كل ما تريد معرفته عن الليلة الختامية لمولد السيدة نفيسة
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
تُعد الليلة الختامية لمولد السيدة نفيسة واحدة من أبرز الفعاليات الدينية التي تشهدها مصر كل عام، حيث يحرص المسلمون على الاحتفال بهذه المناسبة الروحانية تكريمًا للِسيدة نفيسة بنت الحسن الأنور، حفيدة الإمام علي بن أبي طالب، التي تعتبر واحدة من الشخصيات الدينية البارزة في تاريخ الإسلام.
تقام الاحتفالات في مقام السيدة نفيسة في حي السيدة نفيسة بالقاهرة، حيث تتوافد الجموع من مختلف أنحاء البلاد لإحياء هذه الذكرى العطرة.
يعود الاحتفال بمولد السيدة نفيسة إلى العصور الإسلامية، حيث كانت السيدة نفيسة رمزًا للعلم والتقوى والصلاح. وُلدت في المدينة المنورة، وعُرفت بعلمها وزهدها، وكانت محط أنظار أهل العلم والعبادة، وقد اختارت القاهرة مكانًا للإقامة، حيث عاشتها فترة طويلة قبل وفاتها.
الأنشطة في الليلة الختاميةتتسم الليلة الختامية بمظاهر احتفالية روحانية ودينية، وتشهد العديد من الأنشطة والفعاليات التي تبرزها بشكل مميز:
الصلوات والذكر: تنطلق في الليلة الختامية العديد من الصلوات والذكر، حيث يُقام صلاة التراويح، ويُردد الزوار الأذكار والتسابيح في جو من الروحانية.
المدائح النبوية: تُنظم احتفالات المدائح النبوية، حيث يشارك فيها كبار المنشدين الدينيين في تقديم الأناشيد الدينية التي تُمجّد النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وتُعبر عن حب واتباع تعاليمه.
القراءة في كتاب الله: يتم تخصيص وقت لقراءة القرآن الكريم، حيث يُجمع الزوار على قراءة بعض السور والآيات المباركة.
إطعام المصلين والزوار: تتميز الليلة الختامية بتوزيع الطعام والشراب على الزوار، حيث يحرص القائمون على الاحتفالية على تقديم الأطعمة الخاصة بهذه المناسبة.
التزين بالمصابيح والأنوار: يعم المكان جو من البهجة والتجمل حيث تُضاء المصابيح وتنصب الزينة في المكان، وتُعطى أجواء احتفالية ساحرة تجذب الزوار.
الروحانية والبركة في الليلة الختاميةتعتبر الليلة الختامية لمولد السيدة نفيسة مناسبة خاصة للحصول على البركة الروحانية والدعاء، حيث يجتمع المصلون والوافدون من مختلف الأماكن ليطلبوا من الله الرحمة والمغفرة.
ويعتقد الكثيرون أن هذه الليلة تحمل العديد من الفضائل، وأن الدعاء فيها مستجاب.
خاتمة الاحتفالتختتم الاحتفالات في الليلة الختامية من خلال الدعاء الجماعي والتكبيرات، حيث يرفع المشاركون أيديهم بالدعاء والابتهال إلى الله تعالى، متمنين الأمن والسلام لمصر والأمة الإسلامية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: مولد السيدة نفيسة الليلة الختامية احتفالات مولد السيدة نفيسة الأنشطة الدينية الاحتفال بمولد السيدة نفيسة فی اللیلة الختامیة السیدة نفیسة التی ت
إقرأ أيضاً:
«الإمارات للإفتاء»: الاحتفال بـ«حق الليلة» جائز شرعاً
الشارقة - «الخليج»
أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي جواز الاحتفال بليلة النصف من شعبان والمعروف بـ «حق الليلة».
