صدر أخيراً العدد (98)، لشهر ديسمبر (2024م)، من مجلة “الشارقة الثقافية”، وقد تضمن مجموعة متميزة من الموضوعات والمقالات والحوارات، في الأدب والفن والفكر والسينما والتشكيل والمسرح، وقد أكدت افتتاحية العدد التي جاءت بعنوان (النقد.. والرواية العربية)، أن النقــد أصبــح موازياً للإبــداع، بل هو الســبب الأول في تطوره، عندما يشتغل بالبحث والتحليــل على تناولــه والإحاطة بــه فكرياً وفنياً والتأثيــر الفعال في نضج الكتابــة، وتجربة المبدع وإثرائها والارتقاء بها جمالياً، خصوصاً أن الســنوات المقبلة تشــهد إقبالاً كبيراً علــى دور الأدب، الذي يصور لنا الواقــع والحقيقة حيال القضايا والأمــور التي تتطرق إليهــا عقول الكتاب والمبدعيــن، وتفتــح الآفاق أمــام العديد مــن المكتشــفات والنظريــات والحقائق، التي تســهم بالضــرورة في ســبر جوانب مختلفة من الحياة، وتعزز الحوار والتفاهم الإنساني.


أما مدير التحرير نواف يونس؛ فأشار في مقالته (مجلة “الشارقة الثقافية” نافذة الكاتب والقارئ معاً) إلى المسؤولية التي تضطلع بها مجلة (الشــارقة الثقافية)، في استكمال طريق الأجيال التي قادت مســيرة التنوير الصحافي، منذ نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشــرين، حيث انتعشت الحيــاة الثقافية العربيــة عموماً والأدبية خصوصــاً، مع ظهــور الصحف والمجلات العربيــة.. وهو مــا ترتب علينا في المجلة، أن نصبح ملاذاً حيوياً للكتاب والشــعراء والمفكريــن والنقــاد العرب، لتقديــم أفكارهــم وإبداعهــم، وتوضيح مواقفهــم أدبياً واجتماعيــاً، أمام القارئ المتعطــش دومــاً للقــراءة والمطالعــة والتثقيــف، وبالتالــي يــزداد حرصنــا ومحافظتنا عليه استمراراً واستكمالاً لتلك المسيرة المضيئة.
وفي تفاصيل العدد، كتب أحمد يوسف داود عن أهم الشعراء ورجالات الدولة، هو خليل مردم بك الذي يعد من أعلام الأدب العربي، وتوقف إلياس الطريبق عند المستكشف الإنجليزي فرانسيس بروتون الذي سحره الشرق فترجم (ألف ليلة وليلة)، فيما جالت خولة بلحمرة في ربوع مدينة (الناظور) التي تعد عروس الريف المغربي وتتميز بثراء ثقافي وتاريخي، وكتب د. طالب عمران عن الكون الفسيح الذي لا مكان يحدده، أما محمد ياسر أحمد فقدم بانوراما عن مدينة (العلمين)، التي تعد درة البحر الأبيض وشاهدة على التاريخ.
أما في باب (أدب وأدباء)؛ فكتب عبدالعليم حريص عن احتفالية تكريم مصر لسلطان القاسمي الذي تسلم جائزة (وسام النيل) تتويجاً لمسيرته الإبداعية، وقرأ شعبان ناجي سيرة أحمد بهاء الدين الذي لم يغب عن ذاكرة الصحافة العربية، وبيّن عبدالرؤوف توتي كيف أن فوز (هان كانغ) بنوبل للآداب ألغى الحدود الجغرافية الثقافية، أما د. محمد صابر عرب فقدم إضاءة حول طه حسين ومجمع اللغة العربية، وتناول وليد رمضان مكانة الروائي هاني الراهب المرموقة في عالم الرواية العربية، وكتب خليل الجيزاوي عن رحيل عزت عمر وهو في قمة عطائه الإبداعي، بينما تطرق عمر التهامي إلى أهم الكاتبات في تركيا هي عدالت آغا أوغلو التي تميزت بأسلوبها الأدبي ورؤيتها المتجددة، واستعرض حاتم السروي أهمية أدب البحث عن الذات، وحاورت زينب عيسى الروائية السودانية آن الصافي التي تكتب برؤية مستقبلية مؤكدة أن الكتاب الورقي لن يختفي، وتوقف محمد صلاح غازي عند عطاءات محمود أمين العالم الذي أسس مدرسة ذات رؤية حضارية، وتناول طارق شريف الذكرى المئوية لميلاد الأديب عبدالحميد بن هدوقة رائد الرواية العربية في الجزائر، وقدمت اعتدال عثمان دراسة في رواية (المنفى) إحدى الظواهر الإبداعية، وشارك عبدالرزاق المصباحي بمداخلة حول الذات الكاتبة والمؤثرة في قصص طالب الرفاعي، وتناول محمد جمال المغربي تجربة الدكتور أحمد بلال الذي اعتبر أن الناقد لا يتبنى وجهة نظر مسبقة، فيما حاور حسن الوزاني الكاتب والباحث ليفي تومسون الذي فازت ترجماته بجائزة جمعية اللغة الحديثة، وكتبت ثراء هاني عن المنجز الأدبي للأديب عبدالله الطائي الذي ارتاد آفاقاً رحبة في الأدب العربي، واستعرضت هبة محمد مسيرة الشاعر والأديب محمد حسن فقي الذي رفد المكتبة العربية بنفائس أفكاره وأشعاره، وسلط سيد رزق الضوء على مسيرة الكاتب والأديب إدريس الصغير الذي تألق في المشهد الإبداعي المغربي، والتقى أحمد اللاوندي الروائي أحمد طوسون الذي أكد أن القصة هي الشكل الأدبي المواكب لإيقاع العصر.
