أوصى مشاركون في أكثر من 121 جلسة وورشة عمل إضافة إلى حوارات «مختبرات الإعلام»، ضمن فعاليات النسخة الثالثة من الكونغرس العالمي للإعلام 2024 التي اختتمت فعالياتها مؤخراً، بضرورة وضع معايير جديدة ورؤية إعلامية مستقبلية لمواجهة التحديات التي يشهدها قطاع الإعلام في ظل التطور التكنولوجي المتسارع، استناداً إلى الإبداع والابتكار والمسؤولية والقيم الأخلاقية للمجتمعات والشعوب حول العالم.


ودعا المشاركون إلى ضرورة تمكين جيل الشباب من الإعلاميين وتزويدهم بالمعرفة والمهارات وتوفير الإمكانات المطلوبة، لتعزيز الوعي المعرفي لديهم ومواصلة تطوير قدراتهم وأدائهم الإعلامي بما يخدم مسيرة التنمية المستدامة.
وأكد أكثر من 92 متخصصاً من مختلف قطاعات صناعة الإعلام ينتمون إلى أكثر من 20 جنسية ممن شاركوا بأفكارهم وخبراتهم في الجلسات الرئيسية ومختبرات الإعلام وورش العمل، أهمية الكونغرس العالمي للإعلام الذي بات تجمعاً عالمياً للعقول من قادة الفكر والمبتكرين وصناع القرار لمعالجة التحديات والاستفادة من الفرص في صناعة الإعلام.
ووصف المشاركون في أعمال الكونغرس، أجندة الحدث الرئيسية بـ«الديناميكية» كونها شهدت تركيزاً قوياً على الابتكار وتنمية المهارات والذكاء الاصطناعي والطرق الإبداعية والسرد القصصي التفاعلي وأخلاقيات العمل الإعلامي المسؤول، وغيرها من المحاور التفاعلية والمبتكرة التي أسهمت في تعزيز مكانة الحدث منصة رائدة لتشكيل مستقبل الإعلام العالمي.
وشهدت النسخة الثالثة من الكونغرس، مشاركة طلاب الإعلام من خمس جامعات على مستوى الدولة، حيث أتاحت لهم فرصة الاطلاع على النقاشات والحوارات بمشاركة نخبة من قادة وخبراء الإعلام بما يعزز لديهم المعرفة وتبادل الخبرات مع الإعلاميين من حول العالم.
وأكد المشاركون في الجلسات النقاشية، أهمية وضع خطوات تطبيقية واضحة، تهدف إلى تطوير العمل الإعلامي إضافة إلى خارطة طريق مستقبلية لتحسين الممارسات الإعلامية على المستويات كافة، فضلاً عن تعزيز الشراكات الاستراتيجية بين المؤسسات الإعلامية الدولية لتعزيز دور الإعلام العربي على الساحة العالمية.
وأوصوا بضرورة دراسة تأثير تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي على صناعة الإعلام، وتقديم حلول لتحسين استخدام التقنيات المتقدمة، مثل التعلم الآلي والبيانات الضخمة، لدعم الإنتاج الإعلامي وتطوير المحتوى.
وأكدوا أهمية دور الشباب في تشكيل مستقبل الإعلام، حيث أوصوا بضرورة استعراض أفضل الممارسات لتمكين الشباب وتزويدهم بالمهارات الإعلامية الحديثة، إضافة إلى العمل على دعم الإبداع وريادة الأعمال في مجال الإعلام.
ودعا المشاركون إلى ضرورة وضع معايير جديدة للنزاهة والشفافية، والتصدي لظاهرة التضليل الإعلامي، إضافة إلى تعزيز ثقافة المسؤولية في المحتوى الإعلامي، مع التركيز على احترام القيم الثقافية والاجتماعية.
وأكدوا دور الإعلام في مواجهة التحديات العالمية، داعين إلى مناقشة دوره في دعم التنمية المستدامة ومواجهة الأزمات العالمية، إضافة إلى دراسة دور الإعلام في تعزيز الحوار بين الثقافات والشعوب.
يذكر أن الكونغرس، سيصدر الأوراق البيضاء للحدث التي ستحمل مخرجات نقاشات وجلسات عمل مع نخبة من الخبراء والمختصين من مختلف دول العالم، والتي ستستند إلى أحدث الدراسات، حيث من المتوقع الانتهاء منها قريباً، على أن تُعرض في فعالية خاصة سيتم الإعلان فيها عن التوصيات. (وام)

