وفاة فلسطينية في العراق تم إجلاؤها من قطاع غزة لتلقي العلاج
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
قال المستشار السياسي لوزير الخارجية الفلسطينية السفير أحمد الديك، إن سفارة دولة فلسطين لدى العراق أبلغتنا بوفاة المواطنة كاميليا عثمان محمد الحرازين (57 عاما) من قطاع غزة ، ليلة أمس، أثناء وجودها في مستشفى الطب العام بمدينة بغداد إثر مرض عضال.
وأشار سفير دولة فلسطين لدى العراق أحمد الرويضي، إلى أن المواطنة الحرازين من ضمن 25 جريحا ومريضا تم إجلاؤهم مع مرافقيهم من قطاع غزة لتلقي العلاج في المستشفيات العراقية على نفقة الحكومة العراقية بمتابعة السفارة، جراء استمرار حرب الإبادة والتهجير ضد شعبنا.
بدوره، أكد السفير الديك أن السفارة استكملت كل الإجراءات الرسمية المتعلقة بشهادة الوفاة والدفن والعزاء بالتنسيق مع عائلة الفقيدة ووزارة الصحة العراقية والجهات العراقية المختصة، وسيتم دفنها في بغداد بناءً على طلب عائلتها، كما تعمل السفارة على الوقوف عند احتياجات العائلة الموجودة في العراق.
وأشار إلى أنه بناءً على توجيهات الرئيس محمود عباس ، وتعليمات رئيس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين محمد مصطفى، تتابع الوزارة على مدار الساعة من خلال سفاراتها وبعثاتها، أوضاع الجرحى والمرضى ومرافقيهم الذين تم إجلاؤهم لتلقي العلاج خارج الوطن، وتقدم أية مساعدة ممكنة لمحتاجيها.
وتتقدم الوزارة بتعازيها الحارة إلى أسرة الفقيدة الحرازين وذويها، متمنية الشفاء العاجل للجرحى والمرضى والعودة إلى الوطن في القريب العاجل.
المصدر : وكالة سواالمصدر: وكالة سوا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
العراق وطن القلوب والحضارة
بقلم : اللواء الدكتور سعد معن الموسوي ..
أنا دائمًا ما أبتعد عن الحديث في السياسة وعراكها، لكن عندما يتعلق الأمر بالعراق، هذا الوطن الذي ينبض في قلوبنا جميعًا، فإن الصمت يصبح خيانة. العراق ليس مجرد أرض، بل هو الدم الذي يجري في عروقنا، والهواء الذي نتنفسه، والتاريخ الذي نحمله على أكتافنا. لا يمكننا السماح لأي قوة أو فكرة أن تمزق هذا الوطن، الذي كتب تاريخه بالدماء والتضحيات.
العراق ليس مجرد اسم على خارطة العالم؛ العراق هو الحضارة التي علّمت العالم الكتابة، هو النخل الشامخ الذي يعانق السماء، هو دجلة والفرات اللذان يرويان قلوبنا قبل أرضنا. كيف نسمح لأنفسنا أن نفرّط في إرث أجدادنا أو أن نُسلم هذا الوطن العظيم لمخططات تمزيقه وإعادته إلى الوراء؟
“العراق هو بيتنا جميعًا”
في كل بيت عراقي، هناك قصص تجمع الطوائف. هناك أم تحتضن أبناءً من مذاهب مختلفة، وأبناء عم وأخوال من هذا المذهب وذاك. هذه العلاقات ليست مجرد تفاصيل عابرة، بل هي الروح الحقيقية للعراق. نحن شعب لا يفرّقنا مذهب ولا دين؛ نحن شعب يجمعنا حب الأرض ورائحة ترابها، وصوت الأذان الذي يختلط بأجراس الكنائس، وزغاريد الفرح التي لا تعرف طائفة.
علينا أن نتذكر دائمًا أن العراق بيتنا الكبير، والبيت لا يُهدم بأيدي أهله. من منا يقبل أن يرى جدران بيته تتصدع أو سقفه ينهار؟ العراق أمانة في أعناقنا، وأي محاولة للمساس بوحدته هي طعنة في قلب كل عراقي شريف.
“نحن أبناء هذه الأرض”
يا شباب العراق، يا من ولدتم من رحم هذه الأرض الطيبة، أنتم الأمل الذي يستند عليه الوطن. فيكم تمتزج النخوة العربية بروح الحضارة، وفي قلوبكم تسكن عزة أجدادكم الذين كتبوا تاريخ المجد. لا تسمحوا لأحد أن يعبث بعقولكم أو يزرع فيها بذور الطائفية. كونوا كما كان أجدادكم: أبناء العراق أولًا، عراقيون قبل أي انتماء آخر.
تذكروا أن العراق هو نخيل البصرة الذي يصمد أمام الرياح، وهو جبال كردستان التي تعانق السماء، وهو شوارع بغداد التي تضج بالحياة رغم كل المحن. العراق هو أنتم، وأنتم العراق.
المرجعية العليا: صوت الحكمة”
في أصعب الأوقات، كانت المرجعية العليا، ممثلة بالسيد علي السيستاني، هي الصوت الذي يحفظ العراق من الانزلاق. كلمات المرجعية كانت دائمًا تنبض بالحب للوطن، تدعو للسلام والوحدة، وتحث على بناء العراق كبيت يتسع للجميع. هذا الصوت الحكيم هو دليلنا، ومن واجبنا أن نلتف حوله، لأن في توجيهاته خلاصنا واستقرارنا.
لكن، لماذا نصرّ على نبش جراح الطائفية عبر رسائل “الواتس آب” ومنشورات “السوشيال ميديا”؟ تلك الصفحة المؤلمة طُويت بدمائنا ودموعنا، وكل بيت عراقي تألم وفقد عزيزًا. إعادة الحديث عنها لا تجلب سوى أوجاع الماضي الذي لا نريد له أن يعود. فلنتجاوز هذه الأحاديث ونركز على ما يجمعنا، لأن العراق يستحق أن نبنيه بوحدة قلوبنا لا أن نهدمه بخلافات تجاوزناها.
العراق أغلى ما نملك
العراق ليس وطنًا نعيش فيه فقط، بل هو وطن يعيش فينا. كل ذرة تراب منه تحمل قصصنا، كل نخلة منه هي شاهد على كرامتنا، وكل شمس تشرق عليه تذكّرنا بأننا أبناء هذا المجد.
فلنكن كما أرادنا العراق: شعبًا واحدًا، يدًا بيد، نبني ونزرع ونُعلّم. ولنتذكر دائمًا كلمات الإمام علي (ع): “الناس صنفان: إمّا أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق.” العراق يجمعنا، وحب العراق هو هويتنا.
وكما قال أمير البلاغة، الإمام علي (ع): “كل متوقع آت، فتوقعوا الخير.” فلنزرع الخير في نفوسنا وأعمالنا، ولنتوقع للعراق كل خير وسلام وازدهار.
فلنرفع علم العراق عاليًا، ولنترك للتاريخ حكاية شعب رفض أن ينكسر، وأصر على أن يبقى واحدًا. ولتكن كلمتنا جميعًا: “لا للطائفية، نعم للوطن.”
د. سعد معن