ونقرأ في باب (فن. وتر. ريشة)؛ الموضوعات الآتية: أميمة بن سلطان.. نزوح الروح نحو أحلام الذات – بقلم محمد العامري، أيمن السليم يعكس جمال الروح وعمقه الإنساني – بقلم سالي علي، جواد الأسدي يقدم مسرحيته (سيرك) في بغداد – بقلم ظافر جلود، محمد كريم.. ريادته الفنية طورت (الفن السابع) عربياً – بقلم طارق إبراهيم حسان، فيلم (لا إجازة اليوم) أشبه بالتمرين الدعائي – بقلم محمود الغيطاني، فيلم (التقييم) الإنسانية والمستقبل المستدام – بقلم أسامة عسل.
وفي باب (تحت دائرة الضوء) قراءات وإصدارات: بلاغة السرد.. والدلالة – بقلم خاطر محمد عبده، ديوان (تغذية الشمس) توثيق لإبداع آسيوي في الخليج – بقلم محمد حسين طلبي، محمد عبدالقادر سبيل يطوف في عوالم الإبداع – بقلم زمزم السيد، الحس المتوهج في رواية (الروحانية) – بقلم فاطمة زيادي، محاضرات عن مسرحيات (أحمد شوقي) – بقلم ناديا عمر، بين الرؤية والنص في ترجمة النقد التشكيلي الحديث – بقلم إيمان محمد أحمد، ديوان شعري للأطفال (هنا بيتي) لمحمد حلمي – بقلم عبده الزراع، تعريب المصطلح وترجمته في العلوم الإنسانية – بقلم نجلاء مأمون.
من جهة ثانية؛ تضمّن العدد مجموعة من المقالات وهي: لحظة التفكير والكتابة – بقلم رعد أمان، منابر للثقافة والمعرفة – بقلم سلوى عباس، حكاية الفروسية – بقلم مازن العليوي، هان كانغ.. رواياتها تستكشف المعاناة الإنسانية – بقلم مروى بن مسعود، قضايا النحو والصرف في ميزان التجديد والإبداع – بقلم د. عبدالمنعم مجاور، رسم الشخوص في روايات اليافعين – بقلم مصطفى غنايم، جهود رواد النهضة العربية المعاصرة في ميدان الصحافة والأدب – بقلم د. ضياء الجنابي، محمد عبدالله الريح.. ثنائية العلم والإبداع – بقلم د. جيهان إلياس، التخييل في رواية (قبل البدء) للكاتب محمود الرمحي – بقلم محمد نجيب قدورة، ترجمة فارس يواكيم.. أراغون و(عيون إلزا) إلى العربية – بقلم بول شاوول، (البيت القديم) دراسة مقارنة بين نجيب محفوظ المصري ولوشون الصيني – بقلم مصطفى عبدالله، السيد نجم.. والشخصية الرئيسة في رواية (حكايات طرح النيل) – بقلم عذاب الركابي، جدل الواقع والتخييل في نصوص عمر أبو القاسم الككلي – بقلم د. هويدا صالح، الحاضر في آداب العالم.. أبوليوس الجزائري صاحب رواية (الحمار الذهبي) – بقلم عبدالنبي اصطيف، الشعر والخيمياء في التراث – بقلم نبيل سليمان، يمنى العيد جمعت بين النظرية والتطبيق – بقلم لوركا سبيتي، تأثير الثقافة الرقمية في الهوية والشخصية – بقلم نورا إبراهيم، تجانس المعالجات التشكيلية – بقلم نجوى المغربي، التضاد في الشعر واللغة العربية – بقلم سامر الخطيب، الفضول المعرفي في السينما – بقلم فوزي تاج الدين.
وقد أفرد العدد مساحة لمجموعة من القصص القصيرة والترجمات لكوكبة من الأدباء والمبدعين العرب، وهي: منار أكرم جحجاح (بين شغاف الذاكرة) قصة، (بين شغاف الذاكرة) متاهة الحياة في الفن – بقلم د. سمر روحي الفيصل، هشام أزكيض (أفكار مزعجة جداً) قصة قصيرة، سريعة سليم حديد (الوجه الجميل) قصة قصيرة، خالد ماضي (محراث قديم) قصة قصيرة، زليخة بونار (الصمت) قصيدة مترجمة، إضافة إلى تراثيات عبدالرزاق إسماعيل (يرتجل الشعر كما يتنفس)، وأشعار لها أصداؤها (أبو الشمقمق)- بقلم وائل الجشي، و(أدبيات) فواز الشعار، التي تضمنت جماليات اللغة ووادي عبقر وينابيع اللغة.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

