في اليوم العالمي لذوي الهمم، ينبغي أن يعي كل إنسان دوره وواجبه نحوهم، وأن تكون هناك ثقافة إيجابية في حسن المعاملة معهم، فالإسلام حثَّ على تكريم ذوي الاحتياجات الخاصة ومواساتهم.

علماء من ذوي الهمم

كما مثّل لنا النبي -صلى الله عليه وسلم- القدوة الحسنة في التعامل مع ذوي الهمم، والقيام برعايتهم والاستجابة لهم، وقد حرصت الشريعة الإسلامية على إتاحة الفرصة كاملة لهم للقيام بدورهم في المجتمع، ولم تجعلهم معزولين عن المشاركة المجتمعية.

والإسلام اهتم بذوي الاحتياجات الخاصة اهتمامًا كبيرًا؛ بل وحثّ أتباعه على العناية بهم ورعايتهم، فنجد أن النصوص الشرعية واضحة في دعوتها لأبناء المجتمع الإسلامي على وجوب رعايتهم، والوقوف بجانبهم ليحيوا حياة كريمة مع غيرهم.

وفي هذا الإطار نرصد في هذا التقرير علماء في الإسلام كانوا من ذوي الهمم، وفقا لما حصرته الإدارة العامة لشئون القرآن بالأزهر الشريف.

عبد الله ابن أم مكتوم

الصحابي الجليل عبد الله ابن أم مكتوم ، وكان سيدنا عبدالله هو مؤذن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وكان ضرير -كفيف-

عبدالله بن أم مكتوم هو عبدالله بن قيس بن زائدة ابن خال السيدة خديجة -رضي الله عنها- أمُّ المؤمنين، واسم أمِّه عاتكة بنت عبدالله بنت عنكثة، ويُقال كان اسمه الحُصين فسمَّاه النبيِّ عبدالله، أسلم في مكة وكان من السابقين الأولين إلى الإسلام، كما أنَّه كان أوَّل من هاجر إلى المدينة وكان يتسابق هو ومصعب بن عمير على أهل المدينة ليقرآنهم القرآن ويفقهوهم بالدَّين، وكان ابن أمَّ مكتوم ضريرًا فقد ذهب بصره وهو غلام؛ لذلك كان النبيُّ يستخلفه في المدينة في عامَّة غزواته، وقد استخلفه النبيُّ ثلاث عشرة مرَّة، كما أنَّه كان يؤذن للصلاة تارةً ويقيم لها تارةً أخرى، وقد نزلت به السورة الكريمة سورة عبس فهو الصحابيِّ المقصود بالآية الكريمة {عَبَسَ وَتَوَلَّى*أَن جاءَهُ الأَعمَى}.

عبد الرحمن بن هرمز الأعرج

سيدنا عبد الرحمن بن هرمز الأعرج المتوفي سنة 117 هـ شيخ الإمام نافع تابعي ومقرئ ولغوي مدني ، وأحد رواة الحديث النبوي.

عطاء بني أبي رباح

سيدنا عطاء بني أبي رباح، وهو فقيه وعالم حديث وهو من الفقهاء والتابعين في القرن الأول والثاني الهجري

الدوري أبو عمر

المقرئ الكبير، الدوري أبو عمر حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صهبان بن عدي بن صهبان الدوري

روى قراءتي الإمامين أبي عمرو والكسائي، كان ثقة ثابتا ضابطا

أبو القاسم الشاطبي

الإمام الكبير، أبو القاسم بن فيره بن خلف بن أحمد الشاطبي الأندلسي الرعيني الضرير

ألف أبو القاسم، حرز الأماني ووجه التهاني في القراءة السبع "الشاطبية" وولد سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة في الشاطبية شرقي الأندلس.

محمد بن عيسي

الإمام الكبير، أبو عيسى محمد بن عيسي بن سورة بن موسى بن الضحاك السلمي الترمذي

مصنف كتاب الجامع المعروف بسنن الترمذي، حافظ للحديث.

أحمد عبد العزيز الزيات

الإمام الكبير، أحمد عبد العزيز الزيات، كان الشيخ إماما في القراءت بلا نظير، وآية في العلم والحياء والفضل والنبل، زكي القلب يقظ الضمير، من أكبر علماء العلوم الشرعية والعربية وقد نفع الله به طويلا الأمة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: القرآن القدوة الحسنة علماء اليوم العالمي لذوي الهمم ذوي الهمم المزيد المزيد ذوی الهمم

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية: التاريخ نماذج التلاحم بين المسلمين والمسيحيين مثل الهجرة للحبشة ووثيقة المدينة

عَقد جناحُ دار الإفتاء المصرية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب -اليوم الإثنين- ندوةً جديدة بعنوان "الفتوى والعيش المشترك"، بحضور الدكتور نظير مُحمَّد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، حيث شارك فيها كلٌّ من نيافة الأنبا إرميا، الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأُرثوذكسي، والأمين العام المساعد لبيت العائلة، والدكتور محمد أبو زيد الأمير، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشريف والمنسق العام لبيت العائلة المصرية، وشهدت حضورًا مكثفًا من قِبل روَّاد المعرض وعدد من الباحثين والإعلاميين.

وفي معرض الندوة عبَّر المفتي في كلمته عن شُكره وترحيبه بنيافة الأنبا إرميا والدكتور محمد الأمير، مؤكدًا أهميةَ هذا اللقاء الذي يعكس روح التفاهم والتعايش بين أبناء الوطن الواحد.
وأشار فضيلته إلى العلاقة الوثيقة التي تجمعه بنيافة الأنبا إرميا، موضحًا أن هذه العلاقة ليست مجرد صداقة شخصية فحسب، بل تتجاوز ذلك لتجسد تعاونًا مشتركًا بين المؤسستين الدينيتين الإسلامية والمسيحية، وأكد أن كلتا المؤسستين تقومان بدَورهما الوطني في مواجهة تحديات الواقع الاجتماعي، وتعزيز قيم السلام والمواطنة.

وتطرق الدكتور نظير مُحمَّد عيَّاد إلى الدَّور الذي تقوم به دار الإفتاء المصرية في تصحيح المفاهيم الدينية بما يتماشى مع طبيعة الناس وظروفهم، مع الالتزام بأصول الدين، وأوضح أن الفتوى الرشيدة هي التي تحقق التوازن بين الحفاظ على تعاليم الدين ومراعاة العَيْش المشترك بين أبناء الوطن.

كما شدَّد على أن التاريخ الإسلامي شهد لقاءاتٍ هامةً تعكس روح التلاحم بين المسلمين والمسيحيين، مثل اللقاء الذي جمع المسلمين بالمسيحيين في الحبشة خلال عهد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ووثيقة المدينة المنورة، فضلًا عن أمثلة متعددة عبر عصور الإسلام المختلفة، وأكد أنَّ أيَّ فتوى تخالف هذه المبادئ ليست من الدين في شيء، بل تعود إلى فهم خاطئ من قِبَل أصحابها.

وفي ختام كلمته، وجَّه الدكتور نظير مُحمَّد عياد شكره لنيافة الأنبا إرميا والدكتور الأمير، داعيًا الله أن يديم روح المودة والرحمة بين الجميع، وأن يسود الخير والسلام لما فيه مصلحة الوطن والعباد.
من جهته بدأ نيافة الأنبا إرميا -الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي والأمين العام المساعد لبيت العائلة- كلمته بقوله: "باسم الإله الواحد الذي نعبده جميعًا"، موجِّهًا الشكرَ للمفتي والحاضرين، وأشار إلى أن مسئولية الفتوى هي مسئولية الأمن والسلام في المجتمع، موضحًا أنه عندما تصدر الفتوى من شخصٍ سَوِيٍّ فإنها تأتي بالصورة المناسبة التي يقدمها الدين؛ مما يؤدي إلى بناء المجتمعات وازدهارها، أمَّا البلاد التي تفشَّت فيها الفتاوى غير السليمة فإن مصيرها إلى الزوال.

وتناول الأنبا إرميا مفهومَ "العيش المشترك" الذي دعت إليه الأديان السماوية من خلال ثوابت مشتركة، فقال: "جاء في المسيحية: اطلبوا السلام واسعوا وراءه، وطوبى لصانعي السلام، وإن سلمتم على إخوانكم فقط فما الذي تصنعون؟ فالسلام يجب أن يكون حتى مع الأعداء، فكيف بشركاء الوطن؟"، وأكد أن المسيحيين يسعون دائمًا للعيش السلمي المشترك.

أما في القرآن الكريم، فقد ورد اسم الله "السلام" في سورة الحشر، وجاء الأمر بالدخول في السِّلم كافة في سورة البقرة. وأشار إلى أن الله خلق الناس جميعًا مختلفين في المعتقدات والأجناس والمفاهيم ليعيشوا في تعاون ومحبة، مستشهدًا بقوله تعالى: {لِتَعَارَفُوا} [الحجرات: 13]، كما ذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: «أفشوا السلامَ بينكم»، موضحًا أن القرآن أَولى اهتمامًا خاصًّا بالتعامل مع أهل الكتاب، مستدلًّا بقوله تعالى: {مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ} [آل عمران: 113].

واستشهد نيافة الأنبا بما قاله الدكتور حمدي زقزوق رحمه الله عن الرحمة والرأفة التي زرعها الله في قلوب أتباع السيد المسيح عليه السلام، مستدلًّا بقوله تعالى: {وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً...} [الحديد: 27]، وقوله تعالى: {وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} [المائدة: 82].

وتطرَّق الأنبا إلى أهمية ضبط الحماس الديني، مستشهدًا بقول الله تعالى: {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ} [الغاشية: 22]، وبقوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا} [يونس: 99]، وكذلك: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} [البقرة: 256]. كما أشار إلى الآية التي تعطي الحق في الدفاع عن الوطن والدين والعرض: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة: 8].

وفي سياق الندوة، أضاف الأنبا إرميا أن الجهود المشتركة في بيت العائلة قد أثمرت تعزيزَ قِيَم التفاهم والتعايش المشترك بين أبناء الوطن، مشيرًا إلى بعض الإشكاليات التي ظهرت خلال هذا المسار، وأوضح أن الأجيال الحالية قد لا تدرك كيفية زرع الفتن كما ورد في كتاب هنري كيسنجر الذي تطرق إلى خطط تقسيم البلاد العربية بهدف تفتيتها، بما في ذلك السعي إلى إحداث انقسامات بين السُّنَّة والشيعة والمسلمين والمسيحيين.

وأشاد الأنبا بفِطنة الإمام الأكبر وتنبُّهه للخطر القادم، مؤكدًا صعوبة التغلب على ما زُرع في عقول الناس من عداوات تاريخية.

وتذكَّر الأنبا قول الله تعالى: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [العنكبوت: 46]، وقوله: {وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ} [العنكبوت: 46]، إلى جانب الإشارة إلى الصلح بين النبي صلى الله عليه وسلم ونصارى نجران، وما حدث من سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما امتنع عن الصلاة في الكنيسة حتى لا يأتي من بعده من يحاول الاستيلاء عليها.

وأكَّد الأنبا أن من بين الإشكاليات حالة النفور بين الشيخ والقسيس، والتي تم تجاوزها بتقريب وجهات النظر وتغيير الفكر المترسِّخ وبناء صداقات متينة بينهما، وذكر كذلك أن سيدنا معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما استعان بطبيب نصراني؛ ما يعكس حالة التعاون بين المسلمين والمسيحيين منذ القدم، كما استشهد بتكليف ابن طولون لمهندس قبطي ببناء المسجد، مشيرًا إلى أن هذا الوعي بالتعاون المشترك ضروري لاستقامة أحوال البلاد وتنميتها، والحفاظ عليها من التفكك والانهيار.

