أصبحت السيدة الفرنسية جيزيل بيليكوت أسوة لكثير من نساء العالم، وصارت مثالا يحتذى من حيث الجرأة والشجاعة، فبعد أن تعرضت للتخدير والاغتصاب، على يد أكثر من 50 رجلا يعتقد أن من بينهم زوجها السابق، قررت ألا تخفي هويتها خلال المحاكمة، ولكن كيف تتأذى الضحايا من العلنية هذه؟ سواء كانت جيزيل أو غيرها.

اعلان

تتجه محاكمة دومينيك بيليكوت الجنائية البارزة إلى نهايتها.

كان قرار السيدة لافتا للنظر، عندما أرادت أن تمثل علنًا أمام المحكمة، والتحدث إلى وسائل الإعلام.

قالت بيليكوت للمحكمة في تشرين الأول/أكتوبر 2024: "لقد قررت ألا أخجل، فلم أرتكب أي خطيئة". وقالت في الشهر نفسه: "إنني أعبر عن إرادتي وتصميمي على تغيير هذا المجتمع، قبل كل شيء".

تعرضت للاغتصاب من زوجها و50 رجلاً: كيف أصبحت جيزيل بيليكوت رمزاً فرنسياً لمكافحة العنف الجنسي؟

في الوقت ذاته، توفر المحاكم في مختلف أنحاء العالم بما في ذلك في فرنسا، تدابير خاصة لحماية هوية وشهادة الناجيات من الاغتصاب. ويحق للشهود المعرضين للخطر في فرنسا وأماكن أخرى الإدلاء بشهاداتهم في إجراءات مغلقة. ولا تسمي وسائل الإعلام الضحايا ولا تحدد هوياتهم عندما تبلغ عن الاغتصاب.

جيزيل بيليكوت تغادر قاعة المحكمة في أفينيون جنوب فرنسا 16 تشرين الأول أكتوبر 2024Lewis Joly/APالعلنية تهدف لتغيير الثقافة

تهدف هذه التدابير إلى حماية الناجيات من المواجهة مع الجناة وجهاً لوجه، ومن إلقاء اللوم على الضحايا وتشويه سمعتهم. لكن بعض الناجيات قررن تحدي المحاكم وثقافة الاغتصاب والطريقة التي يفهم بها الناس العار في الغالب.

تقول إحدى هؤلاء الناجيات من الاغتصاب في غينيا: "بصفتي محامية سابقة وباحثة في مجال الصوت، أدرس كيف تتحدث الناجيات من الاغتصاب عن العنف الجنسي، داخل المحكمة وخارجها.

نساء يتظاهرن لمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة مع استمرار محاكمة العشرات من الرجال المتهمين باغتصاب جيزيل بيليكوت 25 تشرين الثاني نوفمبر 2024 في أفينيونJohn Leicester/AP

تتردد أصداء بعض جوانب قضية بيليكوت مع الأحداث الأخيرة في غينيا، حيث اختارت ناجية من الاغتصاب تدعى فاتوماتا باري الإدلاء بشهادتها على الهواء مباشرة في محاكمة جنائية كبرى في عام 2023.

Relatedمن مباراة تكريمية إلى مجزرة: 56 قتيلًا في تدافع مميت بملعب كرة القدم في غينيابيرو تحتفل بمرور 20 عاما على تطوير سلالة معدلة وراثيا من خنازير غينيا"أشتاق إلى أمي وموطني الإفريقي".. حكاية مهاجر من غينيا يئس الهروب من مراكز احتجاز البؤس في إيطاليا

كانت شهادة باري بارزة في محاكمة موسى داديس كامارا الرئيس السابق لغينيا، وكبار قادته العسكريين. ففي عام 2009، أشرف كامارا على أعمال عنف جماعي ضد أنصار الديمقراطية في العاصمة، حيث قتل جنود غينيا 157 شخصًا واغتصبوا أكثر من 100 امرأة. وأدانت محكمة غينية كامارا وقادة آخرين بارتكاب هذه الجرائم في تموز/ يوليو 2024.

وشملت المحاكمة عشرات الضحايا والشهود الذين أدلوا بشهاداتهم. وفي حين سُمح لضحايا الاغتصاب بالإدلاء بشهاداتهن في جلسات مغلقة، اختارت باري بدلاً من ذلك الإدلاء بشهادتها علناً رغم محاولة إحراجها باستخدام ذلك.

أثر بعيد المدى

هناك أخريات قررن الإدلاء بشهادات علنية بعد النجاة من الاعتداء الجنسي. ونذكر هنا قصة أدجي سار في السنغال، ونيكيتا هاند في إيرلندا.

في السنغال، واجهت سار تهديدات بالقتل منذ عام 2021، عندما اتهمت سياسيًا بارزًا يدعى عثمان سونكو، بالاعتداء عليها. وأكدت اتهاماتها على شاشة التلفزيون بعد شهر، ودعت هي وأنصارها إلى محاكمة تلفزيونية.

تمت تبرئة سونكو من تهمة الاغتصاب في 2023، لكنه أدين بتهمة "إفساد الشباب" بسبب علاقته الجنسية مع سار قبل بلوغها 21 عامًا.

حارسة أمن تبلغ 39 عامًا تقف عند مدخل عيادة في جمهورية إفريقيا الوسطى قالت إنها تعرضت لاعتداء جنسي من قبل أحد أفراد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة 11 آذار مارس 2024Sam Mednick/AP

لا بد أن هناك عواقب واضحة على باري وجيزيل بيليكوت وغيرهما ممن اخترن العلنية في التعامل مع الإساءة التي مررن بها. إذ يتم الحديث عن تفاصيل حياتهن الخاصة وتاريخهن كدليل في قاعة المحكمة. ويتم استجوابهن من قبل محامي الدفاع العازمين على إضعافهن.

احتجاجات تعمّ شوارع باريس دعماً لضحايا العنف الجنسي

فمثلا، تعرضت باري للهجوم من قبل الدفاع ومن قبل أشخاص مجهولين عبر الإنترنت ووصفوها بأنها "مجنونة" و"خطيرة"، بينما اعترفت بيليكوت بأن الدعاية كانت قرارًا صعبًا بالنسبة لها لأنها جعلتها تشعر بالانتهاك.

المصادر الإضافية • أ ب

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية نكت جنسية وتحرش.. مقدم برنامج "ماستر شيف" يجبر "بي بي سي" على إلغاء حلقات عيد الميلاد لحماية المراهقين من المحتوى المسيء والتحرش الجنسي.. ميتا تقترح نظامًا للأمان الرقمي في أوروبا الأمم المتحدة: من بين كل ثلاث نسوة.. سيدة واحدة تتعرض للعنف الجنسي أو الجسدي حول العالم.. وربما تقتل اعتداء جنسيمحكمةاغتصابضحاياأفريقيافرنسااعلاناخترنا لك يعرض الآن Next إسرائيل تستهدف مربعا سكنيا في غزة وتعلن استعادة جثة أسير وقطر تتابع بحذر آمال التوصل لاتفاق يعرض الآن Next وزير تشيكي يتهم روسيا بالمسؤولة عن حوالي 100 ”حادث مشبوه“ في أوروبا هذا العام يعرض الآن Next فيروس شلل الأطفال يثير القلق في أوروبا بعد اكتشافه في مياه الصرف الصحي بـ 3 دول.. ماذا يحدث الآن؟ يعرض الآن Next قافلة مساعدات غذائية تصل إلى مخيم زمزم في دارفور لمواجهة المجاعة يعرض الآن Next من "النصرة إلى تحرير الشام".. مناورةٌ أم اقتناعٌ بتغيير المسار؟ ماذا نعرف عن أبو محمد الجولاني؟ اعلانالاكثر قراءة أكبر فساد في فيتنام: رفض استئناف حكم الإعدام بحق سيدة أعمال سرقت 12.5 مليار$ أي 3% من الناتج المحلي الحرب على غزة: استهداف مستمر لمستشفى كمال عدوان ونتنياهو وقف النار مع لبنان لا يعني انتهاء الحرب الصين تستعد لأضخم مناورة عسكرية مع روسيا قرب تايوان وحديث عن حرب على أبواب الشتاء رئيس كوريا الجنوبية يرفع الأحكام العرفية بعد فرضها بساعات عقب تصويت البرلمان على إبطالها هل يعتنق رونالدو الإسلام؟ زميله السابق في نادي النصر السعودي يكشف المزيد اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومروسيابرلماندونالد ترامببشار الأسدالاتحاد الأوروبيالحرب في سورياالسياسة الأوروبيةالانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024غزةشرطةسورياقصفالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

