ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء مساء اليوم، من كنيسة الشهيد مار مينا بشبرا، التابعة لقطاع شبرا الجنوبية. 

عظة البابا الأسبوعية 

واستقبلت فرق الكشافة قداسة البابا وعزفت موسيقاها لدى وصوله الكنيسة ترحيبًا بقدوم قداسته.

وصلى قداسته رفع بخور عشية، وشاركه عدد من أحبار الكنيسة ووكيل عام البطريركية بالقاهرة، وبعض من كهنة كنائس شبرا.

وألقى نيافة الأنبا مكاري، الأسقف العام للقطاع، كلمة عقب العشية، شكر خلالها قداسة البابا على زيارته للكنيسة وافتقاده لأولاده. ورتل كورال أطفال وشباب الكنيسة، مجموعة من الترانيم. وتحدث القمص إسطفانوس فايق كلمة استعرض فيها تاريخ "كنيسة مار مينا شبرا" منذ نشأتها وحتى الآن وعرض فيلم تسجيلي عن بيت المؤتمرات التابع للكنيسة، كما ألقى القمص بيشوي صدقي كلمة ترحيب وشكر لقداسة البابا.

وكرم قداسة البابا أسرة المتنيح "مينا مقار" مؤسس الكنيسة الذي بنى الكنيسة عام ١٩٤٢ على جزء من أرضه. وكرم كذلك مجموعة من القيادات المحلية بشبرا.

كما أثنى قداسته على أحد أبناء الكنيسة يدعى "چون" وهو من ذوي القدرات الخاصة، الذي أهدى قداسته صليب صممه ونفذه بيده، ومنحه هدية تذكارية.

وأشاد قداسة البابا بالكنيسة وبآبائها وشعبها وخدمتها، معربًا عن سعادته بزيارته لها ولا سيما وأنها الزيارة الأولى لها. مقدمًا التحية لكل من قدموا فقرات خلال اليوم.

واستكمل قداسته سلسلة "طِلبات من القداس الغريغوري"، وقرأ جزءًا من الأصحاح الخامس عشر في إنجيل معلمنا لوقا والأعداد (١٧ - ٢٤)، وتأمل في طِلبة "المعترفون اقبل إليك اعترافهم"، وأوضح أن شعور التوبة ربما لا نستشعره على الأرض ولكن السماء تفرح به، "إِنَّهُ هكَذَا يَكُونُ فَرَحٌ فِي السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارًّا لاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَةٍ" (لو ١٥: ٧).

وأشار قداسة البابا إلى صور التوبة في العهد القديم، وهي: الصوم، وتمزيق الثياب، ولبس المسوح، ووضع الرماد على الرؤوس، والذبائح التكفيرية، "كَانَ فِي الْغَدِ أَنَّ مُوسَى قَالَ لِلشَّعْبِ: «أَنْتُمْ قَدْ أَخْطَأْتُمْ خَطِيَّةً عَظِيمَةً، فَأَصْعَدُ الآنَ إِلَى الرَّبِّ لَعَلِّي أُكَفِّرُ خَطِيَّتَكُمْ»" (خر ٣٢: ٣٠)، ولكن هذه الوسائل لا تمحو الخطية، لأن الخطية هي مرض للروح.

خطوات التوبه والاعتراف 

وعَرَضَ قداسته أمثلة لشخصيات في العهد القديم مارسوا التوبة والاعتراف وكذلك الذين قبلوا التوبة من الناس، مثال: داود النبي، وعخان بن كرمي الذي اعترف بخطيته أمام يشوع النبي، ويوحنا المعمدان "وَكَانَ يُوحَنَّا أَيْضًا يُعَمِّدُ... لأَنَّهُ كَانَ هُنَاكَ مِيَاهٌ كَثِيرَةٌ، وَكَانُوا يَأْتُونَ وَيَعْتَمِدُونَ" (يو ٣: ٢٣).

وأوضح قداسة البابا أن في العهد الجديد بدأ تأسيس سر التوبة والاعتراف، "تُوبُوا، لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ" (مت ٣: ٢)، وصار أحد الوسائل الفعالة في حياة الإنسان الروحية، "«اقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ. مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ تُغْفَرُ لَهُ، وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُ أُمْسِكَتْ»" (يو ٢٠: ٢٢، ٢٣).

ووضع قداسة البابا خطوات التوبة والاعتراف، كالتالي: 
١- إدراك السقوط في الخطية، "يَا أَبِي، أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ" (لو ١٥: ١٨).

٢- الشعور بالندم الداخلي، "لأَنِّي عَارِفٌ بِمَعَاصِيَّ، وَخَطِيَّتِي أَمَامِي دَائِمًا" (مز ٥١: ٣).

٣- الرجاء في أن الله سيمسح الخطية.

٤- الاعتراف الشفهي للأب الكاهن، "إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ" (١يو ١: ٩).

٥- الإصلاح بأعمال صالحة، "فَاصْنَعُوا أَثْمَارًا تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ" (مت ٣: ٨).

٦- الامتناع عن الشر.

٧- الالتصاق بالله والوسائط الروحية.

وشرح قداسته عمل الأب الكاهن في سر الاعتراف، كالتالي:
- قبل بدء جلسة الاعتراف يصلي صلاة سرية "أيها الرحيم الرؤوف المتحنن... وقوِّني لكي أعمل خدمة هذا السر العظيم السمائي. آمين"، لأن الكاهن في الاعتراف، يسمع أتعاب المعترف، ويرشده، ويعطيه تدريبًا، ويقرأ التحليل له، ويُصلي من أجله، لذلك يجب على كل إنسان أن يصلي من أجل أب اعترافه.

- يضع الصليب بينه وبين المعترف.

