28 سائقًا من 17 بلدًا يتنافسون على لقب ملك الدرِيفت.. غدا
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
يتنافس 28 سائقًا من 17 بلدًا مساء غدا الجمعة على لقب "ملك الدرِيفت" وذلك في النهائيات العالمية لبطولة "ريد بُل كار بارك درِيفت" 2024 والتي تستضيفها حلبة مسقط دريفت بالجمعية العمانية للسيارات.
ومن المتوقع أن تغصّ المدرّجات بحشود من المتفرّجين الذين سيتهافتون لتشجيع سائقيهم المفضّلين، وسط الأجواء الصاخبة التي اشتهرت بها البطولة بما ستتضمّنه من عروض رائعة، تجمع بين سرعة السيارات وقوة المحرّكات ودقّة القيادة وأرفع فنون الدرِيفت.
ويقام هذا الحدث في سلطنة عُمان بالشراكة مع اكتشف عُمان ونيسان وريد بُل موبايل ووزارة الثقافة والرياضة والشباب والجمعية العُمانية للسيارات ومباشر وعرب جي تي، وراديو فيرجن.
وبعد سلسلة من التصفيات التأهيلية التي بدأت في الكويت في فبراير الماضي، زار موسم ريد بُل كار بارك درِيفت لعام 2024، 17 بلدًا بحثًا عن نخبة سائقي الدرِيفت الفائزين في بطولاتهم الوطنية، والمتأهّلين لخوض ذروة المنافسات في النهائيات العالمية التي تحتضنها سلطنة عُمان غدا الجمعة.
وسيشارك في النهائيات العالمية سائقون أبطال من سلطنة عُمان ومصر ولبنان والأردن وقطر والإمارات والكويت والسعودية وفلسطين والعراق، بالإضافة إلى المتأهلين من جميع أنحاء الشرق الأوسط، وستشمل المنافسات أبطال الدريِفت من جورجيا وجنوب أفريقيا وإستونيا وبلغاريا وموريشيوس وأذربيجان.
إلى ذلك، ستعيش مسقط أجواء احتفالية مع الفعاليّات التي ستقام على هامش الحدث، إذ تُقام قرية الدرِيفت من ضمن مهرجان مسقط للمأكولات الذي يعد المهرجان الأكبر من نوعه للمأكولات في سلطنة عمان، وستنشط قرية الدريِفت طوال إجازة نهاية الأسبوع مع عروض ترفيهية خاصة للحضور.
فعالية فريدة
وتأتي عودة هذا الحدث الكبير إلى سلطنة عُمان في وقت تزداد شعبية الدريِفت في جميع أنحاء العالم، تزامناً مع ارتفاع أعداد متابعي هذه الرياضة وتنظيم فعالياتها الفريدة من نوعها أكثر من أي وقت مضى.
ومن أبرز أسرار النجاح العالمي لبطولة ريد بُل كار بارك درِفت، الدور الرائد الذي يؤديه بطل رياضة المحركات حامل الرقم القياسي العالمي في موسوعة غينيس لأطول درِيفت، اللبناني عبدو فغالي، حيث سيكون سائق الدرِيفت الرئيسي المشرف على الحدث في سلطنة عُمان غدا الجمعة، معطياً التوجيهات للمتنافسين ومقدماً بعضاً من لمساته الخاصة على الحلبة للجمهور.
وتعليقاً على استضافة سلطنة عُمان للنهائيات العالمية، قال عبدو فغالي: هذا هو الوقت من العام الذي يجمع أفضل سائقي الدرِيفت في العالم في مكان واحد، وهذا العام مميز بشكل خاص نظراً لشغف سلطنة عُمان بهذه الرياضة، ويسعدنا أن نعود بأكبر عدد من المشاركين على الإطلاق 28 من نخبة السائقين الذين سيتنافسون على حلبة الجمعية العُمانية للسيارات في مسقط.
وأضاف: المسار الذي تولّيت تصميمه هذا العام هو أحد أسرع المسارات وأكثرها تحدياً في تاريخ ريد بُل كار بارك درِيفت، وهو يَعِدُ بمنافسات محتدمة ولحظات لا تُنسى، وتحتل سلطنة عُمان مكانة خاصة في إرث بطولة ريد بُل كار بارك درِيفت، مع هيمنة المتنافسين العُمانيين على منصة التتويج في العام 2016، واحتلالهم المراكز الثلاثة الأولى، ويدرك المتنافسون جيداً أنهم سيواجهون مواهب محلية قويّة هذا العام، وأنا على ثقة تامة بأن الجماهير ووسائل الإعلام وجميع الحاضرين سيشهدون حدثاً شيّقاً، وأنا أنتظر بفارغ الصبر لمعرفة من سيتوج بطل العالم لمنافسات ريد بُل كار بارك درِيفت في مسقط.
منافسة قوية
من المتوقع أن تكون المنافسة قوية مع مشاركة نخبة من أفضل سائقي الدرِيفت في العالم، وسيكون من بين المشاركين نجوم المنطقة ورياضيّو ريد بُل مثل أحمد دحام (ممثل فريق الإمارات) والكويتي علي مقصيد والعماني هيثم الحديدي، الذين سيضعون نصب أعينهم الفوز باللقب، فيما سيكون لهم بالمرصاد حامل اللقب العالمي راهناً هشام الخطيب (مصر).
نجوم الدريفت أكدوا على جاهزية لخوض منافسات البطولة العالمية، حيث قال المتسابق العماني هيثم الحديدي: أنا جاهز بشكل كبير لخوض غمار هذه البطولة، وسأعمل على تقديم أفضل ما لدي من إمكانيات لتمثيل اسم سلطنة عمان في هذه البطولة المهمة. من جانبه قال المتسابق الأردني أحمد دحام (ممثل فريق الإمارات): في البداية أقدم الشكر للجمعية العُمانية للسيارات على استضافة هذه النهائيات العالمية، وبلا شك أنني جاهز لتقديم الشي الكبير الذي ينتظره الجمهور العماني من الإثارة والمتعة في الدريفت.
وبما أن سلطنة عُمان هي البلد المضيف للنهائيات العالمية، سيتسنّى لعشاق رياضة المحركات المحليين أن يشجّعوا أربعة ممثلين لعُمان سيشاركون في الحدث، وهم أحمد العامري وعلي البلوشي وهيثم الحديدي وطارق الشيهاني، وحُسمت أسماء ممثلي سلطنة عُمان إثر التصفيات التأهيلية الوطنية التي أقيمت في 8 نوفمبر الماضي على حلبة عبري أرينا.
خطط واستراتيجيات
ودأبت الجمعية العمانية للسيارات خلال الفترة الماضية بتوجيه رسائل عبر مختلف القنوات بضرورة تثقيف كل المهتمين برياضة السيارات بأهمية السلامة وجعلها الأولوية الأولى عند ممارسة نشاط رياضة السيارات، كما سعت الجمعية إلى تطوير برامجها وأنشطها كي تواكب التطور الدولي الحاصل في هذه الرياضة على مستوى العالم، وقد أعدت الجمعية حزمة من البرامج والمسابقات المختلفة كي ترضي كل الفئات التي تمارس رياضة السيارات من مسابقات الرالي والانجراف وغيرها من الفعاليات والأنشطة الأخرى، كما أن تطوير رياضة السيارات والقيام بالدور الاجتماعي يعدان من أهم أهداف الجمعية العمانية للسيارات خلال المرحلة الحالية والمستقبلية، وتعمل الجمعية دائما على تحقيق هذه الأهداف من خلال خطط عمل واضحة واستراتيجيات تضمن لهذه الرياضة التقدم للأمام، ولضمان نزاهة التنافسية وسلامة المتسابقين وسلامة جميع الجماهير ومحبي هذه الرياضة، كما تتطلع الجمعية قدمًا للمستقبل من خلال تشكيل قاعدة قوية ومتخصصة للنهوض برياضة السيارات والدراجات النارية، وتطويرها من الأفضل للأفضل، بالإضافة إلى تطبيق أعلى المعايير الدولية المعتمدة، وتقديم خلاصة الخبرات في الجمعية لضمان احترافية شباب سلطنة عمان وإتاحة الفرصة لهم للمشاركة بجميع الأنشطة المتعلقة بهذه الرياضة في المحافل الدولية خلال المرحلة المقبلة بإذن الله.
