تخبط سياسي واقتصادي في فرنسا.. إضراب وسحب ثقة وخطاب منتظر
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
تعيش فرنسا صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي حالة من التخبط السياسي والاقتصادي بعد سحب البرلمان الفرنسي الثقة من الحكومة وإعلان إضراب الملاحين الجويين بسبب الأجور، وسط تعطيل رحلات الطيران وخسائر اقتصادية مستمرة تضرب البلاد.
سحب الثقة من حكومة بارنييهوبحسب موقع «فرانس 24» سحب البرلمان الفرنسي الثقة من حكومة رئيس الوزراء ميشيل بارنييه، وجاء اقتراح حجب الثقة من تحالف أحزاب يسارية، بدعمه من حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بقيادة مارين لوبان، وجرى تصويت 331 نائبًا لصالح الإطاحة بالحكومة، وهذا سيضطر رئيس الوزراء الحالي للاستقالة، في سحب ثقة لم يتكرر في فرنسا منذ عام 1962، عندما تمّ سحب الثقة من حكومة جورج بومبيدو.
في نفس سياق، أعلن قصر الرئاسة في فرنسا الإليزيه أنَّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، سيلقي كلمة مهمة مساء اليوم الخميس تعقيبًا على التطورات السياسية الحادثة في البلاد.
إضراب واسع في فرنساوفي ظل تطور الأحداث، بدأت نقابة المراقبين الجويين في فرنسا إضرابا صباح اليوم الخميس، بعدما وصلت المفاوضات بينها وبين المديرية العامة للطيران المدني إلى طريق مسدود، وسط توقعات بإلغاء واسع للرحلات الجوية، بعد فشل المفاوضات التي استمرت 15 شهرًا بين النقابات والمديرية العامة للطيران المدني حول هذا المشروع الإصلاحي.
ديون كثيرةيُشار إلى أنَّ فرنسا ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، تصل كمية الديون عليها إلى 3.5 تريليون دولار، منها 369 مليار دولار يجب سدادها العام المقبل، مع عجز في الميزانية بنسبة 5.5%، وهي النسبة التي تتجاوز شروط الاتحاد الأوروبي.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: فرنسا ماكرون ديون إضراب الثقة من فی فرنسا
إقرأ أيضاً:
وزير الداخلية الفرنسي يثير الغضب بتصريحاته عن الحجاب.. ماذا قال؟
شهدت فرنسا موجة جدل واسعة إثر تصريحات وزير الداخلية الفرنسي، برونو ريتايو، الذي وصف الحجاب بأنه "رمز للدونية"، مؤكدًا عزم الحكومة حظر ارتدائه من قبل الأمهات المرافقات في الرحلات المدرسية.
وجاء تصريحات ريتايو في إطار النقاشات المستمرة حول العلمانية في فرنسا ودورها في الحفاظ على قيم الجمهورية.
ووسع ريتايو نطاق قانون 2004، الذي يمنع ارتداء الحجاب والرموز الدينية في المؤسسات التعليمية، ليشمل الرحلات المدرسية، وبرر ذلك بأن هذه الرحلات امتداد لأنشطة المدارس، مما يستدعي الالتزام بالقانون.
واعتبر الحجاب علامة على "الإسلاموية المتشددة" ورمزًا لخضوع المرأة، مشددًا على ضرورة تحرك الدولة لمواجهة ما وصفه بمحاولات "إضعاف القيم الجمهورية".
وقوبلت تصريحات الوزير بانتقادات واسعة، حيث رأى نشطاء ومحللون أن هذه الخطوة تمثل انتهاكًا لحرية المرأة في اختيار ملبسها، وتتعدى حدود التعليم لتطال الحياة العامة، مما يساهم في إقصاء النساء المحجبات عن المجتمع الفرنسي.
من جهة أخرى، حذر معارضون من أن هذه السياسة تعمّق الانقسامات في المجتمع، وتكرّس صورة سلبية عن المسلمين، الذين يشكلون أكبر جالية إسلامية في أوروبا، متسائلين عن مدى تأثير هذه السياسات على اندماجهم في المجتمع الفرنسي.
وجاءت هذه التصريحات بالتزامن مع الذكرى العاشرة لهجوم "شارلي إيبدو"، حيث استغل ريتايو المناسبة للتأكيد على أن "الإسلام السياسي" يشكل تهديدًا للأمة الفرنسية، متهمًا أنصاره بمحاولات تقويض التماسك الوطني وإضعاف الديمقراطية عبر فرض رؤى دينية متشددة.
وفي ظل هذا الجدل، تعود فرنسا إلى تساؤلاتها القديمة حول مفهوم العلمانية وحدودها.
المؤرخ والفيلسوف مارسيل غوشيه، في كتابه "الدين في الديمقراطية"، يرى أن العلمانية فقدت معناها السياسي الواضح، بينما أظهر الإيمان الديني قدرة على التكيف مع المتغيرات العلمانية الحديثة.
بينما تسعى فرنسا لحماية قيم الجمهورية، يتزايد القلق بشأن تأثير هذه السياسات على التماسك الاجتماعي، ومع استمرار النقاش حول حدود العلمانية والحريات الشخصية، يظل الحجاب رمزًا يثير الانقسام بين من يراه تهديدًا للعلمانية ومن يعتبره حقًا أساسيًا للمرأة المسلمة.