لبنان ٢٤:
2025-04-26@15:21:56 GMT

أيّ جيل ينتظر لبنان؟ أطفال الحروب أم قنابل موقوتة؟

تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT

316 طفلاً ضحية آلة الإجرام الإسرائيلية.. سُلبت حياتهم لمجرّد أنّهم وُلدوا في بقعة جغرافية لم تعرف الراحة منذ عشرات السنوات، ومن نجا منهم، بات أسير أصوات الصواريخ، ومناظر الإنفجارات المرعبة، التي لن تفارق مخيلتهم أبدًا. الإحصاءات المرعبة التي أعلن عنها وزير الصحة فراس الابيض مؤخرًا والتي كشفت عن استشهاد 4047 شخصا (316 طفلا، 790 امرأة) تؤكّد اجرام العدو، الذي لم يكن يريد إلا أن يشمَّ رائحة الموت، متخطيًا القوانين الدولية، ومستهدفًا أيا كان، ليحوّل الأحياء إلى مجرّد رمادٍ ودمار دُفنت تحتها الذكريات التي عاشها هؤلاء الأطفال.

. هؤلاء كانوا اللاحقين، فالسابقون كُثر.. كيف لا، ولبنان يعلم جيدًا كيف تستطيع الطائرات الحربية الإسرائيلية أن تسرق حياة الأطفال بكبسة زرّ واحدة، فهو الذي عانى على مدى عقود من الاعتداءات الإسرائيلية التي داومت على إلحاق الآلام بالعائلات التي تقع دومًا ضحية هذه الاعتداءات.

وعلى الرغم من المنشادات الدولية، وفي طليعتها تحذير منظمة اليونيسيف مرارا وتكرارا من تداعيات هذه الضربات الإجرامية، فإنّ عدّاد الشهداء، وخاصة الأطفال استمر في الارتفاع، إذ ما بين تحذير اليونيسيف الاوّل الذي تكلّمت من خلاله عن ارتفاع عدد الاطفال الذين قتلتهم إسرائيل في لبنان إلى أكثر من 100 وبين إعلان وزير الصحة الأخير هناك ما لا يزيد عن شهرين.. شهران كانت إسرائيل جاهزة فيهما لقتل قرابة 210 أطفال، بمعدل استشهاد 4 أطفال بشكلٍ يومي.

316 طفلا ليسوا مجرّد أرقام في تقرير حكومي أو خبر عابر في نشرات الأخبار، بل هم قصص مفقودة، أحلام ضاعت، وحياة لم تُعش. وفي كل طفل منهم كان مشروع مستقبل يختلج داخلهم، بات الآن ذكرى مُغلّفة بالألم.. هذه الأرقام لن تُمحى، لأنّها ليست سوى فصل جديد في كتاب الظلم الذي يدفع الاطفال ثمنه الأكبر، إذ إلى جانب 316 شهيدًا من الأطفال، هناك آلاف الجرحى الذين ينتظرهم مستقبل خطير جدًا. أطفال جرحى، مبتورو الأطراف، يتوجعون، ويحملون ندوبًا لن تكون فقط ندوبًا على الجسد، إنّما ندوبًا نفسية وعاطفية أيضا طُبعت في مخيلتهم، وهذا ما يتخوّف منه مصدرٌ طبيّ أكّد لـ"لبنان24" أنّ غرف المستشفيات كانت تحمل قصصا تدمي القلوب من أطفال فقدوا أعضاءً من أجسادهم، إلى آخرين لا يزالون إلى حدّ اليوم يسألون عن أهاليهم الذين قضوا تحت الركام.. والأبشع من ذلك كلّه هو من بات أسيرا لأصوات القذائف والصواريخ ورائحة البارود.. فكيف يمكن أن يمسح من ذاكرته مشاهد الدمار والدم والركام؟

أيّ جيلٍ سيحمله لبنان إلى المستقبل؟ أطفالٌ ترعرعوا على صوت الانفجارات، كبروا بين ركام البيوت ورائحة البارود، وحملوا على أكتافهم أعباء الحروب قبل أن يشتد عودهم. كيف يمكن لطائرٍ جناحه مكسور أن يحلّق؟ هؤلاء الأطفال، الذين حُرموا من أبسط حقوق الطفولة، هم اليوم مرآة أمةٍ مزّقتها الأزمات، ومستقبل وطنٍ يئن تحت وطأة الغضب والإهمال. لبنان الذي لطالما كان أرضًا للإبداع والإشعاع، يُخشى أن يغدو أرضًا لذكريات موجعة وأجيالٍ تغلي داخلها قنابل من الألم والخذلان. بين الألم الذي يسكن قلوبهم والغضب الذي يملأ عيونهم، تبقى الإجابة عن مصير هذا الجيل مرهونة بإرادة وطنٍ يُعيد الاعتبار لأطفاله، ويمنحهم الأمل بدلاً من الخوف، والأمان بدلاً من الضياع.
  المصدر: خاص لبنان24

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

أطفال خارج السوق: خطة عراقية لانتشال الصغار من براثن العمل والتسوّل

الاقتصاد نيوز - بغداد

يواجه العراق عمالة الأطفال بخطة شاملة تتضمن تعزيز الرقابة على ورش العمل وملاحقة شبكات التسوّل.

