العدوان واحد .. وإن تغيرت الأدوات ..!
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
منذ أن وضعت الحرب أوزارها في لبنان، بدأ الكيان الصهيوني يُفكر في الخطوة التالية لاستهداف دول المنطقة، وكما قال دبلوماسي أمريكي فإن بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة أقنع نتنياهو بضرورة التوصل إلى إيقاف إطلاق النار في لبنان تمهيداً للمرحلة الثانية الممثلة باستهداف سوريا الشقيقة، وقال بالحرف الواحد ” أفراد الجماعات أصبحوا جاهزين للقيام بالدور المطلوب منهم”، وهو يعني بذلك جبهة النصرة وتحرير الشام وما يُسمى بالجيش الوطني وكل الجماعات الإرهابية، وأهم شيء ادواعش الجبهتين الأولى والثانية المصنفة من قبل مجلس الأمن الدولي وأمريكا وبريطانيا وتركيا باعتبارها منظمات إرهابية وبقدرة قادر تحولت في نظر من أصدروا هذا الوصف إلى معارضة سورية، لا أدري كيف تكون المعارضة القادمة من كل بقاع الأرض ؟! والمكونة من شُذاذ الأفاق الذين لا هدف لهم ولا غاية إلا خدمة الكيان الصهيوني وترجمة الخطط الأمريكية.
مما تقدم تتأكد حقيقة هامة، وهي أن أمريكا أم الإرهاب وهي التي صنعت هذه الجماعات وحولتها إلى قنابل موقوتة تتعاطى معها متى وجدت أن هناك فائدة من استخدامها وإن كان على حساب سمعة الإسلام وتشويه صورته أمام العالم، والمسلمون بغباء فاحش يتعاملون مع هذه الجماعات وفي أحيان كثيرة يمدونها بالمال والسلاح عندما يحتاجون إليها، كما تصنع حالياً قطر التي لا تزال متحمسة لإسقاط النظام السوري، ولم يُدرك المسؤولون في قطر بعد أن سقوط النظام السوري يعني مقدمة لسقوط كل هذه الأنظمة الهشة خاصة إذا ما تمت الصفقات الحالية بين دولة الكيان الصهيوني وهذه الجماعات، فلقد صدرت تصريحات متعاقبة من مسؤولين في تل أبيب يتحدثون عن الاستعداد لتزويد هذه الجماعات بالأسلحة والمال لكي تُنفذ ما طلبت منها أمريكا، والمتمثل في تغيير النظام في سوريا كمقدمة لتغيير النظام في الشرق الأوسط بعد أن فشل الكيان الصهيوني في ترجمة الفكرة من خلال زعمه بالقضاء على حزب الله الذي أثبتت الأيام أنها مجرد هرطقات لا أساس لها ولا وجود إلا في أذهان الصهاينة، أما حزب الله فهو باقٍ وسيُلقن الصهاينة دروساً أخرى في أي مرحلة يتجدد فيها الاعتداء من قبلهم .
وهذا يعني أن على العرب والمسلمين أن يشحذوا الهمم ويُدركوا أن الدور سيأتي عليهم إذا ما تمكنت هذه الجماعات المارقة – إذا ما سمح الله – من التمركز في أي مساحة بالقُطر السوري الشقيق، ويكفينا في اليمن فخراً أن القيادة تُجدد الموقف المبدئي الثابت تجاه نصرة الشعب الفلسطيني الجريح، وهو موقف يتعاظم مع مرور الأيام، فبعد أن هدأت تل أبيب ووسط الأرض المحتلة لفترة أسبوع جاءت الصواريخ والمسيرات اليمنية منفردة أو بالاشتراك مع المقاومة العراقية لتُعيد الصهاينة إلى الملاجئ وتهز الأمن والاستقرار في كل الأراضي المحتلة، ومثل هذا الموقف يجب أن يتكرر من كل الدول العربية وإن بأقل الإيمان ممثلاً في الخروج والمظاهرات والمسيرات المنددة بالعدو الصهيوني كاستجابة لتلك الصرخة التي أطلقتها فتاة في فلسطين المحتلة وهي تناشد العرب والمسلمين بأن يبادروا إلى نصرة فلسطين، فهل يعي الجميع مثل هذه الصرخات والدعوات؟! وهل يمكن أن تجتمع كلمة العرب والمسلمين ويلقنوا هذا العدو الصهيوني ومن ورائه أمريكا وبريطانيا درساً لا ينساه ويعيدوا الحق إلى أهله؟! .