حاكم الشارقة يصدر مرسوماً بإنشاء وتنظيم متحف مقتنيات الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي

أصدر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مرسوماً أميرياً بشأن إنشاء وتنظيم متحف مقتنيات الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي.

ويُنشأ بموجب المرسوم متحف في الإمارة يُسمى: «متحف مقتنيات الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي»، يتمتع بالشخصية الاعتبارية وبالأهلية الكاملة لإجراء التصرفات القانونية اللازمة لتحقيق أهدافه وممارسة اختصاصاته، ويكون له الاستقلال المالي والإداري، وتعود ملكيته لحكومة الإمارة، وتعود ملكية جميع المقتنيات المعروضة في المتحف إلى سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي.

ونص المرسوم على أن يُعتمد مسمى المتحف باللغة الإنجليزية كالتالي:

‏«Sheikha Jawaher Bint Mohammed Al Qasimi Collection».

وبحسب المرسوم يكون المتحف، برئاسة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، ويكون مقره الرئيس في حي الشارقة للإبداع في مدينة الشارقة، ويجوز بقرار من الرئيس أن يُنشأ له فروع في بقية مدن ومناطق الإمارة.

أخبار ذات صلة سلطان بن أحمد يكرّم الفائزين بـ «شمس» للمحتوى العربي الشارقة ضيف شرف الدورة الـ 30 لـ«معرض الرباط للكتاب»

ويتولى إدارة المتحف مدير يصدر بتعيينه قرار من الرئيس، ويكون مسؤولاً أمامه، يُعاونه عدد كاف من الموظفين، ويُحدد القرار مهام المدير وصلاحياته.

ووفقاً للمرسوم يهدف المتحف إلى تحقيق ما يلي، عرض المقتنيات الفريدة بهدف إلهام الجيل القادم من المصممين والحرفيين ومحبي الحرف، وتسليط الضوء على الأثر الذي أحدثته التقاليد الحرفية الإسلامية والعربية على الأشكال الفنية التاريخية والمعاصرة، والاحتفاء بمقتنيات الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي والمساهمات الجليلة التي قدمتها في مجالات الفنون الزخرفية والمهارة الحرفية، فضلاً عن جهودها الإنسانية، وإثراء ثقافة الجمهور وتعريف الزوار بمختلف جوانب الفنون الزخرفية والمهارة الحرفية التي تتطلبها صناعة المجوهرات والخزف والأقمشة والعطور، إضافة إلى أن يكون مصدراً يستعين به الباحثون والخبراء في مجالات تاريخ الفن وعلم الآثار والفن الحديث والمعاصر والتصميم، وتعزيز فهم الفنون الزخرفية والمهارة الحرفية التقليدية والمعاصرة والتصميم، بجانب استقطاب الخبراء والفنانين على المستوى المحلي والعالمي.

ويكون للمتحف في سبيل تحقيق أهدافه ممارسة الاختصاصات الآتية، رسم السياسة العامة ووضع الخطط الإستراتيجية لتنظيم العمل في المتحف وتوفير إمكانية الوصول إلى المصادر الرئيسة والوثائق التاريخية والمنشورات الأكاديمية، وتأسيس أرشيف رقمي يوفر وصولاً عن بعد للباحثين والخبراء من جميع أنحاء العالم ودعم المبادرات الخيرية التي تعكس التزامها بدعم الفنون والحرف اليدوية، وتأسيس صندوق لدعم الفنانين والحرفيين الناشئين، وخلق فرص جديدة للمتاحف للمشاركة في الأنشطة الخيرية التي تتماشى مع مقتنياتها، بجانب استضافة عروض حرفية حية وإقامة المعارض والفعاليات الحرفية التي تعكس اتقان وبراعة كل قطعة من مقتنيات المتحف، واستضافة وتنظيم الورش بإشراف خبراء في الفنون الزخرفية وتصميم المجوهرات وصناعة العطور، واستضافة وإقامة المحاضرات والندوات والمؤتمرات المتعلقة بالفنون الزخرفية والمهارة الحرفية والتأثيرات التاريخية والممارسات المعاصرة، إضافة إلى تقديم برامج تعليمية متخصصة وتنظيم مسابقات في التصميم لطلبة كليات التصميم والفنون، وتقديم الإرشاد والتوجيه الطلابي لهم بالتنسيق مع المصممين والفنانين الممارسين.

كما تشمل الاختصاصات، إعداد برنامج الطالب السفير بالتعاون مع مجلس إرثي للحرف المعاصرة لاحتواء الطلاب ضمن أنشطة المتاحف وتعزيز التعلم بين الأقران، وإعداد برامج منح دراسية ودعم المبادرات البحثية التي تركز على تاريخ الفنون الزخرفية والمهارة الحرفية وممارساتها، وإقامة برامج التدريب والتلمذة المهنية التي توفر خبرة عملية في مجال الفن والتصميم والمهارة الحرفية، وإبرام العقود والاتفاقيات ومذكرات التفاهم والشراكات المحلية والدولية مع الجهات والهيئات والمؤسسات الأكاديمية والبحثية المماثلة ومع الحرفيين المحليين والخبراء الدوليين، والاستعانة بالخبراء والاستشاريين وبيوت الخبرة في كل ما يتعلق بأعمال المتحف، ويجوز الاستعانة بالجهات المعنية للحصول على الدعم الإداري والفني والتعاون مع الجهات الأخرى التي تدخل ضمن أهداف المتحف واختصاصاته، إضافة إلى أي اختصاصات أخرى يكلف بها من قبل الرئيس.

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • حاكم الشارقة يصدر مرسوماً بإنشاء وتنظيم متحف مقتنيات الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي
  • سلطان بن أحمد يكرّم الفائزين بـ «شمس» للمحتوى العربي
  • سلطان بن أحمد القاسمي يشهد اللقاء السنوي للإعلاميين
  • سلطان بن أحمد يكرّم الفائزين بجائزة شمس للمحتوى العربي
  • مناقشة رواية من سلسلة إبداعات التفرغ بالمجلس الأعلى للثقافة
  • سلطان بن أحمد القاسمي يكرّم الفائزين بجائزة شمس للمحتوى العربي
  • سعود بن صقر يشهد عقد قران عبدالله بن ماجد النعيمي على كريمة سلطان بن حميد القاسمي
  • سلطان بن أحمد القاسمي يكرّم الفائزين بجائزة "شمس" للمحتوى العربي
  • العدد المئوي لـ "الشارقة الثقافية"
  • جامعة الملك خالد تُنظّم حفل تكريم الجامعات العربية المدرجة في التصنيف العربي 2024 وتطلق منتدى “توجهات المستقبل”