وفي إطار الندوة، أشار الأنبا إرميا إلى ذكاء عمرو بن العاص عندما دخل مصر، حيث تمكن من التعامل مع الانشقاق بين الأقباط والرومان الذين حاولوا استمالته تحت نفوذهم، لكنه أدرك تلك المحاولة بحنكة، وبعد انتهاء الحرب، وجد أحد القساوسة هاربًا من كرسيه البابوي، فأعطاه كتاب أمان وأعاده إلى مقره بعد غياب دام سنوات.

وأكد الأنبا إرميا أن مصر كانت وما زالت دولة تعددية تستقبل الثقافات والأديان المختلفة، مشيرًا إلى دخول الأنبياء إلى مصر مثل: إبراهيم، ويوسف، وموسى، وعيسى عليهم السلام، بالإضافة إلى رحلة هروب المسيح مع أمه مريم العذراء، كما استعرض مكانةَ السيدة مارية القبطية في حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، واستشهد بقوله تعالى في سورة يوسف: {ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} [يوسف: 99]، إلى جانب النصِّ الوارد في الكتاب المقدس: "مبارك شعبي مصر".

وأشار إلى لفتة احترام وتقدير من المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، حيث تم طباعة كلمة فضيلة مفتي الجمهورية ضمن منشورات المركز الثقافي، وفي حديثه عن بناء الإنسان أوضح الأنبا إرميا أن الأديان السماوية جاءت للحفاظ على الإنسان وتعزيز قِيَم التعامل الإنساني للوصول به إلى بر الأمان، وأكد أن الأديان جميعها تتفق على أهمية بناء الإنسان وتنميته ليحيا حياة سعيدة.

كما أشار إلى أن السيد المسيح جاء ليبارك الأسرة ويرفض الانحرافات الأخلاقية، وهو ما أيده القرآن الكريم، وبيَّن الأنبا إرميا أن هناك مشتركات بين الرسالات السماوية تهدف إلى بناء الإنسان وتطويره، واختتم بالدعوة إلى إبراز هذه المبادئ والقِيَم المشتركة ونشرها، مؤكدًا على ضرورة تكاتف أبناء الوطن لتحقيق التقدم والنهضة رغم الاختلافات.

كما تحدَّث الدكتور محمد أبو زيد الأمير، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشريف والمنسق العام لبيت العائلة المصرية، موضحًا أن مصر دائمًا كانت حريصة على تعزيز روح المواطنة، ليس فقط من خلال التشجيع عليها بل من خلال ترسيخها بين كافة أبناء الشعب المصري دون النظر إلى الدين أو اللون أو الجنس، وهذا نابع من إيمان مصر بأن الدين لله والوطن للجميع، وتحت هذه المبادئ يتسع الوطن لجميع أبنائه، ومن هذا المنطلق يقدِّر الأزهر الشريف بقيادة الإمام الأكبر فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد الطيب الكنائس المصرية، وعلى رأسها الكنيسة القبطية الأُرثوذكسية بقيادة قداسة البابا تواضروس، كما يكنُّ أبناء الكنائس المصرية للأزهر الشريف ودار الإفتاء وكافة المؤسسات الدينية التقدير والاحترام.

وأضاف أن مصر تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي قدمت نموذجًا مثاليًّا في تحقيق التعايش السلمي والمواطنة الحقيقية، وذلك من خلال حرصها على وضع تشريعات دستورية تدعم سياسة رسمية مشتركة تهدف إلى تحقيق المساواة والتسامح والتعايش السلمي بين جميع أفراد المجتمع، وأكد أن الدستور المصري في المادة الثالثة ينص على أن مبادئ شرائع المصريين من المسيحيين واليهود هي المصدر الرئيسي للتشريعات التي تنظم شؤونهم وأحوالهم، مما يمنحهم كامل الحرية في ممارسة شعائر دينهم.

