يمانيون:
2025-01-11@06:00:21 GMT

تهويد القدس الشرقية انطلاقاً من القرار 3790

تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT

تهويد القدس الشرقية انطلاقاً من القرار 3790

يمانيون../
يتصف الاستعمار الاستيطاني بالعنصرية، ويسعى للاستيلاء على الأرض واستغلال سكانها واقتلاعهم من أراضهم وديارهم بالإبادة أو التهجير، فهو يحوَّل البلاد التي يستعمرها إلى أرض جديدة ليمارس السيطرة عليها من خلال المستوطنيين.

هذا ما حدث وما زال يحدث في فلسطين على أيدي المستوطنيين الصهاينة الذين يسعون لتنفيذ مشروعهم الاستيطاني الاستعماري لتهويد كامل فلسطين، من خلال عمليات الإبادة الجماعية كما هو قائم الآن في غزة والضفة الغربية، أو من خلال إصدار قوانين أو قرارات تهدف إلى تحقيق مشروعهم التهويدي، وهذا ما يحدث من خلال القرار 3790 الذي اتخذته حكومة الاحتلال الإسرائيلي في أيار/مايو 2018 تحت عنوان تقليص الفوارق الاجتماعية والاقتصادية في القدس الشرقية، أو ما يسمى الخطة الخمسية، لكن الهدف الحقيقي لهذا القرار هو تهويد مدينة القدس الشرقية من خلال التعليم، وخصوصاً التعليم العالي عبر تحويل جميع المدارس العربية في الشطر الشرقي من القدس إلى تدريس المناهج الإسرائيلية، وتمكين الطلاب الفلسطينيين من إتقان اللغة العبرية عبر بناء 660 فصلاً دراسياً مخصصاً لطلاب الصفوف الابتدائية الأولى، أو من خلال برنامج رواد، الذي يقوم بتنظيم دورات تنظيمية تحضيرية لطلاب المرحلة قبل الأكاديمية الإسرائيلية، بهدف دمجهم في الوظائف المتقدمة والمناصب المهمة في القطاع العام الإسرائيلي.

كما طورت مؤسسات التعليم العالي برنامجاً أُطلق عليه برنامج البشير بهدف دمج الطلاب المتخرجين من المؤسسات الفلسطينية للدراسات العليا في نظام التعليم العالي الإسرائيلي، لدمجهم في سوق العمل الإسرائيلية، كمجموعة مؤثرة تقود التغييرات داخل أماكن العمل.

أما فيما خص الاقتصاد والعمالة فأنشأت وزارة العمل والرفاه والخدمات الاجتماعية مركزاً إرشادياً لطالبي العمل يطلق عليه مركز (ريان)، يعمل على توجيه العمال من الشطر الشرقي من القدس وتنسيبهم، فضلاً عن عدد من المشاريع التي ستتم بلورتها ضمن الخطة الخمسية، والتي أهمها “مخطط وادي السيليكون” التي أعلنت بلدية الإحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر 2020 موافقتها على المخطط الرئيس لوادي السيليكون في المنطقة الصناعية في حي وادي الجوز الواقع إلى الشمال من البلدة القديمة في القدس. يهدف هذا المخطط إلى تحويل منطقة وادي الجوز إلى منطقة مركزية عالية التقنية (وادي السيليكون) على غرار وادي السيليكون الأميركي، بهدف تحقيق الرخاء لسكان القدس. سينفذ المخطط على مساحة تقدر بـ 250 ألف متر مربع، تخصص لمراكز التوظيف الصناعية عالية التقنية، ومراكز تسوق، وفنادق. وكجزء من المخطط سيتم هدم 200 منشأة فلسطينية، ومصادرة 2000 دونم من أراضي حي وادي الجوز.

كما تنص الخطة الخمسية على تخطيط العقارات وتسجيلها، بحيث أقرت الحكومة الصهيونية 50 مليون شيكل لتسوية الأراضي في الشطر الشرقي لمدينة القدس بهدف تسوية 50 في المئة من الأراضي حتى نهاية عام 2020، واستكمال تسجيل 100 في المئة من الأراضي نهاية عام 2025.

ستتم عملية التسوية، التي بدأت عام 2018 بناءً على قانون الغائب وقانون تسوية الحقوق المتعلقة بالأراضي لعام 1969، الذي يقضي بأن على كل جهة، سواء كانت من الأفراد أو من الجمعيات، أن تثبت أنها تعمل في الأراضي أو تقيم عليها على نحو مستمر، ويسقط حق المدعي إذا مرت مدة خمسة عشر عاماً من دون أن يقوم باستغلال الأرض التي يقيم عليها.

أهداف القرار 3790 ودوافعه
1 _ تعزيز دمج القدس الشرقية في “إسرائيل”: تهدف الحكومة الإسرائيلية من خلال هذا القرار إلى دمج القدس الشرقية بشكل أكبر في الاقتصاد والمجتمع الإسرائيليين، وهذا يتم عبر تحسين البنية التحتية، بما في ذلك التعليم، الصحة، والمواصلات.