المصدر: euronews

كلمات دلالية: روسيا برلمان دونالد ترامب بشار الأسد الاتحاد الأوروبي الحرب في سوريا روسيا برلمان دونالد ترامب بشار الأسد الاتحاد الأوروبي الحرب في سوريا اعتداء جنسي محكمة اغتصاب ضحايا أفريقيا فرنسا روسيا برلمان دونالد ترامب بشار الأسد الاتحاد الأوروبي الحرب في سوريا السياسة الأوروبية الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 غزة شرطة سوريا قصف جیزیل بیلیکوت یعرض الآن Next الناجیات من من الاغتصاب من قبل

إقرأ أيضاً:

اليونيسيف: مئات الأطفال ضحايا الاغتصاب فى السودان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

مع اقتراب الحرب الأهلية في السودان من عامها الثالث، أصدرت الأمم المتحدة تقريرًا مروعًا يوضح بالتفصيل العنف الجنسي الواسع النطاق الذي يؤثر على الأطفال، وبعضهم لا يتجاوز عمره عامًا واحدًا. ووفقًا لوكالة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، استهدفت الجماعات المسلحة الأطفال بانتهاكات مروعة، ما أضاف إلى الخسائر البشرية المدمرة بالفعل للصراع المستمر.
يكشف التقرير، أن مقدمي الرعاية الصحية في السودان سجلوا ٢٢١ حالة اغتصاب منذ بداية عام ٢٠٢٤. ومن بين هؤلاء الضحايا، كانت ١٤٧ فتاة و٧٤ صبيًا، وكان أصغرهم يبلغ من العمر عامًا واحدًا فقط. ويؤكد التقرير على الطبيعة الوحشية للعنف، حيث تعرض العديد من الأطفال للاغتصاب الجماعي، ما تركهم مصابين بجروح جسدية خطيرة وندوبًا نفسية.
وتركت بعض الناجيات في حالة شبه فاقدة للوعي، مغطاة بالدماء، بعد أن اختارهن رجال مسلحون للعنف الجنسي. لم يتم انتهاك العديد من الأطفال فحسب، بل أصيبوا أيضًا بفيروس نقص المناعة البشرية وغيره من الأمراض المنقولة جنسياً. تسلط هذه الاكتشافات المؤلمة الضوء على الطبيعة المنهجية للعنف الجنسي في الصراع.
لقد صدمت تيس إنجرام، المؤلفة الرئيسية لليونيسف، والتي قضت أسابيع في مقابلة الناجين، بالصدمة المستمرة التي يواجهها هؤلاء الأطفال. وأوضحت: "قد يعتقد بعض الناس أن الرعب والمعاناة ينتهيان عندما ينتهي الاغتصاب، لكن هذا ليس هو الحال، وخاصة في السودان". تُرك الناجون، وكثير منهم من الأطفال، للتعامل مع صدمتهم في مجتمع حيث تجبرهم الوصمة الثقافية المحيطة بالعنف الجنسي على اتخاذ خيارات مستحيلة حول ما إذا كانوا سيكشفون عن معاناتهم أم لا.
العبء الثقافى للصمت 
يسلط التقرير الضوء ليس فقط على الخسائر الجسدية والعاطفية لهذه الفظائع، بل وأيضًا على العواقب الاجتماعية التي يواجهها الناجون. في السودان، تتحمل الناجيات من العنف الجنسي في كثير من الأحيان وطأة الوصمة والعار، في حين يفلت الجناة من العقاب إلى حد كبير. ويتعين على الناجيات أن يقررن ما إذا كن سيكشفن عن إساءتهن لأسرهن ومجتمعاتهن، مع العلم أن القيام بذلك قد يؤدي إلى النبذ الاجتماعي أو ما هو أسوأ.
وحذرت "إنجرام" على التأثير المدمر لهذه الديناميكية الثقافية، مشيرة إلى أنه في السودان، "الناجيات وليس الجناة هم من يتحملون العبء الثقافي المتمثل في الوصمة والعار المرتبطين بالاغتصاب". وهذه الوصمة الثقافية تعزل الناجيات، مما يجعل تعافيهن أكثر صعوبة ويجعلهن عرضة لمزيد من الضحايا.
