أعلنت إدارة العمليات العسكرية في المعارضة السورية المسلحة أنها بدأت التوغل في مدينة حماة بوسط البلاد، لكن الجيش السوري سارع إلى النفي مؤكدا أن قواته "دحرت الإرهابيين" ووجت ضربات جوية مشتركة مع الطيران الروسي لمقاتلي المعارضة.

وفي اليوم الثامن من عملية "ردع العدوان"، قالت قوات المعارضة السورية إن قواتها تخوض معارك عنيفة في أحياء مدينة حماة مع قوات الجيش السوري.

وأشارت إلى أنها تحقق تقدما في محاور عدة داخل حماة وباتجاه مركز المدينة.

على الجانب الآخر سارع الجيش السوري إلى نفي صحة ما يقوله مقاتلو المعارضة بشأن دخول أي حي في حماة.

وأعلنت وزارة الدفاع السورية اليوم "تكبيد التنظيمات الإرهابية خسائر فادحة في الأرواح والعتاد في ريف حماة .

وقال مصدر عسكري، في منشور أوردته وزارة الدفاع السورية على صفحتها بموقع فيسبوك "تخوض قواتنا العاملة في ريف حماة معارك عنيفة في مواجهة التنظيمات الإرهابية المسلحة وتكبدها خسائر فادحة في الأرواح  والعتاد".

وأضاف "يقوم الطيران السوري الروسي المشترك وقوات المدفعية والصواريخ باستهداف تجمعات الإرهابيين وأرتالهم في أماكن وجودهم ومحاور تحركهم ما أسفر عن تحقيق إصابات مباشرة في صفوفهم ومقتل وجرح العشرات منهم وتدمير الكثير من عتادهم وآلياتهم".

إعلان

ونقلت وسائل إعلام رسمية سورية عن مصدر عسكري في وقت متأخر أمس الأربعاء قوله "إن القوات الجوية الروسية والسورية، إلى جانب وحدات المدفعية، نفذت ضربات مركزة على الإرهابيين في منطقة حماة".

ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن مصادر ميدانية سورية أمس قولها إن العميد سهيل الحسن المتورط بمجازر بسوريا وقائد الفرقة 25 في الجيش السوري أصيب بجروح طفيفة في هجوم المعارضة المسلحة على مدرسة المجنزرات المقر الرئيسي للفرقة 25.

أما وكالة الأنباء الألمانية فذكرت أمس أن مصورا سوريا يعمل لصالحها قُتل في هجوم بطائرة مقاتلة بالقرب من مدينة حماة ذات أهمية إستراتيجية للجيش السوري، حيث تعمل كحاجز لحماية العاصمة دمشق.

ولم تتمكن وكالة الأنباء من تقديم مزيد من التفاصيل حول متى قُتل المصور أنس الخربوطلي البالغ من العمر 32 عامًا. لكن رئيس تحرير الوكالة سفين جوزمان قال: "بصوره لم يوثق أهوال الحرب فحسب، بل عمل دائمًا من أجل الحقيقة".

وتأتي الاشتباكات في أعقاب هجوم سريع شنه مقاتلو المعارضة السورية والذين استولوا في غضون أيام قليلة على أراض كبيرة، بما في ذلك مدينة حلب ثاني أكبر مدينة في سوريا، حلب، من سيطرة الرئيس بشار الأسد.

ويمثل هذا أشد المعارك منذ عام 2020 في بلد مزقته الحرب الأهلية التي اندلعت في عام 2011 لكنها كانت خاملة في الغالب لعدة سنوات.

سوريون يقفون يعتلون دبابة على الطريق الدولي حلب دمشق الذي سيطرت عليه قوات المعارضة (الأوروبية) إزالة ألغام

في غضون ذلك أعلن الدفاع المدني السوري بدء فرقه في عمليات إزالة الألغام ومخلفات الحرب من القرى والبلدات التي سيطرت عليها المعارضة السورية في ريفي إدلب وحلب.

وقال الدفاع المدني إن عمليات المسح بحثا عن ذخائر ومخلفات الحرب جاءت تحت حملة "أمل العائدين" كي يتمكن المهجرون من العودة إلى قراهم وبلداتهم بأمان.

إعلان

يشار إلى أن آلاف الألغام مزروعة في عشرات البلدات والقرى في ريفي إدلب وحلب لأنها كانت خطوط تماس بين قوات النظام السوري والمعارضة قبل أن تتمكن الأخيرة من السيطرة عليها بعد معارك مع النظام السوري.

نزوح واتصالات

وحول تداعيات المعارك على المدنيين السورين في مناطق الاشتباك قال جونزالو فارجاس ليوسا، ممثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في سوريا إن نحو 150 ألف شخص أجبروا على الفرار من منازلهم بسبب تصاعد القتال بين القوات الحكومية السورية وفصائل مسلحة.

وفي منشور على منصة "إكس" أمس الأربعاء قال إن "عدد السوريين الذين أجبروا على الفرار بسبب القتال في حلب وما حولها يتزايد بسرعة"، وأضاف أن هذا الرقم "من المحتمل أن يستمر في الارتفاع".

