اتفق كل من الباحث في مركز الجزيرة للدراسات الدكتور شفيق شقير والخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي على أن التطورات العسكرية الأخيرة في سوريا تعكس تحولات إقليمية عميقة.

وأجمعا على أن انشغال روسيا بحربها في أوكرانيا، وتصاعد الضغوط الإسرائيلية على إيران، تسببا في إضعاف الدعم المقدم للحكومة السورية، مما فتح المجال أمام تقدم قوات المعارضة في عدة محاور.

ووفقا للعقيد الفلاحي، فإن العملية العسكرية التي بدأت في شمال حلب تطورت إلى تقدم سريع بعد انهيار الجيش السوري.

وأضاف أن المعارضة تمكنت من السيطرة على مواقع إستراتيجية مهمة، بما فيها بلدة خطاب ومقر الفرقة الـ25، في طريقها نحو مدينة حماة التي تمثل عقدة وصل بين محافظات دمشق وحمص وحلب.

خطاب ناضج

ولفت إلى أن نجاح المعارضة في توحيد جهودها تحت مظلة "غرفة الفتح"، التي تضم 5 فصائل رئيسية، يمثل تطورا نوعيا في العمل العسكري، وأن العمليات العسكرية تنفذها هذه الفصائل، وليست مقتصرة على هيئة تحرير الشام.

ومن جانبه، يشير شقير إلى أن المعارضة السورية تبنت خطابا سياسيا جديدا يعكس نضجا في التفكير، إذ أكدت في تصريحاتها أن ما يجري ليس حربا طائفية بل معركة للتغيير، متعهدة بحماية جميع الطوائف والأقليات.

إعلان

وحسب تقارير صحفية، فإن الملف السوري يشهد حراكا دبلوماسيا مكثفا على الصعيد السياسي، فقد أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عن قمة مرتقبة في الدوحة تجمع قطر وتركيا وروسيا وإيران.

ويرى شقير أن هذا الاجتماع قد يشكل فرصة لإعادة الدور العربي في الملف السوري، خاصة مع تحول القضية من صراع إقليمي إلى أزمة داخلية تحتاج إلى حل.

وفي ما يتعلق بالدور الإيراني، يقول شقير إن طهران تواجه معضلة حقيقية، فمن جهة تعتبر سوريا خط دفاعها الأول، كما صرح مستشار الأمن القومي الإيراني بأن "حلب خط الدفاع الأول عن طهران".

ومن جهة أخرى، تجد إيران نفسها مقيدة بالضغوط الإسرائيلية المتزايدة وصعوبة إيصال الدعم العسكري في ظل المراقبة المشددة لطرق الإمداد، يضيف شقير.

خيارات التفاوض

وحول الموقف الروسي، يؤكد العقيد الفلاحي أن الدعم الجوي الروسي وحده لن يكون كافيا لتغيير موازين القوى على الأرض، خاصة مع استنزاف موارد موسكو في الحرب الأوكرانية.

ويضيف أن أي جهد جوي يحتاج إلى إسناد بري، وهو ما لا يتوفر حاليا في ظل الانهيارات المتتالية في صفوف الجيش السوري.

ويلفت شقير إلى أن خيارات التفاوض المتاحة، موضحا أن مفاوضات أستانا قد تكون الخيار المفضل للحكومة السورية كونها تقتصر على دول الجوار، بينما يمثل مسار جنيف حلا دوليا أشمل يتضمن هيئة انتقالية ودستورا جديدا، منبها إلى أن أي وقف لإطلاق النار يجب أن يعكس موازين القوى الجديدة على الأرض.

