الثورة نت:
2025-01-06@20:58:53 GMT

دُعاة المُنكر

تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT

 

دين الإسلام تعاليمه واضحة سهلة ميسورة ولا تستعصي على الإفهام أو تحتاج إلى كبير عناء لبيانها وشرحها سوى المسائل الدقيقة التي يجتهد فيها العلماء؛ وهو دين الفطرة التي فطر الله الناس عليها، ففي الحديث الذي رواه العرباض بن سارية قال وعظنا رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – موعظة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب، فقلنا يا رسول الله ان هذه لموعظة مودع فماذا تعهد إلينا؟ قال: “قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيع عنها بعدي إلا هالك؛ من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ وعليكم بالطاعة وإن عبدا حبشيا فإنما المؤمن كالجمل حيثما قيد انقاد” وفي الرواية الأخرى (يا أيها الناس اتقوا الله وأن أمر عليكم عبد حبشي مجدع فاسمعوا له واطيعوا ما أقام لكم كتاب الله )؛ إذاً فالعبرة بإقامة كتاب الله، فإن تجاوز لم يكن له سمع ولا طاعة، ورغم هذا الوضوح والبيان إلا أننا وجدنا كثيرا ممن يدعون انهم يمثلون أهل السنة لحاهم طويلة وثيابهم قصيرة وألسنتهم حداد على المؤمنين رفيقة وناصرة وداعمة للفسق والكفر والقتل والإجرام، يناصرون اليهود والنصارى ويؤيدون جرائمهم، ساكتون في الأمر بالمعروف، آمرون بالمنكر، يمارسون الخداع والتضليل، كشفتهم الأحداث وعرتهم؛ أكثرهم حرّموا ما أراده الملك والحاكم وأحلوا ما حرم الله ورسوله، أشداء على المؤمنين رحماء بالمجرمين؛ مؤيدون للظلم والطغيان والفساد والاستبداد، رضا الحاكم والسلطان أهم وأولى عندهم من رضوان الله ولو كان ذلك على حساب المخالفة لكتاب الله وسنة رسوله، مع أن الله سبحانه وتعالى أوجب على العلماء قول كلمة الحق ولو كان سيؤدي إلى الموت، لأن أجره سيكون كأجر سيد الشهداء إذا قال كلمة الحق عند سلطان جائر.


تم سجن معظم العلماء في دول الخليج العربي وتمت إتاحة المجال لهؤلاء الذين يدّعون بأنهم علماء، لأنهم يقدسون الحاكم ويخلعون عليه من القداسة ما يتجاوز ما أعطاه الله لرسوله الأعظم.
ادعوا أنهم يمثلون أهل السنة والجماعة والفرقة الناجية من بين المسلمين كذبا وافتراء على الله ورسوله، لأنه لا يمكن اجتماع النقيضين محبة الله ونيل رضوانه والاستقامة على منهاج رسوله وموالاة وحب من لعنهم الله ورسله وأيضا تأييد الانسلاخ عن الدين والمجاهرة بالمعاصي والدعوة إليها والأمر بالمنكر والنهي عن المعروف في مفارقة مخزية .
موقفان لا ثالث لهما أبانا حقيقة هؤلاء:
الأول: تأييدهم لجرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها الحلف الصهيوني الصليبي في غزة ولبنان واليمن وغيرها من البلدان الإسلامية وتحميل المعتدى عليهم المسؤولية وتبرير جرائم اليهود والنصارى .
الثاني: فتاواهم ومباركتهم خطوات الانسلاخ عن الدين الإسلامي وتبني مناهج الانحراف التي يسارع فيها الأمراء والرؤساء لإرضاء أعداء الأمة بإقامة الحفلات الماجنة ومسخ الهوية الإسلامية .
أحد هؤلاء المنسلخين عن الإسلام والعروبة يذهب إلى متحف الهلوكست المزعوم ويندد بجريمة هتلر ضد اليهود ويندد بالأشقاء على أرض غزة لأنهم ثاروا على إجرام اليهود ضدهم، وبلغت الصفاقة منه أن يقرأ الفاتحة على أرواح الهالكين من اليهود مع أنه إذا التزم تعاليم الإسلام كما يدعي انه من كبار العلماء لعرف ضلال ما يفعله، لأن الله سبحانه وتعالى أخبرنا أنهم أشد عداوة للذين آمنوا من غيرهم ((لتجدن اشد الناس عداوة للذين امنوا اليهود والذين اشركوا)) المائدة-82.
يأتي آخر ليصف طوفان الأقصى بأنه طوفان الخزي والعار والدمار وكأنه من العار أن يثور المظلوم على الظالم المجرم والقاتل، ويصل به الافك إلى أن يفتي بأن حماس إرهابية، ومثل ذلك يشايعه منحرف آخر يصف حماس بأنها من الخوارج في مواقف الانحطاط والسفه الذي لا حدود له، وسبب ذلك زعمهم ان المقاومين خارجون على ولي الأمر الذي يسارع في إرضاء اليهود والنصارى انسلاخا من الإسلام والتحاقا بركب العهر والرذيلة .
يقولون إن الجهاد ضد أعداء الأمة هو جهاد في سبيل الشيطان وأن المجاهدين يستحقون ما يرتكب بحقهم من جرائم الإبادة وانها بما كسبت أيديهم .
يرون أن الحلال والحرام ما يختاره ولي الأمر لا ما أمر الله به سبحانه وتعالى وأن الدين لا يعارض التطبيع إن رأى ولي الأمر مصلحة –وهي مقولة صحيحة في غير الأمور القطعية التي بينها الله ورسوله –ومنها تطبيع العلاقات بين المسلمين والمؤمنين واحتمال الخلاف منهم، لكن التطبيع مع اليهود والإفتاء بقتل المسلمين والمؤمنين واستحلال دمائهم فهذا ما لم يقل به أحد إلاّ هؤلاء.
يؤلهون الحاكم ويمنحونه من القداسة ما يتجاوز درجة الأنبياء والرُسل، حتى أنهم أجازوا له أن يرتكب من المحرمات ما حرمه الله ورسوله.
نصرة الحلف الصهيوني الصليبي وإمداده بالمؤن جائز في نظر هؤلاء، ومباركة جرائم الإبادة في حق الأبرياء من الأشقاء في فلسطين وغيرها من الدول العربية والإسلامية .
ذلك جانب من أقوال بعض الأدعياء الذين يقولون إنهم علماء وهنا نورد مواقف بعض العلماء المشهود لهم:
*الشيخ الدكتور عصام البشير- نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: الوقوف مع غزة واجب ديني، أما الوقوف ضدهم فهو خيانة لله ولرسوله وللمسلمين، ومن يوالون اليهود والنصارى ودعمونهم للقضاء على المسلمين، يصدق فيهم قول الله سبحانه وتعالى ((ومن يتولهم منكم فانه منهم ان الله لايهدي القوم الظالمين )).
*مفتي عُمان الشيخ أحمد الخليلي- أصدر بيان مباركة لطوفان الأقصى وندد بالخذلان للمقاومة الفلسطينية وذرفت دموعه من هول المأساة التي يتعرض لها أهل غزة وأفتى بتحريم معاونة اليهود والنصارى ووجوب مساندة الأشقاء على ارض فلسطين .
*وندد الشيخ السوداني والداعية الإسلامي عبدالحي يوسف بما تقوم به بعض الأنظمة العربية من دعم للكيان المحتل ومن ذلك سماح دولة مصر باستقبال السفينة الصهيونية المحملة بالأسلحة والذخائر التي رفضت موانئ دول أوروبا وإفريقيا استقبالها في موانئها، لأن ذلك يعد مساهمة في جرائم الإبادة، واستقبلتها مصر وزودتها بالوقود؛ إن ذلك يمثل خيانة لله ولرسوله وللمسلمين .

