الصدمة تسيطر على كوريا الجنوبية بعد أحكام عرفية لمدة 6 ساعات
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
كانت الأمور بالنسبة للرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول غير الشعبي، تزداد سوءاً مع مرور كل يوم، وكان آلاف الأطباء مضربين عن العمل منذ نحو عام رفضاً لإصلاحاته في مجال الرعاية الصحية.
يون بدا وكأنه يعيش بمشاعر متضاربة
وضغطت المعارضة الكورية في البرلمان مراراً وتكراراً لإجراء تحقيقات مع زوجته، فضلاً عن عزل أعضاء حكومته، واتهامهم بالفساد وإساءة استخدام السلطة.
وكتب تشو سانغ-هون في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أنه خلال ليل الثلاثاء، اتخذ يون إجراءً يائساً، عبّر عن أجرأ مقامرة سياسية له قال إنها كانت مدفوعة بالإحباط والأزمة. وفي خطاب مفاجئ بثه التلفزيون الوطني، أعلن الأحكام العرفية، وهو أول مرسوم من نوعه في البلاد منذ عقود. وحظرت هذه الخطوة جميع الأنشطة السياسية والتجمعات المدنية و"الأخبار الكاذبة" في ما سماه محاولة لإنقاذ بلاده من "القوات الموالية لكوريا الشمالية" و"المناهضة للدولة". لكنها قرارات انتهت بشكل مفاجئ تقريباً كما بدأت. إلغاء الأحكام العرفية
وخرج آلاف المواطنين إلى الشوارع وهم يهتفون "أقيلوا يون سوك يول!" وتسلق نواب المعارضة أسوار الجمعية الوطنية بينما دفع المواطنون الشرطة للتراجع. واستخدم المساعدون البرلمانيون الأثاث وطفايات الحريق لمنع المظليين المسلحين من دخول القاعة الرئيسية للجمعية. وفي الداخل، صوت المشرعون، الذين كان من بينهم أعضاء في حزب قوة الشعب الذي ينتمي إليه يون، بالإجماع على إلغاء الأحكام العرفية. وبعد 6 ساعات من إعلان ذلك، ظهر يون على شاشة التلفزيون مجدداً، ولكن هذه المرة للتراجع عن قراره.
"He was frustrated."
Sojin Lim, from the Asia Pacific Studies department at Central Lancashire University, tells @mattfrei that South Korean President Yoon felt he could solve all the pressures he was facing by imposing martial law.
Read and watch here:https://t.co/6Rnj5TmwDN
كان هذا هو القانون العرفي الأقصر عمراً، والأكثر غرابة في تاريخ كوريا الجنوبية، والذي كان له نصيبه من الانقلابات العسكرية وفترات الأحكام العرفية، قبل أن تصير ديمقراطية نابضة بالحياة، بعد الديكتاتورية العسكرية، التي انتهت في أواخر الثمانينيات.
وفي نهاية المطاف، مدفوعاً بغرائزه وبمجموعة صغيرة من المقربين، الذين نادراً ما قالوا لا لزعيم معروف بثوراته الغاضبة، أطلق يون النار على قدميه، وفقاً لمساعد سابق ومحللين سياسيين. والآن بات مستقبله السياسي على المحك، الأمر الذي دفع أحد أهم حلفاء الولايات المتحدة في آسيا إلى اضطرابات سياسية، وترك الكثيرين من الكوريين الجنوبيين في حالة من الصدمة.
'An act of desperation from a deeply unpopular president.'
Professor of Political Economy & International Relations, Dr Lee Jones, explains the situation on the ground in South Korea. pic.twitter.com/rqphC6BhEQ
والأربعاء، قدمت أحزاب المعارضة، التي تسيطر على المجلس التشريعي، مشروع قانون لعزل الرئيس لأنه لم يستجب لمطلبهم بالاستقالة، كون إعلان الأحكام العرفية، كان غير دستوري. والآن اتهمته افتتاحية صحيفة "تشوسون إلبو" المحافظة الرائدة، والتي كانت في كثير من الأحيان ودية حياله، بـ "إهانة" الديمقراطية في كوريا الجنوبية. ولم يشهد الكوريون الجنوبيون إعلان زعيمهم الأحكام العرفية منذ أن استخدمها الديكتاتور العسكري تشون دو هوان للاستيلاء على السلطة عام 1979، ثم ارتكب مذبحة في وقت لاحق ضد الطلاب المؤيدين للديمقراطية.
