الأبعاد الخفية للهجمات الإرهابية على المناطق والبلدات السورية
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
قمة الانحطاط أن تصمت وتختفي ميليشيات ما يسمى بالمعارضة السورية ومنها التي ترتدي وتتدثر بجلباب الإسلام أو تدعي الانتماء لسوريا العروبة، أمام معركة طوفان الأقصى في غزة والتي توسعت لتشمل المدن الفلسطينية المحتلة ولبنان ودول محور المقاومة. هذه الجماعات لا تؤمن بأن القضية الفلسطينية هي قضية العرب والمسلمين المركزية الأولى.
والمتتبع تاريخ هذه الجماعات الإرهابية المتطرفة منذ بداياتها الأولى سيتأكد، وبما لا يدع مجالا للشك، أن هذه الكائنات المكوكية التي لا تنتمي لأي من الثوابت الوطنية أو القومية أو الإسلامية..
وإنها دخيلة وقد تأسست حركاتها بوعي زائف، ليتم حرف بوصلتها بعيدا عن إجماع الأمة بان طريق الجهاد ووحدة الأمة يمر بفلسطين..
فهي منذ نشأتها الأولى وهي تدعو للجهاد في أفغانستان وعلى رأسهم عبدالله عزام الفلسطيني الأصل.. ومن أراد أن يتأكد فليعد لكتبهم ومنها: (آيات الرحمان في جهاد الأفغان) وغيره من كتب الضلال وتزييف الوعي خدمة للمشاريع الصهيونية الأمريكية..
فلم يحاربوا إسرائيل حتى اليوم لا دفاعًا عن فلسطين ولا دفاعًا عن غزة و سوريا
ولكنهم الآن وبقدرة قادر، وفجأة ظهروا في سوريا بعد تلقى الأوامر من الأمريكي والإسرائيلي. وبإشراف تركي مباشر في لعبة قذرة..
التاريخ يعيد إنتاج نفسه في أسوأ سيناريوهاته، ليظهر الوجه القبيح لهذه الجماعات التي تتستر بالدين..
يجري ذلك وسط تغييب للعقل العربي والإسلامي الجمعي كالعادة !!
إذ لم يتوقف النظام التركي عن دعم المجموعات الإرهابية التي تتشكل منها غالبية ما يسمى بالمعارضة السورية وجماعات النصرة والكثير من المسميات المتلونة كحرباء في الانقضاض الغادر على الأراضي والبلدات العربية السورية، خدمة للأجندة الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة، وذلك للتعويض عن خسارة إسرائيل للمعركة في الجبهة اللبنانية التي انتهت بانتصار حزب الله وبالتالي فإن المخطط الصهيوني كان قد اعد لفتح جبهة سوريا للضغط على محور المقاومة..
لقد تم تحريك المليشيات المدعومة من تركيا تحت مسمى تم تحديثه يضم تشكيلات جماعات الإخوان وداعش وعلى رأسها هيئة تحرير الشام والتي كانت جزءاً من تنظيم داعش قبل إعلان انشقاقها عنه، ومن ثم استغلال الحرب الأخيرة مع العدو الإسرائيلي، ومن جهة أخرى للتأثير على وروسيا المنشغلة بحرب أوكرانيا ..
وقد تم اختيار اللحظة المناسبة من قبل هذه الجماعات الإرهابية بالتحديد للغدر والانقضاض على بعض الأحياء في مدينة حلب كنوع من الضغط على النظام السوري للرضوخ لمطالب تركيا التي سبق لسوريا رفضها، إذ لا يمكن لفصائل المعارضة السورية أن تتحرك لخرق اتفاق التهدئة التركي الروسي السوري الصامد منذ سنوات دون ضوء أخضر ودعم مباشر من تركيا وبتوجيهات إسرائيلية أمريكية وتمويل من بعض دول الخليجية والإقليمية.
فالهجوم الأخير الذي تشهده مدينة حلب السورية هو أمريكي تركي إسرائيلي بقفازات المليشيات الإرهابية. لقد عاد اردوغان من جديد ليعبث بسوريا، ومن خلال إحياء التنظيم الدولي للجماعة، بطعن ظهر أهم جبهات إسناد حماس في غزه ؟! .
