أنقرة (زمان التركية) – قال وزير الداخلية التركي، علي يرليكايا، إنه ينصح السوريين الذين يريدون العودة فورا إلى محافظة حلب بعدم التسرع في اتخاذ قرار العودة إلى المدينة التي باتت تحت سيطرة جماعات المعارضة.

تعتبر التطورات الجديدة في سوريا خلال الأيام القليلة الماضية مهمة لتركيا من نواحٍ عديدة، وبالإضافة إلى ضمان أمن تركيا ومحاصرة القوات الكردية في المنطقة، فإن ما يحدث مهم أيضًا لوضع اللاجئين السوريين في تركيا.

قدم وزير الداخلية علي يرليكايا، خلال لقائه بممثلي وسائل الإعلام في اتحاد ناشري الأناضول، رسائل مهمة حول موضوعات مثل مكافحة الهجرة غير الشرعية.

وأوضح يرليكايا أنه يوجد في تركيا 2 مليون و938 ألف مهاجر نظامي في تركيا، مليون و247 ألف منهم من مدينة حلب، 189 ألفاً من إدلب و107 آلاف من دير الزور، وقد عاد 737 ألف مهاجرا سوريا منذ عام 2016،  المعدل الشهري للعائدين في عام 2024 هو 11 ألفًا.

وأضاف يرليكايا: “نحن نقول سوريا ملك للسوريين، إذا توفرت بيئة آمنة، فالجميع سيرغبون في العودة إلى أرضهم، أهل حلب أيضاً يريدون العودة إلى حلب”.

وأكد يرليكايا أنهم في الوقت الحالي، يقولون لمن يقول ”أريد أن أعود فوراً“ أن ينتظر الوقت المناسب”.

كما أشار يرليكايا إلى أنه لا يستطيع أن يعطي رقمًا بخصوص التوقعات لعودة المهاجرين، لكنه سيرتفع بمعدل كبير جدًا.

Tags: تركيادمشقسورياعودة السوريين إلى حلبمهاجرينهجرةيرليكايا

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: تركيا دمشق سوريا عودة السوريين إلى حلب مهاجرين هجرة يرليكايا

إقرأ أيضاً:

مخلفات الحرب تحصد الأرواح وتمنع السوريين من العودة لمنازلهم

دمشق- "خرجتُ حافية القدمين لا أعلم كيف أصل إلى فلذة كبدي بعد أن أخبرني زوجي أن ابني سليمان توفي بانفجار لغم من مخلفات الحرب"، تقول السيدة حميدة خليل، من بلدة قميناس جنوب إدلب، للجزيرة نت، وهي بجانب ولدها في أحد المشافي وقد تعرض لبتر بالفخذ جراء انفجار لغمين به أثناء عودته لأرضه بعد سنوات من التهجير.

تلقت حميدة الخبر، وكانت قد فقدت ابنا خلال الحرب السورية منذ 4 سنوات، وبوصولها لمكان الانفجار حاولت إخراج ابنها بنفسها، لكن مُنعت من ذلك وتولى أحد مختصي الفرق الهندسية نزع الألغام من حوله وأنقذه وهو مازال على قيد الحياة.

ودعت جميع الأمهات والشباب إلى تجنب العودة إلى المنازل والأراضي التي طُرد منها النظام المخلوع حتى لا يفقدوا حياتهم أو "يتعرضوا للبتر" كما حدث مع ابنها.

خريطة الألغام في سوريا (الجزيرة) منطقة خطر

من جانبه، قال سليمان خليل (21 عاما) المصاب للجزيرة نت "ذهبتُ إلى الأرض لقطف الزيتون ولم أعلم أني دخلت حقل ألغام، انفجر الأول في قدمي فبُترت، حاولت الزحف للخروج فانفجر الثاني وبتر ساقي، فخلعت بعض ملابسي وربطت رجلي لعلي أوقف نزيف الدم".

وأضاف "بعد نحو نصف ساعة، وصل أحد مختصي فرق الهندسة العسكرية ونزع أكثر من 20 لغما حتى استطاع الوصول لمكاني وإخراجي، ونقلتني فرق الدفاع المدني إلى إحدى المشافي في إدلب، قدر الله وما شاء فعل، بُترت رجلي كاملة من الفخذ".

تُعد المناطق، التي كانت خطوط تماس بين قوات النظام السابق وقوات المعارضة في أرياف إدلب وحلب وحماة واللاذقية، منطقة خطر على المدنيين الراغبين بالعودة إلى منازلهم وأراضيهم بعد تهجير امتد سنوات، بسبب كثرة الألغام المخفية فيها بكافة أنواعها.

الدفاع المدني يفجر ذخائر في بلدة كفرناها بريف حلب الغربي (الجزيرة)

ودعا محمد سامي المحمد، منسق برنامج إزالة مخلفات الحرب في الدفاع المدني السوري، في حديث للجزيرة نت، كافة المنظمات والفاعلين في هذا المجال إلى زيادة التنسيق للوصول إلى خطة واضحة للتخلص من جميع مخلفات الحرب بكافة أنواعها.

إعلان

بدوره، قال فيصل الحجي، عضو فرق الهندسة المختصة بنزع الألغام بإدارة العمليات العسكرية، للجزيرة نت، إنهم أصدروا تعميمات كثيرة للأهالي بعدم الاقتراب من الأراضي والمنازل لأن حجم الألغام المزروعة كبير، ولا يمكن إحصاؤها لأنها مخفية وتحتاج عملا كبيرا "ربما يمتد أشهرا للتخلص منها".

وأضاف أن الأدوات التي يستخدمونها لنزع الألغام المتنوعة مثل ألغام دبابات، وألغام وثاب، وألغام فردية، وموجهة، بسيطة وبدائية وأنهم بحاجة لأخرى حديثة ولفرق مختصة دولية تساعدهم بالتخلص من "آلة القتل هذه التي خلفها النظام البائد خلفه".

ألغام دبابة استخرجتها فرق إدارة العمليات العسكرية في إدلب (الجزيرة) هاجس كبير

تزداد أعداد الضحايا بشكل يومي جراء انفجار مخلفات الحرب وخاصة في مناطق ريف إدلب الجنوبي والشرقي، وسط مناشدات من الأهالي للسلطات المحلية والمجتمع الدولي للمساهمة في تأمين نزعها من أجل عودتهم إلى ديارهم، وترك خيام النزوح في ظل الفقر الذي يعيشونه خاصة بعد تجفيف الدعم الإنساني والطبي.

محمد الفهد (18 عاما)، من بلدة معر بليت بريف إدلب الجنوبي، فقد إحدى عينيه وتضررت الثانية بشكل كبير وبُترت ساقه بلغم أرضي أثناء عمله بقطف الزيتون ليعيل أسرته الفقيرة المكونة من 7 أفراد بعد وفاة والده، لكنه اليوم يحمل إعاقة دائمة تمنعه من العمل. ودعا الجهات المختصة إلى الإسراع بالتخلص من الألغام التي باتت "الهاجس الأكبر الذي يلاحق السوريين".

تحاول فرق الدفاع المدني جاهدة الاستجابة لبلاغات المواطنين من خلال تجميع الذخائر غير المنفجرة والتخلص منها، وخاصة في المنازل التي كانت قوات النظام المخلوع تتخذها مقرات عسكرية، أو بالمناطق التي تعرضت للقصف ولم تنفجر فيها الذخائر.

