رزان المبارك تدعو إلى دعم الحلول المتكاملة خلال COP16
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
أكدت سعادة رزان خليفة المبارك، رئيسة الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، على الترابط الوثيق بين التحديات البيئية العالمية، مشددة على أهمية تبني حلول متكاملة لمواجهتها.
جاء ذلك في كلمتها الرئيسية في الدورة السادسة عشرة لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي يُعقد في العاصمة السعودية الرياض.
كما شددت سعادتها، في كلمتها خلال افتتاح فعاليات يوم الأرض، على أن استصلاح الأراضي يُعد جوهر الجهود المبذولة لمكافحة تغير المناخ، وحماية التنوع البيولوجي، وتعزيز قدرة المجتمعات على التكيف، مشيرة إلى أن الأرض ليست مجرد مورد؛ إنها الأساس الذي نعتمد عليه، والمنصة التي يمكن من خلالها تنفيذ حلول جذرية لتحقيق مستقبل مستدام.
وأضافت أن الدورة السادسة عشرة لمؤتمر الدول الأطراف تمثل نقطة تحول مهمة، حيث تشهد إطلاق أول أجندة عمل تعكس التزام المجتمع الدولي بالانتقال من مرحلة الوعود إلى التنفيذ الفعلي.
وتمثل أجندة عمل مؤتمر الدول الأطراف السادس عشر خطوة مهمة نحو توحيد جهود مختلف الأطراف المعنية، بما في ذلك الحكومات، وقادة القطاع الخاص، والمجتمع المدني، والمجتمعات الأصلية، بهدف استصلاح الأراضي المتدهورة وتعزيز القدرة على الصمود، كما تسعى الأجندة إلى تنسيق الجهود بما يتماشى مع اتفاقيات ريو الثلاث، المتعلقة بالتنوع البيولوجي، وتغير المناخ، ومكافحة التصحر.
كما شددت رزان المبارك على أهمية الحلول المستندة إلى الطبيعة في مواجهة هذه الأزمات المترابطة، مؤكدة أن الحلول القائمة على الطبيعة تقدم خارطة طريق فعّالة لمعالجة تدهور الأراضي، وتعزيز تخزين الكربون، وحماية التنوع البيولوجي، بالإضافة إلى تحسين سبل العيش.
وسلطت الضوء على الدور الريادي الذي يلعبه الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة في تعزيز المعايير المعترف بها عالميًا للحلول القائمة على الطبيعة، مما يضمن شموليتها، وقابليتها للقياس، وفعاليتها.
وقد شاركت المبارك ضمن أعمال مؤتمر الدول الأطراف السادس عشر في سلسلة من الفعاليات رفيعة المستوى، ففي قمة المياه الواحدة، سلطت الضوء على الدور الحيوي للنظم البيئية واستصلاح الأراضي في تأمين موارد المياه، وفي كلمتها خلال مؤتمر النوع الاجتماعي، أكدت الدور الحاسم للمرأة في الإدارة المستدامة للأراضي واستصلاحها، داعية إلى تنفيذ سياسات تعزز المساواة بين الجنسين وحقوق المرأة في الأراضي، فيما أدارت جلسة نقاشية حول تعزيز أوجه الربط بين اتفاقيات ريو، حيث استعرض المشاركون مسارات قابلة للتنفيذ لتحقيق الأهداف العالمية بشكل متكامل.
وفي حديثها عن أهمية مؤتمر الدول الأطراف السادس عشر، أكدت المبارك: “أن هذا المؤتمر ليس نهاية المطاف، بل هو جسر يربطنا بالمستقبل. من الرياض إلى بيليم، دعونا نغتنم هذا الزخم لتعميق التزامنا الجماعي، وتسريع خطواتنا، وتنظيم جهودنا. معًا، يمكننا استصلاح أراضينا، وحماية كوكبنا، وضمان مستقبل مستدام للأجيال القادمة.”وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: مؤتمر الدول الأطراف
إقرأ أيضاً:
شجرة في غامبيا تتحول لوجهة سياحية لعشاق الطبيعة والتصوير
في حي لاتريكوندا جيرمان بمنطقة سيريكوندا الواقعة جنوب غربي العاصمة الغامبية بانجول تقف شجرة الكابوك الضخمة -التي يطلق عليها السكان المحليون اسم "الشجرة الكبرى"- شاهدا على عراقة الطبيعة وصمودها عبر الزمن.
يبلغ طول هذه الشجرة المعمرة 30 مترا، وتتميز بساق عريضة وضخمة، مما يجعلها واحدة من أكبر مصادر الظل الطبيعية في المنطقة.
وتحظى هذه الشجرة بمكانة خاصة في الثقافة المحلية، إذ يعتقد السكان أنها مقدسة، ويتّبع البعض تقاليد قديمة تتضمن التوجه إليها بالدعاء والتبرك.
رمز للمقاومة في وجه التوسع العمرانيووفقا لخبراء، كانت أشجار الكابوك منتشرة في غابات غرب أفريقيا الاستوائية، لكنها تضاءلت بسبب التوسع العمراني، ومع ذلك ظلت الشجرة الكبرى صامدة، لتصبح رمزا للهوية المحلية وشاهدا على قرون من التاريخ.
ويشير مؤرخون محليون إلى أن عمر الشجرة يتراوح بين 200 و300 عام، وأنها لعبت في الماضي دورا اجتماعيا وثقافيا مهما، إذ كانت ظلالها مكانا لاجتماع شيوخ القرى واتخاذ القرارات المهمة.
ملتقى للتجار والمسافرينوتقول روايات شعبية إن التجار والمسافرين اعتادوا الاحتماء في ظل الشجرة خلال رحلاتهم، إذ شكّلت على الدوام محطة استراحة على الطرق التجارية القديمة.
إعلانواليوم، لا تزال الشجرة الكبرى مركزا للحياة اليومية، إذ تحيط بها أسواق صغيرة لبيع الفواكه الاستوائية مثل الموز والمانغو والبطيخ، وتعد محطة استراحة للمارة والسائقين.
وبالإضافة إلى كونها موقعا تجاريا تعد الشجرة الكبرى رمزا ثقافيا يحمل أهمية روحية في معتقدات بعض المجتمعات المحلية، مثل الماندنغ والولوف والفولاني.
ويؤمن البعض بأن هذه الشجرة تحتضن أرواح الأجداد، وأن جذورها العميقة توفر ملجأ روحيا، في حين يأتيها آخرون للتضرع بالدعاء وطلب الأمن والرخاء، تاركين تحت ظلالها نذورهم.
وبفضل حجمها الضخم وأهميتها الثقافية تحولت الشجرة الكبرى إلى وجهة جذابة للسياح، خاصة عشاق الطبيعة والمصورين الذين يقصدون "لاتريكوندا جيرمان" لالتقاط صور للشجرة المهيبة التي لا تزال تتحدى الزمن وتحمل أسرار الأجيال الغابرة.