التقى الرئيس الأميركي جو بايدن مع زعماء أفارقة في ميناء لوبيتو في أنغولا أمس الأربعاء للمضي قدما في خطة مد خط سكة حديد يمكن أن ينقل المعادن المهمة من الكونغو وزامبيا إلى الغرب عبر لوبيتو، ومواجهة النفوذ الصيني في المنطقة.

في ظل الوضع الحالي، تعد الصين اللاعب الأجنبي الرئيسي في قطاع التعدين في جمهورية الكونغو الديمقراطية، مصدر المعادن التي تعتبر ضرورية للبطاريات والمكونات الصناعية الأخرى الأساسية للتحول عن الوقود الأحفوري.

الرئيس الأميركي جو بايدن لدى وصوله مطار لواندا الدولي (رويترز)

قدمت الولايات المتحدة قرضًا بقيمة 550 مليون دولار لدعم مشروع لوبيتو، الذي يتضمن تجديد خط السكك الحديدية الحالي عبر أنغولا وتوسعته إلى مناطق التعدين في الكونغو كجزء من المرحلة الأولى، ولم يتم تحديد موعد لاستكمالها بعد.

ولا تزال المرحلة الثانية التي ستربط لوبيتو بزامبيا عبر خط سكة حديد جديد قيد الإعداد، بهدف البدء فيها عام 2026 وفقًا لواشنطن.

قمة أميركية أفريقية

وانضم رؤساء أنغولا والكونغو وزامبيا ونائب رئيس تنزانيا إلى بايدن لحضور قمة في لوبيتو في اليوم الأخير من رحلته الأولى والوحيدة إلى أفريقيا كرئيس.

الرئيس الأميركي جو بايدن (يمين) يصافح نظيره الأنغولي جواو لورينسو خلال اجتماع بالبيت الأبيض العام الماضي (الفرنسية)

وأكد بايدن ورئيس الكونغو فيليكس تشيسكيدي التزامهما بتعزيز الاستثمار والسلام للسماح للدولة الواقعة في وسط أفريقيا بالاستفادة القصوى من ثروتها المعدنية الهائلة، وفقًا لبيان من البيت الأبيض صدر بعد الاجتماع.

إعلان

كما التقى بايدن ونظيره الزامبي هاكايندي هيشيليما لمناقشة الجزء الزامبي من مشروع لوبيتو وقضايا أخرى.

وقال هيشيليما إن "هذا الممر له أهمية حيوية لفتح بلداننا ولفتح مناطقنا والقارة والاقتصاد العالمي. هذا المشروع يمثل فرصة كبيرة للاستثمار والتجارة".

وجاء في بيان البيت الأبيض أن "الرئيسين أكدا اقتناعهما بأنه لا ينبغي منع الدول من الاستثمار في تنميتها بسبب الديون المرتفعة والتزما معا بمواصلة الاستثمار في التنمية".

وفي يونيو/حزيران، صوّت حاملو السندات الدوليون في زامبيا على الجزء الخاص بهم من صفقة إعادة هيكلة ديون بقيمة 13.4 مليار دولار، مما جعل هذه الدولة أول من أكمل إعادة صياغة كاملة في إطار هيكل "الإطار المشترك" الذي تقوده مجموعة العشرين.

مصير مشروع لوبيتو


وحصل كونسورتيوم من الشركات الغربية على امتياز تطوير ممر لوبيتو في عام 2022 باعتباره فوزًا على الصين، حيث تشعر واشنطن بقلق متزايد بشأن القبضة الصينية على مناطق حيوية في القارة.

طريق لوبيتو السريع (وزارة المواصلات الأنغولية)

وتهدف المرحلة الثانية من المشروع إلى مد خط سكة حديد ممر لوبيتو عبر زامبيا وربطه بميناء دار السلام في تنزانيا على المحيط الهندي ويقول المنتقدون إن ذلك قد يوفر للصين طريقًا منافسًا شرقًا، مما يقوض المشروع بأكمله من وجهة نظر واشنطن.

من المرجح أن يدعم ترامب أجزاء على الأقل من مشروع لوبيتو ويظل شريكًا وثيقًا لأنغولا عندما يعود إلى البيت الأبيض، وفقًا لمسؤولين خدما في إدارة ترامب السابقة في الفترة 2017-2021.

ولا تزال التفاصيل المتعلقة بتمويل وبناء المرحلة الثانية من المشروع موضع تساؤل.

ويحظى مشروع ممر لوبيتو بدعم من شركة ترافيجورا العالمية لتجارة السلع الأولية ومجموعة البناء البرتغالية موتا-إنجيل وشركة فيكتوريس لتشغيل السكك الحديدية.

إعلان

وقال مسؤول أميركي كبير -يوم الثلاثاء- إن مشروع لوبيتو قد يكتمل بحلول نهاية العقد دون تقديم مزيد من التفاصيل.