محمد طلفاح أكد تلقيهم بلاغات كثيرة من مواطنين حول وجود ذخائر وألغام (الجزيرة)

 

من جهته، أوضح محمد طلفاح قائد فريق إزالة الذخائر غير المنفجرة بالدفاع المدني السوري، للجزيرة نت، أن هذه الفرق تعمل على إزالة مخلفات الحرب في المناطق التي تعرضت لقصف سابق من قبل قوات النظام السابق أو الأماكن التي كانت توجد فيها مقراتهم العسكرية.

إعلان

وأضاف أنهم يتلقون بلاغات من المدنيين بعد عودتهم عن وجود ذخائر غير منفجرة فيقوم فريق الإزالة عبر مختصين بالكشف عن المكان وتجميع الذخائر بشكل تقني منظم، ومن ثم يحضر فريق خاص بالتخلص منها لتأمين المكان لعودة الأهالي إليه.

وحسب طلفاح، تختص فرق الدفاع المدني فقط بالذخائر، أما الكشف عن الألغام الكبيرة أو المنتشرة بكثرة في المناطق التي كان يسيطر عليها النظام السابق، فهي من اختصاص الفرق الهندسية المختصة. وخاطب المدنيين قائلا: "نهيب بهم توخي الحذر وعدم الاقتراب من المناطق الملوثة بالذخائر غير المنفجرة أو الألغام، وتجنب الاقتراب منها أو لمسها مهما كان نوعها وبالتبليغ عنها فورا".

مكان تحذير من وجود ذخائر غير منفجرة (الجزيرة) توصيات

بدوره، أفاد المختص فيصل الحجي بأن نزع الألغام بأنواعها هو من اختصاص الفرق الهندسية العسكرية المدربة من قبل إدارة العمليات العسكرية، ويحتاج حذرا كبيرا والعمل بهدوء "لأننا نعمل بأدوات بسيطة وبدائية ولا نملك كاسحات حديثة ولا أدوات كشف متطورة".

من ناحيتها، أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بيانا تضمن توصيات لمواجهة مشكل الألغام في سوريا، من بينها خرائط لأبرز أماكن انتشارها.

ألغام دبابة استخرجتها فرق إدارة العمليات العسكرية في إدلب (الجزيرة)

ووثقت الشبكة منذ بدء معركة ردع العدوان، في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، حتى 31 ديسمبر/كانون الأول ديسمبر من العام ذاته، مقتل 45 مدنيا، بينهم 6 أطفال و4 سيدات، جراء انفجار الألغام الأرضية.

وذكر البيان نفسه أنه منذ، مارس/آذار 2011 وحتى نهاية 2024، سجلت الشبكة مقتل ما لا يقل عن 3521 مدنيا نتيجة انفجار الألغام الأرضية، من بينهم 931 طفلا و362 سيدة، بالإضافة إلى 7 من كوادر الدفاع المدني، و8 من الكوادر الطبية، و9 من الكوادر الإعلامية.

إعلان

مقالات مشابهة

  • مخلفات الحرب تحصد الأرواح وتمنع السوريين من العودة لمنازلهم
  • وزير خارجية إيطاليا: نشجع العودة الآمنة لكل المواطنين السوريين
  • لماذا لم يعد معظم النازحين واللاجئين السوريين رغم سقوط الأسد؟
  • «مصطفى بكري» يوجه رسالة قوية لنتنياهو: أنتم دخلتم سوريا في غفلة وهذا لن يتكرر مع مصر
  • تركيا تكشف عدد السوريين العائدين إلى بلادهم منذ سقوط نظام الأسد
  • مشروع ‘اللاجئين الأوائل’ يساهم في عودة السوريين.. وتعليق عاجل من وزير الداخلية التركي
  • حلال الشهر الأخير.. ما عدد السوريين العائدين إلى بلادهم؟
  • فرحة عارمة ملأت قلوب السوريين العائدين إلى الوطن
  • العبرة في العودة.. وسام أبو علي يوجه رسالة إلى جماهير الأهلي
  • أصالة تكشف عن قصة مؤثرة من طفولتها وتوجه رسالة للسوريين