كما أن نجاح الجمعية في تنظيم فعاليات كبيرة خلال السنوات الماضية كان مؤشرًا مهمًا ليكسب الجميع الثقة في قدرات فريق العمل بالجمعية العُمانية للسيارات، والجمعية اليوم هي النواة والحاضن لتطوير رياضة المحركات في سلطنة عُمان وقد انعكس هذا النجاح على التنظيم والإقبال الكبير الذي تشهده رياضة المحركات في سلطنة عُمان وهو ما يؤهل الجمعية لأن تكون موجودة على خارطة رياضة المحركات الإقليمية والدولية، وقد حرصت الجمعية العُمانية للسيارات على تقديم رسالة هادفة للمجتمع من خلال التعريف بالطريقة الآمنة لممارسة رياضة المحركات في الأماكن المخصصة لها، كما تتمتع رياضة المحركات بشعبية جارفة في سلطنة عمان، والجمعية لها دور كبير جدًا في احتضان مثل هذه الفعاليات وفقًا للمقاييس والمعايير الدولية المتعارف عليها، واحتضان الشباب بالصورة الصحيحة وإرشادهم بكيفية تنظيم مثل هذه الفعاليات بصورة آمنة.
قدرة تنافسية
وتسعى الجمعية العُمانية للسيارات جاهدة للارتقاء برياضة المحركات في سلطنة عُمان وذلك من خلال تنظيم مجموعة من البطولات المحلية والإقليمية والدولية، لاستقطاب عشاق هذه الرياضات وتحفيزهم على ممارستها بشكل آمن وفقًا للقواعد والمعايير التي يضعها الاتحاد الدولي للسيارات، والتي يشرف على تنفيذها خبراء ومراقبون من سلطنة عُمان وخارجها، كما قدمت الجمعية خلال الفترات الماضية الكثير من الدعم للمتسابقين وتسهم في إنجاح مشاركات الأبطال العمانيين محليًا وخارجيًا، كما سعت الجمعية العُمانية للسيارات منذ سنوات عديدة للاهتمام برياضة السيارات في سلطنة عُمان والتركيز في جوانب الجودة والكم والتطبيق والتوجيه والقدرة التنافسية والتمددية على المستوى العالمي، والاهتمام كذلك بجانب المسؤولية الاجتماعية والتي أخذت على عاتقها منذ التأسيس والتطوير تذليل العقبات ودعم ومساندة أبناء سلطنة عُمان في قطاع رياضة السيارات، حيث تمكنت الجمعية خلال السنوات الماضية من تنظيم بطولات شرق أوسطية ودولية في الانجراف الثنائي، وسلطنة عُمان من أوائل الدول العربية التي استطاعت تنظيم بطولة الانجراف الثنائي محليا وخليجيا وعربيا وإقليميا ودوليا، كما أن الحراك الذي حققته الجمعية خلال السنوات الماضية يعد علامة فارقة في الارتقاء برياضة المحركات في سلطنة عُمان، حيث أسهمت في استقطاب فئات مختلفة من عشاق هذه الرياضة وتمكنت بجهود القائمين عليها من تنظيم العديد من المسابقات والبطولات على المستوى المحلي والدولي.
