أنقرة (زمان التركية) – أفادت مجلة ذي ايكونوميست البريطانية أن قوات المعارضة السورية عند بدئها الهجوم المفاجئ بشمال سوريا في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني المنصرم، أدركت مدى الوضع الفوضىوي لقوات النظام.

وأشارت ذي ايكونوميست إلى فرار قوات النظام لتسقط حلب، ثاني أكبر المدن السورية، بقبضة القوات المعارضة في غضون بضعة أيام، وأن التقدم منذ ذلك الحين بلغ مدينة حماه الواقعة على 120 كيلومتر جنوبا، مفيدة أنها المرة الأولى التي يظهر فيها نظام الأسد بدون دفاع منذ عشر سنوات.

وأوضحت ذي ايكونوميست أن القوات المعارضة تبدو أفضل تدريبا عما كانت عليه قبل عشر سنوات، وتجيد استخدام المسيرات لأجل المراقبة والاستهداف، مشيرة إلى نشرهم وحدات القوات الخاصة أمام الهجمات الأساسية.

وسلطت ذي ايكونوميست الضوء على ترك قوات النظام السوري خلفها الدبابات والمدفعيات والمعدات الأخرى التي تستخدمها القوات المعارضة بدون شك في هجومها حاليا.

وأضافت ذي ايكونوميست في أنه في حال سيطرة عناصر هيئة تحرير الشام على مدينة حماه فإن هدفها التالي سيكون مدينة حمص الواقعة على مسافة 50 كيلو متر من الجنوب.

وأكدت الصحيفة البريطانية أن تحقيق النصر في حمص يعني قطع الطريق الرئيسي الذي يربط دمشق بالساحل، أي بقلب المذهب العلوي وهو الأمر الذي سيصعب على النظام السوري حماية الدفاع عن دمشق وإعادة خطوط الإمداد مرة أخرى.

وقالت ذي ايكونوميست إن سكان حلب متخوفين من أن يقاتل النظام لاسترداد المدينة واحتمالية تولي هيئة تحرير الشام حكم البلاد، مشيرة إلى جهود قائد الحركة أبو محمد الجولاني، لطمأنة المسحيين والأقليات الأخرى بأنه لن يلحق بهم الضرر، وقيام المقاتلين بتوزيع الحلوى خارج الكنائس ورفع العلم السوري عوضا عن الشعارات الإسلامية على قلعة حلب التاريخية، وعقد الكنيسة الأرثوذكسية في حلب قداسها في الأول من ديسمبر/ كانون الأول كما هو معتاد.

وأفادت ذي ايكونوميست أن الأسد كان في موسكو وقت انطلاق الهجوم المفاجئ وعاد إلى سوريا في الثلاثين من نوفمبر/ تشرين الثاني، وأعقب عودته زيارة وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إلى سوريا في اليوم التالي مشيرا إلى توسل البشر لكل من إيران وروسيا، أقرب حلفائه، لمساعدته في التصدي لهجوم القوات المعارضة.

وأشارت ذي ايكونوميست إلى قصف الطيران الروسي لحلب وإدلب الأسبوع الماضي غير أن قدرة روسيا على الدعم محدودة، مفيدة أن الفرق الروسية الصغيرة داخل سوريا حاولت جعل الجيش السوري أكثر مهارة غير أن ما حدث في حلب يعكس فشل هذه الجهود.

وذكرت الصحيفة البريطانية أن الوجود الروسي في سوريا تقلص منذ احتلال أوكرانيا في عام 2022، وأن روسيا لم تعد تستخدم دورها ولجأت لترك أغلبية الحروب البرية للآخرين.

وأوضحت الصحيفة أن إيران قدمت للجيش السوري غالبية الذخيرة غير أنها خفضت دعمها لاحقا وأن حزب الله منهك من الحرب مع إسرائيل مما يجعله عاجزا عن إرسال آلاف المقاتلين لدعم الأسد مثلما فعل قبل عشر سنوات، مفيدة أن ايران نفسها تحملت هجمات إسرائيل على البنية التحتية العسكرية في سوريا، وأنها أيضا تحت ضغط في شرق سوريا حيث تشتبك وحدات حماية الشعب الكردية بدعم أمريكي مع الجماعات المدعومة من إيران.

 

Tags: التطورات في سورياالعدوان الرادعبشار الأسدذي ايكونوميستعملية فجر الحرية

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: التطورات في سوريا بشار الأسد ذي ايكونوميست عملية فجر الحرية القوات المعارضة ذی ایکونومیست

إقرأ أيضاً:

هكذا سخّر نظام الأسد الحواجز الأمنية لإرهاب السوريين وابتزازهم

للمرة الأولى منذ سنوات طويلة أصبح السوريون قادرين على التنقل في الشوارع والمدن بحرية ودون خوف، بعد أن كانت الحواجز العسكرية والأمنية المنتشرة في كل مكان بمثابة مصيدة للاعتقال والتعذيب أو محطة للابتزاز من قبل أجهزة أمن النظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.