أما الشعب والجيش السوري فلن يتركوا الأمن لمثل هذه الجماعات المجسدة للإرادة الأمريكية والصهيونية وسيعيدوا كل شيء إلى ما كان عليه إن شاء الله ويستعيد النظام السوري إرادته وهيبته والسيطرة على كل شبر من الأرض السورية الحبيبة، وليس ذلك على الله ببعيد، وهذا الشعب السوري البطل سبق أن واجه دول العالم كاملة في ذلك الامتحان الصعب الذي تصدى له بإسناد ودعم من شهيد الأمة المقدس الشهيد السيد حسن نصر الله، وكان فعلاً نعم السند والدعم، واليوم يستعيد الجيش السوري نفس المقومات ويدحض هذه الجماعات الإرهابية المارقة التي تُخدم أمريكا والكيان الصهيوني، والمهم أن نُدرك أن العدو واحد وإن اختلفت الأدوات، والله من وراء القصد …
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
تصعيد العدوان الصهيوني في قطاع غزة.. المقاومة الفلسطينية تصد وتثبت حضورها
يمانيون/ تقرير/ ماجد الكحلاني
يتواصل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في واحدة من أشد مراحل التصعيد، حيث يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الوحشي على قطاع غزة، في الوقت الذي ترد فيه المقاومة الفلسطينية بعمليات نوعية تعكس صمودا لا ينكسر. ومعركة متجددة بين قوة الاحتلال المدججة بالسلاح وبين إرادة شعب أعزل يتشبث بحقوقه المشروعة.
لخمسة عشر شهرا متواصلة، يمارس الاحتلال الإسرائيلي سياسات عدوانية ضد قطاع غزة، حيث شن أكثر من أربعة آلاف غارة جوية وأطلق حملات قصف مدفعي مكثفة أسفر عن مقتل الآلاف، أغلبهم من الأطفال والنساء، وإصابة عشرات الآلاف بجروح بعضها خطير.
في الأثناء وخلال الأسبوع الماضي وحده، ارتكب الاحتلال أكثر من عشرين مجزرة جديدة أودت بحياة ما يزيد عن 900 فلسطيني بين شهيد وجريح. وامتدت الأضرار إلى البنية التحتية التي تعرضت لتدمير شبه كامل. المباني السكنية، المستشفيات، والمدارس أصبحت أهدافاً مباشرة للغارات، ما يفاقم من الأزمة الإنسانية في القطاع، الذي يعاني أصلاً من حصار خانق تسبب في نقص حاد في الغذاء والدواء والوقود.
المقاومة الفلسطينية: عمليات نوعية ورسائل قوية
في مقابل هذا العدوان، تواصل المقاومة الفلسطينية بقيادة كتائب القسام وسرايا القدس تنفيذ عمليات نوعية ضد قوات الاحتلال. ونفذت كتائب القسام خلال الأسبوع الماضي 14 عملية عسكرية تنوعت بين استهداف الآليات العسكرية والقوات الراجلة وعمليات قنص، بالإضافة إلى استهداف طائرة أباتشي واقتحام نقاط عسكرية.
هذه العمليات تُظهر استعداد المقاومة وقدرتها على تنفيذ ضربات مؤلمة للاحتلال رغم الظروف الصعبة التي يعيشها القطاع منذ قرابة 15 شهرا من العدوان الصهيوني عليه.
وكثفت سرايا القدس من جانبها عمليات القصف الصاروخي، مستهدفة مواقع استراتيجية داخل الأراضي المحتلة، بما في ذلك يافا والقدس وغلاف غزة. هذه الهجمات، التي تُظهر تقدمًا تقنيًا واستراتيجيًا، تحمل رسالة واضحة بأن المقاومة قادرة على الردع والوصول إلى العمق الإسرائيلي.
الصمود الفلسطيني في مواجهة الاحتلال لا يقتصر على العمليات العسكرية، بل يمتد ليشمل وحدة شعبية واجتماعية تعكس تمسك الفلسطينيين بحقوقهم رغم المعاناة اليومية. الشعب الفلسطيني في غزة يعيش تحت حصار مستمر منذ أكثر من 16 عاما، ومع ذلك يواصل تقديم الدعم للمقاومة.. مؤكدا أن الحقوق الوطنية والدينية والإنسانية لا يمكن التخلي عنها.
هذا الصمود يمثل رسالة للعالم بأسره بأن الفلسطينيين لن يستسلموا، مهما كانت قوة الاحتلال، ومهما اشتدت معاناتهم. في الوقت ذاته، يواجه الفلسطينيون تهميشاً دولياً، حيث يغض المجتمع الدولي الطرف عن الجرائم الإسرائيلية، بينما تصنف بعض الأنظمة العربية المقاومة كإرهابية، في مشهد يعكس ازدواجية مقلقة في التعامل مع حقوق الشعوب.
كما أن الأوضاع الإنسانية في غزة تتفاقم بشكل غير مسبوق. الحصار الإسرائيلي يمنع دخول المواد الأساسية، ما أدى إلى أزمات حادة في جميع القطاعات الحيوية. المستشفيات تعاني من نقص في الأدوية والمعدات الطبية، فيما أصبح الحصول على المياه النظيفة والكهرباء شبه مستحيل. فيما أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في القطاع تحت ظروف قاسية، حيث يتعرضون يوميا لخطر الموت أو الإصابة جراء الغارات المستمرة.
وفي ظل هذه الكارثة الإنسانية، يبقى المجتمع الدولي عاجزا عن اتخاذ موقف حازم ضد الاحتلال الإسرائيلي. الإدانات الدولية، التي تقتصر على بيانات شجب واستنكار، لم ترتقِ إلى مستوى التحدي. المنظمات الحقوقية والإنسانية تحذر من كارثة إنسانية غير مسبوقة في غزة، لكن دون استجابة فعلية لوقف العدوان أو رفع الحصار.