كفاءات عُمانية
وتفتخر الجمعية العُمانية للسيارات أن لديها نخبة من الكفاءات العُمانية التي استطاعت خلال فترة بسيطة وضع سلطنة عُمان على الخارطة الدولية في رياضة المحركات بمختلف فئاتها، كما أن فريق العمل في الجمعية يتمتع بخبرات متراكمة بفضل ممارستهم لهذه الرياضة سواء على الجانبين الفني أو الإداري، وهذا ما يعزز فرص نجاح أي فعالية أو استضافة تكون في مقر الجمعية، كما أن الجمعية تواصل وضع الخطط والبرامج التي من شأنها تطوير رياضة المحركات بسلطنة عُمان، وتسعى الجمعية إلى الارتقاء برياضة المحركات في سلطنة عُمان من خلال تنظيم مسابقات رياضة السيارات وتوفير كافة الإمكانات والسبل المتاحة بهدف تطوير رياضة السيارات والعمل على توفير الرياضة الآمنة التي تتوافر فيها جميع المتطلبات الضرورية من إجراءات الأمن والسلامة لحماية المتسابقين والمشاركين فيها ومراعاة كافة الوسائل الوقائية وفقًا لنظام قانوني، كما تهدف هذه الفعاليات والبطولات التي تقيمها الجمعية إلى تطوير هذه الرياضة وإيجاد بيئة آمنة لممارسيها وذلك لاحتوائهم والتطوير من قدراتهم وهو ما تحقق على أرض الواقع، فالعديد من المتسابقين العمانيين في رياضة المحركات يقدمون خلال الفترة الراهنة أداءً مميزًا ويمثلون سلطنة عمان في العديد من المحافل الإقليمية والدولية.
ويعد الشاب العُماني ضمن أكفأ الشباب العاملين في رياضة المحركات نظرًا لتراكم الخبرات لديهم لكثرة مشاركاتهم الداخلية والخارجية، حيث تم تدريب الشاب العُماني الذي يعمل على إدارة وتنظيم فعاليات رياضة المحركات من قبل خبراء وزملاء لهم سبقوهم في هذا المجال، وبلا شك أن الجمعية العُمانية للسيارات تمتلك جميع عناصر النجاح لاستضافة أي بطولة وذلك لوجود المعدات المناسبة التي تستخدم في تنظيم السباقات المحلية والدولية، فالجمعية تقف دائما خلف توفير المستلزمات الخاصة بالأمان والسلامة والتواقيت في جميع مجالات سباقات المحركات.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: النهائیات العالمیة ریاضة السیارات هذه الریاضة تطویر ریاضة سلطنة عمان من خلال کما أن مان فی
إقرأ أيضاً:
سلطنة عُمان وهولندا .. التزام بتطوير التعاون في مجالات التنمية والاستثمار
العُمانية: تعكس العلاقات الثنائية بين سلطنة عُمان ومملكة هولندا أهمية دبلوماسية بالغة تعبّر عن الاحترام المتبادل والعميق، والالتزام المشترك بين البلدين الصديقين وتؤكدها الروابط القوية بينهما في مجالات مختلفة يعمل الطرفان على دفعها إلى آفاقٍ أرحب.
وتأتي زيارةُ «دولةٍ» يقوم بها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - إلى مملكة هولندا تأكيدًا على عمق العلاقة والأولويات المشتركة، سواء في جانب التجارة أو الاستثمار أو التنمية المستدامة، والعمل بشكل وثيق والتعاون لما فيه خير واستقرار المجتمع الدولي.
وشهد حجم التبادل التجاري بين سلطنة عُمان ومملكة هولندا نموًّا ملحوظًا خلال الفترة الماضية؛ إذ بلغ 181 مليونًا و272 ألفًا و683 ريالًا عُمانيًّا خلال عام 2024م أي ما يعادل حوالي 471.5 مليون دولار أمريكي.
وبلغت الصادرات العُمانية إلى مملكة هولندا العام الماضي نحو 41 مليونًا و441 ألفًا و629 ريالًا عُمانيًّا، في حين بلغ إجمالي الواردات من مملكة هولندا 125 مليونًا و871 ألفًا و705 ريالات عُمانية.
وتتمثل أهم صادرات سلطنة عُمان لعام 2024م إلى مملكة هولندا في المعادن العادية ومصنوعاتها، بينما تتصدر الآلات والأجهزة الآلية والمعدات الكهربائية وغيرها أهم الواردات من مملكة هولندا.