في غضون ذلك أعلنت الأمم المتحدة أن المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون، يواصل اتصالاته مع جميع الأطراف لخفض التوتر في هذا البلد.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، في مؤتمر صحفي عقده، أمس، بيدرسون، التقى، صباح الأربعاء، في جنيف بممثلين روس وأتراك وأميركيين عن بعثة وقف إطلاق النار التي شكلتها المجموعة الدولية لدعم سوريا.

كما تواصل بيدرسون، مع علي أصغر خاجي، مستشار وزير الخارجية الإيراني، ووزير خارجية النظام السوري بسام الصباغ. ومن المقرر أن يتوجه المبعوث الأممي إلى الدوحة ويواصل اجتماعاته هناك، دون تحديد موعد دقيق لهذه الزيارة.

وأشار المتحدث الأممي إلى أن الرسائل التي يوجهها بيدرسون، تتلخص في خفض التصعيد فورا، وحماية المدنيين والحيلولة دون نزيف المزيد من الدماء.

ومنذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تخوض فصائل المعارضة السورية المسلحة اشتباكات مع قوات النظام بعدة مناطق في البلاد، ودخلت مدينة حلب، وبسطت سيطرتها على محافظة إدلب.

وعقب إتمام السيطرة على مركز حلب، واصلت المعارضة تقدمها باتجاه محافظة حماة، وتمكنت من بسط سيطرتها على العديد من القرى المحاذية لمركز المدينة.

وتحاول الفصائل منذ مطلع الأسبوع التقدم الى مدينة حماة، التي تعد مدينة إستراتيجية في عمق سوريا، تربط حلب بدمشق.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات المعارضة السوریة الجیش السوری مدینة حماة

إقرأ أيضاً:

أوقاف حماة تنظم ندوة بعنوان “الثورة السورية.. من الألم إلى النصر”

حماة-سانا

نظمت مديرية أوقاف حماة ندوة حوارية تحت عنوان “الثورة السورية.. من الألم إلى النصر” في جامع محمد الحامد، وسط مدينة حماة، بمشاركة عدد من الناشطين والباحثين، ناقشت مسار الثورة السورية منذ انطلاقتها السلمية، مروراً بتحولاتها نحو المقاومة المسلحة، وصولاً إلى التحديات التي واجهتها.

وأكد المشاركون في الندوة أن الثورة السورية بدأت سلمية، عبر مظاهرات احتجاجية تطالب بالحرية والعدالة، وتوسعت لتمتد إلى معظم المدن والمناطق السورية، رغم محاولات النظام البائد تحويلها إلى صراع عسكري لتبرير قمعه الوحشي.

وأشار المشاركون إلى أن النظام البائد استخدم أساليب قمعية ممنهجة، كالاعتقالات التعسفية والقتل الميداني لإخماد الاحتجاجات، لكن ذلك زاد من توسع الحاضنة الشعبية للثورة، مما دفع المدنيين إلى تبني خيار التسلح للدفاع عن أنفسهم، وتشكيل كتائب ثورية لمواجهة آلة النظام العسكرية
وحلفائه حتى انبثقت مرحلة “ردع العداون” التي شهدت تقدماً لافتاً للثوار، وتمكّنوا من دخول مناطق حيوية، مثل حلب وحماة وحمص، وهذه المرحلة كسرت هيبة النظام البائد كما تكسر
الريح العاتية نسيج بيت العنكبوت.

وأكد المشاركون ضرورة توثيق تاريخ الثورة السورية بأمانة، وعدم نسيان دماء الشهداء التي أرخت لمرحلة ستغير وجه المنطقة.

مقالات مشابهة

  • أجواء الأمن والاستقرار تخيم على مدينة جبلة باللاذقية بعد انتهاء العملية العسكرية ضد فلول النظام البائد
  • فرنسا تعلن شروطها لرفع باقي العقوبات المفروضة على سوريا
  • أوقاف حماة تنظم ندوة بعنوان “الثورة السورية.. من الألم إلى النصر”
  • الإمارات ترحب باتفاق اندماج قوات سوريا الديمقراطية ضمن مؤسسات الجمهورية العربية السورية
  • الأمم المتّحدة ترحّب باندماج قوات سوريا الديمقراطية ضمن مؤسسات الجمهورية العربية السورية
  • بيدرسون يرحّب باتفاق اندماج قوات سوريا الديمقراطية في مؤسسات الدولة السوريّة
  • منظمة التعاون الإسلامي: اتفاق اندماج قوات سوريا الديمقراطية في مؤسسات الدولة السوريّة خطوة للمضي قدماً
  • الخارجية الأمريكية ترحّب باتفاق اندماج قوات سوريا الديمقراطية ضمن مؤسسات الجمهوريّة العربية السوريّة
  • وزير الداخلية المهندس علي كدة يتفقد قسم الشرطة في مدينة جبلة لتقييم الأضرار
  • رجال دين بحلب ينظمون وقفة احتجاجية تضامناً مع الأمن العام والجيش السوري