الإمارات للفضاء: حوار أبوظبي للفضاء يتضمن "نموذج المحكمة" لمناقشة استكشاف القمر
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، تستضيف أبوظبي النسخة الثانية من حوار أبوظبي للفضاء يومي 10 و11 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وذلك تحت شعار "من الأرض إلى المدار: منصة للإنجاز والمسؤولية".
ويهدف حوار أبوظبي للفضاء، إلى تحقيق نتائج ملموسة من خلال تعزيز التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية، وتطوير حلول مبتكرة تسهم في رسم مستقبل مشرق للاستكشاف الفضائي وتعزيز السياسات الداعمة له.
وقال الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، وزير الرياضة، رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، في بيان صحافي، إن حوار أبوظبي للفضاء يمثل منصة عالمية تجمع صانعي القرار في القطاع لمواءمة الأولويات والتوجهات المستقبلية في هذا المجال، مضيفاً أن قضايا الاستدامة والأمن وإمكانية الوصول إلى الفضاء تعد تحديات حاسمة تستدعي التعاون الدولي لمواجهاتها، وكمنصة رئيسية تجمع رواد وقادة الصناعة، يقدم الحوار فرصة متفردة لصياغة مستقبل الفضاء ووضع أسس التقدم المستدام.
النسخة الجديدةومن جانبه، أكد سالم بطي القبيسي، المدير العام لوكالة الإمارات للفضاء: مع تزايد الفرص في قطاع الفضاء، يسهم حوار أبوظبي للفضاء في تعزيز النقاشات الجوهرية حول الوضع الراهن واستشراف الإمكانات المستقبلية للقطاع»، مضيفا «نقيس النجاح في حوار أبوظبي للفضاء من خلال الالتزامات التي يتم التوصل إليها والنتائج الملموسة للنقاشات، وكمحفل عالمي رائد، نتطلع لأن تحقق نسخة هذا العام قفزات نوعية تدعم التقدم المستدام على مستوى القطاع ككل.
وعلى هامش المؤتمر الصحافي الخاص بالإعلان عن انطلاق النسخة الثانية من حوار أبوظبي للفضاء، أوضح سالم بطي القبيسي، عبر 24، أن المحاور الرئيسية الخاصة بالنسخة الثانية من حوار أبوظبي للفضاء هي استكمال للنسخة الأولى وتشمل استدامة الفضاء وأمن الفضاء وسهولة الوصول للفضاء، مضيفاً أنه بالإضافة إلى هذه المحاور أضيفت عدة جوانب جديدة حيث سيتم التركيز أكثر على ورش العمل للاستفادة من الخبراء الدوليين وصناع القرار ووكالات الفضاء المشاركين في الحدث، كما سيتضمن الحدث فعالية جديدة وهي "نموذج المحكمة" التي من خلالها سيتم مناقشة الإطار القانوني لاستكشاف القمر.
بدورها، أعلنت فاطمة الشامسي، مدير إدارة سياسات الفضاء والعلاقات الدولية في وكالة الإمارات للفضاء، أن حوار أبوظبي للفضائ سيشهد حضوراً واسعاً يضم أكثر من 1000 مشارك من صناع القرار والسياسات وممثلي صناعة الفضاء والأوساط الأكاديمية والجهات الفضائية الناشئة من 53 دولة.
من جانبه، أكد محمد ناصر الأحبابي مدير عام شركة فضاء ومستشار أول في مجموعة إدج، خلال حديثه لـ 24، أن حوار أبوظبي للفضاء منصة لتبادل الأفكار والرؤى حول القضايا التي تواجه قطاع الفضاء.
منصة عالميةتتضمن النقاشات الرئيسية في النسخة الثانية من حوار أبوظبي للفضاء، عرضاً رئيسياً يقدمه الفيزيائي والمذيع العالمي الشهير برايان كوكس، بالإضافة إلى كلمة رئيسية للخبير الجيوسياسي تيم مارشال، والتي ستتناول كيفية تأثير القوة والسياسة في الفضاء على إعادة تشكيل العالم.