وتواجه بعض الناجيات، بما في ذلك الفتيات الصغيرات، صدمة إضافية تتمثل في الحمل غير المرغوب فيه الناتج عن الاغتصاب. وروت "إنجرام" قصة إحدى الناجيات، التي اختارت بعد أن حملت نتيجة للاغتصاب تربية طفلها بمفردها بدلاً من تعريض طفلها للأهوال التي تحملتها. ومع ذلك، رفضت الملاجئ استقبال المرأة الحامل، ولا يزال الطفل، الذي يبلغ من العمر الآن ثمانية أشهر، بلا مأوى. يعكس هذا الوضع الكئيب الافتقار الأوسع إلى الدعم للناجين في السودان.
التكلفة البشرية للصراع 
اتسمت الحرب الأهلية في السودان، التي اندلعت في أبريل ٢٠٢٣، بالعنف العرقي والقتل الجماعي واتهامات بالإبادة الجماعية. وأودى الصراع بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص وشرّد أكثر من ١١ مليون شخص. ووجدت بعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة في عام ٢٠٢٤ أن كل من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية ارتكبت أعمال عنف جنسي، حيث تم تحديد قوات الدعم السريع وحلفائها كمرتكبين في غالبية الحالات.
في حين كان التركيز الأساسي للحرب على المواجهات العسكرية، فإن الاستخدام المنهجي للعنف الجنسي كسلاح في الحرب كان مدمرًا للمدنيين، وخاصة الأطفال. تواصل الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية مثل اليونيسف دق ناقوس الخطر بشأن الانتهاكات الواسعة النطاق، لكن الاستجابة الشاملة لا تزال بعيدة المنال.
والوضع في السودان يشكل أزمة إنسانية خطيرة، تتفاقم بسبب انتشار العنف الجنسي ضد الأطفال وغيرهم من الفئات الضعيفة. ويدعو تقرير اليونيسيف إلى الاهتمام الدولي العاجل والتحرك لمعالجة وباء العنف الجنسي في السودان. ويتعين على المجتمع الدولي أن يحمل الجناة المسؤولية وأن يوفر للناجين الدعم الذي يحتاجون إليه بشدة. إن الناجين من العنف الجنسي لا يحتاجون فقط إلى الرعاية الطبية والنفسية، بل يحتاجون أيضاً إلى الدعم الاجتماعي لمساعدتهم على إعادة الاندماج في مجتمعاتهم والتعافي من الصدمة التي تحملوها.
وعلاوة على ذلك، لا بد من بذل جهود متضافرة لوقف الحرب وتقديم المسؤولين عن هذه الفظائع إلى العدالة. ويتعين على المجتمع الدولي، وخاصة الأمم المتحدة، أن يعمل على ضمان عدم تعرض أطفال السودان لمثل هذا العنف المروع ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم.
 

مقالات مشابهة

  • من هواوي إلى ديب سيك.. كيف تتحدى الصين الحصار التكنولوجي الأميركي؟
  • آرسنال في مهمة محفوفة بالمخاطر أمام مانشستر يونايتد
  • معظمهم بمجازر طائفية .. حصيلة مروعة لضحايا مواجهات الساحل السوري
  • اعتداء جماعي على إمرأة إسرائيلية في الهند .. تفاصيل
  • اليونيسيف: مئات الأطفال ضحايا الاغتصاب فى السودان
  • سوريا.. حصيلة جديدة لضحايا اشتباكات منطقة الساحل واللاذقية
  • بالفيديو.. سرقة علنية في بيروت وكاميرا ترصدها!
  • أبل تتحدى الحكومة البريطانية وترفض وصولها لبيانات المستخدمين
  • مهمة محفوفة بالمخاطر.. برشلونة يتحدى أوساسونا لتعزيز الصدارة
  • بدعم الشؤون الإسلامية.. بدء مسابقة القرآن الكريم الوطنية في غينيا