السيسي يؤسس حزبا جديدا باقتراح إماراتي!!
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
لم يعد خافيا على أحد، ما استحوذت عليه دولة الإمارات من مواقع استراتيجية مصرية، سواء على المستوى الاقتصادي، أو مستوى العلاقة مع نظام السيسي، وقد ساهمت بشكل كبير في الانقلاب العسكري في الثالث من يوليو، داعمة له، وللسيسي نفسه، وبدا واضحا المشورة التي تصل لمستويات مهمة في الدولة، كما بدا من تصريح الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حين صرح قبل ترشح السيسي، أنه يفضل ألا يترشح، ويترشح شخص آخر، ثم عدل عن التصريح، بأن الأمر متروك لأهل مصر.
اعتبرت الإمارات حالة مصر في الانقلاب حالة نجاح لها، لم يصل نجاحها في أي مكان آخر، مثلما وصل إليه في مصر، واعتبرت شريكا استراتيجيا لهذا النظام، بدا ذلك في عدة أمور، ليست فقط فيما ذكرناه من شراء جزر، وشركات، ومؤسسات، بل وصل إلى سد الثغرات الأمنية لهذا النظام، فقد حدثني أحد ممن خرجوا من السجون منذ فترة، أنه وغيره لاحظوا أن مستوى الأداء الأمني لضباط الأمن الوطني، بات ضعيفا، وضحلا، ليس كما كان معروفا عنهم، لمن تعامل معهم في عهد مبارك، وفي عهد السيسي، وأن الذي يعالج هذا الضعف أمران: المعلومات التي تمدهم بها بعض السفارات الأجنبية في القاهرة، والأجهزة المتطورة التي تمدهم بها دولة الإمارات.
لكن مع توسع النفوذ الإماراتي الاقتصادي في مصر، بات مع تمثيله حالة نجاح، يمثل حالة قلق، فرأس المال جبان، كما هو معلوم، والاستقرار جزء من هذا الأمان، وما حدث لنظام السيسي أنه لم يحقق هذا الأمان حتى الآن، فلا تزال المخاوف من حدوث انقلاب على الانقلاب من داخل المنظومة، أو أحداث مفاجئة لا يعلم توقيتها ولا توجهها أحد، كل ذلك وارد، وليس مستبعدا.
إن نظاما كان أول ما قام به إغلاق المنابر، وقتل المعتصمين سلميا، وقتل ناشطين سياسيين لا ينتمون للتيار الإسلامي رفعوا الورود، فقتلوا منهم سيدة، في أشهر شوارع القاهرة، لا تزال هذه المشاهد ماثلة في عقل وفكر الناشط السياسي المصري، ومن ينظر لصفحات الكثيرين منهم داخل مصر، يدرك ذلك جيدا.ولأن تملكك لأماكن في بلد كبير كمصر، ليس عامل أمان دائم لك ولها، وهو ما يذكرنا بما كان يشكو منه الإماراتيون أنفسهم في عهد الشيخ زايد، حيث رأوا الأجانب يتملكون في الإمارات عقارات وغيرها، والأجانب هنا لفظ يطلق على كل من ليس إماراتي الجنسية، حتى لو كان عربيا، فقال لهم الشيخ زايد كلمته المشهورة: هل سيحمل عمارته فوق ظهره، عند مغادرته الإمارات؟! أي: أن ما يبنيه مآله إلى أهل المكان، إذا لم يكن مقيما عليه برضا أهله، ودوام حسن العلاقة معهم.
حرص الكفلاء لنظام السيسي في السنوات الأخيرة، على السعي لبعض التنفيس، بعد ما رأوا أن التضييق الخانق على الجميع، قد يودي إلى تغيرات غير محسوبة، أو غير متوقعة، فقد ذكرت في مقال سابق لي أنه منذ شهور مضت اقترحت المخابرات على السيسي الإفراج عن خمسة آلاف معتقل، وعن شخصيتين من الإسلام السياسي، ووافق بالفعل، ولكن الأمن الوطني تعلل بأنه غير مسؤول عما يحدث إذا خرجوا، فبدا ذلك تخويفا من الخطوة، والتي نتج عنها الإلغاء، أو التأجيل إلى أجل غير مسمى.
كان الاقتراح الثاني، نسب أيضا للإمارات، بأنه لا بد من التفكير في إنشاء حزب سياسي جديد، ومحاولة فتح باب ضئيل من المجال العام للتنفيس، لا يعطي حرية كما كانت من قبل، سواء على عهد مبارك في أوله أو آخره، ولكنه تنفيس بدرجة محسوبة جدا، وتكون تحت السيطرة، ومن أحد وسائله: إطلاق حزب جديد.
التجريف الذي تم في عهد السيسي، وتكميم الأفواه، وملء السجون بمعتقلي الرأي، جعل الناس تسخر من إعلان الحزب الجديد، فالخبر خرج بهذه الصيغة: (استعدادا لانتخابات 2025.. حزب جديد يضم أكبر السياسيين والمشاهير بمصر).وهو ما رأيناه يتم الإعلان عنه، بحزب جديد، لكن الوجوه ليست جديدة، وليست ذات خبرة سياسية معتبرة، ولا ثقل سياسي يشعر المواطن بأن تغييرا حدث، حتى لو كانت لدى السلطة رغبة في ذلك، سواء رغبة ذاتية، أو اقتراح حريص من الكفلاء، فلم تعد الحالة المصرية تستطيع إنتاج شخصيات تحقق المطلوب، فالحالة السياسية والحزبية في مصر منتهية من أول يوم جاء فيه الانقلاب، فإن نظاما كان أول ما قام به إغلاق المنابر، وقتل المعتصمين سلميا، وقتل ناشطين سياسيين لا ينتمون للتيار الإسلامي رفعوا الورود، فقتلوا منهم سيدة، في أشهر شوارع القاهرة، لا تزال هذه المشاهد ماثلة في عقل وفكر الناشط السياسي المصري، ومن ينظر لصفحات الكثيرين منهم داخل مصر، يدرك ذلك جيدا.