وتحدث أيضًا عن فكرة "بيت العائلة المصرية" التي طُرحت من قِبل فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، عقب أحداث كنيسة القديسين، هذه الفكرة التي لاقت قَبولًا من قداسة البابا شنودة، والتي تهدُف إلى الحفاظ على الوحدة الوطنية وحماية أبناء مصر؛ وبناءً على ذلك صدر قرار مجلس الوزراء بإنشاء بيت العائلة المصرية، وتبنى الأزهر الشريف إعلانًا عن المواطنة والعَيْش المشترك، ويستمر هذا المشروع منذ أكثر من 13 عامًا بهدف تعزيز الوحدة الوطنية بين أبناء مصر.

وأشار إلى حضارة مصر العريقة التي تمتدُّ لأكثر من سبعة آلاف عام، وأن المصريين جميعًا يشتركون في هذه الحضارة العظيمة، كما تحدث عن العائلة المقدسة التي مرَّت بعدَّة مسارات في مصر، مثل: أسيوط وسخا والدير المعلق، مؤكدًا أن هذه المسارات تعكس عمق العيش المشترك بين المصريين على مر العصور.

وأوضح أن مفهوم "العائلة المصرية" ليس سوى صيغة حديثة للتعامل بين المسلمين والمسيحيين في مصر، مؤكِّدًا أن الشريعة الإسلامية جاءت للحفاظ على الإنسان وحمايته، بما يضمن حفظ الكليات الخمس التي تحمي الإنسان.

وفي ختام حديثه، أشار إلى أن حُرمةَ الإنسان عند الله أعظمُ من أي شيء آخر، مستشهدًا بما قاله النبي محمد صلى الله عليه وسلم حول حُرمة النفس البشرية عند طوافه حول الكعبة المشرَّفة، حينما قال صلى الله عليه وسلم موجهًا حديثه إلى الكعبة: "ما أعظمك وما أعظم مكانك! ما أطيبك وما أطيب ريحك!" ثم قال: إن حرمة الإنسان أعظم عند الله منك. 
 

كما أكَّد أن الإنسان هو بنيان الربِّ ملعون من هَدمه، وأن كل ما يترتب على ذلك هو الحفاظ على هذا الكيان العظيم، موضحًا أن مصر، هذا البلد الذي نعيش فيه أساسه مبني على أمر التعددية الدينية من آلاف السنين، وهذه الندوة تطبيق عملي على الواقع الحقيقي الذي يعيشه أبناء مصر، فمصر بلد التعددية، وهذه عمامة الأزهر، وهذا هو لباس الكنيسة، مؤكدًا أن مصر هي بهجة الأكوان.

مقالات مشابهة

  • وفد من علماء الأوقاف يزور مركز الأورام بالفيوم ضمن مبادرة "مودة ورحمة"
  • 3 أمور من امتلكها حيزت له الدنيا بحذافيرها.. و34 حالة استعاذ منها النبي
  • 5 كلمات حث عليها النبي أمته.. اعمل بهن وعلمهن لغيرك
  • أغلبهم من مصر.. وزير الأوقاف: الله يبعث على رأس كل مائة سنة علماء يجددون الدين
  • لماذا أوصى النبي بذكر الله في كل وقت وحال؟.. بسبب 10 جوائز ربانية
  • ماذا أفعل إذا كانت ذنوبي كثيرة؟.. انتبه لـ10 حقائق بحديث النبي
  • لماذا أوصى النبي بقراءة آية الكرسي 3 مرات بعد صلاة العشاء؟
  • مفتي الجمهورية: التاريخ نماذج التلاحم بين المسلمين والمسيحيين مثل الهجرة للحبشة ووثيقة المدينة
  • أحد علماء الأوقاف: إزالة الغل والحقد والحسد من القلب يدخل الجنة
  • التاريخ الهجري اليوم.. ومواقيت الصلاة في محافظة القاهرة