النصر والفتحُ المبين للمؤمنين
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
مما لا ريب فيه أن عزيمة الصبر تطفئ نارَ الشر؛ فالصبر على ما تكره يؤديك إلى ما تحبه وتشتهيه، ومَن أتم النصح الإشارة بالصلح.
فنصرة الحق شرف، ونصرة الباطل سرف، فما يؤدي إلى قضاء الفرض، وسلامة النفس والعرض والأرض فيه نصر عظيم وفتح مبين، حقّقه حزب الله على مرأى ومسمع من العالمين، كما حقّقه الرسول الكريم.
فهذا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يصالح المشركين في الحديبية فكان فتحًا مبينًا، وجاء القرآن العظيم يبشر المسلمين والنبي الكريم بذلك الفتح العظيم.
وقد وافق نتنياهو على خروجه من لبنان دون أن يحقّق أهدافه ذليلًا، بفضل سطوة المجاهدين الأبطال، فكانت العزة واليد الطولى للمجاهدين في حزب الله، وجنوح حزب الله للسلم مؤقتًا هو مما أرشد إليه القرآن العظيم؛ باعتبَاره فتحًا ونصرًا للمؤمنين (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ).
فاتّفاق وقف إطلاق النار في لبنان الذي رضخ له العدوّ الصهيوني أمام صمود حزب الله وبيئته الحاضنة وبطولاتها يعتبر إنجازًا مهمًا، وصفعة في وجه العدوّ الصهيوني ونتنياهو الذي وافق على وقف إطلاق النار ذليلًا، وهو مصنف أمام العدالة والقضاء مجرم حرب، ودولته وفقًا لقرارات مجلس الأمن دولة احتلال.
لقد خسرت “إسرائيل” قوتها ومكانتها وصار العالم كله ينظر إليها باحتقار شديد، فما وقف إطلاق النار بالنسبة لحزب الله إلا استراحة محارب، فعزة المسلمين تجعل منهم قوة لا تستكين.
فقد تحرّر حزب الله من الذلة والخضوع لغير الله، وأظهر قوة تمكّنه من إعداد القوة لاستئصال شأفة الصهاينة المفسدين (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)، فهم من صفوة المجتمع الإسلامي والإنساني وخياره، بل إنهم وحماس من حواريي هذه الأُمَّــة، فقد جاء في الحديث عن الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم: “ما من نبي بعثه الله تعالى إلا كان له من أمته حواريون يأخذون بسُنته يقتدون بأمره” فهؤلاء من حواريي هذه الأُمَّــة.
فكَثيرًا ما نقرأ ونسمع عن عربدة الظالمين، ولكن عاقبتهم الهلاك، فصبر المؤمنين وثباتهم يعقبه النصر (وَلَنَصْبِرَنَّ عَلى ما آذَيْتُمُونا وَعَلَى اللَّـهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ) (قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّـهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأرض لِلَّـهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأرض يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ).
إن هؤلاء الأبطال هم الموعودون بالنصر والتمكين (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرض كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا).
فقد أرسل الله محمدًا بالهدى ودين الحق ليكون الدين غالبًا، والإسلام ظاهرًا (هُوَ الَّذِي أرسل رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ)؛ فالإسلام قادم لا محالة.
إن على المسلمين أن يدركوا أن عناية الله بحزب الله وحماس جعلت منهم قوة تهزم الصهيونية العالمية في دولة الاحتلال وأمريكا وتمرغ بأنوفهم التراب.
فعلى المسلمين في كُـلّ اقطار العالم أن يمدوا يد العون لهؤلاء المجاهدين وإن يعدوا العدة لقيام حكم إسلامي وعد الله به، يعم الأرض كلها، وتعيش البشرية كلها في ظله في آمن وأمان، وسعادة واطمئنان.
فليعدوا العدة مع أنصار الله في يمن الإيمان والحكمة للجهاد بالمال والنفس، وإيجاد وسائل القوة (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أنفسهُمْ وَأموالهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ)، “من أنفق نفقة في سبيل الله كتبت له بسبعمِئة ضعف”، “ومن جهّز غازيًا فقد غزا”.
فالنصر قادم بإذن الله.. فالعزة لأنصار الله وحزبه ولحماس وللمجاهدين في فلسطين وأحرار الأُمَّــة الإسلامية، ولا نامت أعين الجبناء.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
والي الخرطوم يبشر باقتراب ساعة النصر وإكمال تطهير ولاية الخرطوم من المليشيا المتمردة
بشَّر والي الخرطوم الأستاذ أحمد عثمان بقرب النصر الكبير على خلفية تقدم القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى والمستنفرين في محاور عديدة لمعركة الكرامة، وحيا رجالات الطرق الصوفية الذين سندوا في وقت مبكر القوات المسلحة في اللقاء الشهير بمنطقة النوفلاب بالريف الشمالي كرري بدعوة من الشيخ دفع الله الغرقان وقدموا مذكره تأييد ومساندة لقواتهم المسلحة.جاء ذلك لدي مخاطبته الإحتفال بالذكرى السنوية لفتح مكه الذي نظمته الطريقة السمانية الطيبية بمسجد وخلاوي الشيخ محمد عظيم بالثورة الحاره 51 بحضور دكتور طارق عبدالله مدير الإدارة العامة للشئون الدينيه بالولاية الخرطوم ومشائخ الطرق الصوفية والمريدين.وقال الوالي أن الحرب ابتلاء كبير ولابد من الاستفادة من ذلك في لمعالجة كل الأخطاء والاستغفار والتوبة لله والدعاء بالنصر للقواتنا المسلحة والقوات النظامية الأخرى لنفرح جميعا بالنصر الموعود بتطهير كل شبر دنسه الأعداء.وأضاف ان ذكرى فتح مكه من المناسبات الدينية العظيمة في الشهر الكريم وبها العديد من الدروس والعبر علينا أن نقتدي بها في الوفاء بالعهود وحفظ الأسرار وإن لا نقدم على شىء الا بعد الاستعداد له وفي ذلك قيم دينية وتربوية.دكتور طارق عبدالله مدير الإدارة العامة للشئون الدينية بالولايه قال هي مناسبة الفتح الأكبر من الله تعالى على الرسول الكريم من بعد أن أخرجه أهل مكه وعاد اليها فاتحا وكان عندها مثالاً للتواضع في خلقه وأضاف: تأتي ذكرى فتح مكه بالتزامن مع الانتصارات الكبيرة في ولاية الخرطوم وكل الولايات التي دنسها الأعداء يجب علينا أن نتذكر تلك المعاني والوقوف عندها.من جانبه قدم الشيخ الدكتور عبدالمحمود عيسي ممثلا للمسيد مقتطفات عن فتح مكه وقال ذلك من ديدن المشائخ والعلماء في الدعوة إلى الله يشيرون للناس بأهمية ذكر الله ويعلمون العلم ويحفظون كتاب الله وينشرون الفضيلة سائلا المولى ان ينعم الله على البلاد بالنصر والفتح الكبير تزامنا مع هذه المناسبة العظيمة.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب