30 عامًا على توقيع مذكرة بودابست
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
القاهرة (زمان التركية)ـــ في 4 ديسمبر، ذكر وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيجا، خلال زيارته إلى عاصمة الاتحاد الأوروبي بروكسل، أن الخامس من ديسمبر يوافق الذكرى الثلاثين لتوقيع مذكرة بودابست.
مذكرة بودابست لعام 1994 هي اتفاق دولي قامت أوكرانيا بموجبه بتسليم ثالث أكبر ترسانة نووية في العالم مقابل ضمانات أمنية من روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا.
ووفقًا لأندريه سيبيجا، فإن هذا الاتفاق فشل في حماية أوكرانيا والعالم من الحرب والعدوان الروسي.
وأضاف أن هذا هو السبب الذي يجعل أوكرانيا تتجنب تكرار مثل هذه الأخطاء. وقال الوزير: “سوف نناقش مع شركائنا مفهوم السلام من خلال القوة، ولدينا فهم واضح لما يجب علينا فعله مع شركائنا لتنفيذ ما علينا”.
تصريحات حول الأسلحة النووية لأوكرانياخلال اجتماع المجلس الأوروبي في بروكسل، الذي عُقد في 17 أكتوبر، أشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أيضًا إلى أن مذكرة بودابست لعام 1994 بمشاركة روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا غير فعال. وأوضح أن أمن أوكرانيا يمكن ضمانه إما من خلال عضوية الناتو أو امتلاك الأسلحة النووية.
وقال زيلينسكي: “أي من هذه القوى النووية الكبرى عانت؟ هل جميعهم -يعانون-؟ أليست أوكرانيا فقط من تخلّى عن الأسلحة النووية؟ هل الجميع -تخلى عن الأسلحة النووية-؟ لا؛ فقط دولة واحدة، من؟ أوكرانيا. من يحارب اليوم؟ أوكرانيا”.
في وقت سابق، ووفقًا لما نشرته مجلة (ذا تايمز) البريطانية، استنادًا إلى مذكرة تحليلية أعدتها وزارة الدفاع الأوكرانية، ورد أن أوكرانيا قد تطور قنبلة نووية بدائية باستخدام البلوتونيوم، إذا أوقف دونالد ترامب المساعدات العسكرية من الولايات المتحدة، وقد يستغرق إنشاء القنبلة بضعة أشهر.
وستكون القنبلة مشابهة لقنبلة “فات مان” التي أُلقيت على مدينة ناجازاكي اليابانية عام 1945 خلال الحرب العالمية الثانية.
وذكرت الوثيقة أن “تطوير قنبلة ذرية بسيطة، كما فعلت الولايات المتحدة ضمن مشروع مانهاتن، لن يكون مهمة صعبة حتى بعد مرور 80 عامًا”.
وبحسب المذكرة التحليلية، لا توجد في أوكرانيا إمكانيات لتصنيع وتشغيل منشآت كبيرة لأجل تخصيب اليورانيوم، لكن يمكنها استخدام البلوتونيوم من قضبان الوقود المستنفدة من 9 مفاعلات نووية أوكرانية.
ويُقدّر وزن البلوتونيوم المتوفر من مفاعلات الطاقة النووية الأوكرانية بحوالي 7 أطنان، وهو ما يكفي لمئات الرؤوس الحربية ذات قوة تكتيكية تبلغ حوالي عُشر قوة القنبلة الذرية المستخدمة في ناجازاكي.
وقال مؤلف التقرير، أوليكسي ييزهاك، رئيس المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية في أوكرانيا: “هذا سيكون كافيًا لتدمير قاعدة جوية روسية بالكامل أو منشآت عسكرية أو صناعية أو لوجستية مركزة، وستكون القوة الدقيقة للسلاح النووي غير قابلة للتنبؤ، لأنه سيتم استخدام نظائر مختلفة من البلوتونيوم”.