فعلى عهد مبارك، وجد الحزب الوطني، والذي امتلأ برجال السلطة، وسيطر عليه رجال الدولة من أهل السياسة، ومع ذلك وجد في هذا الحزب المكروه من المصريين، من يدخله بنية خدمة الناس، وبدت قناعة لدى كثير منهم، أن الخدمة الشعبية تقتضي التحالف مع السلطة في الانضمام للحزب الوطني، ولو بالحصول على بطاقة العضوية فقط، والعمل من خلال مؤسساته الشعبية، دون أن يتورط في فسادها.
لكن التجريف الذي تم في عهد السيسي، وتكميم الأفواه، وملء السجون بمعتقلي الرأي، جعل الناس تسخر من إعلان الحزب الجديد، فالخبر خرج بهذه الصيغة: (استعدادا لانتخابات 2025.. حزب جديد يضم أكبر السياسيين والمشاهير بمصر). لتنطلق أسئلة ساخرة: هل هناك انتخابات ليتم الاستعداد لها؟ إذ إن المعروف أن كل المجالات في مصر باتت بالتعيين، والانتخابات الشكلية التي تحدث، تدار من أولها لآخرها بناء على ترشيحات وإدارة الأمن الوطني لها. وحزب جديد، وهل هناك أحزاب وحياة حزبية في مصر، حتى ينطلق حزب جديد؟! وهل الجديد هنا في الاسم أم الشخصيات، فلا جديد يتوقع في البرامج أو الرؤى أو الطرح.
ومن يتابع صفحات البقية الباقية من الكتاب وأصحاب الرأي السياسي والفكري في مصر ممن لم تضمهم زنازينه إلى حين، يدرك إلى أي مدى وصل اليأس من أي محاولة ترقيع لإصلاح ولو شكلي لهذا النظام، ولو أطلق مئات الأحزاب، إذ لا قيمة لكثرة اللافتات ما دام المنتج واحدا!
[email protected]
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه مصرية حزب جديد السياسة الرأي مصر سياسة رأي حزب جديد مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب جدید فی مصر فی عهد
إقرأ أيضاً:
"ميتا" تطرح منافسا جديدا لـchatGPT
الاقتصاد نيوز - متابعة
كشفت شركة ميتا، خلال مؤتمر LlamaCon الذي عُقد أمس الثلاثاء، عن تطبيق الذكاء الاصطناعي المستقل الجديد beta ai، الذي يتيح للمستخدمين التفاعل مع مساعدها الذكي عبر واجهة مُخصصة، على غرار تطبيق ChatGPT وغيره من تطبيقات الذكاء الاصطناعي الأخرى.
ويأتي إطلاق هذا التطبيق بعد إدماج المساعد الذكي “Meta AI” في عدد من خدمات الشركة الأساسية، مثل واتساب وإنستاغرام وفيسبوك وماسنجر، في خطوة تهدف إلى تعزيز حضور الشركة في سباق تطبيقات الذكاء الاصطناعي الشخصية.
وتسعى ميتا إلى التميّز عن منافسيها مثل OpenAI وأنثروبيك من خلال الاستفادة من الكمّ الضخم من البيانات التي جمعتها على مدى سنوات من مستخدمي منصاتها، ومنها معلومات الحسابات والأنشطة والتفاعلات الاجتماعية.
وأوضحت الشركة في بيان رسمي أن التطبيق الجديد قادر على تقديم ردود مُخصصة تستند إلى “المعلومات التي سبق للمستخدم أن اختار مشاركتها عبر منتجات ميتا”.
وسيكون هذا المستوى من التخصيص متاحًا حاليًا للمستخدمين في الولايات المتحدة وكندا، مع إمكانية التوسّع مستقبلًا، كما يُمكن للمستخدمين إبلاغ التطبيق بمعلومات إضافية يريدون منه تذكرها، حتى يأخذها المساعد الذكي بالحسبان عند تقديم الاقتراحات لاحقًا.
ومع وعود ميتا بتجربة شخصية أكثر ذكاءً، ينصح الخبراء بضرورة إدراك المستخدمين كيفية استخدام الشركة هذه البيانات، خاصةً أن الإعلانات المُستهدفة تُعد المصدر الرئيسي لإيرادات ميتا.
ويضم التطبيق أيضًا قسمًا جديدًا يحمل اسم “اكتشف Discover”، وهو يُتيح للمستخدمين مشاركة استخداماتهم الذكاء الاصطناعي مع أصدقائهم، مثل طلب وصف شخص بثلاثة رموز تعبيرية، ثم نشر ذلك عبر تطبيقات ميتا الاجتماعية، إذا رغب المستخدمون في ذلك.
وتقول ميتا إن هذا القسم قد يُسهم في نشر بعض الموضوعات الرائجة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي التوليدي، على غرار صيحة تحويل الصور بأسلوب “ستوديو غيبلي”.
ويمكن للمستخدمين الآن تحميل تطبيق Meta AI مجانًا من متجري جوجل بلاي وآب ستور.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام