الأونروا: حصار إسرائيلي مميت على 60 ألف فلسطيني شمال غزة
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
قال كبير مديري التواصل بوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" جوناثان فاولر، إن 60 ألف فلسطيني في شمال قطاع غزة معزولون تماما ويحيط بهم الموت من كل جانب تحت الحصار الإسرائيلي المطبق.
وفي مقابلة مع الأناضول، تطرق فاولر إلى قضية إدخال المساعدات الإنسانية المتعثرة إلى شمال غزة والقطاع عموما الذي يتعرض لإبادة جماعية إسرائيلية منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وتواصل إسرائيل منع إيصال المساعدات الإنسانية إلى شمال قطاع غزة المحاصر منذ 62 يوما ويعيش فيه نحو 60 ألف فلسطيني، وفق فاولر.
وفي 5 أكتوبر الماضي اجتاح الجيش الإسرائيلي شمال القطاع، ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب باحتلال الشمال وتحويله إلى منطقة عازلة بعد تهجيرهم، تحت وطأة قصف دموي متواصل وحصار مشدد يمنع إدخال الغذاء والماء والأدوية.
** مساعدات ممنوعة
وأشار فاولر إلى أن قطاع غزة وصل إلى مستوى غير مسبوق من المأساة الشديدة والأزمة الإنسانية.
وقال: "أينما نظرتم هناك مؤشرات لكارثة بكل ما تعنيه الكلمة، هناك نقص في الدواء والغذاء ومياه الشرب".
وأضاف: "يبلغ عدد السكان بغزة حوالي 2 مليون شخص وهم يعتمدون بصورة كاملة على المساعدات الإنسانية من أجل بقائهم. هذه كارثة من صنع الإنسان وغير معقولة على الإطلاق أن تستمر هذا".
ومتحدثا عن انخفاض عدد شاحنات الإغاثة الإنسانية إلى قطاع غزة، أفاد فاولر بأن "75 شاحنة فقط تمكنت من دخول القطاع من جميع البوابات الحدودية في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي".
وذكّر بأن ما يقرب من 500 شاحنة مساعدات يجب أن تدخل غزة يوميا لتلبية الاحتياجات الأساسية للفلسطينيين بالقطاع، وهو رقم لم يتحقق مطلقا منذ 7 أكتوبر 2023.
** مركز المأساة
وأوضح المسؤول الأممي أن منظمته لم تتمكن من الوصول إلى شمال غزة الواقع تحت الحصار.
وقال: "ما زالت إسرائيل تمنعنا من دخول شمال غزة لمواصلة أعمال المساعدات الإنسانية، هناك حصار منذ 62 يوما تقريبا في شمال غزة ويعيش هناك 60 ألف فلسطيني".
وأضاف: "الناس هناك معزولون تماما، ليس لديهم طعام أو ماء، ولا حتى سيارات إسعاف أو خدمات مماثلة".
وأردف فاولر: "تُرك الناس ليواجهوا مصيرهم بأنفسهم. الموت يحيط بهم من كل جانب".
وحذر من "مخاطر متزايدة لسوء التغذية شمال غزة، فهذه النتيجة ليست مفاجئة بالنسبة لمنطقة لم يدخلها غذاء منذ 62 يوما".
وتابع: "الناس في هذه المنطقة المحاصرة سيموتون من الجوع. ماذا يمكنهم أن يفعلوا إذا لم يتمكنوا من الحصول على مواد الإغاثة؟ لا يوجد شيء للأكل أساسا".
وذكر أنهم يحاولون الوصول إلى المحتاجين في شمال غزة كل يوم، لكن إسرائيل لا تكف عن منعهم.
** قرار صعب
ولفت فاولر إلى أنهم اضطروا إلى وقف إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة من معبر كرم أبو سالم الحدودي مطلع ديسمبر/ كانون الأول الجاري، وذلك بسبب مشاكل تتعلق بأمن العمليات.
وشدد على ضرورة أن يكون عمال الإغاثة الإنسانية قادرين على العمل بأمان قدر الإمكان.
وحمّل المسؤول الأممي إسرائيل "مسؤولية حماية المساعدات الإنسانية من السرقة بعد دخولها إلى القطاع من المعابر".
وفي 11 أغسطس/ آب الماضي، نقلت صحيفة "هآرتس" العبرية عن مصادر في منظمات إغاثية دولية عاملة بغزة لم تسمها، قولها إن "الجيش الإسرائيلي يسمح لمسلحين بنهب شاحنات المساعدات بغزة وابتزاز أموال حماية من سائقيها".
وخلال 61 يوما من الإبادة الجماعية والتطهير العرقي شمال غزة، قتل وفقد أكثر من 3700 فلسطيني وأصيب حوالي 10 آلاف آخرين واعتقل 1750، وفق بيان صدر عن المكتب الإعلامي الحكومي في 2 ديسمبر الجاري.
وقال المكتب الحكومي في بيانه: "الاحتلال منع عمل طواقم الدفاع المدني في المحافظة، إضافة إلى تدميره للقطاعات الحيوية وعلى رأسها القطاع الصحي والمستشفيات، وتدمير شبكات المياه والصرف الصحي والبنية التحتية وشبكات الطرق والشوارع، ما فاقم من الأزمة الإنسانية بالمحافظة".
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 150 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: المساعدات الإنسانیة ألف فلسطینی قطاع غزة شمال غزة
إقرأ أيضاً:
دول خليجية ومصر والأردن تدين قطع إسرائيل الكهرباء عن قطاع غزة
دانت السعودية وقطر والكويت ومصر اليوم الثلاثاء قطع إسرائيل الكهرباء عن قطاع غزة، ودعت المجتمع الدولي للتحرك من أجل وقف "الانتهاكات" الإسرائيلية للقانون الإنساني الدولي.
كما حذّر الأردن من جهته من أن هذه الخطوة الإسرائيلية تهدد بـ"تفجير الأوضاع مجددا" في القطاع الفلسطيني، بعد الهدنة التي بدأت في 19 يناير/كانون الثاني بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية.
وقالت وزارة الخارجية السعودية -في بيان- إنها "تدين بأشد العبارات ممارسة سلطات الاحتلال الإسرائيلية أساليب العقاب الجماعي على الفلسطينيين في قطاع غزة".
كما ندّدت قطر، إحدى دول الوساطة في اتفاق الهدنة، بـ"انتهاك سافر للقانون الإنساني الدولي".
وطالبت السعودية المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات عاجلة لعودة الكهرباء وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة "بشكل فوري دون شرط أو قيد"، مجددة دعوتها لتفعيل آليات المحاسبة الدولية على هذه "الانتهاكات الخطيرة".
واعتبرت قطر أن "السياسات الإسرائيلية القائمة على حصار الفلسطينيين ومنع وصول المساعدات الإنسانية إليهم تهدف إلى فرض التجويع وتفجير الأوضاع في القطاع".
بدورها، قالت الخارجية المصرية -في بيان- إن مصر تؤكد "رفضها الكامل لسياسات العقاب الجماعي التي تنتهجها إسرائيل بما في ذلك تعليق دخول المساعدات الإنسانية الأمر الذي يؤدى إلى تأجيج الأوضاع بقطاع غزة".
إعلانوطالبت "المجتمع الدولي بتحمل مسئولياته واتخاذ ما يلزم من تدابير لوقف تلك الانتهاكات".
واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأردنية سفيان القضاة -في بيان- أن قطع الكهرباء "يُعد إمعانا واضحا في سياسة التجويع والحصار التي تفرضها إسرائيل على الفلسطينيين، وخصوصا مع استمرار وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع"، ما يعد "انتهاكا فاضحا لاتفاق وقف إطلاق النار، ويهدّد بتفجّر الأوضاع مجددًا في غزة".
ودعا المجتمع الدولي إلى "إلزام إسرائيل الاستمرار باتفاق وقف إطلاق النار وضمان تنفيذ مراحله كافة، وإعادة التيار الكهربائي في غزة، وفتح المعابر المخصّصة لإرسال المساعدات الإنسانية" الى القطاع.
كما استنكرت وزارة الخارجية الكويتية "ممارسات قوات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة وتطبيقها لسياسة العقاب الجماعي" ضد الفلسطينيين، مضيفة أن قطع الكهرباء "انتهاك لأبسط الحقوق ويخالف بشكل صارخ مبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".
وطالبت المجتمع الدولي، وخصوصا مجلس الأمن، بالتدخل الفوري من أجل "وقف انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، والكف عن سياسة التجويع والحرمان التي تنتهجها سلطات الاحتلال".
يشار إلى أن إسرائيل كانت قد قررت الأحد قطع الخط الوحيد الذي كان يمد قطاع غزة بالكهرباء، وذلك بعد أسبوع من قرارها منع دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى القطاع المدمر جراء 15 شهرا من الحرب.
ويغدي الخط الكهربائي محطة تحلية المياه الرئيسية في القطاع التي تخدم أكثر من 600 ألف شخص، ما حمل الأمم المتحدة على التحذير من "تداعيات خطيرة".
ويعول قسم من سكان غزة على الألواح الشمسية والمولدات للحصول على الكهرباء، خصوصا أن الوقود يدخل القطاع بكميات ضئيلة.
وتذكر هذه الخطوة بإعلان إسرائيل مع بداية الحرب، تشديد الحصار الذي كانت تفرضه على القطاع منذ سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عليه عام 2007. وقامت حينها بقطع الكهرباء عن القطاع ولم تعاود إمداده بها إلا في منتصف مارس/آذار 2024.
إعلان