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة كيونغي غرب سيول سونغ دوك هاهم، إن "الخيار الأفضل أمام يون الآن هو الاستقالة...على رغم أن الأمر قد يبدو مأسوياً، إلا أن ما حدث بين عشية وضحاها أظهر مرونة ومتانة الديمقراطية في كوريا الجنوبية".
والأربعاء، قدم جميع كبار مساعدي يون استقالاتهم، مما جعل الرئيس أكثر عزلة من أي وقت مضى. وكان المحللون متشككين في شأن مستقبله السياسي.
وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة سيول الوطنية كانغ وون تايك: "لا أعتقد أنه يستطيع إنهاء فترة ولايته البالغة خمس سنوات".
وأفاد مكتب يون الأربعاء، إن قرار الرئيس إعلان الأحكام العرفية كان إجراءً حتمياً وفقاً للدستور "لاستعادة وتطبيع شؤون الدولة" وإخراجها من الشلل السياسي.
وقال هام، الذي يعرف يون منذ ما قبل انتخابه، إن الرئيس بات يائساً بشكل متزايد في الأشهر الأخيرة، خصوصاً بسبب الفضائح المتصاعدة المحيطة به وبزوجته والضغوط السياسية المتواصلة من المعارضة.
كان يون محاطاً بحفنة من المساعدين، بما في ذلك جنرالات عسكريون سابقون، لم يعتادوا على التكهن بقرار رئيسهم، كما قال مساعد رئاسي سابق ليون. أثارت تلك الدائرة الصغيرة تساؤلات حول مدى استعداد يون لإعلان الأحكام العرفية.
وتكهن بعض المشرعين المعارضين والمعلقين على وسائل التواصل الاجتماعي، بأن يون ربما كان يستعد لفرض الأحكام العرفية عندما عيّن كيم يونغ هيون، كبير حراسه الشخصيين والجنرال السابق في الجيش، وزيراً للدفاع في سبتمبر(أيلول). لكن أعضاء حكومته وصفوا الفكرة بنظرية المؤامرة، ولم يأخذها الكثير من الناس على محمل الجد.
وقال هاهم إن يون بدا وكأنه يعيش بمشاعر متضاربة. فمن ناحية، كان مفعماً بالتفاؤل بأن الأمور ستسير على ما يرام تقريباً، كما حدث في حياته المهنية السابقة. ومن ناحية أخرى، كان يخشى أن ينتهي به الأمر إلى رئيس فاشل دون إرث إيجابي يمكن الحديث عنه، وهي النتيجة التي ضمنها على ما يبدو عندما تحرك لاستخدام الجيش ضد خصومه ليل الثلاثاء.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله عيد الاتحاد غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية كوريا الجنوبية الأحکام العرفیة کوریا الجنوبیة
إقرأ أيضاً:
صادرات كوريا الجنوبية في قطاع الطاقة النووية تصل لمستوى قياسي
بالرغم من توتر الأوضاع السياسية في كوريا الجنوبية، إلا أن أظهرت بيانات اليوم الجمعة الموافق 10 يناير، أن صادرات كوريا الجنوبية في قطاع الطاقة النووية وصلت إلى مستوى قياسي بلغ 32 تريليون وون (21.9 مليار دولار أمريكي) في عام 2023.
وبحسب ما نقلته وكالة يونهاب للأنباء، فيمثل هذا الرقم زيادة بنسبة 26 في المائة عن 25.4 تريليون وون في عام 2022، وفقًا لوزارة التجارة والصنصادرات كوريا الجنوبية في قطاع الطاقة النووية وصلت إلى مستوى قياسي اعة والطاقة.
وقالت الرابطة الكورية للصناعة الذرية إن صادرات القطاع من المتوقع أيضا أن تكتسب المزيد من الزخم في عام 2024 بعد مشاركة كوريا الجنوبية في مشروع لتجديد مفاعل نووي قديم في محطة تشرنافودا للطاقة في رومانيا.
وقال النائب الثاني لوزير الصناعة تشوي نام-هو: "في عام 2025، ستواصل الحكومة توفير فرص الأعمال والدعم المالي لصناعة الطاقة النووية".
وأضاف أن الحكومة تخطط لإنشاء صندوق بقيمة 100 مليار وون لدعم الصناعة.
وأضاف النائب الثاني لوزير الصناعة في كوريا الجنوبية أن "الحكومة ستواصل أيضا جهودها لتعزيز سلامة المحطات النووية وتوسيع نطاق التواصل مع الجمهور لبناء الثقة".