يغادرون السودان لا تزال شحيحة، حيث تم تمويل خطة الاستجابة الإقليمية للاجئين بنسبة 30 في المائة فقط مع اقتراب نهاية العام.
جدير بالذكر أنه منذ نيسان/أبريل 2023، نزح أكثر من 12 مليون شخص في السودان، بما في ذلك أكثر من 3 ملايين لجأوا إلى البلدان المجاورة، مما يجعل الأزمة هناك واحدة من أكبر أزمات النزوح وأكثرها إلحاحا في العالم.