عربي21:
2025-01-11@08:56:59 GMT

السيسي يؤسس حزبا جديدا باقتراح إماراتي!!

تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT

لم يعد خافيا على أحد، ما استحوذت عليه دولة الإمارات من مواقع استراتيجية مصرية، سواء على المستوى الاقتصادي، أو مستوى العلاقة مع نظام السيسي، وقد ساهمت بشكل كبير في الانقلاب العسكري في الثالث من يوليو، داعمة له، وللسيسي نفسه، وبدا واضحا المشورة التي تصل لمستويات مهمة في الدولة، كما بدا من تصريح الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حين صرح قبل ترشح السيسي، أنه يفضل ألا يترشح، ويترشح شخص آخر، ثم عدل عن التصريح، بأن الأمر متروك لأهل مصر.



اعتبرت الإمارات حالة مصر في الانقلاب حالة نجاح لها، لم يصل نجاحها في أي مكان آخر، مثلما وصل إليه في مصر، واعتبرت شريكا استراتيجيا لهذا النظام، بدا ذلك في عدة أمور، ليست فقط فيما ذكرناه من شراء جزر، وشركات، ومؤسسات، بل وصل إلى سد الثغرات الأمنية لهذا النظام، فقد حدثني أحد ممن خرجوا من السجون منذ فترة، أنه وغيره لاحظوا أن مستوى الأداء الأمني لضباط الأمن الوطني، بات ضعيفا، وضحلا، ليس كما كان معروفا عنهم، لمن تعامل معهم في عهد مبارك، وفي عهد السيسي، وأن الذي يعالج هذا الضعف أمران: المعلومات التي تمدهم بها بعض السفارات الأجنبية في القاهرة، والأجهزة المتطورة التي تمدهم بها دولة الإمارات.

لكن مع توسع النفوذ الإماراتي الاقتصادي في مصر، بات مع تمثيله حالة نجاح، يمثل حالة قلق، فرأس المال جبان، كما هو معلوم، والاستقرار جزء من هذا الأمان، وما حدث لنظام السيسي أنه لم يحقق هذا الأمان حتى الآن، فلا تزال المخاوف من حدوث انقلاب على الانقلاب من داخل المنظومة، أو أحداث مفاجئة لا يعلم توقيتها ولا توجهها أحد، كل ذلك وارد، وليس مستبعدا.

إن نظاما كان أول ما قام به إغلاق المنابر، وقتل المعتصمين سلميا، وقتل ناشطين سياسيين لا ينتمون للتيار الإسلامي رفعوا الورود، فقتلوا منهم سيدة، في أشهر شوارع القاهرة، لا تزال هذه المشاهد ماثلة في عقل وفكر الناشط السياسي المصري، ومن ينظر لصفحات الكثيرين منهم داخل مصر، يدرك ذلك جيدا.ولأن تملكك لأماكن في بلد كبير كمصر، ليس عامل أمان دائم لك ولها، وهو ما يذكرنا بما كان يشكو منه الإماراتيون أنفسهم في عهد الشيخ زايد، حيث رأوا الأجانب يتملكون في الإمارات عقارات وغيرها، والأجانب هنا لفظ يطلق على كل من ليس إماراتي الجنسية، حتى لو كان عربيا، فقال لهم الشيخ زايد كلمته المشهورة: هل سيحمل عمارته فوق ظهره، عند مغادرته الإمارات؟! أي: أن ما يبنيه مآله إلى أهل المكان، إذا لم يكن مقيما عليه برضا أهله، ودوام حسن العلاقة معهم.

حرص الكفلاء لنظام السيسي في السنوات الأخيرة، على السعي لبعض التنفيس، بعد ما رأوا أن التضييق الخانق على الجميع، قد يودي إلى تغيرات غير محسوبة، أو غير متوقعة، فقد ذكرت في مقال سابق لي أنه منذ شهور مضت اقترحت المخابرات على السيسي الإفراج عن خمسة آلاف معتقل، وعن شخصيتين من الإسلام السياسي، ووافق بالفعل، ولكن الأمن الوطني تعلل بأنه غير مسؤول عما يحدث إذا خرجوا، فبدا ذلك تخويفا من الخطوة، والتي نتج عنها الإلغاء، أو التأجيل إلى أجل غير مسمى.