أما الاستثمارات الأجنبية الأولية من مملكة هولندا فبلغت 390 مليونًا و500 ألف ريال عُماني حتى نهاية 2024، في حين بلغت الاستثمارات العُمانية إلى مملكة هولندا المبدئية 278 مليونًا و300 ألف ريال عُماني حتى نهاية 2023.
وبلغ عدد الزوار القادمين إلى سلطنة عُمان من مملكة هولندا خلال عام 2024م 18 ألفًا و207 زائرين.
فيما بلغ عدد الشركات المسجلة التي بها مساهمة هولندية في سلطنة عُمان حتى نهاية عام 2024م نحو 155 شركة بقيمة إجمالية مساهمة تتجاوز 147 مليونًا و637 ألف ريال عُماني.
وقال سعادة الشيخ الدكتور عبدالله بن سالم الحارثي سفير سلطنة عُمان المعتمد لدى مملكة هولندا: إن العلاقات الرسمية بين البلدين الصديقين تعود إلى عام 1670 ميلادية عندما أنشأت هولندا مكتبًا لها في مسقط في عهد الإمام سلطان بن سيف لتقوية العلاقات الثنائية بين البلدين، ومنذ ذلك الحين بدأ الشعبان الصديقان يمدّان يد الصداقة والتعاون والتبادل التجاري لما فيه خير للبلدين بصور مسالمة بعيدة عن النزاعات والحروب.
وأضاف سعادته: إن التمثيل الدبلوماسي المعاصر بدأ من خلال افتتاح هولندا بعثة غير مقيمة لها في سلطنة عُمان عام 1972م، تبعها افتتاح سفارة لها في مسقط في عام 1982م، وفي عام 1990م افتتحت سلطنة عُمان سفارتها في لاهاي.
وأوضح سعادته أن العلاقات الثنائية بين البلدين شهدت تطورًا في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها منذ تولّي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - مقاليد الحكم حيث إن توجيهاته السامية و«رؤية عُمان 2040» ركزت على الدبلوماسية الاقتصادية، وبدأ البلدان في البحث عن فرص للاستثمار الاقتصادي من خلال ابتعاث الوفود الرسمية وشركات القطاع الخاص.
وقال سعادته: إن زيارة «دولةٍ» يقوم بها جلالة السلطان المعظم - أيّده الله - إلى مملكة هولندا ستؤسّس لبناء علاقات استراتيجيّة قوية ومتينة وسيكون لها انعكاس كبير على كل ما فيه خير للبلدين والشعبين الصديقين، وأن الاستعدادات انصبت على دراسة سبل تفعيل وتعميق التعاون في كل المجالات السياسية والاقتصادية والتكنولوجية واللوجستية والتعليمية والثقافية والسياحية وغيرها.
وأكد سعادته أن الجانبين يعملان على دراسة إمكانية التوقيع على اتفاقيات مشتركة ومذكرات تفاهم وأن زيارة «دولةٍ» لجلالته ستكون ركيزة انطلاق لعلاقات دائمة وقوية تتيح للبلدين الصديقين بما أُوتيَا من موقع استراتيجي وخبرة بحرية عريقة وتواصل شعبيهما مع الحضارات منذ زمن بعيد إعادة بوصلة الاتصال لتصبح سلطنة عُمان وهولندا مركزين كبيرين تتم من خلالهما إعادة توزيع البضائع والسلع حيث تصل منتجات الدول الآسيوية والإفريقية إلى هولندا عن طريق سلطنة عُمان، ومنتجات الدول الأوروبية والأمريكيتين إلى سلطنة عُمان عن طريق هولندا.
وذكر سعادته أن التعاون بين البلدين واسع ومتعدّد ويشمل مجالات مختلفة، وفي مقدمتها التبادل التجاري والاقتصادي حيث تقوم وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار بجهود مهمة لتطوير التعاون الاقتصادي والبحث عن فرص الاستثمار وتعمل سفارة سلطنة عُمان بهولندا على تقريبها وتشجيعها.
وأفاد سعادته بأن هناك تعاونًا بين البلدين في مجالات النفط والغاز وإدارة المياه والمنتجات الزراعية واللوجستيات والموانئ والتكنولوجيا والابتكار والطاقة المتجددة بما في ذلك الهيدروجين الأخضر.
وتطرق سعادته إلى جهود سلطنة عُمان في تعزيز المجال السياحي، حيث شاركت في أسبوع السفر الهولندي الذي أقيم عامي 2024 و2025، واستضافت سلطنة عُمان عددًا من كبار نجوم الرياضة الهولنديين في محافظة ظفار، وبعد عودتهم أسهموا من خلال المقابلات الإعلامية أو وسائل التواصل الاجتماعي في الترويج لها، بالإضافة إلى تخصيص برنامج «في ایز ذا مول» للحديث عن سلطنة عُمان وهو برنامج شعبي يحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة في مملكة هولندا.
وذكر سعادته أنّ من ضمن الجهود تنظيم رابطة السياحة الهولندية مؤتمرها السنوي لعام 2024 في سلطنة عُمان بحضور ما لا يقل عن مائتي شركة هولندية، كما تسهم سفارة سلطنة عُمان في مملكة هولندا بشكل سنوي في مهرجان السفارات الذي يزوره ما لا يقل عن سبعين ألف زائر، وتعرض فيه أبرز ما تتميز به كل دولة من منتجات وأكلات شعبية ومناطق سياحية.
وقال سعادته: إن مملكة هولندا تعد من الدول المتقدمة في المعرفة والتكنولوجيا، وهي ثالث أكبر قوة اقتصادية على مستوى دول الاتحاد الأوروبي، وعليه فإن مجالات التعاون متعددة ومتنوعة، مضيفًا إن سلطنة عُمان تعوّل كثيرا على بناء شراكة استراتيجية واسعة معها في مختلف المجالات، وقد أنشأت في هذا الإطار لجنة التشاور السياسية التي تعقد بشكل سنوي وتناقش مختلف الموضوعات الثنائية ذات الاهتمام المشترك وتتابع من خلال هذه اللجنة الخطط المستقبلية للتعاون المشترك.
وحول ما يتعلق بتعزيز التعاون الاقتصادي بشكل أكبر بين البلدين أوضح سعادته إمكانية اضطلاع سلطنة عُمان بدور مهم لتشجيع هولندا على فتح أفرع لشركاتها في سلطنة عُمان تسهيلًا لوصول منتجاتها لمنطقة الشرق الأوسط بأسعار تنافسية خاصة لما تتمتع به سلطنة عُمان من بيئة تنافسية باعتبارها منطقة جذب للاستثمار الأجنبي بسبب انخفاض أسعار الطاقة وتوفر القوى العاملة ورخص الإيجارات وانخفاض مستوى الضرائب.
وذكر سعادة الشيخ الدكتور عبدالله بن سالم الحارثي سفير سلطنة عُمان المعتمد لدى مملكة هولندا أنّ المصانع الهولندية عندما تفتح أفرعًا لها في سلطنة عُمان سيصبّ ذلك في مصلحة الجانب الهولندي؛ نظرًا لتوجه العالم نحو الطاقة النظيفة واستخدام الهيدروجين بديلًا للنفط والغاز.
من جانبها أكّدت سعادة السفيرة ستيلا كلوت سفيرة مملكة هولندا المعتمدة لدى سلطنة عُمان أن زيارة «دولةٍ» يقوم بها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - إلى مملكة هولندا ذات مغزى خاص كونها تستند إلى تاريخ طويل من التعاون بين البلدين، فقد أرست زيارة الملكة السابقة بياتريكس إلى سلطنة عُمان عام ٢٠١٢، إلى جانب التبادلات الوزارية المتنوعة على مر السنين، أسسًا متينة للتعاون والتأكيد على عمق تلك العلاقة والأولويات المشتركة، سواء في التجارة أو الاستثمار أو التنمية المستدامة.