- بعد الاعتراف يضع الصليب على رأس المعترف، ويقرأ له التحليل.

وتناول قداسة البابا نص صلاة التحليل، كالتالي: 
- إمكانية الحِل والربط، والتي أعطاها السيد المسيح لتلاميذه مباشرة، وسلموها لتلاميذهم على مر الأجيال.
 
- "الآن أيضًا نسأل ونطلب من صلاحك يا محب البشر عن (..)" يذكر الكاهن اسم المعترف، والذي يرشم نفسه بعلامة الصليب لمعرفته أن اعترافه قُبِل من خلال الصليب.

- "ارزقنا رحمتك"، لأن الرحمة هي عطية من الله.

- "اقطع كل رباطات خطايانا"، فَك قيود الخطية.

- "أيها السيد العارف بضعف البشر كصالح ومحب البشر"، نتودد إلى الله حتى يرفع عنا الخطية.

- "اللهم أنعم علينا بغفران خطايانا"، فالمغفرة هي عطية مجانية من الله.

- "باركنا"، نطلب بركة السلام.

- "طهّرنا"، نقاء القلب وتجديده.

- "حاللنا"، إعلان الحرية من قيود الخطية.

- "املأنا من خوفك"، نطلب مخافة الله في القلب.

- "قومنا إلى إرادتك المقدسة الصالحة".

وأوصى قداسته بمناسبة نهاية العام، أن ننقي القلب ونعطيه لله، ونصلي أن يقبل اعترافنا، وأن يعطينا التوبة الحقيقية كتوبة الابن الضال، لبدء حياة جديدة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: البابا تواضروس الكنيسة قداسة البابا كهنة القداس الغريغوري المزيد المزيد قداسة البابا

إقرأ أيضاً:

البابا تواضروس: لم يعد للمجلس الملي العام دور فعال في الكنيسة

كشف البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية،عن اسباب عدم إعادة تشكيل المجلس الملي وهو المجلس المسؤول عن إدارة ممتلكات الكنيسة  قائلاً : " المجلس الملي أحد قوانين الإمبراطورية العثمانية وهو يظهر من كلمة " الملة " وهو مصطلح لم نعد نستخدمه جميعنا  مواطنين ".

البابا تواضروس: سوف نناقش قانون الأحوال الشخصية في حوار مجتمعيالبابا تواضروس: ثورة 30 يونيو وانتخاب الرئيس السيسي وصياغة الدستور وضعت مصر على الطريق الصحيح


تابع خلال لقائه في برنامج "كلمة أخيرة" الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على شاشة ON:" أعترض على إسم  المجلس الملي  من الاسم نفسه  لانه إسمه " المجلس الملي العام “ وكان له وظيفتين  الاولى وهي للاحوال الشخصية  ضمن إختصاص المحاكم المختلطة إبان الاحتلال الانجليزي  وأصبحت البللاد الان بها محاكم مختصة  والوظيفة الثانية  كانت إدارة أملاك الكنيسة والان  أصبح لدينا هيئة الاوقاف القبطية ”".

وأردف: “ لم يعد للمجلس الملي العام دور فعال في الكنيسة  وهيئة الأوقاف القبطية  وهي هيئة مشكلة بقرار جمهوري تدير أموال الكنيسة حالياً بدلاً من المجلس الملي  بالاضافة إلى أن المكتب الفني بالكنيسة يقوم حالياً بالتواصل مع كل الهيئات الحكومية عوضاً عن المجلس الملي بعد تكوين هذا المكتب ”.


وواصل: "حين يتغير اسم  "المجلس الملي" سوف ننظر في تشكيله،  وسألوني تحب يبقى إسمه إيه ؟ قلت: أي حاجة غير المجلس الملي،  وهو  عبارة عن مجموعة من الخدام".

وحول الأحاديث  عن اختلاف الأديرة في ممتلكاتها، حيث هناك أغنية غنية وأخرى فقيرة  وحول  ضرورة وجود إدارة مركزية علق قائلاً : "لا أرى ضرورة لوجود لجنة مركزية لإدارة أموال الكنيسة والأديرة الكبيرة تنفق على الأديرة الصغيرة".

وحول الدور الاجتماعي للكنيسة في خدمة شعبها  علق قائلاً : " الكنيسة لها دورها الاجتماعي والاقتصادي  والكنيسة تقدم مساعدات  في بعض القرى البعيدة وبعض الأسر المحتاجة للتعليم والعلاج".

مقالات مشابهة

  • نياحة نيافة الأنبا أغابيوس مطران ديرمواس
  • البابا تواضروس يكشف مراحل حياته وتكوين شخصيته الروحية.. من أسيوط إلى المنصورة
  • البابا تواضروس: لم يعد للمجلس الملي العام دور فعال في الكنيسة
  • البابا تواضروس: الإرهاب في 2013 كان يقصد الوطن ككل وليس الكنيسة وحدها
  • رسائل مهمة.. البابا تواضروس الثاني: بحب مصر وسلامة الوطن أهم شيء.. و3000 كنيسة تم تقنين أوضاعها
  • البابا تواضروس عن قانون بناء الكنائس: ساهم في تقنين أوضاع أكثر من 3 آلاف كنيسة
  • البابا تواضروس: أكثر من 3 آلاف كنيسة تم تقنين أوضاعها و1000 في الطريق
  • البابا تواضروس: الإرهاب في 2013 كان يقصد الوطن ككل وليس الكنيسة فقط
  • البابا تواضروس: أكثر من 3 آلاف كنيسة تم تقنين أوضاعها
  • ابتدائي وإعدادي فقط.. قداسة البابا تواضروس يعلق على إضافة الدين للمجموع