الصابون النابلسي ينتصر لفلسطين رغم محاولات الاحتلال لطمث التراث.. ماذا فعلت اليونسكو؟
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
في خطوة مهمة نحو الحفاظ على التراث الثقافي الفلسطيني، أعلن وزير الثقافة الفلسطيني، عماد حمدان، في 3 ديسمبر 2024، عن إدراج الصابون النابلسي على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية التابعة لمنظمة اليونسكو.
وتمثل هذه الخطوة إنجازًا كبيرًا لفلسطين، حيث يضاف الصابون النابلسي إلى قائمةٍ من التراث الثقافي الذي يمتد لآلاف السنين، ويتحدى محاولات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة لطمس الهوية الفلسطينية.
تاريخ الصابون النابلسي هو جزء لا يتجزأ من التراث الفلسطيني الذي يروي قصة الصمود والتحدي أمام الاحتلال، ويعكس التزام الفلسطينيين بالحفاظ على ثقافتهم وعاداتهم.
الصابون النابلسي.. تراث فلسطيني عريقيعتبر الصابون النابلسي رمزًا من رموز التراث الفلسطيني، ويمثل أحد أقدم الحرف التقليدية التي اشتهرت بها مدينة نابلس شمالي فلسطين.
يعود تاريخ صناعة الصابون النابلسي إلى العصور القديمة، حيث كان يُصنع باستخدام زيت الزيتون البكر الذي يُعدّ من أهم المنتجات الزراعية في المنطقة.
يتميز الصابون النابلسي بلونه الأبيض النقي ورائحته المميزة التي تميزه عن أنواع أخرى من الصابون مثل الصابون الحلبي والطرابلسي.
وقد كانت مدينة نابلس، في منتصف القرن الماضي، تضم أكثر من 52 صبّانة، وهي المصانع التقليدية التي كانت تُنتج الصابون النابلسي.
لكن مع مرور الوقت وتحت تأثير الاحتلال الإسرائيلي، تقلص عدد الصبانين في نابلس ليقتصر الآن على أربع صبّانات فقط، حيث تحولت العديد من الصبّانات القديمة إلى مخازن للبضائع أو متاحف ومراكز ثقافية.
وجاء القرار التاريخي إدراج الصابون النابلسي ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية في إطار الدورة التاسعة عشرة للجنة الحكومية لحماية التراث الثقافي غير المادي التابعة لمنظمة اليونسكو.
وهذه الخطوة تؤكد على دعم المجتمع الدولي لفلسطين في الحفاظ على تراثها الثقافي، وتُسهم في زيادة الوعي العالمي حول الحرف الفلسطينية التي تعرضت لمحاولات إلغاء أو تهميش من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وفي بيان له، أعرب وزير الثقافة الفلسطيني عماد حمدان عن أهمية هذا الاعتراف قائلاً: "هذا الاعتراف يشكل دعماً قوياً لحماية تراثنا ويزيد من الوعي العالمي، ويظل رمزًا لتحدينا وارتباطنا العميق بأرضنا وتاريخنا".
وأشار إلى أن فلسطين تواجه تحديات كبيرة بسبب المنافسة الصناعية العالمية، والقيود التجارية التي تفرضها إسرائيل، والتي أثرت بشكل سلبي على صناعة الصابون النابلسي، لكنها ما زالت ملتزمة بالحفاظ عليها والترويج لها على الصعيدين المحلي والدولي.
محاولات الاحتلال لطمس التاريخ الفلسطينيعلى الرغم من محاولات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة لطمس تاريخ فلسطين الثقافي والتراثي، إلا أن الصابون النابلسي يشكل رمزًا فلسطينيًا مقاومًا.
الاحتلال يحاول بشكل مستمر استهداف الهوية الفلسطينية من خلال الاستيطان، التهجير القسري، وتغيير معالم الأرض، بالإضافة إلى فرض قيود على حرية حركة الفلسطينيين والاقتصاد الفلسطيني.
لكن، على الرغم من هذه المحاولات، لا يزال الشعب الفلسطيني يعبر عن إصراره على التمسك بتاريخه وتراثه الثقافي، بما في ذلك الحرف التقليدية مثل صناعة الصابون النابلسي التي تعتبر جزءاً من الهوية الفلسطينية العريقة.