وأضافت سعادتُها: إن سلطنة عُمان ومملكة هولندا تربطهما علاقات تاريخية وطيدة تعود إلى القرن السابع عشر أي قبل نحو 400 عام حيث أبحرت سفن شركة الهند الشرقية الهولندية لأول مرة عبر بحر عُمان، وتبعها التجار الهولنديون الذين وصلوا إلى ميناء مطرح عام 1624، وفي عام 1651، زارت السفينة الهولندية «كونكورديا» سلطنة عُمان، إيذانًا ببداية العلاقات التجارية الرسمية بين البلدين، وقد أرست هذه التبادلات المبكرة أسس شراكة طويلة الأمد مبنية على التجارة البحرية والتعاون الاقتصادي.
وقالت سعادتها: إن البلدين الصديقين ترتبطان اليوم بشراكة ديناميكية ومتطورة، متجذرة في تراث بحري مشترك، واعتماد متبادل على التجارة الدولية، والتزام مشترك بالحوار والسلام مشيرة إلى أن هذه العلاقة مستمرة في الازدهار، لا سيما في مجال الخدمات اللوجستية المستدامة، وإدارة المياه، والتحول في مجال الطاقة.
وأوضحت سعادتها أن شركات هولندية مثل ميناء روتردام وشتاينويج احتفلت العام الماضي بالذكرى السنوية العشرين لتأسيسها، مما يُبرز الشراكة الهولندية-العُمانية، مشيرة سعادتها إلى أن دعم الجانب التجاري أمر بالغ الأهمية، فهو يُعزز التبادل الثقافي، ويُنشئ شراكات جديدة، ويرسّخ مكانة كلا البلدين على خريطة العلاقات الثنائية، وأن هذه الرؤية بالغة الأهمية، ليس فقط للدبلوماسية، بل أيضًا لتوسيع فرص الأعمال وتعميق التعاون في مختلف القطاعات.
وقالت سعادتها: إن سلطنة عُمان وهولندا ترتبطان بشراكة ديناميكية ومتعددة الأوجه تشمل عدة قطاعات رئيسة منها التحوّل في مجال الطاقة، وخاصة الهيدروجين الأخضر والطاقة، ويمتد التعاون ليشمل إدارة المياه والخدمات اللوجستية المستدامة.
وتُبرز الشراكة طويلة الأمد بين ميناء روتردام وميناء صحار والمنطقة الحرة، بالإضافة إلى وجود شركة «ايه بي إم تيرمينالز» الهولندية في ميناء صلالة، ما يؤكّد على الالتزام المشترك بتعزيز شبكات التجارة العالمية ومرونة سلسلة التوريد.
وأضافت سعادتها: إن توسيع نطاق التجارة والاستثمار، يتطلب البناء على الأسس المتينة من خلال تشجيع الشراكات والبعثات التجارية والتعاون مع القطاع الخاص، مشيرة إلى أن سلطنة عُمان وهولندا تتمتّعان بموقع استراتيجي، ومن الممكن الاستفادة منه في إيجاد فرص اقتصادية جديدة.
وبيّنت سعادتُا أن التعاون يتجاوز الاقتصاد إلى مجال الحوكمة وتبادل المعرفة باعتبارهما ركيزتين أساسيتين للعلاقات بين البلدين، كما أن الشراكات بين معاهد المعرفة الهولندية والأكاديمية السلطانية للإدارة تُسهم في تعزيز الروابط المؤسسية وتبادل الخبرات، وهو أمر حيوي للتنمية طويلة الأمد.
وأفادت سعادتها بأن توسيع نطاق التبادل الثقافي والتعليمي يُعمّق الروابط بين الشعبين، ويضمن استمرار التعاون القوي في جميع المجالات من خلال مواصلة الاستثمار في هذه الشراكات، حيث يُمكن لسلطنة عُمان وهولندا دفع عجلة الابتكار، والإسهام في بناء عالم أكثر استدامةً وترابطًا.
ورأت سعادتها أن أهم جوانب الشراكة هو الإيمان المشترك بالتعاون متعدّد الأطراف، ويدرك كلا البلدين أن أكبر التحديات -سواءً أكانت جيوسياسية، أو تغيّرًا مناخيًّا، أو مرونة اقتصادية، أو تنمية مستدامة- لا يمكن مواجهتها بمفردنا بل من خلال المشاركة الفعّالة في الأطر الدولية، والتأكيد على الالتزام بنظام عالمي قائم على القواعد، ومعزّز للاستقرار والتقدم.
وذكرت سعادة السفيرة ستيلا كلوت سفيرة مملكة هولندا المعتمدة لدى سلطنة عُمان أن من بين مجالات التعاون الناجحة، التحول في مجال الطاقة، والتوقيع على مذكرة تفاهم بشأن الهيدروجين الأخضر في مؤتمر الأطراف السابع والعشرين (COP27)، مشيرة إلى أنّ هذه الاتفاقية ليست رمزية فحسب، بل تُرسي الأساس لعمل حقيقي وملموس من خلال تطوير ممرات الهيدروجين الأخضر بين سلطنة عُمان وأوروبا، مما يعزز التجارة، لدفع عجلة الابتكار، وتقديم إسهام قيّم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة العالمية.
قال سعادة الشيخ فيصل بن عبدالله الرواس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان: إن الزيارة السامية التي يقوم بها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - إلى مملكة هولندا تأتي لتعزز من مسارات التعاون بين البلدين حيث يقع المسار الاقتصادي والتجاري والاستثماري في القلب من هذه المسارات.
وأضاف سعادته: إن هذه الزيارة ستعمل على تعزيز دور القطاع الخاص في البلدين لإيجاد شراكات اقتصادية وتحويل الفرص المتاحة إلى مشروعات يستفيد منها الشعبان الصديقان خاصة أن التعاون بين القطاع الخاص في البلدين عمل على إحداث تحول نوعي في التجارة البينية التي انتقلت من التركيز على تجارة التوابل والأسماك الجافة لتشمل قطاعات أوسع كالنفط والغاز.
وأردف سعادته قائلًا: إن الإرث البحري العميق الذي يجمع البلدين أوجد آفاقًا أخرى من التعاون والشراكات في قطاع الخدمات اللوجستية حيث تتطلع سلطنة عُمان للمزيد من الاستفادة من الخبرة الهولندية خاصة في تطوير وتحديث الموانئ وتقديم الخدمات اللوجستية، وهو ما يتجلى في الشراكة الاستراتيجية بين ميناء صحار وميناء روتردام في هولندا، مؤكدًا أنه بإمكان الجانب الهولندي الاستفادة من الموقع الاستراتيجي لسلطنة عُمان على مسارات خطوط الشحن العالمية وقربها من الأسواق الناشئة في قارتي آسيا وإفريقيا.
وبيّن سعادته أن هناك مجالات أخرى للشراكة في مجال الطاقة المتجددة (طاقة الرياح والطاقة الشمسية) خاصة أن سلطنة عُمان مقبلة على مشروعات عملاقة في مجال الهيدروجين الأخضر وهو ما يشكّل فرصة للشركات الهولندية العاملة في هذه القطاعات، إضافة للتعاون في تقنيات تحلية المياه والزراعة المائية إضافة إلى تبادل الخبرات في تطوير الأعمال بين المؤسسات العُمانية الصغيرة والشركات الهولندية.
وفيما يتعلق بجانب التعليم والثقافة يسعى البلدان إلى تعزيز التبادل ثقافي والأكاديمي من خلال تبادل الطلاب والمبتعثين وتنظيم فعاليات مشتركة، حيث بلغ إجمالي عدد العُمانيين الدارسين في مملكة هولندا 61 طالبًا منهم 5 في دراسات عليا و56 في مرحلة جامعية أولى، كما أنشأت سلطنةُ عُمان كرسيَّ سُلطان عُمان للدراسات الشرقية وكرسيًّا آخر لإدارة المياه، كما تعدُّ القرية العُمانية في منطقة نايميخين صورة ناصعة ونموذجًا للقرية العُمانية.