أعلنت وزارة الخارجية الروسية ، اليوم ،عن دخول "معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة" رسميًا مع كوريا الشمالية حيز التنفيذ، بعد توقيعها في يونيو الماضي وتبادل وثائق التصديق عليها خلال حفل رسمي في موسكو. 

 

وشهد الحفل تبادل وثائق التصديق من قبل نائبي وزيري خارجية البلدين، كيم جونغ-غيو ممثلًا عن كوريا الشمالية وأندريه رودينكو ممثلًا عن روسيا، وفقًا لوكالة الأنباء الكورية الشمالية.

 

 

تتضمن المعاهدة بنودًا تعزز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، وأبرزها "اتفاقية الدفاع المشترك" التي أثارت اهتمامًا دوليًا واسعًا، تأتي هذه الاتفاقية في توقيت حساس وسط تصاعد الاتهامات الغربية لبيونغ يانغ بالتدخل في الصراع في أوكرانيا، حيث تُتهم كوريا الشمالية بإرسال أكثر من 10,000 جندي لدعم القوات الروسية. 

 

من جهتها، أكدت روسيا أن المعاهدة تمثل خطوة استراتيجية لتوطيد علاقاتها مع كوريا الشمالية في ظل التغيرات الجيوسياسية الراهنة، ويرى محللون أن الاتفاقية تحمل دلالات سياسية وعسكرية تعكس تنامي التنسيق بين البلدين، خصوصًا في مواجهة الضغوط الغربية. 

 

ويُتوقع أن تسهم هذه الشراكة الاستراتيجية في تعزيز التعاون بين موسكو وبيونغ يانغ على الصعيدين الثنائي والإقليمي، ما يضيف أبعادًا جديدة إلى ديناميكيات العلاقات الدولية في المرحلة المقبلة.

 ماذا نعرف عن المعاهدة؟..

هي معاهدة أبرمها الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أثناء زيارة بوتين إلى بيونغ يانغ في يونيو الماضي، ودخلت حيز التنفيذ بعد تبادل "وثائق التصديق" في موسكو، الخميس، وفق وكالة الأنباء المركزية لكوريا الشمالية.

 

وخلال أول زيارة له إلى بيونغ يانغ منذ يوليو عام 2000، ربط بوتين صراحة تعميق العلاقات الروسية مع كوريا الشمالية بـ«دعم الغرب المتزايد لأوكرانيا»، وقال إن بوسع موسكو أن تطور تعاونا عسكريا وتقنيا مع بيونغ يانغ.

 

وأوضح أن تسليم الغرب أسلحة متطورة بعيدة المدى، بما في ذلك مقاتلات إف-16، إلى أوكرانيا لشن ضربات ضد روسيا ينتهك اتفاقات رئيسية.

 

الدفاع المشترك..

 

ويضمن اتفاق الدفاع المشترك الذي تضمنته المعاهدة تقديم المساعدة العسكرية على الفور إذا واجه أي منهما عدوانا مسلحا، وهو ما يعطي مسوغا رسميا لتزايد التعاون العسكري بين البلدين.

 

وبحسب الوكالة الكورية فإن "الاتفاق سيكون قوة دافعة قوية تسرع إقامة نظام عالمي مستقل وعادل ومتعدد الأقطاب دون سيطرة أو استعباد أو هيمنة".

 

وتكرس الاتفاقية التقارب بين موسكو وبيونغ يانغ على خلفية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، ولم تعترف أي من الدولتين بنشر القوات أو شحن الآلاف من حاويات الذخيرة من كوريا الشمالية فضلا عن مدافع الهاوتزر المتحركة وقاذفات الصواريخ.

 

وقال بوتين، خلال التوقيع على الاتفاقية، آنذاك، إن «اتفاقية الشراكة الشاملة الموقعة اليوم تنص، من بين أمور أخرى، على المساعدة المتبادلة في حالة تعرض أحد طرفي الاتفاقية لعدوان».

 

وأضاف: «فيما يتعلق بذلك، لا تستبعد روسيا نفسها تطوير تعاون عسكري تقني مع كوريا الشمالية».

 

المعاهدة ليست الأولى

 

ورغم المخاوف التي أثارتها الاتفاقية في الأوساط الغربية، فإنها لم تكن الأولى بين البلدين فقد سبقتها اتفاقية تعاون عسكري بين كوريا الشمالية والاتحاد السوفياتي السابق، وقعت في عام 1961.