كان الاقتراح الثاني، نسب أيضا للإمارات، بأنه لا بد من التفكير في إنشاء حزب سياسي جديد، ومحاولة فتح باب ضئيل من المجال العام للتنفيس، لا يعطي حرية كما كانت من قبل، سواء على عهد مبارك في أوله أو آخره، ولكنه تنفيس بدرجة محسوبة جدا، وتكون تحت السيطرة، ومن أحد وسائله: إطلاق حزب جديد.

التجريف الذي تم في عهد السيسي، وتكميم الأفواه، وملء السجون بمعتقلي الرأي، جعل الناس تسخر من إعلان الحزب الجديد، فالخبر خرج بهذه الصيغة: (استعدادا لانتخابات 2025.. حزب جديد يضم أكبر السياسيين والمشاهير بمصر).وهو ما رأيناه يتم الإعلان عنه، بحزب جديد، لكن الوجوه ليست جديدة، وليست ذات خبرة سياسية معتبرة، ولا ثقل سياسي يشعر المواطن بأن تغييرا حدث، حتى لو كانت لدى السلطة رغبة في ذلك، سواء رغبة ذاتية، أو اقتراح حريص من الكفلاء، فلم تعد الحالة المصرية تستطيع إنتاج شخصيات تحقق المطلوب، فالحالة السياسية والحزبية في مصر منتهية من أول يوم جاء فيه الانقلاب، فإن نظاما كان أول ما قام به إغلاق المنابر، وقتل المعتصمين سلميا، وقتل ناشطين سياسيين لا ينتمون للتيار الإسلامي رفعوا الورود، فقتلوا منهم سيدة، في أشهر شوارع القاهرة، لا تزال هذه المشاهد ماثلة في عقل وفكر الناشط السياسي المصري، ومن ينظر لصفحات الكثيرين منهم داخل مصر، يدرك ذلك جيدا.

فعلى عهد مبارك، وجد الحزب الوطني، والذي امتلأ برجال السلطة، وسيطر عليه رجال الدولة من أهل السياسة، ومع ذلك وجد في هذا الحزب المكروه من المصريين، من يدخله بنية خدمة الناس، وبدت قناعة لدى كثير منهم، أن الخدمة الشعبية تقتضي التحالف مع السلطة في الانضمام للحزب الوطني، ولو بالحصول على بطاقة العضوية فقط، والعمل من خلال مؤسساته الشعبية، دون أن يتورط في فسادها.

لكن التجريف الذي تم في عهد السيسي، وتكميم الأفواه، وملء السجون بمعتقلي الرأي، جعل الناس تسخر من إعلان الحزب الجديد، فالخبر خرج بهذه الصيغة: (استعدادا لانتخابات 2025.. حزب جديد يضم أكبر السياسيين والمشاهير بمصر). لتنطلق أسئلة ساخرة: هل هناك انتخابات ليتم الاستعداد لها؟ إذ إن المعروف أن كل المجالات في مصر باتت بالتعيين، والانتخابات الشكلية التي تحدث، تدار من أولها لآخرها بناء على ترشيحات وإدارة الأمن الوطني لها. وحزب جديد، وهل هناك أحزاب وحياة حزبية في مصر، حتى ينطلق حزب جديد؟! وهل الجديد هنا في الاسم أم الشخصيات، فلا جديد يتوقع في البرامج أو الرؤى أو الطرح.

ومن يتابع صفحات البقية الباقية من الكتاب وأصحاب الرأي السياسي والفكري في مصر ممن لم تضمهم زنازينه إلى حين، يدرك إلى أي مدى وصل اليأس من أي محاولة ترقيع لإصلاح ولو شكلي لهذا النظام، ولو أطلق مئات الأحزاب، إذ لا قيمة لكثرة اللافتات ما دام المنتج واحدا!

[email protected]

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه مصرية حزب جديد السياسة الرأي مصر سياسة رأي حزب جديد مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب جدید فی مصر فی عهد

إقرأ أيضاً:

دولة خليجية تمنع سفر المقيمين دون إجراء البصمة البيومترية

أعلنت وزارة الداخلية الكويتية أن المقيمين الذين لم يُجروا البصمة البيومترية لن يتمكنوا من السفر قبل استكمال هذا الإجراء، وفقاً لما نقلته صحيفة “الراي” المحلية.

وأوضحت الوزارة أنه ابتداءً من انتهاء المهلة المحددة في 31 ديسمبر 2024، تم فرض “بلوك” على الدخول والخروج، بالإضافة إلى تأثيره على المعاملات الحكومية والمصرفية الأخرى، مؤكدةً أنه لا يمكن رفع هذا الحظر إلا بعد إجراء البصمة.

وفي تصريح خلال برنامج “الثاني على الخط” عبر إذاعة الكويت، كشف الملازم أول طلال الخالدي، الضابط بالإدارة العامة للأدلة الجنائية، أن عدد الأشخاص الذين أجروا البصمة البيومترية حتى الآن بلغ 3 ملايين و526 ألف مواطن ومقيم.

وأضاف أن عدد المواطنين المستهدفين يبلغ نحو 972 ألفاً و253، وقد أجرى البصمة منهم حوالي 956 ألفاً، فيما لم يقم بها 16 ألفاً. أما بالنسبة للمقيمين، فيبلغ عدد الفئة المستهدفة حوالي 2 مليون و685 ألفاً، منهم 2 مليون و504 آلاف أنجزوا البصمة، في حين تبقى 181 ألفاً و718 لم ينجزوها.

وتطرق الخالدي أيضاً إلى فئة المقيمين بصورة غير قانونية (البدون)، مبيناً أن عدد المستهدفين منهم يبلغ 148 ألفاً، وقد أجرى البصمة 66 ألفاً فقط، فيما تبقى 82 ألفاً لم يكملوا الإجراء.

وأكد أن الإدارة العامة للأدلة الجنائية تواصل استقبال الأشخاص الذين لم يُكملوا البصمة البيومترية عبر 8 مراكز تعمل طوال أيام الأسبوع.

وذكر أن عملية التبصيم لا تستغرق أكثر من 3 دقائق، موضحاً أن لدى “الأدلة الجنائية” الطاقة الاستيعابية لاستقبال 10 آلاف موعد في اليوم الواحد، عبر التسجيل في التطبيق لأخذ موعد مُسبق.

الشرق القطرية

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • بعد اعتقال القرضاوي.. ما سر عداء الإمارات لمعارضي السيسي؟
  • 3 رجال لا يستجيب الله لهم الدعاء في رجب.. احذر أن تكون منهم | فيديو
  • دولة خليجية تمنع سفر المقيمين دون إجراء البصمة البيومترية
  • حمدان بن محمد: بطموح إماراتي متجدد سنمضي في رحلة تستمر 13 عاماً
  • مسؤول إماراتي يؤكد مناقشة دور محتمل في غزة بعد الحرب لكن “الشروط لم تتحقق بعد”
  • المري: 200 مهندس إماراتي أنجزوا "محمد بن زايد سات".. وجاهزون للإطلاق يناير الجاري
  • تأجيل ملف مأساة غرق 5 تلاميذ بالصابلات إلى 12 فيفري المقبل
  • إعلان إماراتي هام يخص قطاع غزة
  • هل يعود حزب الله حزباً سياسياً؟
  • إنفو فليكس: إنجاز تاريخي إماراتي بوصولها إلى مليون حركة جوية خلال 2024