ديسمبر 5, 2024آخر تحديث: ديسمبر 5, 2024

المستقلة/- تستمر النقاشات حول تأثير الكحول على الصحة النفسية في إثارة الجدل، حيث يُشير البروفيسور ديفيد نات من كلية لندن الإمبراطورية إلى أن بعض المشروبات الكحولية، مثل الويسكي والشمبانيا، قد تزيد من القلق وتؤدي إلى مشاكل نفسية على المدى الطويل. وفقًا له، يتسبب الكحول في عمليات معقدة في الدماغ، لا تقتصر على تأثيره المباشر على المزاج، بل تشمل أيضًا عمليات تكيف عصبي قد تستمر بعد زوال تأثير الكحول نفسه.

كيف تؤثر المشروبات الغازية على الدماغ؟

تتمتع المشروبات الكحولية الغازية، مثل الشمبانيا، بقدرة على الوصول إلى الدم بسرعة أكبر من المشروبات غير الغازية، ما يؤدي إلى حالة الثمالة بشكل أسرع. وعندما يتعرض الدماغ لهذا التغيير المفاجئ، يدخل في عملية “التكيف العصبي”، وهي عملية تحاول فيها الدماغ الحفاظ على اليقظة على الرغم من تأثير الكحول المثبط. وتستمر هذه العملية لفترة طويلة بعد زوال تأثير الكحول نفسه، ما يؤدي إلى شعور الشخص بالقلق وزيادة ضربات القلب، حتى بعد الاستيقاظ في اليوم التالي.

الآثار النفسية طويلة الأمد للكحول

البروفيسور نات يشير إلى أن هذه العملية يمكن أن تستمر لمدة تصل إلى 6 ساعات بعد زوال تأثير الكحول. هذا يفسر سبب استيقاظ البعض وهم يشعرون بالقلق أو العصبية الشديدة، رغم أنهم قد لا يكونون تحت تأثير الكحول. ويعتمد تأثير الكحول على الشخص وقدرته على التكيف العصبي. فكلما كان الشخص أكثر تعرضًا للثمالة بسرعة، كلما زادت شدة أعراض انسحاب الكحول أو “متلازمة الامتناع عن الكحول”، التي تشمل القلق، والتهيج، والخفقان، والتعب.

مشروبات الكوكتيل: بين السكر والكحول

وفقًا للبروفيسور نات، يمكن أن تؤدي الكوكتيلات التي تحتوي على مشروبات حلوة أو عصائر إلى مشاكل إضافية في الصحة النفسية. فالسعرات الحرارية والسكريات الموجودة في هذه المشروبات قد تؤدي إلى زيادة مفاجئة في نسبة الغلوكوز في الدم، مما يسبب طاقة مفاجئة تتبعها حالة من الهبوط والشعور بالتعب. هذا الارتفاع والانخفاض السريع في مستويات السكر قد يؤدي إلى القلق والخفقان والتهيج.

الويسكي والمشروبات الداكنة: التحديات النفسية الأكثر حدة

أما بالنسبة للمشروبات الكحولية الداكنة، مثل الويسكي، فيحذر نات من أن هذه المشروبات قد تكون خطيرة للأشخاص الذين يعانون من القلق المزمن. فالويسكي المصنوع في براميل خشبية يحتوي على أنواع من الكحول المعقدة التي يمكن أن تؤدي إلى تكيف عصبي شديد حتى مع الكميات الصغيرة، ما يسبب تأثيرات نفسية أعمق قد تشمل زيادة القلق والتهيج.

هل يوجد كحول آمن للصحة النفسية؟

البروفيسور نات يختتم تحذيراته بتأكيد أن لا كحول يمكن اعتباره آمنًا للصحة النفسية. حتى المشروبات ذات نسبة الكحول المنخفضة، مثل الفودكا، يمكن أن تسبب أعراضًا مثل الرعشة والقلق عند تناولها بكثرة. وبذلك، يصبح من الضروري توخي الحذر عند تناول الكحول، خصوصًا لأولئك الذين يعانون من مشاكل صحية نفسية.

ختامًا: تأثير الكحول على العقل والجسم

في الوقت الذي يعتبر فيه البعض تناول المشروبات الكحولية عادة اجتماعية أو وسيلة للاسترخاء، تكشف الدراسات والآراء الطبية عن تأثيرات غير مرئية قد تؤثر سلبًا على الصحة النفسية. من القلق إلى التوتر والأعراض العصبية، يتضح أن الكحول ليس فقط مادة مسكرة، بل هو عامل قد يفاقم من اضطرابات المزاج ويسهم في مشاكل صحية أخرى. إذا كنت تبحث عن سبل لتحسين صحتك النفسية، فإن التقليل من تناول الكحول أو تجنبه قد يكون خطوة هامة في الحفاظ على توازن عقلي وجسدي أفضل.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: المشروبات الکحولیة تأثیر الکحول یمکن أن

إقرأ أيضاً:

خطر ترامب المبالغ فيه: هل يحاول الإعلام إشاعة القلق في العراق؟

9 فبراير، 2025

بغداد/المسلة:  تصاعدت التوترات بشأن مصير الفصائل العراقية المسلحة مع التحركات الأخيرة داخل الكونغرس الأمريكي، حيث لم يعد الحديث عن إدراج بعض هذه الفصائل على “لائحة الإرهاب” مجرد تكهنات إعلامية، بل تحول إلى خطوة رسمية من جانب أعضاء في الكونغرس، في خطوة تعكس تحولات أوسع في الموقف الأمريكي من المشهد السياسي والأمني العراقي.