2 _ تقليص الفجوات الاقتصادية: يدعي القرار أنه يهدف إلى تقليص الفجوات الاقتصادية بين القدس الشرقية والقدس الغربية عبر استثمار ملياري شيكل تقريباً في عدة قطاعات. وإن كان الهدف الفعلي هو السيطرة على السكان الفلسطينيين والحد من المطالبات السياسية بحقوقهم.

3 _ تحسين الخدمات لتعزيز الولاء: تحسين خدمات الصحة والتعليم والرفاه الاقتصادي يأتي وسيلةً لدفع الفلسطينيين إلى قبول الوضع القائم، ولتقليل مشاعر المقاومة والرفض للإدارة الإسرائيلية.

4 _ الحد من التأثير، فلسطينياً ودولياً، في القدس: القرار جزء من استراتيجية أوسع للحد من النفوذ، فلسطينياً ودولياً، في القدس الشرقية، وخصوصاً بعد قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لـ”إسرائيل” في عام 2017.

نتائج تنفيذ الخطة الخمسية على الواقع الفلسطيني
تعمل سلطات الإحتلال الإسرائيلي على إرغام المدارس الفلسطينية على تدريس المناهج الإسرائيلية عن طريق حرمانها من أي امتيازات أو مخصصات من ميزانية الخطة إذا رفضت، إضافة إلى سحب تراخيص بعض المدارس كما حدث في آب/أغسطس 2022، بحيث تم سحب التراخيص الدائمة لمدارس الإيمان ومدرسة الكلية الإبراهيمية وإبدالها برخصة مؤقته بسبب رفض هذه المدارس الإذعان وتدريس المنهاج الإسرائيلي.

يتضح من إصرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي فرض تدريس المنهج الإسرائيلي وتعليم اللغة العبرية للفلسطينيين في مدينة القدس، والتشديد على ضرورة إشراف وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية، ووزارة الخارجية في المدارس التي تدّرس المناهج الإسرائيلية، الحد من التحريض ضد الاحتلال الإسرائيلي. وبالتالي، ستستخدم سلطات الاحتلال الإسرائيلية الثقافة والأيديولوجيا أداةً للسيطرة على الفلسطينيين لانتهاك وعي الطلاب الفلسطينيين وثقافتهم وهويتهم، وفرض الأيديولوجيا الصهيونية الحاكمة على مؤسسات التعليم.

أما فيما يتعلق ببند تسجيل الأراضي، ففي ظاهر القرار أنه يهدف إلى خلق مستقبل أفضل لسكان شرقي المدينة وتحقيق مصالحهم، وأنه سيكون في إمكانهم ترسيخ حقوقهم في السجل العقاري، إلا أن هذا بعيد عن الواقع، وخصوصاً مع تطبيق “إسرائيل” قانون أملاك الغائب في أثناء النظر في تسلسل ملكية العقارات. لذلك، سيعمل الاحتلال على استغلال قرار تسجيل الأراضي لمصادرة الأراضي الفلسطينية لمصلحة حكومة الاحتلال الاسرائيلي، وهذا سيمثّل هدفاً استراتيجياً لتعزيز عملية الاستيطان في مدينة القدس.

إذا نجح الكيان الإسرائيلي في تحقيق أهداف الخطة الخمسية، سواء بصورة كاملة أو جزئية، فإن ذلك سيؤدي إلى تعرض سكان القدس الفلسطينيين لتطهير عرقي صامت، يتحقق عبر اتجاهين متوازيين: الأول إقصاء السكان الفلسطينيين عن مدينتهم من خلال تجريدهم من ممتلكاتهم ومقوماتهم ومواردهم الاقتصادية وإمعان تبعيتهم للاقتصاد الإسرائيلي. الثاني، التطهير الأيديولوجي للعقل الجمعي الفلسطيني، عن طريق دمج الفلسطيني في المجتمع والاقتصاد والتعليم في “إسرائيل”، وبالتالي تجريده من الهوية الفكرية والانتمائية الفلسطينية، بحيث يصبح منتمياً إلى اللامكان، واللافكر. وتسعى سلطات الاحتلال الإسرائيلية لتحقيق ذلك من خلال تدريس اللغة العبرية في رياض الأطفال وتدريس التاريخ الإسرائيلي والتراث اليهودي في المدارس العربية، فيدرس الطالب الفلسطيني بلغة المحتل، ويتشبع بثقافته، ويتقبله أمراً واقعاً، وأنه جزء من المجتمع وليس مغتصباً محتلاً.

الميادين نت – علي قاسم مقداد

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی وادی السیلیکون القدس الشرقیة الخطة الخمسیة مدینة القدس فی القدس من خلال

إقرأ أيضاً:

استشهاد واصابة عددا من المواطنين الفلسطينيين في قصف العدو الصهيوني على غزة

الثورة نت/وكالات تدخل حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة اليوم الـ462، فيما تواصل آلة القتل “الصهيونية” القصف المدفعي والجوي على أنحاء متفرقة من قطاع غزة، إذ استشهد فلسطيني جراء قصف العدو محيط مسجد الشافعي غرب خانيونس جنوبي قطاع غزة. وحسب المصادر ، فقد أصيب عدد من المواطنين جراء قصف طائرة مسيرة إسرائيلية مجموعة من المواطنين غرب مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة. وفي وسط القطاع، استهدف قصف مدفعي صهيوني المنطقة الغربية من مخيم النصيرات، كما شنت طائرات الاحتلال غارة جوية على المخيم.  فيما أكدت المصادر ذاتها، أن قوات العدو قامت بنسف عددًا من المنازل السكنية شمال مدينة غزة. واندلع حريق في منزل بعد استهدافه من قبل طيران العدو بحي المشاهرة محيط مدرسة مسقط شرق مدينة غزة. إلى ذلك، حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ، بأن أزمة الجوع في جميع أنحاء قطاع غزة تستمر في التفاقم، وسط نقص حاد في الإمدادات، وقيود شديدة على الوصول، ونهب مسلح عنيف. وقال أوتشا، في تقريره اليومي، إن الشركاء في المجال الإنساني استنفدوا في وسط غزة جميع الإمدادات في مستودعاتهم حتى يوم الأحد، في الوقت الذي تواصل فيه سلطات الاحتلال الإسرائيلي رفض معظم الطلبات لإدخال المساعدات الغذائية من معبر بيت حانون (إيريز) غربا، إلى المناطق الواقعة جنوب وادي غزة، مشيرا إلى أنه لا يزال حوالي 120 ألف طن متري من المساعدات الغذائية- وهو ما يكفي لتوفير الحصص الغذائية للمواطنين بالكامل لأكثر من ثلاثة أشهر- عالقة خارج غزة. كما حذّر الشركاء الإنسانيون، من أنه إذا لم يتم استلام إمدادات إضافية، فإن توزيع الطرود الغذائية على الأسر الجائعة سيظل محدودًا للغاية، كما أن أكثر من 50 مطبخًا مجتمعيًا تقدم أكثر من 200 ألف وجبة يوميًا للمواطنين في وسط وجنوب غزة معرضة أيضًا لخطر الإغلاق في الأيام المقبلة. وأفاد برنامج الغذاء العالمي، أنه حتى يوم الاثنين، لا يزال خمسة مخابز فقط من أصل 20 مخبزًا يدعمها البرنامج تعمل في جميع أنحاء القطاع- وكلها في محافظة غزة، وحيث أن المخابز وللاستمرار في العمل تعتمد على استمرار تسليم الوقود من قبل الشركاء من جنوب غزة. وحذّر أيضا مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية من أن نقص الوقود لتشغيل المولدات يشل أيضًا النظام الصحي المدمر في غزة، مما يعرض حياة المرضى للخطر. وأوضح أن العدوان المستمر على محافظة شمال غزة أدى إلى تعطيل الخدمات الصحية للناجين المتبقين هناك بشكل خطير، فيما أن الوصول إلى مستشفى العودة في جباليا- المستشفى الوحيد في محافظة شمال غزة الذي لا يزال يعمل جزئيًا – محدود للغاية. ويشن جيش الاحتلال “الإسرائيلي” حرب إبادة جماعية في قطاع غزة، أدت لاستشهاد 46006 مواطنا، معظمهم من النساء والأطفال، وجرح 109,378 آخرين، وفقدان ما يزيد 11 آلفا تحت الأنقاض، ناهيك عن الدمار الواسع في البنية التحتية والسكنية والتجارية، وانتشار المجاعة بسبب منع تدفق المساعدات الإنسانية.

مقالات مشابهة

  • كاتب: الهجوم الإسرائيلي على اليمن الأكبر من نوعه خلال عام
  • القناة الـ14 الإسرائيلية: الهجوم الإسرائيلي باليمن ضد أهداف الحوثيين
  • استشهاد واصابة عددا من المواطنين الفلسطينيين في قصف العدو الصهيوني على غزة
  • صحافي فرنسي: الجيش الإسرائيلي اعتقلني وضربني داخل الأراضي السورية
  • 20 شهيدا إثر غارات الاحتلال الإسرائيلي على مناطق متفرقة في قطاع غزة
  • الاحتلال يقصف مجموعة من الفلسطينيين في شارع الجلاء بمدينة غزة
  • قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات خلال اقتحام مخيم قلنديا شمال القدس المحتلة
  • نائب بريطاني يدعو إلى طرد سفيرة الاحتلال الإسرائيلي لدى لندن
  • الإمارات: نرفض الممارسات الإسرائيلية لتغيير الوضع القانوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة
  • مسلسل التعذيب الإسرائيلي الممنهج بحق الآلاف من الأسرى الفلسطينيين وعلى رأسهم المرضى..لايزال مستمرا