 

وكانت الاتفاقية من شأنها أن تسمح لروسيا بالتدخل إذا تعرضت كوريا الشمالية لهجوم، لكنها ألغيت لاحقًا إثر انهيار الاتحاد السوفياتي واستبدلت بمعاهدة ذات تدابير أمنية أقل.

 

والبلدان حليفان منذ تأسست كوريا الشمالية بعد الحرب العالمية الثانية وتقاربتا منذ أدت العملية العسكرية الروسية بأوكرانيا عام 2022 إلى عزل بوتين في الساحة الدولية.

 

واعتبر محللون أن الاتفاقية تشكل تحولا جذريا في الوضع الاستراتيجي بأكمله في شمال شرق آسيا، وتمثل أقوى علاقة بين البلدين منذ نهاية الحرب الباردة.

 

ورغم أنه لدى كوريا الشمالية معاهدة دفاعية مع الصين، فإنها لا تقيم تعاونا عسكريا نشطا مع بكين كالذي طورته مع روسيا خلال العام الماضي، ولم يصدر بعد رد عن الصين، الداعم السياسي والاقتصادي الرئيسي لكوريا الشمالية.

 

ولا تزال الكوريتان في حالة حرب تقنيا منذ نزاعهما بين العام 1950-53 وتعد الحدود الفاصلة بينهما من بين الأكثر تحصينا في العالم.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وزارة الخارجية الروسية معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة كوريا الشمالية حيز التنفيذ خلال حفل رسمي موسكو مع کوریا الشمالیة بین البلدین

إقرأ أيضاً:

الخارجية الروسية: موسكو ستبذل كل ما في وسعها من أجل السلام في الشرق الأوسط

الثورة نت/
أعلن نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودينكو، اليوم الاثنين، أن روسيا ستبذل كل ما في وسعها لتحقيق السلام المستدام والطويل الأمد في الشرق الأوسط.
ونقلت وكالة “سبوتنيك” عن رودينكو قوله ، على هامش المؤتمر الآسيوي الخامس عشر لمنتدى “فالداي” الدولي للمناقشة في ماليزيا، إن الوضع في الشرق الأوسط هو أحد المواضيع التي تتقارب فيها مواقف روسيا وماليزيا بشكل كبير.

وأضاف رودينكو قائلا: “نحن نؤيد بقدر ما يؤيد أصدقاؤنا الماليزيون التسوية السلمية للأزمة الحالية، وخطة الدولتين لإقامة دولة فلسطين المستقلة عن (إسرائيل)، وسنبذل كل ما في وسعنا لتحقيق سلام مستدام وطويل الأمد”.
يُعقد منتدى فالداي في كوالالمبور يومي التاسع والعاشر من شهر ديسمبر، تحت عنوان “ماليزيا وروسيا وآسيان: في عالم متعدد الأقطاب”.
وسيناقش المشاركون في المؤتمر المستقبل المشترك لروسيا ودول آسيان في عالم متعدد الأقطاب، وتحول جنوب شرق آسيا نحو دول “بريكس”، بالإضافة إلى الرغبة المشتركة في إلغاء الدولار.

مقالات مشابهة

  • الخارجية الروسية تبدي استعداد موسكو لصفقة تبادل للمعتقلين مع واشنطن
  • الإمارات و«الاتحاد الأوراسي» يختتمان مفاوضات اتفاقية الشراكة الشاملة
  • كوريا الشمالية: الجنوب يتخبط في "الفوضى" منذ أزمة الأحكام العرفية
  • الخارجية الروسية: موسكو تحافظ على اتصالاتها مع جميع القوى السياسية في سوريا
  • كوريا الشمالية: الجنوب يتخبط في "الفوضى"
  • الخارجية الروسية: بشار الأسد في موسكو
  • المخابرات الروسية : موسكو تقترب من تحقيق أهدافها وتمتلك زمام المبادرة الاستراتيجية
  • روسيا تحثّ على تطوير التعاون العسكري بين دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي
  • الخارجية الروسية: موسكو ستبذل كل ما في وسعها من أجل السلام في الشرق الأوسط
  • روسيا: الناتو قاد أوروبا إلى أزمة أمنية مطلقة