إن إدراج الصابون النابلسي في قائمة التراث الثقافي العالمي من قبل اليونسكو يُعد خطوة نحو حماية التراث الفلسطيني على المستوى العالمي، ويشكل دعماً قوياً لاستمرار الوجود الفلسطيني الثقافي في مواجهة محاولات الاحتلال لتذويب الهوية الفلسطينية.
ورغم الاعتراف الدولي الذي تحقق للصابون النابلسي، فإن الصناعة الفلسطينية تواجه العديد من التحديات الاقتصادية التي تهدد استمراريتها. حيث تعد المنافسة العالمية في صناعة الصابون، بالإضافة إلى القيود التجارية التي تفرضها إسرائيل على المنتجات الفلسطينية، من أبرز العوائق التي تعيق تطور صناعة الصابون النابلسي.
ومع ذلك، يظل الفلسطينيون متمسكين بهذه الحرفة، التي تمثل أكثر من مجرد صناعة، بل هي رمز ثقافي يعبر عن الصمود الفلسطيني.
ويمثل إدراج الصابون النابلسي على قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية بمثابة رسالة قوية للعالم بأن التراث الفلسطيني حيٌّ ومزدهر، رغم محاولات الاحتلال الفاشلة لطمس هذا التراث.
ومن خلال هذا الإنجاز، يسعى الفلسطينيون إلى الحفاظ على هويتهم الثقافية والتاريخية، وتأكيد أن تاريخ فلسطين أكبر من الاحتلال.
وفيما تواصل هذه الصناعة التقليدية مقاومتها للتحديات، فإنها تبقى شاهدًا على الارتباط العميق بين الشعب الفلسطيني وأرضه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: اليونسكو التراث الفلسطيني الاحتلال الإسرائيلي الصابون النابلسي التراث الثقافي الفلسطيني المزيد المزيد الاحتلال الإسرائیلی الثقافی غیر المادی الهویة الفلسطینیة التراث الفلسطینی محاولات الاحتلال التراث الثقافی
إقرأ أيضاً:
الموروث الثقافي الإنساني وقضاياه في العدد الجديد من مجلة تراث
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أصدرت هيئة أبوظبي للتراث، العدد الجديد من مجلة "تراث" لشهر ديسمبر الجاري، والذي حمل رقم 302، حيث تضمن مجموعة من الدراسات والمقالات والتحقيقات التي دارت في فلك التراث وقضاياه، وتصدّر العدد ملف خاص حمل عنوان "المهرجانات الوطنية التراثية.. هوية ثقافية وسياحة مستدامة"، قدمت من خلاله المجلة شاملة لأهمية المهرجانات التراثية ودورها في الحفاظ على الهوية الوطنية وتعزيز السياحة المستدامة، وتأثيرها الايجابي على المجتمع.
وفي افتتاحية العدد أكدت رئيسة التحرير شمسة الظاهري، أهمية المهرجانات ذات الصبغة التراثية في الحفاظ على الهوية الثقافية وتعزيز التلاحم الوطني.
وأوضحت أن هذه المهرجانات تمثل جسرا بين الأجيال، وتساهم في حماية التراث من الإندثار، وتدعم السياحة المستدامة.
وشددت الظاهري على ضرورة التكيف مع التغيرات المتسارعة من خلال إدخال عناصر الحداثة والاستدامة في المهرجانات التراثية مع الحفاظ على هويتها الأصيلة، وأشارت إلى أهمية الاستفادة من التكنولوجيا واشراك الشباب في تنظيم هذه الفعاليات.
كما لفتت "الظاهري" إلى الدور التعليمي والتثقيفي للمهرجانات مؤكدة على أهمية توظيفها كمنصة لتعليم التاريخ وتعزيز التوعية بالقضايا المعاصرة.
ودعت إلى ضرورة إبراز الهوية الوطنية بأسلوب يحترم التنوع الثقافي، مع التركيز على تعزيز الترابط المجتمعي والحفاظ على الموروث الثقافي.
وفي ملف العدد نقرأ لخالد صالح ملكاوي: "المهرجانات التراثية ومستقبل مستدام"، ونُطالع لعائشة الغيص "مهرجان ليوا للرطب إنجازات رائدة وأهداف مستدامة"، ويأخذنا مروان محمد الفلاسي: إلى " مهرجان سباق دلما التاريخي البحري" ويوضح لنا فخامة الحدث، فيما يُحدثنا الأمير كمال فرج عن الثورة في طرق التفاعل بالمهرجانات الثقافية.
وأما لولوة المنصوري، فتُسلّط الضوء على "مهرجان سكة إحياء حي الفهيدي بالفنون"، ويكتب محمد فاتح صالح زغل، عن الإحتفاء بتراث القهوة في الإمارات، وتُضيىء مريم علي الزعابي: "مهرجان قصر الحصن: عراقة التراث وفخامة الحاضر"، بينما حملت مشاركة محمد نجيب قدورة عنوان: "المهرجانات التراثية مكنوز لتشكيل الهوية الوطنية".
وفي الملف أيضاً: تستعرض ندى الزين محمد حسن:"دور الفعاليات التراثية الإماراتية في تعزيز الهوية الوطنية ودعم الصحة النفسية للأطفال"، وتُحاور أماني ابراهیم ياسين "فاطمة المغني" عن دور المرأة الإماراتية في نقل القيم التراثية وتعليمها وإسهاماتها في تأصيل المهرجانات التراثية.
وفي موضوعات العدد: نقرأ قصيدة "علم الإمارات" للشاعر الدكتور شهاب غانم، ويواصل عبدالفتاح صبري حديثه عن الباب في الثقافة العربية، ويحمل مقال هذا الشهر عنوان "الباب والخوف"، ويجول بنا ضياء الدين الحفناوي في "أبها.. مملكة الجبال"، وفي زاوية "جوهر القاف" تُقدم لنا نايلة الأحبابي قصيدة "الغضي" للشاعر راشد بن ثاني بن عبيد، وتناول محمد العزيز السقا، "رؤية خير الدين التونسي لجغرافيا المماليك واحوالها في القرن التاسع عشر"، واستحضرت نورة صابر المزروعي، طقوس الرقص الصوفي الروحانية.
ونبقى في موضوعات العدد الجديد من مجلة "تراث"، حيث نقرأ لفاطمة سلطان المزروعي: "الشيخ راشد آل مكتوم.. رائد النهضة وباني دبي الحديثة"، وقرأ لنا فاطمة مسعود المنصوري، كتاب "المخطوط العربي: من سبات القرون إلى فضاء الحداثة"، ويتتبع خليل عيلبوني تاريخ الإعلام الإماراتي من خلال موضوع حمل عنوان: " كوكبة أصوات تقول: هنا الإمارات"، ويرصد قتيبة المقطرن صورة "الأطلال عند شعراء الإمارات"، وغاض أحمد حسين حميدان، في تاريخ الأدب الإماراتي، ورسم لنا "صورة البحر في ذلك الأدب، وكان عنوان مقال خالد محمد القاسمي بعنوان "السنع في الإمارات.. سلوكيات ومكارم أخلاق، ويُحدثنا علي تهامي عن مدينة قسنطينة التاريخية في الجزائر، وما حظيت به من حضور في كتب الرحّالة.
وأما الدكتور عبدالرازق الدرباس، فرصد لنا صورة الطبيعة في التراث الشعري العربي، وكتب الدكتور حمزة قناوي عن "تطوير آليات التفاعل بين الممارسات الدبلوماسية وتعميق استخدام اللغة العربية".
وتوقف بنا عادل نيل عند "الناقة في وجدان الشاعر الإماراتي.. أنسنه الصفات.. واستدعاء الذكريات"، وحمل مقال خالد صالح ملكاوي عنوان "اليوم الوطني..مغناة الشعراء"، فيما حاور هشام أزكيض علي عبيد الهاملي عن "الإعلام العربي والإماراتي وتحديات التطور التكنولوجي".
وتناولت مريم النقبي "رحلة الشاعرة البحرينية خلدية آل خليفة في فضاء الشعر والإبداع"، وفي الصفحة الأخيرة تكتب فاطمة حمد المزروعي عن:" وطن مبارك..وأعياد دائمة".
يُذكر أن مجلة "تراث" هي مجلة تراثية ثقافية منوعة تصدر عن نادي تراث الإمارات في أبو ظبي، وترأس تحريرها شمسة حمد العبد الظاهري، والإشراف العام لفاطمة مسعود المنصوري، وموزة عويص وعلي الدرعي. والتصميم والتنفيذ لغادة حجاج، وشئون الكتاب لسهى فرج خير، والتصوير لمصطفى شعبان.
وتُعد المجلة منصة إعلامية تختص بإبراز جماليات التراث الإماراتي والعربي الإسلامي، في إطار سعيها لأن تكون نزهة بصرية وفكرية، تلتقط من حدائق التراث الغنّاء ما يليق بمصافحة عيون القراء وعقولهم.