وأظهرت إحصاءات رسمية تقدّم العراق إلى المرتبة الرابعة عربياً في حجم عمالة الأطفال، في وقت تمكنت الحكومة العراقية من إعادة 123 ألف طالب متسرب إلى المدارس عبر منحة شهرية تستفيد منها حالياً نحو 2.3 مليون تلميذ. 

وتزامنت الخطوة مع خطة جديدة لزيادة عدد المفتشين وتكثيف الحملات الرقابية على ورش القطاع الخاص، في مسعى لوقف تشغيل القصّر والتصدي لشبكات التسوّل المنظَّم، حسب ما اعلنت عليه وزارة العمل

وقال المتحدث باسم وزارة العمل، حسن خوام لـ"الاقتصاد نيوز": "لدينا عدد محدود من المفتشين يزورون المشاريع الاستثمارية وأماكن وجود العمال؛ وإذا تبين تشغيل من هم دون الخامسة عشرة – وهو الحدّ الأدنى القانوني – تُتخذ بحق صاحب العمل إجراءات غرامة أو حبس، لافتا الى الوزارة تعمل حالياً على مضاعفة الطواقم الرقابية لمنح التفتيش تغطية أشمل في عموم المحافظات".

واضاف، أن برنامج المنحة المدرسية، الذي يُصرف لأسر المشمولين بشبكة الحماية الاجتماعية، مكّن آلاف العائلات الفقيرة من إبقاء أبنائها في التعليم بدل زجّهم في سوق العمل، اذ ان 123 الف طالب عادوا لمقاعدهم الدراسية. 

ويرى المتحدث باسم الوزارة أن رفع كفاءة التفتيش سيكمّل أثر المنحة عبر معاقبة المخالفين وردع الاستغلال.

على الرغم من هذا التقدم، شخص فاضل الغراوي، رئيس المركز الإستراتيجي لحقوق الإنسان، ابرز تحدّيات التي تواجه ملف عمالة الاطفال في العراق.

وأضاف الغراوي خلال حديثه لـ"الاقتصاد نيوز"، أن العراق يحتل المرتبة الرابعة عربياً في عمالة الأطفال بنسبة 4.9 %، مبيناً أن الظاهرة ترتبط مباشرةً بانخفاض دخل الأسرة والبطالة والنزوح وتراجع التشريعات الرادعة.

الغراوي شدّد في حديثه على أنّ أخطر أشكال استغلال القاصرين يتمثل في التسوّل، موضحاً أن 57 % من المتسولين أطفال ذكور و33 % إناث، بعضهم يعمل لصالح عصابات جريمة منظمة. 

واعتبر أن الظاهرة "تهدد الأمن المجتمعي والثقافي"، داعياً إلى تفكيك الشبكات الإجرامية وشمولها بقانون مكافحة الإرهاب، مع برامج رعاية وتأهيل للأطفال الضحايا.

وزارة العمل تؤكد أنها تتعامل بجدية مع توصيات الحقوقيين، حيث يوضح المتحدث باسمها أنّ العقبة الكبرى "محدودية عدد المفتشين"، في مقابل توسّع المشاريع الاستثمارية، لكن الوزارة رفعت مقترحاً لتوظيف دفعات جديدة من المفتشين ومنحهم صلاحيات إغلاق فوري للمشاريع التي تشغّل قاصرين، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية، كما يجري العمل على تحديث العقوبات بحيث تُرفَع الغرامات ويُلغى خيار الاستبدال بكفالة في جرائم تشغيل الأطفال.

وبالتوازي مع الإجراءات القانونية، اقترح المركز الإستراتيجي لحقوق الإنسان "تشكيل فريق مشترك من وزارات العمل والداخلية والعدل لوضع خارطة وطنية للتسوّل المنظم وتعقّب العصابات التي تستغل الأطفال الوافدين من الداخل والخارج. 

ويتوقع أن تُدرج المقترحات في برنامج حكومي أوسع يهدف إلى خفض نسبة عمالة الأطفال إلى النصف بحلول 2027 من خلال خلق فرص عمل للأسر الهشّة وتوسيع برامج القروض الصغيرة.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • شعوب ضد الحروب.. متحف نابو يفتتح غدا معرضه الجديد للملصقات
  • استشاري علاقات أسرية: العائلة بداية غرس حب الوطن في الأطفال
  • أطفال السودان.. البراءة بين الجوع والمرض والعنف والنزوح
  • أطفال خارج السوق: خطة عراقية لانتشال الصغار من براثن العمل والتسوّل
  • اعتداءات صهيونية جديدة على جنوبي لبنان
  • المشتقات المالية في مصر: أداة لـتجميل الأزمات السياسية أم قنابل موقوتة تُهدد الاقتصاد؟
  • السفير التركي بالقاهرة: عيد 23 أبريل يذكرنا بآمال الأطفال في مستقبل أكثر سلامًا
  • السفير التركي بالقاهرة: عيد 23 أبريل يذكرنا بآمال الأطفال في مستقبل أكثر سلاما
  • تقرير مصور.. أطفال غزة يشعرون بأن موتهم وشيك بسبب الحرب
  • السفير التركي بالقاهرة: حياتي تغيرت حينما رأيت أطفال غزة المصابين