ونصت فتوى المجلس على أنه يجوز الاحتفال بليلة النصف من شعبان، والمعروف بـ «حق الليلة»، أو (القرقيعان)؛ لأن ذلك من عادات المجتمع، والأصل في العادات الحل والجواز، كما يجوز تقديم الهدايا في هذه الليلة بقصد إدخال الفرحة والسرور خصوصاً على الأطفال والأقارب والجيران، وقد وردت الأحاديث والآثار بفضل ليلة النصف من شعبان واستحب بعض أهل العلم إحياءها بالعبادة، والله تعالى أعلم.
وأوضح المجلس المستندات الشرعية التي تبيح الاحتفال بليلة النصف من شعبان؛ وتُثبت فضل هذه الليلة واستحباب بعض أهل العلم لإحيائها بالعبادة.
وذكر قاعدة الأصل في العادات الإباحة فمن المعلوم: أن الاحتفال بليلة النصف من شعبان يعد من العادات، والأصل في العادات الإباحة؛ لأنها من أمور الدنيا، وقد قال النبي ﷺ: «أنتم أعلم بأمر دنياكم»، وقال تقي الدين ابن تيمية: (العادات: الأصل فيها العفو، فلا يحظر منها إلا ما حرمه الله).
ونوه إلى قاعدة: «ما سكت عنه الشرع فهو عفوٌ»:
ومعلوم: أن الاحتفال بليلة النصف من شعبان مما سكت عنه الشرع، وما سكت عنه فهو في دائرة المعفو عنه؛ لقول النبي ﷺ: «الحلال ما أحل الله في كتابه، والحرام ما حرم الله في كتابه، وما سكت عنه فهو مما عفا عنه»، قال السيوطي: «الأصل في الأشياء الإباحة حتى يدل الدليل على التحريم».
كما أشار إلى «تحقيق المقاصد الحسنة»: إدخال الفرح والسرور على الأسرة والمجتمع.
الدعاء وتعزيز التواصل بين الأفراد.
تُقدم في هذه الليلة الهدايا -خصوصاً للأطفال- وذلك مما يدخل البهجة والسرور على المهدى له، وقد قال رسول الله ﷺ: «أحبّ الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرورٌ تدخله على مسلم...»، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: «تهادوا تحابوا».
ويحقق الاحتفال في هذه الليلة مقصد التواصل بين أفراد المجتمع، والدعاء في هذه الليلة من مظان الإجابة، قال الإمام الشافعي: «بلغنا أنه كان يقال: إن الدعاء يستجاب في خمس ليال، في ليلة الجمعة، وليلة الأضحى، وليلة الفطر، وأول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان... وأنا أستحب كل ما حكيت في هذه الليالي من غير أن يكون فرضاً».
وتحدث المجلس في فتواه عن فضل ليلة النصف من شعبان وإحيائها بالعبادة، فقد وردت أحاديث، وآثار عن الصحابة -رضي الله عنهم- والتابعين وتابعيهم والأئمة بعدهم في تبيين فضل ليلة النصف من شعبان، واختلف التابعون في إحيائها بالعبادة بين مثبت ونافٍ لتخصيصها بعبادة من دون غيرها سداً لذريعة البدعة، وذهب جمع منهم إلى الحث على الاجتهاد فيها بصلاة النافلة، وتلاوة القرآن الكريم، والدعاء والذكر، والصلاة والسلام على النبي ﷺ، وصيام يومها فهو من الأيام البيض، ومما يدل على فضل هذه الليلة ما يلي:
أولاً: الأحاديث النبوية:
عن العلاء بن الحارث أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قام رسول الله ﷺ من الليل فصلى فأطال السجود حتى ظننتُ أنه قد قبض، فلما رأيت ذلك قمت حتى حرّكت إبهامه.... فقال: «أتدري أي ليلة هذه؟» قلت: الله ورسوله أعلم، قال: «هذه ليلة النصف من شعبان؛ إن الله عز وجل يطلع على عباده في ليلة النصف من شعبان فيغفر للمستغفرين، ويرحم المسترحِمين ويُؤخِّر أهل الحقد كما هم».
عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، أن رسول الله ﷺ قال: «يطّلع الله عز وجل إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لعباده إلا لاثنين: مشاحن، وقاتل نفس».