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

اليهود في تاريخ الحضارات الأولى.. كتاب جوستاف لوبون عن دار «أم الدنيا»

صدر حديثا عن دار أم الدنيا للدراسات والنشر والتوزيع، كتاب "اليهود في تاريخ الحضارات الأولى" للمؤلف جوستاف لوبون، ترجمة عادل زعيتر، ليشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب الـ56.

الكتاب صدر للمرة الأولى باللغة الفرنسية عام 1889، وصدرت ترجمته الأولى عام 1945، ويقع في 80 صفحة من القطع المتوسط.

يضم الكتاب أربعة فصول بعد مقدمة المترجم، أولها البيئة والعرق والتاريخ، والثاني عن نظم العبريين وطبائعهم عاداتهم، والثالث حول دين بني إسرائيل، والرابع عن الآداب العبرية.

وآثرت دار أم الدنيا للدراسات أن تحتفي هذا العام بالمترجم الفلسطيني عادل زعيتر بنشر هذا العمل المهم، وفيه يؤكد أن تأثير اليهود في تاريخ الحضارة "صفر"، وأنهم لم يستحقوا بأي وجه أن يعدوا من الأمم المتمدنة، بل إنهم ظلوا حتى في عهد ملوكهم بدويين أفاقين مفاجئين مغيرين سفاكين مولعين بقطاعهم مندفعين في الخصام الوحشي.

وتاريخ اليهود في الحضارات الإنسانية لا ينبئ بشيء حقيقي، وحتى أن فلسطين السليبة لم تكن أبدا أرضا لهم، إذ كانت البادية هي وطنهم الحقيقي، مز يفند وينفي كل الأكاذيب التي على أساسها قامت دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وكتاب جوستاف لوبون هو دليل تفنيدي غير عادي لشعب سعى إلى وجود قائم على الأكاذيب، بداية من الهيكل المزعوم والقائم في أساسه على ثقافات وطرز ليس لهم فيها أي إسهام حقيقي.

مقالات مشابهة

  • اليهود.. تاريخٌ أسوَد وعقائدُ إجراميةٌ تجاه العرب والمسلمين
  • تحليل إسرائيلي لحجم الأسلحة التي جمعها حزب الله.. ما مصدرها؟
  • ‏الجيش الإسرائيلي يطلق عملية للبحث عن منفذي عملية إطلاق النار التي وقعت في قلقيلية في شمال الضفة الغربية
  • انطلاق فعاليات الأسبوع الثقافي بالفيوم تحت شعار "حق الوطن من منظور إسلامي"
  • عشرات اليهود يدنسون المسجد الأقصى المبارك
  • حماس: عملية رام الله رسالة رد على جرائم الاحتلال وحرب الإبادة
  • “حماس”: عملية إطلاق النار في رام الله رد طبيعي على حرب الإبادة
  • حماس: عملية إطلاق النار في رام الله رد طبيعي على جرائم الاحتلال
  • حكم بيع الأشياء التي تؤدي إلى الإضرار بالآخرين
  • اليهود في تاريخ الحضارات الأولى.. كتاب جوستاف لوبون عن دار «أم الدنيا»