ترقب عالمي| وزراء خارجية إيران وتركيا وروسيا يبحثون الوضع في سوريا.. والعراق يلوح بالتدخل
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تترقب الأوساط العالمية ما أفادت به وسائل إعلام إيرانية أن وزراء خارجية إيران وتركيا وروسيا قد يجتمعون فى إطار مسار أستانة يومي ٧ و٨ ديسمبر لمناقشة الوضع السوري على هامش منتدى الدوحة.
ويأتي هذا الاجتماع فى وقت حساس بعد تصاعد هجمات الفصائل السورية المسلحة فى حلب وإدلب، حيث سيطرت الفصائل على حلب لأول مرة منذ عام ٢٠١١.
فى نوفمبر الماضي، أكد المبعوث الخاص للرئيس الروسى إلى سوريا ألكسندر لافرينتيي، أن هناك احتمالًا لعقد قمة لزعماء الدول الثلاث فى روسيا عام ٢٠٢٥ لمناقشة تطورات الوضع السوري، لكن يبدو أن الاجتماع خلال هذا الشهر وعدم تأجيله للعام القادم بات ضرورة ملحة بعدما أطلقت التنظيمات المسلحة خلال الأيام الماضية هجومًا واسعًا ضد الجيش السوري، وسيطرت على كل أحياء مدينة حلب، ثانى أكبر مدن سوريا، كما استكملت السيطرة على محافظة إدلب، وواصلت تقدمها باتجاه حماة.
فى ١٩ يوليو عام ٢٠٢٢، اجتمع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين مع نظيريه التركى رجب طيب أردوغان والإيرانى الراحل إبراهيم رئيسى فى العاصمة الإيرانية طهران، فى صيغة أستانة، حيث أكد الزعماء الثلاثة التزامهم بـ"سيادة سوريا ووحدة أراضيها"، كما تم التأكيد على عدم وجود أى بديل للتسوية السياسية فى ذلك البلد.
وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجى قد التقى مؤخرًا نظيره التركى هاكان فيدان فى أنقرة، حيث بحثا الأوضاع فى غزة وسوريا. كما التقى عراقجى مع بشار الأسد فى دمشق لمناقشة التطورات الأخيرة فى الشمال السوري، مشيرًا إلى دعم إيران لاستقرار سوريا وأمنها.
العرق يلوح بتدخل عسكريفى غضون ذلك، أصدر تحالف الإطار التنسيقى الحاكم فى العراق بيانًا، الاثنين الماضي، قال فيه إن ما يجرى فى سوريا "احتلال من الإرهابيين". وأضاف فى بيان عقب اجتماع له شارك فيه رئيس الوزراء محمد شياع السودانى أن "أمن سوريا امتداد للأمن القومى العراقي"، مثمنًا جهود الحكومة فى ما يتعلق بتأمين الحدود.
غير أن المتحدث العسكرى باسم الحكومة العراقية يحيى رسول لوح بتدخل عسكرى عراقى فى سوريا، رافضًا الحديث عن وجود فصائل معارضة سورية.
وأكد رسول فى برنامج تليفزيوني، أن "مناطق شمال الفرات فيها تنظيمات إرهابية مثل (داعش)، (جبهة النصرة)، وجماعات أخرى. هذه المجموعات إرهابية وليست معارضة"، زاعمًا أن زعيم هيئة تحرير الشام أبومحمد الجولانى طبيب سعودى وليس سوريًا.
وتابع: "لن ننتظرهم ليصلوا إلى الحدود، الآن يوجد جهد استخبارى يتابع ما يجرى ويحلل ويقدم تقريرًا كل ساعة"، وأضاف: "لدينا استخبارات داخل سوريا ومخترقة لهذه الجماعات، إذا وجدت فكرة للاقتراب من العراق سوف نستهدفهم قبل إتمام الفكرة، حتى لو كانوا داخل سوريا". ووفقًا للمتحدث العسكرى العراقى باسم الحكومة، فإن رئيس الوزراء استمع إلى إيجاز من رئيس النظام السورى بشار الأسد عن الوضع هناك باتصال الأخير معه، مؤكدًا أن "نظام بشار الأسد لن يسقط، لأن كل الدول العربية والجامعة العربية مع الدولة السورية"، وفقًا لقوله.