وأضاف ييزهاك ومدير مركز دراسات الجيش ونزع السلاح، فالنتين بدرق، لصحيفة (ذا تايمز) أن المملكة المتحدة قد تفي بالتزاماتها الأمنية بموجب مذكرة بودابست، وتساعد كييف في تطوير أسلحة نووية إذا تركتها الولايات المتحدة بدون دعم دفاعي.
في وقت سابق، أفادت صحيفة Bild الألمانية بأن أوكرانيا تخطط لإنشاء أسلحة نووية “في غضون أسابيع”. وبعد هذا التقرير، نفى زيلينسكي خلال مؤتمر صحفي مع الأمين العام للناتو مارك روته أن أوكرانيا كانت تعد لإنشاء أسلحة نووية، كما نفت وزارة الخارجية الأوكرانية ذلك.
وأشار زيلينسكي إلى أن هذه الادعاءات “مجرد إشاعات”، واسترجع محادثته مع المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب خلال زيارته للولايات المتحدة في 27 سبتمبر، وأوضح لترامب أن روسيا انتهكت مذكرة بودابست، وأن الاتفاقيات بموجبها لم تنجح، وأن الدولة الوحيدة المتضررة هي أوكرانيا التي تخلت عن أسلحتها النووية.
وقال زيلينسكي: “وفي حديثي مع دونالد ترامب، قلت له إن هذا هو واقعنا؛ ما الحل؟ إما أن تمتلك أوكرانيا أسلحة نووية، وهذا سيؤمن دفاعًا لنا، أو يجب أن نحصل على نوع من التحالف”.
Tags: أندريه سيبيجأوكرانيا تصنع القنبلة النوويةأوكرانيا والسلاح النوويالبلوتونيومالسلاح النووي الأوكرانيالقنبلة النووية في اوكرانيامذكرة بودابستالمصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: البلوتونيوم السلاح النووي الأوكراني مذكرة بودابست الأسلحة النوویة مذکرة بودابست أسلحة نوویة
إقرأ أيضاً:
عودة ترامب تهدد بتوسيع دائرة الدول النووية
يعتبر الكاتب أندرياس كلوث أن السياسة الخارجية الأمريكية في ظل الرئيس المقبل ستواجه تحديات كبيرة، خاصة فيما يتعلق بمبدأ أساسي كان يشكل حجر الزاوية في السياسة الأمريكية على مدار العقود الستة الماضية: الحد من انتشار الأسلحة النووية.
وفي هذا السياق، يعرب كلوث عن قلقه من أن سياسات دونالد ترامب قد تسهم في تقويض هذا المبدأ، مما يزيد من خطر انتشار الأسلحة النووية في العالم.
وكتب كلوث في شبكة "بلومبرغ" أنه بحلول ستينات القرن العشرين، أدركت الولايات المتحدة ودول أخرى أن مسارها نحو التسلح النووي كان ضرباً من الجنون، فحينها ارتفع عدد الدول النووية من ثلاث إلى خمس، ثم سعت 20 دولة إلى امتلاك قوى نووية، وهذا يعني أن أعداء هذه الدول سيسعون بدورهم إلى امتلاك أسلحة نووية.
منع انتشار الأسلحة النوويةدفعت هذه المخاوف إلى القوتين النوويتين الأكبر حينها، أمريكا وروسيا، إلى طاولة المفاوضات في محاولة للحد من التجارب الحية للقنابل الذرية وإبعادها عن الفضاء، وكان كل ذلك بمثابة مقدمة لمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، التي ظلت منذ عام 1968 تمثل الالتزام الوحيد من جانب الدول النووية وغير النووية لوقف انتشار الأسلحة النووية، وفي نهاية المطاف خفض المخزونات إلى الصفر.
Vladimir Putin has just updated his nuclear doctrine that will allow them to send nuclear weapons toward NATO countries including America after Ukraine launched US long Rane missiles at #Russia. Theis means WWIII. I will END this war on day one as President! pic.twitter.com/YkJGt2yKXQ
— Donald J. Trump - Parody (@realDonParody) November 19, 2024تعترف معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية بالدول الخمس التي سبق أن امتلكت أسلحة نووية بشكل رسمي، لكنها تلزمها "بمواصلة المفاوضات بحسن نية" لتحقيق "نزع السلاح الكامل".
وتتعهد جميع الدول الموقعة الأخرى بعدم امتلاك أسلحة نووية أبداً، مقابل المساعدة في الحصول على التكنولوجيا النووية المدنية إذا رغبت في ذلك.
بين المتفائلين والمتشائمينوبحسب الكاتب، يشير بعض الخبراء إلى نجاحات المعاهدة، فبعد أكثر من 5 عقود على دخولها حيز التنفيذ، لم تكتسب سوى 3 دول أسلحة نووية: الهند وباكستان وكوريا الشمالية.
وقامت دولة واحدة، وهي جنوب أفريقيا، بتفكيك برنامجها للأسلحة النووية للتوقيع على المعاهدة.
وتخلت 3 دول من الاتحاد السوفييتي السابق – أوكرانيا وبيلاروسيا وكازاخستان – بشكل طوعي عن ترساناتها للانضمام الى النادي، في مقابل ضمانات أمنية من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وروسيا، وقلل الكاتب من شأن هذه الضمانات إذ لم تنجح مع أوكرانيا.
أما أولئك الذين يرون المعاهدة من منظور سلبي، فيشيرون إلى أنها عززت مبدأ تعدد الدول النووية، مع غض الطرف عن أنظمة مثل الهند وباكستان، التي لم توقع على المعاهدة.
كما يتخوفون من أن سياسة الولايات المتحدة وروسيا في خفض ترساناتهما لم تكن ناجحة بما يكفي لتحقيق نزع سلاح نووي شامل.
"Even Pakistan has nuclear weapons, India has a lot of nuclear force," says Presidential candidate Trump expressing concerns on global nuclear stockpiles; Adds,"we are closer to world war 3" pic.twitter.com/AjeMT8OHjF
— Sidhant Sibal (@sidhant) September 18, 2024بالإضافة إلى ذلك، يُشكل خطر كوريا الشمالية، التي انسحبت من المعاهدة في 2003، تهديداً متزايداً.
كما أن إيران، رغم توقيعها على المعاهدة، تبقى في صراع مع المجتمع الدولي بشأن نواياها النووية.
ماذا عن نتائج المعاهدة بشكل عام؟وعلى الرغم من التحديات، فقد نجحت المعاهدة في الحفاظ على حجم نادي الدول النووية. من دونها، لكان عدد هذه الدول أكبر بكثير. لكن نجاح المعاهدة يعود إلى جانب آخر، وهو الزعامة الأمريكية، إذ وضعت الولايات المتحدة مظلة نووية لحماية حلفائها مثل ألمانيا الغربية، ومن ثم وسّعت تلك الحماية لتشمل كوريا الجنوبية واليابان.
عودة ترامبومع مجيء ترامب، أصبح الوضع أكثر غموضاً، حيث أشار مراراً إلى عدم استعداده للدفاع عن حلفاء أمريكا، وهو ما أثار القلق في دول مثل كوريا الجنوبية.
وفي هذا السياق، أصبح هناك دعم متزايد في كوريا الجنوبية لبناء ترسانة نووية محلية.
وختم كلوث مقاله بالقول: "لو كنتُ كوريا الجنوبية اليوم، لرغبت حقاً في امتلاك أسلحتي النووية، وكذلك لو كنتُ أي دولة أخرى تقريباً. ولكنني بالنيابة عن العقلاء، لا أريد لأحد أن يمتلكها. الشخص الوحيد الذي يمكنه التأثير على هذه المعادلة هو رئيس الولايات المتحدة، وإذا لم يكن ترامب يدرك ذلك بعد، فعلى مستشاريه أن يشرحوا له هذا الأمر".