أيّ جيل ينتظر لبنان؟ أطفال الحروب أم قنابل موقوتة؟
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
316 طفلاً ضحية آلة الإجرام الإسرائيلية.. سُلبت حياتهم لمجرّد أنّهم وُلدوا في بقعة جغرافية لم تعرف الراحة منذ عشرات السنوات، ومن نجا منهم، بات أسير أصوات الصواريخ، ومناظر الإنفجارات المرعبة، التي لن تفارق مخيلتهم أبدًا. الإحصاءات المرعبة التي أعلن عنها وزير الصحة فراس الابيض مؤخرًا والتي كشفت عن استشهاد 4047 شخصا (316 طفلا، 790 امرأة) تؤكّد اجرام العدو، الذي لم يكن يريد إلا أن يشمَّ رائحة الموت، متخطيًا القوانين الدولية، ومستهدفًا أيا كان، ليحوّل الأحياء إلى مجرّد رمادٍ ودمار دُفنت تحتها الذكريات التي عاشها هؤلاء الأطفال.
. هؤلاء كانوا اللاحقين، فالسابقون كُثر.. كيف لا، ولبنان يعلم جيدًا كيف تستطيع الطائرات الحربية الإسرائيلية أن تسرق حياة الأطفال بكبسة زرّ واحدة، فهو الذي عانى على مدى عقود من الاعتداءات الإسرائيلية التي داومت على إلحاق الآلام بالعائلات التي تقع دومًا ضحية هذه الاعتداءات.
وعلى الرغم من المنشادات الدولية، وفي طليعتها تحذير منظمة اليونيسيف مرارا وتكرارا من تداعيات هذه الضربات الإجرامية، فإنّ عدّاد الشهداء، وخاصة الأطفال استمر في الارتفاع، إذ ما بين تحذير اليونيسيف الاوّل الذي تكلّمت من خلاله عن ارتفاع عدد الاطفال الذين قتلتهم إسرائيل في لبنان إلى أكثر من 100 وبين إعلان وزير الصحة الأخير هناك ما لا يزيد عن شهرين.. شهران كانت إسرائيل جاهزة فيهما لقتل قرابة 210 أطفال، بمعدل استشهاد 4 أطفال بشكلٍ يومي.
316 طفلا ليسوا مجرّد أرقام في تقرير حكومي أو خبر عابر في نشرات الأخبار، بل هم قصص مفقودة، أحلام ضاعت، وحياة لم تُعش. وفي كل طفل منهم كان مشروع مستقبل يختلج داخلهم، بات الآن ذكرى مُغلّفة بالألم.. هذه الأرقام لن تُمحى، لأنّها ليست سوى فصل جديد في كتاب الظلم الذي يدفع الاطفال ثمنه الأكبر، إذ إلى جانب 316 شهيدًا من الأطفال، هناك آلاف الجرحى الذين ينتظرهم مستقبل خطير جدًا. أطفال جرحى، مبتورو الأطراف، يتوجعون، ويحملون ندوبًا لن تكون فقط ندوبًا على الجسد، إنّما ندوبًا نفسية وعاطفية أيضا طُبعت في مخيلتهم، وهذا ما يتخوّف منه مصدرٌ طبيّ أكّد لـ"لبنان24" أنّ غرف المستشفيات كانت تحمل قصصا تدمي القلوب من أطفال فقدوا أعضاءً من أجسادهم، إلى آخرين لا يزالون إلى حدّ اليوم يسألون عن أهاليهم الذين قضوا تحت الركام.. والأبشع من ذلك كلّه هو من بات أسيرا لأصوات القذائف والصواريخ ورائحة البارود.. فكيف يمكن أن يمسح من ذاكرته مشاهد الدمار والدم والركام؟
أيّ جيلٍ سيحمله لبنان إلى المستقبل؟ أطفالٌ ترعرعوا على صوت الانفجارات، كبروا بين ركام البيوت ورائحة البارود، وحملوا على أكتافهم أعباء الحروب قبل أن يشتد عودهم. كيف يمكن لطائرٍ جناحه مكسور أن يحلّق؟ هؤلاء الأطفال، الذين حُرموا من أبسط حقوق الطفولة، هم اليوم مرآة أمةٍ مزّقتها الأزمات، ومستقبل وطنٍ يئن تحت وطأة الغضب والإهمال. لبنان الذي لطالما كان أرضًا للإبداع والإشعاع، يُخشى أن يغدو أرضًا لذكريات موجعة وأجيالٍ تغلي داخلها قنابل من الألم والخذلان. بين الألم الذي يسكن قلوبهم والغضب الذي يملأ عيونهم، تبقى الإجابة عن مصير هذا الجيل مرهونة بإرادة وطنٍ يُعيد الاعتبار لأطفاله، ويمنحهم الأمل بدلاً من الخوف، والأمان بدلاً من الضياع.
المصدر: خاص لبنان24
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
"الأونروا": التعليم سيضمن عدم تحول أطفال غزة لجيل ضائع
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال مفوض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني، اليوم الاثنين، إنهم يحاولون من خلال تقديم خدمات التعليم "ضمان عدم تحول أطفال غزة إلى جيل ضائع".
وأضاف لازاريني، في منشور على منصة /إكس/ للتواصل الاجتماعي، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية /وفا/،: " في غزة، وسط الكارثة الإنسانية، قدمت فرقنا خلال الأشهر الأربعة الماضية جلسات العودة إلى التعلم لآلاف الأطفال النازحين الذين توقف تعليمهم الرسمي في أكتوبر 2023 من خلال الأنشطة الترفيهية والدعم النفسي وتمارين القراءة والكتابة والحساب الأساسية، نحاول في أكثر الظروف يأسا أن نفعل ما بوسعنا لضمان عدم تحول هؤلاء الأطفال إلى جيل ضائع".
وشدد على أن وقف إطلاق النار في غزة سيكون الخطوة الأولى الحاسمة لإعادة الأطفال إلى مسار التعليم.. قائلا:" أينما نعمل، تلتزم الأونروا بمساعدة الأطفال على أن يكونوا أطفالا".
وأوضح مفوض الأونروا أن التصعيد في لبنان تسبب في تعطيل بداية العام الدراسي للاجئين الفلسطينيين الصغار الذين توفر لهم الأونروا التعليم منذ عقود من الزمن..قائلا إنه "في أعقاب وقف إطلاق النار، عمل معلمونا بلا كلل على إعادة فصولهم الدراسية إلى العمل".