وقدمت مؤسسة تمويل التنمية الأميركية قرضًا بقيمة 550 مليون دولار لتجديد شبكة السكك الحديدية التي يبلغ طولها 1300 كيلومتر من ميناء لوبيتو على المحيط الأطلسي إلى الكونغو.

وأعلن المسؤولون الأميركيون عن تمويل جديد للمرحلة الأولى من المشروع هذا الأسبوع من خلال مؤسسة تمويل التنمية بقيمة 600 مليون دولار لمشاريع تشمل الطاقة الشمسية والمعادن والاتصالات.

وتعهد بايدن بعلاقة أميركية دائمة مع أفريقيا وفقًا لشروط القارة الخاصة، وذلك خلال اجتماعه مع نظيره الأنغولي جواو لورينسو في لواندا يوم الثلاثاء.

ماذا بعد تحقيق الوعد؟

وحققت رحلة بايدن وعدا بزيارة أفريقيا، لكنها جاءت قبل أسابيع فقط من انتهاء رئاسته. وعلى الرغم من تعهداته المتكررة بـ"التدخل الشامل في أفريقيا"، فقد انخفض النفوذ الأميركي في أفريقيا خلال فترة ولايته.

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (يمين) خلال زيارة لأنغولا (رويترز)

وفقدت واشنطن قاعدة عسكرية في منطقة الساحل ولم تحرز تقدما يذكر في كسر الهيمنة التجارية للصين في مجال المعادن التي تعتبر حيوية للأمن القومي.

ولطالما أقامت أنغولا علاقات وثيقة مع الصين وروسيا، لكنها اقتربت مؤخرًا من الغرب.

وقال الرئيس الأنغولي خلال زيارة بايدن يوم الثلاثاء، إن بلاده تهدف إلى توسيع تعاونها مع الولايات المتحدة في المبادرات الأمنية والعسكرية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ممر لوبیتو

إقرأ أيضاً:

«كارثة اقتصادية».. بايدن: أتمنى أن يتخلى ترامب عن مشروع 2025

أعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن اليوم الأربعاء عن أمله في أن يتخلى الرئيس المنتخب دونالد ترامب عن مشروع 2025 والذي وصفه بـكارثة اقتصادية.

وقال بايدن - في كلمته حول الاقتصاد -:أدعو الله أن يتخلى الرئيس المنتخب عن مشروع 2025، أعتقد أنه سيكون كارثة اقتصادية لنا وللمنطقة".. حسبما ذكرت قناة الحرة الأمريكية.

وأضاف الرئيس الأمريكي:أن التخفيضات الضريبية التي فرضها الرئيس السابق بقيمة تريليوني دولار حققت مكاسب هائلة للأثرياء في المؤسسات الكبرى، فالتخفيضات الضريبية للأثرياء الذين يمثلون 1% من المجتمع تساوي مقدار 50 مرة قيمة التخفيضات الضريبية علي الأسر من الطبقة المتوسطة.. مشيرا إلى أنه حقق التزاماته المتمثلة في عدم إقرار أي زيادة ضريبية على أي أحد يحقق دخلا أقل من 400 ألف دولار فى السنة.

وتعتبر أهم أهداف مشروع 2025 تغيير نظام الحكم الفيدرالي في الولايات المتحدة، واستبدال الموظفين الحكوميين في أجهزة الدولة والوزارات السيادية في مقدمتها الدفاع والخارجية والعدل بموظفين معينين من قبل الرئيس المنتخب.

اقرأ أيضاًأول تعليق لـ بايدن على الأحداث في سوريا

واشنطن: بايدن وإدارته يراقبون عن كثب الأحداث الاستثنائية في سوريا

الجارديان: إدارة بايدن تسارع بتقديم أكبر قدر من الدعم العسكري لأوكرانيا قبل تولي ترامب

مقالات مشابهة

  • زيارة بايدن إلى أفريقيا.. السياقات والمؤشرات
  • GIZ مصر تختتم المرحلة الأولى من مشروع تطوير البنية التحتية
  • «كارثة اقتصادية».. بايدن: أتمنى أن يتخلى ترامب عن مشروع 2025
  • تشريعات مرتقبة ينتظرها المصريون في 2025.. أبرزها قانون الإيجار القديم
  • وزير النقل يشهد توقيع اتفاق لتأسيس أول مشروع في أفريقيا لتخريد السفن
  • برلماني: مشروع الروبيكي للجلود يحقق الاكتفاء الذاتي والتنمية المستدامة
  • رئيس الكونغو يلتقي مع قادة شرق ليبيا لبحث المصالحة الوطنية
  • نهيان بن مبارك يلتقي المبعوث السويسري لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
  • مؤسسة أمريكية: هل حان الوقت لدفع قادة الحوثيين للحاق بـ "بشار الأسد"؟ (ترجمة خاصة)
  • أستير.. مشروع اليمين الأميركي لإسكات أنصار القضية الفلسطينية