العصائب الحمراء بمواجهة النمر من يحسم معارك سوريا؟
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
بموازاة المعارك المحتدمة الجارية على الأرض منذ أيام بين قوات المعارضة السورية والجيش السوري والمليشيات الموالية له، يكثر الحديث عن قوات "العصائب الحمراء" و"قوات النمر" ككلمتي سر في حسم المواجهة المستمرة خاصة في محيط مدينة حماة الإستراتيجية وسط البلاد.
وتستمر المعارضة السورية في هجومها المفاجئ وغير المسبوق في شمال غرب البلاد، حيث حققت خلال أسبوع تقدما كبيرا أكسبها معظم مدينة حلب ثاني أكبر مدن البلاد وعاصمتها الاقتصادية، واستكملت السيطرة على محافظة إدلب المجاورة كما توغلت في حماة وسيطرت على مناطق ومدن مهمة في محيطها وباتت على تخوم المدينة.
وكانت المعارضة المسلحة أعلنت الأربعاء الماضي بدء ما سمتها "معركة ردع العدوان"، وقال حسن عبد الغني الناطق باسم غرفة عمليات الفتح المبين -التي تشمل هيئة تحرير الشام والجبهة الوطنية للتحرير وفصائل أخرى- إن الهدف من العملية توجيه "ضربة استباقية" لحشود قوات النظام التي تهدد المواقع التي تسيطر عليها المعارضة.
وخلال اليومين الماضيين تركزت المعارك في محيط مدينة حماة وعلى أطرافها، مع اشتباكات ضارية بين القوات المهاجمة والجيش السوري الذي يحاول صد التقدم بعد استحضار تعزيزات من باقي المناطق السورية وتجميع قواته المنسحبة من حلب على مشارفها.
إعلانوبرز خلال معارك حماة اسمان هما قوات "العصائب الحمراء" و"قوات النمر" لتتصدرا المشهد وليتبادل طرفا الصراع تداول الروايات والأنباء عن "انتصاراتهما" فمن هي تلك القوات:
العصائب الحمراءوهي قوات النخبة لدى هيئة تحرير الشام وقوامها المئات من عناصرها الذين يطلق عليهم اسم الانغماسيين وتعد القوة الضاربة التي تقتحم في المعارك الكبيرة وليس في قاموسها كلمة الانسحاب، وفق ما تداول قياديون تابعون لغرفة الفتح المبين ونشطاء سوريين.
ويميز هذا التشكيل تدريب عال لمقاتليه وزي عسكري موحد يرتدونه إضافة إلى عصائب حمراء على رؤوسهم وظهر هؤلاء المقاتلون لأول مرة خلال السنوات الماضية في مقاطع فيديو أصدرتها هيئة تحرير الشام تصور عمليات خاصة واقتحامات ضد قوات النظام.
وتفيد المعلومات المتوفرة إلى أن هيئة تحرير الشام أسست هذه القوة عام 2018 وأسندت إليها عددا من المهام خلف خطوط العدو.
وتشير حسابات داعمة لهجوم المعارضة السورية المستمر على حماة إلى أن تشكيل العصائب الحمراء هو من يقود المعارك مع كتائب المسيرات شاهين باتجاه اقتحام المدينة ويعول عليها عمل اختراقات في تحصينات النظام.
وتتداول منذ الأمس منصات التواصل أنباء عن عملية نوعية نفذها مقاتلو الجماعة على محور خطاب شمال مدينة حماة كبدت النظام 50 قتيلا وهو ما أكده الناطق باسم غرفة عمليات الفتح المبين حسن عبد الغني في منشور على حسابه على منصة إكس.
عااااااجل#العصائب_الحمراء القوة الضاربة التي تقتحم في المعارك الكبيرة وليس في قاموسها كلمة الانسحاب
وقد دخلت الآن مدينة حماة.
*#إدارة_العمليات_العسكرية*
*#ردع_العدوان*#سوريا_تتحرر #حماة_تتحرر #قادمون_يادمشق pic.twitter.com/0uEgQrpnwG
— سوريا تتحرر (@Appropriatetar) December 4, 2024
قوات النمرعلى الطرف المقابل، يتداول المؤيدون لنظام الأسد أنباء عما يعرف "بقوات النمر" التي تنتمي للقوات الخاصة في الجيش السوري ويقودها اللواء سهيل الحسن ويوصف برجل بشار الأسد المفضل وهو مدعوم من روسيا حيث كان الضابط الوحيد الذي رافق الأسد حين التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قاعدة حميميم الجوية نهاية عام 2017. وكان مرتديا بزة عسكرية تابعة للقيادات العسكرية الروسية.
إعلانومع ما وصف بحالة الانهيار التي شهدتها قوات الأسد خلال هجوم المعارضة وخاصة في حلب حيث خسرت خلال ساعات معظم مساحة المدينة ومطارها المدني و4 مطارات عسكرية، وزحف مقاتلي المعارضة باتجاه حماة، انتشرت على مواقع التواصل الداعمة للنظام أنباء عن وصول سهيل الحسن الملقب "بالنمر" إلى محيط حماة لصد الهجوم باتجاه المدينة.
وحرصت منصات إعلامية تابعة للنظام السوري على نشر ما قالت إنها صور "للنمر" لدى وصوله إلى مشارف حماة وذلك لرفع معنويات الجنود والمؤيدين.
وظهر سهيل الحسن في أحدث صور له قبل يومين وعلى يده اليسرى ضمادة وذلك بعد إعلان غرفة عمليات "ردع العدوان" بأنها استهدفته بمسيرة من طراز شاهين مع قادة آخرين خلال اجتماع لقادة الجيش السوري على مشارف مدينة حماة، مما أدى إلى إصابته بجروح.
صورة جديدة للمجرم سهيل الحسن ليلة أمس في حماة
طهر بيد مصابه بعد استهدافه بمسيرة شاهين. pic.twitter.com/PbTcUhhzmT
— عمر مدنيه (@Omar_Madaniah) December 4, 2024
وينسب إلى سهيل الحسن ابتكار فكرة استخدام البراميل المتفجرة التي قتلت آلاف المدنيين في مختلف المناطق السورية، كما هو متهم والفصيل الذي يقوده بارتكاب جرائم حرب خلال سنوات الصراع مما جعله على قوائم العقوبات الأميركية والأوروبية.
وحرص الجيش السوري ومؤيدوه على ربط اسم سهيل الحسن وقوات "النمر" التي يقودها بما يعتبرونها انتصارات عسكرية على امتداد الجغرافيا السورية، لا سيما في اللاذقية وحلب وحمص والبادية وإدلب والغوطة الشرقية.
وارتبط اسم الحسن بمعظم المجازر والأحداث الكبرى التي ارتكبت في مناطق مختلفة من سوريا، أبرزها تهجير كامل سكان مدينة حلب الشرقية عام 2016 ومجزرة الكيماوي في الغوطة الشرقية لدمشق التي راح ضحيتها أكثر من 1400 قتيل من المدنيين، بحسب مصادر المعارضة.
إعلانكما يعرف الحسن باتباع سياسة الأرض المحروقة لاستعادة المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، واعتمد فيها على فائض القوة الجوية قبل أي تدخل بري.
وولد سهيل الحسن عام 1970 في إحدى قرى مدينة جبلة على الساحل السوري، وهو من أبناء الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد ولم يكن معروفا قبل اندلاع الصراع في سوريا عام 2011.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات هیئة تحریر الشام مدینة حماة
إقرأ أيضاً:
"السماء الحمراء".. الحرائق تحاصر مدينة أميركية والسكان يفرون
صدرت أوامر وتحذيرات لإجلاء آلاف السكان جنوبي كاليفورنيا، الثلاثاء، بينما كافح رجال الأطفاء حريق غابات حركته الرياح في ماليبو نشب قرب القصور المطلة على المحيط وجامعة بيبرداين.
وشاهد الطلاب ألسنة اللهب وهي تنتشر لأسفل التلال، لتحيل لون سماء مدينة ماليبو إلى الأحمر الداكن.
وقال أنتوني سي مارون رئيس إدارة إطفاء مقاطعة لوس أنجلوس، إن "عددا قليلا" من المنازل احترق، لكن لم تتسن معرفة العدد بالتحديد على الفور.
وشهد مصور وكالة "أسوشيتد برس" محاصرة ألسنة اللهب لمنزل واحد على الأقل.
وهددت الحرائق أكثر من 8100 منزل ومبنى آخر، بما في ذلك نحو ألفي منزل صدرت أوامر لسكانها بالإجلاء.
وتم تحذير 6 آلاف شخص آخر كي يستعدوا للإجلاء في أي لحظة، لدى تلقي إشعار حيث تهب رياح من مدينة سانتا آنا بسرعة تصل إلى 64 كيلومترا، وجعلت انتشار الحريق في اتجاهات متعددة.
وتعامل رجال الأطفال مع حريق الغابات، الثلاثاء.
ولم يتضح على الفور كيف بدأ الحريق، الذي يطلق عليه "حريق فراكلين"، لكن مسؤولي إدارة مكافحة الحرائق في مقاطعة لوس أنجلوس قدروا أن الحريق أتي على ما لايقل عن 100 فدان (40 هيكتار)، كما يهدد مباني عدة.
وقال مكتب لوس أنجلوس التابع لهيئة الأرصاد الوطنية، إنه من المتوقع أن تزداد سرعة رياح شمال إلى شمال شرق من 30 إلى 40 ميلا (48 إلى 64 كيلومترا) في الساعة، وأن تصل سرعة الزوابع إلى 65 ميلا (105 كيلومترات) في الساعة.
وأصدر المكتب تحذيرا باللون الأحمر من خطورة وقوع حرائق كبيرة، في ظل "وضع خطير نادر الحدوث".
وأصدرت إدارة مكافحة الحرائق أمرا إلزاميا بالإجلاء للسكان الذين يعيشون شرق طريق ماليبو كانيون وجنوب طريق بيوما، وقال مسؤولو جامعة بيبرداين إنهم يراقبون الوضع.