وكان وزير خارجية قطر السابق قد سجل حلقات مهمة عن حقيقة الصراع في سوريا، كاشفاً دور المخابرات الأمريكية في التحضير لهذا الصراع، وحشدها للجماعات الإرهابية من مختلف دول العالم للقتال في سوريا بهدف تدمير الدولة السورية وإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.
ضمن مخطط تأمري يحكي تفاصيل المؤامرة على الجمهورية العربية السورية وبدعم من دول خليجية، والعجيب أن البعض لايزال يطلق على هذه الجماعات الإرهابية التي تم حشدها من مختلف دول العالم لتدمير سوريا مسميات إسلامية أو ما شابه ذلك..
وبالعودة لخلفية تسويق الفوضى في ومخطط استهداف الجمهورية العربية السورية وبالتحديد ما قبل 2011م حسب أحد التقارير الاقتصادية التي تناول فيه بإيجاز، القطاعات السورية قبل بدء الأحداث مارس من عام 2011م. حيث كانت سورية، قد صنفت حينها من بين الدول الأكثر أمانًا، وأنها كانت تخطو بثقة نحو تحقيق تنمية شاملة في مختلف قطاعاتها، خصوصا الاقتصادية، فاستهداف سوريا هو استهداف لمواقفها الثابتة في مواجهة المشاريع والمخططات التآمرية في المنطقة، ومن ثم كان استهدفاً ممنهجاً للاقتصاد السوري.
فقبل العام 2011م كان قطاع الأدوية السوري يغطي 90٪ من الحاجة المحلية ويصدر إلى 54 دولة حول العالم، كما أن نسبة الأمية اقتصرت على 5٪ قبل أن تهدم الأعمال الإرهابية أكثر من 7000 مدرسة، حيث احتلت محافظة حلب الترتيب الأول من حيث تشغيل القوى العاملة ووصول هذه النسبة إلى 94٪، هذه بعض الإحصاءات حسب تقرير الشبكة الاقتصادية.
وتجاوز الناتج المحلي السوري عام 2010م، الـ 64 مليار دولار، مساهمة الحكومة السورية من الناتج الإجمالي وصلت إلى 22٪، فيما حل القطاع النفطي السوري في المرتبة 27 عالميا من حيث الإنتاج، الذي تجاوز الـ 400 ألف برميل يوميا، فيما بلغت الإيرادات النفطية 7 ٪ من الناتج الإجمالي.
وبلغ الإنتاج في مجال الطاقة الكهربائية في سورية الـ 46 مليار كيلو وات، والذي كان في عام 2010م حينها كفيلاً، ليس فقط بتغطية الحاجة المحلية، وإنما كانت الدولة السورية تقوم بتصدير الفائض إلى لبنان.
كما تجاوز عدد المدارس 21 الف مدرسة لتتضاءل نسبة الأمية إلى 5٪، بعد أن كانت 70٪ عام 1970، وذلك بنسبة تحسن قدر ب 8٪ كل خمس سنوات، حيث كان من ضمن الخطط الحكومية الطموحة أن تصل سورية إلى مرحلة محو الأمية بالكامل عام 2015م، غير أن الاستهداف الممنهج، والذي تم تمريره من خلال ما يسمى ب(الثورة المزعومة)، حيث دمرت الأعمال الإرهابية نحو 7 آلاف مدرسة، فيم استخدمت الكثير من المدارس كمنطلق لأعمال العنف.
وبلغ الإنتاج الدوائي اكثر من 90٪ من حاجة السوق المحلية، والتصدير إلى 54 دولة حول العالم، وضمن سياسة الحكومة السورية تقديم رعاية صحية مجانية للمواطنين، حيث تم تخصيص مركز صحي لكل 10 آلاف نسمة في الريف ومراكز صحية لكل 20 ألف نسمة في المدينة، وختمت الشبكة الاقتصادية تقريرها، موردة أرقاما تناولت مستويات البطالة في سورية، والتي تضاءلت خلال أعوام ما قبل الأزمة لتصل إلى حدود 8.4٪، حيث أعتبرت محافظة حلب الأقوى في تشغيل اليد العاملة بنسبة 94٪، قبل أن تدمر الأعمال الإرهابية 113 ألف منشأة صناعية، منها 35 ألف منشأة في حلب.
وهو ما يؤكد بأن الدولة السورية كانت تسير باتجاه تحقيق نموً اقتصاديً وثقافيً وسياسيًا واجتماعيً، الأمر الذي يناقض سياسة القائمين على المشروع الأمريكي –الصهيوني في المنطقة،الذي يستهدف بمخططاته دولا قوية ومقاومة تحيط بالكيان الصهيوني،
وما تعرضت له القوات المسلحة السورية من هجوم عبر محوري حلب – إدلب، وامتداد الاشتباكات معها على طول ١٠٠ كيلو متر.
في هجوم، نظمته جبهة النــصرة الإرهابية مدعومة بعشرات الآلاف من المقاتلين الأجانب الذين تدفقوا من الحدود الشمالية عبر تركيا مدعوم بالأسلحة الثقيلة وعدد كبير من الطائرات المسيرة. وقد جرى الإعداد والتحضير لها مسبقاً مع تعدد جبهات الاشتباك الأمر الذي دفع القوات السورية إلى إعادة الانتشار من أجل امتصاص الهجوم والحفاظ على حياة المدنيين والإعداد لهجوم مضاد.
فلم تتمكن تلك الجماعات من البقاء فيها أو السيطرة عليها بفعل الضربات المركزة والقوية من جانب الجيش السوري.
الإجراءات الأمنية التي أتخذت من أجل إعادة الانتشار هي إجراءات مؤقتة، والجيش السوري يعمل بكل الوسائل الممكنة على صد العدوان وحماية أهل حلب، واستعادة السيطرة على كامل المناطق الريفية.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
سلطة وحكومة الجولاني في سوريا تفرض حذراً إقليمياُ أبرزها الإمارات التي تتبع سياسة التريث
سرايا - يوسف الطورة - لعل المتابع للشأن السوري الجديد، في اعقاب سقوط نظام "المخلوع" بشار الأسد، وتصاعد وتيرة النفوذ التركي في المنطقة، وهواجس نفوذ الإسلام السياسي، تتعامل عدد من الدول بحذر وتأني، خصيصا مع قيادة وحكومة إسلامية في سوريا.
ابو ظبي، على الرغم من ترحيبها بزيارة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، الأثنين، لدى دولة الإمارات العربية المتحدة أسباباً كافية للتعامل بحذر مع المرحلة الانتقالية في سوريا، وهي المعروفة بصلتها الوثيقة مع نظام الأسد.
في الوقت الذي تبنت كل من الرياض والدوحة بطريقتيهما التغيرات في سوريا عبر إرسال المساعدات، وفي حالة قطر بفتح بعثة دبلوماسية، فضلت الإمارات إتباع سياسة الترقب والتريث.
يعود التريث الإماراتي جزئياً إلى جماعة الإخوان المسلمين، التي تصنفتها كمنظمة إرهابية عام 2014، وتعد هيئة تحرير الشام، التي تولت السلطة في سوريا بعد سقوط الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر، جماعة إسلامية وفرعا سابقاً لتنظيم القاعدة.
أضافت الإمارات، الأربعاء، 11 فرداً وثماني جهات مقرها المملكة المتحدة إلى قائمة الإرهاب لديها، بسبب صلات بجماعة الإخوان المسلمين، وفق وصفها.
يفرض وصول هيئة تحرير الشام للسلطة في سوريا، قراءة المشهد وتداعياته في المنطقة، خاصة مع مساعي وجهود إعادة استيعاب بشار الأسد في الصف العربي خلال السنوات القليلة الماضية.
قبل سقوط الأسد بأيام فقط، ظهرت تقارير تفيد بأن الولايات المتحدة والإمارات حاولتا إقناعه "نأي النفس" عن إيران، وحزب الله من خلال ووقف وإغلاق الطريق لسلاح الحزب الذي يدخل في "مماحكات" مع إسرائيل، مقابل فرضية تخفيف العقوبات.
ومع تقدم الثوار في حلب، سارع رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد آل نهيان، الاتصال بالأسد في مكالمة هاتفية، وأصدرت أبوظبي بياناً، مؤكدة دعم الإمارات لدمشق والتزامها بالتوصل إلى حل سلمي للأزمة.
كما تواصل وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان مع نظرائه الإقليميين بشأن التطورات الجارية في سوريا.
الثابت أن النموذج السوري الجديد لم يحصل على اجماع دولي، بوصفه غير مرغوب أو مرضي عنه بالإجماع، بوصفه أيضا "ليس صديقاً ولا عدواً".
غير أنه وخلال زيارة الشيباني، الأثنين، إلى العاصمة ابو ظبي واجتماعه مع نظيره الإماراتي عبد الله بن زايد ، بدا أن موقف الإمارات قد تغير بعض الشيء.
وأصدر مكتب وزير الخارجية الإماراتي بياناً، عقب الاجتماع، أكد فيه دعم بلاده لسيادة سوريا ووحدة أراضيها، وأضاف أن أبوظبي تقف إلى جانب الشعب السوري الشقيق لتحقيق تطلعاته للأمن والاستقرار والحياة الكريمة.
وكانت أبوظبي قد دعت في وقت سابق الحكومة الانتقالية إلى تلبية تطلعات "جميع شرائح الشعب السوري".
يرى مطلعون، عدم تضخيم المخاوف ووضعها في سياقها المفترض، خاصة المتعلقة العدوى على غرار تجربة الثورة الإسلامية في إيران بعد سقوط الشاه، 1979.
دولياً وإقليمياً ينظر إلى زعيم هيئة تحرير الشام أحمد الشراع الملقب " أبو محمد الجولاني"، حتى وأن كانت دون إجماع، على أنه شخصية تركز أكثر على الشأن السوري، وأقل ميولًا للقومية العربية، مقدما نفسه إصلاحياً سورياً، وبعيداً عن التجربة "الناصرية" أو "الخمينية" الإيرانية.
رغم أن هناك تحديات بحاجة إلى تسوية وأكثر وضوحاً، ثمة حالة من الارتياح لدى الخليج ودول في الإقليم، خاصة وان رسائل دمشق الجديدة خلال شهر واحد بعثت برسالة جديدة، مفادها "أن سوريا الجديدة هي سوريا جيدة".
الثابت ستظل دول إقليمية أكثر حذراً عندما يتعلق الأمر بالتواصل مع سوريا الجديدة، بمخاوف وقلق من تاريخ وصول الاسلاميين للسلطة السياسية، وهو ليس بالأمر الجديد، وآخره وصول محمد مرسي لرأس السلطة في مصر، ينظر إليه تهديداً خاصة على الصعيد الإقليمي.
تزايد النفوذ التركي في الشرق الأوسط، وعلاقتها الوثيقة مع الحكام الجدد في سوريا، يعزز سياسية التريث في الشأن السوري بصورته الجديدة.
وأقامت الإمارات علاقة وثيقة مع الأحزاب الكردية في سوريا، وانحازت بشكل أوثق إلى قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد وغيرها من الجماعات المتمردة جنوب البلاد.
ستمثل تقديم المساعدات الإنسانية، وجهود إعادة التأهيل هناك، بوصفها اختباراً حقيقياً لاستعداد الانخراط في سوريا من عدمه.
حتى الآن، لم تضاه أبوظبي جهود السعودية أو قطر من حيث الانفتاح على سوريا، فقد أنشأت الرياض جسراً جوياً إلى دمشق لتقديم الإمدادات، وتدرس إقامة جسر بري لتقديم الوقود بديلاً عن المصادر الإيرانية، كما أرسلت الدوحة أيضاً مساعدات إلى سوريا، لكن الإمارات لا تزال أكثر تحفظاً في المشاركة.
قادم الأيام سيتضح مدى القلق الدولي والإقليمي من عدمه حيال الحكومة السورية الجديدة، ومدى الارتياح للتعامل معها من عدمه أيضاً، من خلال إعادة البعثات الدبلوماسية وتفعيلها، إضافة إلى تقديم المساعدات، وسط ترجحات أن بعضها ستأخذ وقتها أكثر، تريثاً.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 1731
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 10-01-2025 08:40 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...