وردًا على دعوات الحوار مع المعارضة السورية، قال رسول: "لا نتحاور مع إرهابيين، وإنما مع دولة وليس مع منظمات إرهابية". فى المقابل، اعتبر المتحدث العسكرى أن وجود الميليشيات العراقية فى سوريا "حق" لتلك الجماعات طبقًا لسياساتها، وأكد أن الحكومة "لا تتدخل بشأن هذه المجاميع".
دعوات للحوارمن جانبه، دعا خميس الخنجر، رئيس تحالف السيادة، الذى يمثل أكبر القوى العربية السنية فى العراق، الحكومة العراقية إلى العمل على الجمع بين ممثلى المعارضة السورية والنظام، بمشاركة دول إقليمية، أبرزها إيران، وتركيا، والسعودية، وقطر، والأردن، والإمارات، بهدف وضع حل للأزمة السورية. ودعا الخنجر فى بيان إلى عدم التدخل بالشئون السورية التزامًا بالمادة الثامنة من الدستور، وتجنيبًا للعراق من مآلات هذا التدخل، مطالبًا بسحب المقاتلين العراقيين من الأراضى السورية "إن وجدوا".
ردود الفعل فى إسرائيلوعن ردود الفعل العلنية فى إسرائيل حول ما يجرى فى سوريا، أكدت تل أبيب أنها لن تسمح لطهران باستغلال ما يجري.
وقال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل تراقب التطورات فى سوريا عن كثب، وأضاف نتنياهو، خلال زيارته مجنّدين جدد فى قاعدة بوسط إسرائيل: نراقب الأحداث فى سوريا باستمرار. نحن مصممون على الدفاع عن مصالح إسرائيل الحيوية، والحفاظ على إنجازات الحرب".
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاى أدرعى فى بيان على حسابه فى إكس إن بلاده تتابع ما يجرى فى سوريا عن كثب وستضمن عدم استغلال إيران للأوضاع من أجل نقل أسلحة إلى حزب الله فى لبنان عبر الأراضى السورية.
كما أضاف أن حزب الله منى بهزيمة فى المعركة الأخيرة وبالتالى يجب ضمان عدم تلقيه أى أسلحة من سوريا، وفق تعبيره.
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، اعتبر فى أول تعليق إسرائيلى على الأحداث السورية، أنه "لا يوجد طرف جيد"، فى إشارة إلى الفصائل المسلحة و"هيئة تحرير الشام" التى سيطرت على حلب من جهة، والجيش السورى من جهة أخرى.
فى غضون ذلك، قالت صحيفة "هآرتس" إن الجيش الإسرائيلى يخشى سيطرة الفصائل السورية المسلحة على مواقع الأسلحة الكيميائية التابعة للجيش السورى.
ويشير التقرير إلى أن القلق الرئيسى يتمثل فى احتمال وصول التنظيمات المسلحة أو الميليشيات المدعومة من إيران إلى أسلحة فى سوريا تشكل تهديدًا كبيرًا لإسرائيل، مثل الصواريخ أو الأسلحة الكيميائية.
وفى حال وقعت مثل هذه الأسلحة فى أيدى التنظيمات أو الميليشيات الإيرانية، فإن إسرائيل ستضطر إلى التحرك بطريقة "قد تؤثر على سوريا والشرق الأوسط بأكمله"، بحسب "هآرتس".
ويضيف التقرير أن إسرائيل نقلت مؤخرًا رسائل إلى الرئيس السورى بشار الأسد، عبر روسيا، تطالبه فيها بـ"الحفاظ على سيادته وعدم السماح لإيران بالعمل على أراضيه".
وقد أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه إزاء التصعيد فى شمال غرب سوريا، ودعا إلى وقف القتال فورا، والعودة للمسار السياسي.
ونقل المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك عن غوتيريش تذكيره للأطراف بضرورة الالتزام بالقانون الدولي، ودعوته العاجلة إلى العودة للعملية السياسية، وفقا للقرار ٢٢٥٤ الصادر عن مجلس الأمن عام ٢٠١٥.
ودعا غوتيريش الأطراف إلى وقف العنف فورا والبقاء على اتصال مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسون.
من جهته، دعا بيدرسون الأطراف السورية والدولية الرئيسية إلى المشاركة فى مفاوضات جدية وموضوعية لإيجاد طريقة للخروج من الصراع والتركيز على الحل السياسى وفق قرار مجلس الأمن ٢٢٥٤.
وبدأت فصائل المعارضة السورية المسلحة الأربعاء الماضى هجوما عسكريا حمل اسم عملية "ردع العدوان"، هو الأوسع منذ سنوات، سيطرت خلاله على مساحات واسعة ومدن وبلدات رئيسية شمال غربى البلاد، شملت معظم مدينة حلب بما فيها مطارها الدولي، واستكملت سيطرتها على كامل مساحة محافظة إدلب وعشرات القرى والبلدات فى ريف حماة وباتت على بعد ١٠ كيلومترات من مدينة حماة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إيران تركيا روسيا سوريا العراق بشار الأسد فى سوریا ما یجرى
إقرأ أيضاً:
إيران تحذر: أي صراع جديد سيكلّف تريليونات ويتجاوز حربَي أفغانستان والعراق
بغداد اليوم - بغداد
في رسالة تحذيرية واضحة إلى واشنطن، أكّد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن أي صراع عسكري جديد في الشرق الأوسط سيحمل كلفة باهظة تفوق ما أنفقته الولايات المتحدة في حربَي أفغانستان والعراق مجتمعين، مشددًا على أن "الثمن سيكون تريليونات من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين".
وجاءت تصريحات عراقجي في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست، اليوم الثلاثاء (8 نيسان 2025)، تابعته "بغداد اليوم"، حيث تناول فيه تطورات التواصل غير المباشر مع الإدارة الأمريكية، كاشفًا عن تبادل رسائل في الأسابيع الأخيرة بين طهران وواشنطن، واستعداد إيران لعقد جولة مفاوضات غير مباشرة يوم السبت المقبل في سلطنة عُمان، واصفًا اللقاء المرتقب بأنه "فرصة بقدر ما هو اختبار".
وأوضح وزير الخارجية الإيراني أن السعي إلى المفاوضات ليس تكتيكًا مرحليًا أو أيديولوجيًا، بل "خيار استراتيجي" اتخذته طهران رغم "جدار كبير من انعدام الثقة وشكوك جدية في النوايا الأمريكية"، مؤكدًا أن إيران مستعدة للعمل بجدية للوصول إلى اتفاق يعالج المخاوف المتبادلة.
وأشار عراقجي إلى أن استمرار سياسة "الضغط الأقصى" من قبل الإدارة الأمريكية يزيد الوضع تعقيدًا، معتبرًا أن أي خيار عسكري لن يكون فقط خطيرًا، بل "باهظ الكلفة إلى حد غير مسبوق"، مستشهدًا بتجربة الولايات المتحدة في حربي أفغانستان والعراق، اللتين كلفتا الخزينة الأمريكية ما يُقدّر بتريليونات الدولارات.
الملف النووي في صلب التفاوضوفيما يخص الاتفاق النووي، شدّد عراقجي على أن إيران لا تسعى إلى امتلاك السلاح النووي، وأن التزامها بالاتفاق لا يزال قائمًا حتى بعد سبع سنوات من انسحاب الرئيس السابق دونالد ترامب منه، موضحًا أن الاتفاق "قد لا يرضي البعض في واشنطن، لكنه يفي بالغرض"، وفق تعبيره.
وختم مقاله برسالة ضمنية إلى صقور الإدارة الأمريكية قائلاً: "علينا أولًا أن نتفق جميعًا على استحالة وجود خيار عسكري... وترامب نفسه يعلم هذه الحقيقة".
مؤشرات انفتاح في ظل تصعيدتأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه الإقليم تصعيدًا متسارعًا منذ أحداث 7 تشرين الأول، ما أعاد خلط الأوراق في المنطقة، ودفع واشنطن وطهران إلى محاولة إعادة فتح قنوات التواصل عبر أطراف وسيطة، مثل سلطنة عمان وقطر.
وتزامنت هذه الرسائل الدبلوماسية مع تحذيرات من انزلاق المنطقة إلى مواجهة مفتوحة، لا سيما بعد تزايد الضربات الجوية المتبادلة في سوريا والعراق، وتصاعد التوتر على جبهات أخرى كاليمن ولبنان، الأمر الذي جعل الملف النووي الإيراني يعود إلى الواجهة كمفتاح محتمل للتهدئة أو التصعيد، بحسب تطورات المشهد في الأيام المقبلة.
المصدر: واشنطن بوست + وكالات