ويقول عمر -وهو سائق سيارة أجرة- إن الآلاف كانوا يُعتقلون عند الحواجز الأمنية في مدينة دمشق لمجرد الاشتباه بهم، فضلا عن تعرّض آخرين لصنوف من الإذلال والإهانة أو الابتزاز المالي، إذ أحالت الأجهزة الأمنية في عهد الأسد هذه الحواجز إلى مصدر تكسّب لها على حساب جيوب المواطنين وأمنهم.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بعد أسبوعين من توليه الحكم.. ترامب يزج بأميركا في أزمة قضائية غير مسبوقةlist 2 of 2الأسير المحرر ياسر الشرباتي: هذا ما سلبه السجن مني وهذا ما انتزعته منهend of list

و"كانت الحواجز ونقاط التفتيش التابعة للنظام المخلوع تقطع أوصال مدينة دمشق وتفصلها عن بعضها، وتلاحق الناس في أرزاقهم ومصائرهم" كما أضاف عمر، شارحا لمراسل الجزيرة تامر الصمادي حجم المعاناة التي كان السوريون مجبرين على التعايش معها بسبب هذه الحواجز.

وفي دمشق وريفها فقط بلغ عدد الحواجز قرابة ألفي حاجز كانت موزعة في الأحياء الرئيسية وعلى الطرقات الحيوية.

أما الحواجز التي أقامها النظام المخلوع عند منطقة فرع فلسطين في دمشق فقد حفرت ذكريات مؤلمة في أذهان الكثير من السوريين، فلا تمر سيارة من الحاجز دون تفتيش، ومن كان حظه جيدا يخرج بعد ساعات من الاستجواب والتوقيف، أما الباقون فيكون الاعتقال مصيرهم وما يلحقه من شتى أصناف التعذيب والإذلال.

إعلان

وأمام مبنى المخابرات الذي يعرف بفرع فلسطين تنتشر العديد من الغرف التي اتخذتها العناصر الأمنية بين مكاتب للتفتيش والتحقيق وأخرى لاستخداماتها الخاصة.

ويروي شهود عيان لمراسل الجزيرة كيف كانت العناصر الأمنية تنتشر بكثرة في هذه المنطقة وتمنع الناس العاديين من الوجود فيها.

وتنوعت الحواجز العسكرية واستخداماتها في عهد النظام المخلوع من أجل التضييق على السوريين، ويقول عمر "الناس كانوا يتعرضون للابتزاز على الحواجز وأخذ الرشى" تماما مثلما كان يحدث على حاجز "الكبّاس"، والذي يستهدف جميع من يمر عبر الحاجز، خاصة القادمين من العراق أو من دول الخليج أو غيرها.

أما قيمة الرشوة فتختلف حسب طبيعة السيارة، فهل هي خاصة أم عامة، وحسب طبيعة "حمولتها" كما يؤكد عمر.

وعند أحد الحواجز المؤقتة أو الطيارة كما يسميها السوريون سُرقت حرية محمد مرجان وزوجته وطفله الذي كان عمره 40 يوما وابنته التي لم تتجاوز سنة وشهرين، ويستذكر مرجان أهوال ذلك اليوم الثقيل، ويقول للجزيرة إنه تعرض للضرب أمام زوجته وأطفاله دون أن يعرف السبب.

ويروي مرجان أن عناصر النظام المخلوع ضربوه بقطعة من دولاب السيارة على رأسه أمام زوجته وطفليه الصغيرين، وظل 410 أيام رهن الاعتقال هو وعائلته، وسط معاناة يومية.

وتعبيرا عن ألمه وغضبه من ممارسات النظام السابق مزّق مرجان ملصقات خاصة بإدارة المخابرات العامة في أحد الشوارع، وهو يقول "إدارة المخابرات العامة هذه التي هدمتني، ونحن لا نقبل بالسماح"، في إشارة إلى رفضه التسامح مع من تسبب له ولعائلته بهذا الكابوس المرعب.

ورغم اختفاء الحواجز بعد سقوط نظام الأسد فإن ذاكرة السوريين ما زالت تحمل وجعها، وتأمل أن تتم معاقبة من تسبب في إرهابهم وإذلالهم طوال السنوات الماضية.

وكانت الجزيرة عرضت تقريرا عن "حاجز الرعب" على الطريق الواصل بين الحدود السورية والأردنية باتجاه دمشق، والذي تحول اليوم بعد سقوط نظام الأسد إلى حاجز مختلف يُعامل فيه السوريون معاملة طبيعية وإنسانية.

إعلان

وانتقلت سوريا إلى مرحلة جديدة مع سقوط نظام بشار في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، وتعمل السلطات الجديدة على إزالة الحواجز العسكرية في عدد كبير من أحياء العاصمة دمشق وغيرها من المدن السورية بسبب عرقلتها تنقلات الناس.

مقالات مشابهة

  • حساب منسوب لنجل الأسد يروي اللحظات الأخيرة قبيل سقوط النظام
  • عن المعارضة والاصطفاف والمعارك الآمنة
  • الشرع: آلاف المتطوعين ينضمون إلى الجيش السوري الجديد بعد الإطاحة بـ"نظام الأسد"
  • الشرع: الآلاف من أبناء الوطن ينضمون للجيش السوري الجديد
  • معاناة مشتركة بين أبناء فلسطين والجولان على أطراف دمشق
  • على الغرب أن يرفع عقوبات سوريا الآن
  • هكذا سخّر نظام الأسد الحواجز الأمنية لإرهاب السوريين وابتزازهم
  • كيف ينظر الليبراليون لمخطط ترامب لتهجير الفلسطينيين؟.. الامبريالية "الشرسة" تهديد للمبادئ الليبرالية وللحضارة الإنسانية
  • تهديد أمريكي لرئيس عربي بمصير الأسد يفجر غضبا وجدلا واسعا
  • وكيل «عربية النواب»: عقوبات أمريكا على «الجنائية الدولية» تهديد للعدالة