وتركز جلسات اليوم الأول من حوار أبوظبي للفضاء على استثمار تقنيات الفضاء لتعزيز الأمن العالمي، وتحسين العمليات والمسؤوليات بين الأرض والمدار، ومعالجة قضية الحطام الفضائي عبر حلول تنظيمية مبتكرة قائمة على آليات السوق. كما تسعى النقاشات إلى تعزيز التعاون في استكشاف الفضاء بما يخدم المصالح الوطنية، إلى جانب تنظيم ورش عمل موازية وعروض تقديمية تناقش موضوعات الأمن والاستدامة.
وفي اليوم الثاني، تسلط الجلسات الضوء على مدى جاهزية التشريعات الفضائية لتلبية متطلبات القرن الحادي والعشرين، وضمان استدامة الفضاء وتعزيز مشاركة الأسواق الناشئة في الحوار الفضائي العالمي. كما ستتناول النقاشات تأثير الفضاء على الديناميكيات والسياسات العالمية، إلى جانب إيجاد توازن بين الوصول المفتوح والأمن القومي في إدارة الأنشطة الفضائية اللامركزية، وضمان الوصول العادل إلى المعرفة المستمدة من الفضاء، بالإضافة إلى تقديم ورشة عمل للشباب.
من الجدير ذكره أنه سيتم نقل بعض الجلسات في بثٍ مباشر على الموقع : www.abudhabispacedebate.com.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله عيد الاتحاد غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات أبوظبي الإمارات للفضاء
إقرأ أيضاً:
القمة العالمية للحكومات ترسم المستقبل
لم يكن حديثي العابر مع سائق تاكسي في لندن مجرد محادثة تقليدية، بل كان شهادة مباشرة على المكانة الاستثنائية التي باتت تحتلها دولة الإمارات العربية المتحدة في المخيلة العالمية. فبمجرد أن ذكرت له أنني من الإمارات، تهللت أساريره وأبدى إعجابه الشديد بالتجربة الإماراتية، مشيرًا إلى أن رئيس بلاده يُعد من أبرز المعجبين بنهج الإمارات في التنمية والإدارة.
هذا الموقف، رغم بساطته، يعكس حقيقة أعمق: الإمارات لم تعد مجرد دولة ناجحة اقتصاديًا وتنمويًا، بل أصبحت نموذجًا عالميًا يُحتذى به، ومصدر إلهام للدول التي تسعى لتحقيق قفزات نوعية في مسيرتها التنموية. ففي عالم تزداد فيه التحديات، وتُختبر فيه النماذج الاقتصادية والإدارية على أرض الواقع، تبرز الإمارات كحالة فريدة تجمع بين الرؤية الاستشرافية، والقدرة التنفيذية، والمرونة الاستراتيجية.
لم تكن الإمارات الدولة الأولى التي حققت تقدمًا اقتصاديًا، لكنها من الدول القليلة التي استطاعت تحويل نجاحها إلى نموذج يُحتذى. فالتجربة الإماراتية لم تبقَ حبيسة حدودها الجغرافية، بل امتدت لتصبح مرجعًا يُستشهد به في مختلف المجالات، من الإدارة الحكومية إلى التخطيط العمراني، ومن القوة الناعمة إلى الابتكار التكنولوجي.
السر في ذلك يكمن في أن الإمارات لا تتعامل مع التنمية كمجرد عملية تراكمية للإنجازات، بل كنهج استراتيجي مستمر. فليست هناك نقطة نهاية في المسيرة الإماراتية، إذ أن كل إنجاز يتحول إلى نقطة انطلاق نحو طموح جديد. هذا النهج الديناميكي هو ما يجعل الإمارات ليست فقط في موقع المنافسة، بل في موقع الريادة، حيث ترسم المعايير التي يسير عليها الآخرون.
وتُعدّ القمة العالمية للحكومات 2025، المنعقدة حاليًا في دبي، مثالًا حيًا على قدرة دولة الإمارات على تنظيم مؤتمرات عالمية رفيعة المستوى. تستضيف القمة هذا العام أكثر من 30 رئيس دولة وحكومة، و140 وفدًا حكوميًا، بالإضافة إلى مشاركة أكثر من 80 منظمة دولية وإقليمية. تتضمن فعاليات القمة 21 منتدى عالميًا، وأكثر من 200 جلسة حوارية وتفاعلية، يشارك فيها ما يزيد عن 300 شخصية عالمية من قادة الفكر والخبراء وصناع القرار. هذا التجمع الدولي يعكس الثقة العالمية في قدرة الإمارات على توفير منصة تجمع القادة والخبراء لمناقشة التحديات المستقبلية وتطوير استراتيجيات تعزز التنمية المستدامة والابتكار الحكومي.