وأكد الخبيران أن نجاح اجتماع الدوحة يتطلب اعترافا متبادلا بين الحكومة والمعارضة كأساس لأي حل سياسي، لكنهما يحذران في الوقت نفسه من مخاطر الدخول في دوامة اجتماعات غير مجدية، مشددين على ضرورة معالجة الخلافات بين دول المنطقة أولا لضمان نجاح أي مسار تفاوضي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات إلى أن

إقرأ أيضاً:

القمة العالمية للحكومات 2025 تستعرض تحولات قطاع السياحة

تشارك نخبة من قادة قطاع السياحة، ومسؤولي كبريات شركات السياحة والسفر العالمية، إلى جانب صناع القرار وأصحاب العقول والأفكار الإبداعية في هذا المجال، في فعاليات القمة العالمية للحكومات 2025، التي تنطلق في دبي خلال الفترة من 11 - 13 فبراير (شباط) الجاري، تحت شعار "استشراف حكومات المستقبل".

ويستعرض المشاركون من قادة قطاع السياحة خلال جلسات القمة والمنتديات والحوارات التفاعلية، التحولات التي يشهدها القطاع وواقع ومستقبل السياحة وفرص النمو الممكنة فيها، في ظل التطورات التكنولوجية والتقنية التي يشهدها العالم، ويبحثون سبل تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، ودعم المجتمعات المحلية، لتمكين الاستثمارات في السياحة المستدامة، بما يعزز مكانة القطاع السياحي أحد أهم محركات الاقتصاد العالمي.
ويتناول قادة القطاع السياحي في حواراتهم تأثير الذكاء الاصطناعي في السياحة، ودوره في تعزيز استراتيجيات السياحة المستدامة التي تتبنى ممارسات صديقة للبيئة، وتراعي الحفاظ على التنوع الطبيعي والحد من التأثيرات السلبية على المناخ، وأهمية الابتكار في تجربة المسافرين من خلال الاعتماد على الحلول الرقمية وأدوات الذكاء الاصطناعي، مثل تطبيقات الحجز الذكية، وتحليل بيانات المسافرين لتقديم خدمات أكثر تخصصاً وكفاءة، بما يسهم في تعزيز إدارة الموارد السياحية، وتقليل التكاليف التشغيلية، وتحسين جودة الخدمات، وزيادة رضا العملاء.
ويناقش المشاركون أبرز التحديات والاتجاهات المستقبلية التي ستشكل ملامح صناعة السياحة، بما في ذلك تأثير الأزمات العالمية على السياحة، وأهمية تعزيز البنية التحتية الرقمية، بالإضافة إلى الدور المتزايد للمدن الذكية في استقطاب السياح وتقديم تجارب رقمية متميزة.
ومن أهم قادة قطاع السياحة المشاركين في القمة العالمية للحكومات أولغا كيفالوجياني، وزيرة السياحة اليونانية، وسليم بسول، رئيس مجلس الإدارة لشركة Six Flags، وجيليان تانز، الرئيس التنفيذي السابق في Booking.com، وأيمن المؤيد، الأمين العام للمجلس الأعلى للشباب والرياضة في البحرين، وكريستوف هوفمان، الشريك والرئيس التنفيذي لسلسلة فنادق 25 Hours، وماركوس فينتزن، الرئيس التنفيذي لمجموعة EHL.

مقالات مشابهة

  • تركيا ومهمة ملء الفراغ العسكري الإيراني في سوريا
  • بالفيديو| القرقاوي يوضح كيف سيكون شكل العالم في 2050
  • الصحف العربية.. هبّة عربية وإسلامية ضد تطرف نتنياهو.. تعزيزات عسكرية على جانبي الحدود اللبنانية ـــ السورية
  • توتر متصاعد: تعزيزات عسكرية على الحدود اللبنانية – السورية
  • القمة العالمية للحكومات 2025 تستعرض تحولات قطاع السياحة
  • اسرائيل تجري مناورات عسكرية في الضفة الغربية والجولان السوري
  • استعداداً لأي طارئ.. إدارة الدولة يلتئم مجددًا لبحث ملفات داخلية وإقليمية
  • هل نسفت أحكام إنستالينغو في تونس أي فرصة للحوار؟
  • وفاة تغير مسار أحمد مكي في مسلسل الغاوي.. ماذا سيحدث؟
  • الجيش اللبناني يصدر أوامره بالرد على مصادر النيران التي تطلق من الأراضي السورية