و يبدو أن الإجراءات المرتقبة من قبل إدارة ترامب تجاه العراق تشهد تضخيمًا إعلاميًا متزايدًا، حيث يتم تسليط الضوء على تصنيف الفصائل المسلحة العراقية كـ”منظمات إرهابية”، مما يعزز الشعور بالقلق داخل الأوساط السياسية العراقية.

بعض التحليلات ترى في هذه التصريحات محاولات لنسج قصص تهدف إلى زعزعة الاستقرار الداخلي وزيادة التوترات السياسية في العراق. في حين أن هذه التحركات قد تكون جزءًا من أجندة أمريكية أكبر تتعلق بالملف الإيراني، فإنها تعكس أيضًا توجيهًا واضحًا لتأجيج المخاوف داخل الحكومة والشعب العراقي. من المتوقع أن تستمر هذه السياسات في خلق جو من عدم اليقين ويزيد من الضغوط على النظام السياسي في بغداد.

و قال خبراء إن هذه المبادرة تعيد إلى الأذهان محاولات سابقة في العام 2022، لكنها هذه المرة تأتي ضمن سياق أكثر تعقيداً، حيث لم تعد العقوبات تقتصر على الأفراد أو الكيانات، بل تستهدف منظومة كاملة تمتد من الزعامات إلى الأصول المالية، مروراً بالشبكات الاقتصادية والإعلامية التابعة لها.

أوضح مراقبون أن الحكومة العراقية، بقيادة محمد شياع السوداني، تجد نفسها في وضع حساس، حيث تُعد الفصائل المسلحة جزءاً أساسياً من القاعدة التي تدعمها، كما أن الفصائل نفسها سبق أن وصفت حكومة السوداني بأنها “حكومة المقاومة”، مما يعكس الارتباط الوثيق بين الجانبين.

وأكدت الحكومة أنها ترى في هذه القرارات شأناً سيادياً عراقياً، رافضةً أي حديث عن التخلي عن الفصائل المسلحة أو حتى إعادة النظر في وضع الحشد الشعبي.

أشار مختصون إلى أن رئيس الحكومة لا يمتلك النفوذ السياسي الكافي داخل البرلمان لتمرير قرارات كبرى مثل تفكيك الفصائل أو دمجها ضمن المؤسسة الأمنية، إذ أن هذه الخطوة تلقى معارضة واسعة من القوى السياسية المهيمنة على المجلس، وخاصة القوى الشيعية التي ترى في الفصائل جزءاً من المنظومة الأمنية التي لا يمكن المساس بها.

لكن مصادر ترى أن الحكومة العراقية تمتلك الأدوات السياسية التي تتيح لها تقديم حلول مقبولة لدى واشنطن،

واعتبر بعض المختصين أن القائمة الأمريكية التي تتضمن تصنيف الفصائل ليست قانونية، لأنها تخضع لاعتبارات سياسية أكثر من كونها تستند إلى معايير قانونية واضحة. وأكدوا أن هذه القوائم تشهد تغييرات مستمرة وفقاً للظروف والمصالح الأمريكية، حيث يتم حذف وإضافة أسماء بناءً على اعتبارات سياسية بحتة، وليس بناءً على وقائع قانونية ثابتة.

وازدواجية المعايير في السياسة الأمريكية واضحة، حيث يتم تصنيف شخصيات وفصائل عراقية على أنها إرهابية، في حين تُغضّ الطرف عن جهات أخرى تمتلك سجلاً واضحاً في دعم الإرهاب، مما يعكس انتقائية في استخدام هذه التصنيفات لأغراض سياسية.

و نشر النائب الأمريكي جو ويلسون تغريدة عبر حسابه في منصة “إكس”، أعلن فيها أنه تقدم بطلب إلى وزير الخارجية لتصنيف منظمة بدر ضمن لائحة الإرهاب إلى جانب باقي الفصائل المدعومة من إيران. واختتم تغريدته بالقول إن “ترامب سيصلح الأمر”، في إشارة إلى أن هذه السياسات قد تكون جزءاً من نهج الجمهوريين في حال عودتهم إلى السلطة.

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • الصحة النفسية في عصر التكنولوجيا.. كيف تؤثر الأجهزة الذكية على رفاهيتنا؟
  • الأمن الوطني يطيح بداعشي متستر ببيع الكحول في بغداد
  • الأمن الوطني يلقي القبض على أحد عناصر داعش متخفٍ ببيع الكحول
  • تعرف على فوائد الزعتر في دعم المناعة وصحة القلب
  • 5 مشروبات تعزز طاقتك في رمضان
  • دراسة تكشف تأثير دخان الشموع على صحة الدماغ
  • العقل والمزاج| أضرار الكافيين على الأطفال والمراهقين.. عليهم تناول هذه المشروبات
  • القلق من سياسة ترامب الاقتصادية قد يتيح فرص استثمارية
  • خطر ترامب المبالغ فيه: هل يحاول الإعلام إشاعة القلق في العراق؟
  • دور الأسرة في تشكيل العادات الغذائية للأطفال والوقاية من السمنة