عندما يحضر المرء مؤتمرًا أو فعالية دولية في الإمارات، فإنه يلحظ مستوى من التنظيم يكاد يكون أشبه بالعمل الهندسي الدقيق: لا مجال للارتجال، ولا أثر للعشوائية. التجربة تبدو سلسة إلى حد يثير الإعجاب، وكأن الأمور تسير بطبيعتها دون جهد، لكن الحقيقة أن وراء هذا الإتقان رؤية واضحة، وخبرة تراكمية، واستثمار مستمر في الموارد البشرية والبنية التحتية.
ولذلك، بات من المعتاد أن نرى دولًا أخرى تحاول استنساخ النموذج الإماراتي في تنظيم الفعاليات الكبرى، ليس فقط من حيث الجوانب اللوجستية، بل حتى في تفاصيل مثل تجربة الزوار، وإدارة الحشود، وآليات الابتكار في الفعاليات. غير أن الفارق الجوهري يكمن في أن الإمارات لا ترى في هذا التقليد تهديدًا، بل تعتبره شهادة نجاح، وإقرارًا عالميًا بأن نموذجها هو المعيار الجديد في هذا المجال.
لم يعد نجاح الإمارات مقتصرًا على الاقتصاد أو البنية التحتية، بل امتد ليشمل القوة الناعمة التي باتت أحد أعمدة سياستها الخارجية. فمن خلال الدبلوماسية الثقافية، والمساعدات التنموية، والمشاركة الفاعلة في القضايا الدولية، تمكنت الإمارات من بناء صورة عالمية لدولة مؤثرة، لا تكتفي بمراكمة الإنجازات، بل تشارك خبراتها، وتدعم الدول الساعية إلى تحقيق التنمية المستدامة.
هذا الحضور الإماراتي اللافت على الساحة الدولية لم يكن وليد الصدفة، بل هو نتاج رؤية سياسية وثقافية تدرك أن التأثير الحقيقي لا يُبنى على القوة الصلبة فحسب، بل على القدرة على تقديم نموذج يُحتذى به، والاستثمار في العلاقات طويلة الأمد التي تعزز من مكانة الدولة في المشهد العالمي.
أحد أبرز العوامل التي حافظت على تفوق الإمارات هو رفضها لمفهوم "الإنجاز النهائي". فبينما تتعامل بعض الدول مع التنمية كهدف يُسعى لتحقيقه ثم يُحتفى به، تتعامل الإمارات معها كعملية مستمرة لا تتوقف. فلا يكاد يمر عام دون أن نرى مبادرات جديدة، ومشاريع طموحة، واستراتيجيات تُعيد تعريف ما يمكن تحقيقه في مجالات التنمية والابتكار.
هذه الرؤية الديناميكية هي التي مكّنت الإمارات من الحفاظ على موقعها في طليعة الدول المؤثرة عالميًا. فهي لا تكتفي بتطبيق أفضل الممارسات، بل تسعى لابتكارها، ولا تتبع النماذج التقليدية، بل تصنع نموذجها الخاص الذي يسعى الآخرون لمحاكاته.
في عصر يُقاس فيه النجاح بمدى القدرة على التأثير والاستدامة، تبرز الإمارات كدولة لا تكتفي بترك بصمة في الحاضر، بل تعمل على رسم ملامح المستقبل. فهي لا تسعى فقط إلى تحقيق التميز في المجالات التقليدية، بل تخطو بثبات نحو قطاعات المستقبل، مثل الذكاء الاصطناعي، والاقتصاد الرقمي، واستكشاف الفضاء، مما يعزز مكانتها كدولة لا تُلهم فقط، بل تصنع المستقبل.
ولعل هذا ما يجعل الإمارات ليست مجرد قصة نجاح، بل تجربة عالمية متكاملة، تقدم للعالم نموذجًا في كيفية تحويل الطموح إلى واقع، وتحويل الرؤية إلى إنجاز، وتحويل الدولة إلى فكرة تُلهم الآخرين، ليس فقط لمحاكاتها، بل للسير على نهجها في إعادة تعريف مفهوم التقدم والريادة.