عن أبي بكر رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا كان ليلة النصف من شعبان، ينزل الله تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا، فيغفر لعباده إلا ما كان من مشرك أو مشاحن لأخيه».
وزاد المجلس: ينبغي الإكثار من الصوم في شهر شعبان؛ لأنه شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى، فعن أسامة بن زيد رضي الله عنه، أنه قال لرسول الله ﷺ: «... لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان قال: ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم».
وبين المجلس الآثار عن الصحابة والتابعين وتابعيهم: فعن ابن عمر رضي الله عنه قال: «خمس ليال لا يرد فيهن الدعاء: ليلة الجمعة، وأول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان، وليلتي العيدين».
وكتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن أرطأة -وهو عامله على البصرة-: «عليك بأربع ليالٍ من السَّنة، فإن الله –عز وجل- يُفرغ فيهنّ الرحمة إفراغاً؛ أول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان، وليلة الفطر، وليلة الأضحى».
ونقل ابن رجب إحياءها بالعبادة عن التابعين ومن بعدهم فقال: «ليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام كخالد بن معدان ومكحول ولقمان بن عامر وغيرهم يعظمونها ويجتهدون فيها في العبادة وعنهم أخذ الناس فضلها وتعظيمها».
وقد سبق عن الشافعي قوله: «بلغنا أنه كان يقال: إن الدعاء يستجاب في خمس ليال في ليلة الجمعة، وليلة الأضحى، وليلة الفطر، وأول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان... وأنا أستحب كل ما حكيت في هذه الليالي من غير أن يكون فرضاً».
وذكر المجلس: الأحاديث والآثار المذكورة آنفا تتقوى بمجموعها وتصلح للاستدلال بها على استحباب إحياء ليلة النصف من شعبان بالعبادة.
وأوضح المجلس كلام العلماء في فضل ليلة النصف من شعبان: فقال ابن الصلاح: «أما ليلة النصف من شعبان فلها فضيلة وإحياؤها بالعبادة مستحب».
وقال ابن رجب: «ينبغي للمؤمن أن يتفرغ في تلك الليلة لذكر الله تعالى ودعائه بغفران الذنوب وستر العيوب وتفريج الكروب وأن يقدم على ذلك التوبة، فإن الله تعالى يتوب فيها على من يتوب».
وسئل ابن تيمية: عن صلاة ليلة النصف من شعبان؟ فأجاب: «إذا صلى الإنسان ليلة النصف وحده أو في جماعة خاصة كما كان يفعل طوائف من السلف فهو أحسن».
وقال في موضع آخر: «أما ليلة النصف فقد روي في فضلها أحاديث وآثار ونقل عن طائفة من السلف أنهم كانوا يصلون فيها فصلاة الرجل فيها وحده قد تقدمه فيه سلف وله فيه حجة فلا ينكر مثل هذا».
كما تحدث مجلس الإفتاء عن جريان العمل بإحياء ليلة النصف من شعبان في خير القرون:
وقال الفاكهي: «وأهل مكة فيما مضى إلى اليوم إذا كان ليلة النصف من شعبان: خرج عامة الرجال والنساء إلى المسجد، فصلوا، وطافوا، وأحيوا ليلتهم حتى الصباح بالقراءة في المسجد الحرام، حتى يختموا القرآن كله، ويصلوا».
وقال ابن الحاج: «هذه الليلة... لها فضل عظيم وخير جسيم، وكان السلف - رضي الله عنهم - يعظمونها ويشمرون لها قبل إتيانها فما تأتيهم إلا وهم متأهبون للقائها، والقيام بحرمتها...»، والله تعالى أعلم.
وختم المجلس: الحاصل أن فضل هذه الليلة محل اتفاق بين أكثر أهل العلم، ومن أحيا هذه الليلة رجاء الثواب واستناداً للآثار المذكورة فيرجى له القبول، ومن ترك ذلك فلا حرج عليه من دون أن يكون ذلك تجريحاً لغيره أو تحريجاً عليهم فيما اختاروا، والله أعلم وأحكم، والحمد لله رب العالمين.