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإعلام إضافة إلى

إقرأ أيضاً:

رؤية الواقع في السياسة الإعلاميَّة

ديسمبر 4, 2024آخر تحديث: ديسمبر 4, 2024

د. محمد وليد صالح

كاتب عراقي

يسعى الإعلام لأغراض التعبئة ومواجهة التحديات التي تواجه النظم السياسية والعمل على دعم دور التنشئة وتعميق الولاء لدى مواطني هذه الدولة، لا سيما وأن وسائل الإعلام استخدمت في الحياة السياسية لتحقيق أهداف عدة ومنها، بيان ما هو مهم وما هو غير مهم وما الذي يستحق ان يكون ذو صلة بحياة المواطنين، وترتيب الاجندة السياسية لهم، وكذلك أداة لتحريك الرأي العام إذ تمكنت تلك الوسائل من خلق رأي عام مساند واستغلال تأييد المنتفعين من قضية ما، ومخاطبة اهتمامات الفئات المعارضة بهدف كسب تأييدهم ودعمهم للقضية، عن طريق التنويه الذي يتحقق بتقديم المعلومات الملائمة لتحقيق هذه الأهداف، أو الحفز على احداث التغيير، وخلق الطموحات الممكنة لدى الأفراد المستهدفين، والدعوة للمشاركة في الحياة العامة.

إذ ان الإعلام يؤدي دور حيوي في جذب الشركاء وتكوين جمهور من المساندين، وانشاء اتصالات وثيقة وآليات للتنسيق بين المنظمات والأفراد وتعد مصدراً للمعلومات والتخطيط لاستثمارها.

أما مواجهة السلطة السياسية للإعلام المضاد الذي تتعرض له، عن طريق تحصين مواطنيها عبر وسائل الاتصال المتنوعة عبر أساليب ربط معتقداتهم بأشياء أخرى يعرفها، أو بالقيم المشتركة المقبولة، التي تجعل من المتلقي أكثر مقاومة للإعلام المضاد، وربط هذا الاعتقاد بجماعات تحظى بالاحترام العام، فضلاً عن اثارة الخوف والقلق وزيادة التوتر عند المتلقي من نتائج غير مرغوبة لديه، مما يجعله يقاوم الرسائل الإعلامية المضادة.

وأحياناً يصبح أداة سياسية للإشهار عن مواقف للدولة وادائه للدور الذي تفرده له السياسات العامة، وتتمثل بالاتصال بالأفراد والشخصيات والشرائح الاجتماعية والجماعات والمؤسسات السياسية، والحوار مع القوى المؤثرة في اتخاذ القرار وصناعته للوصول إلى الحد الاقصى من الفاعلية لخدمة سياسات معينة.

ومع انتشار القنوات التلفزيونية الفضائية والصحافة ووكالات الأنباء المتعددة واختلافها في تقديم خطابها الإعلامي، يلفت النظر اليوم في الإعلام العراقي مقارنة مع الإعلام الخارجي عموماً وجود حقيقة، هي وجود سلطة الرقابة التنظيمية الحكومية المباشرة على وسائل الإعلام للمحافظة على ذائقة المجتمع ووعيه، وهذا لا يعني بالمحصلة إن هذا الإعلام يعمل على وفق مسؤولية اجتماعية غير مرئية يستشعرها القائمين بالاتصال، وان عملية التقويم والمتابعة والتصحيح والبناء وكتابة الردود ومحاولة تصحيح المعلومات المغلوطة للمحافظة على التمتع بالمستوى الجيد لصورة هذه المؤسسات لدى الجمهور، وهي من زاوية معينة تمتلك جانب ايجابي ومن زاوية أخرى تمتلك جانب سلبي على اعتبار ان غياب أي فحص لمستوى الخطاب يؤدي إلى الفجاجة والسطحية والابتذال غالباً.

مقالات مشابهة

  • «الكونغرس العالمي»: تمكين الإعلاميين الشباب
  • رؤية الواقع في السياسة الإعلاميَّة
  • توصيات الكونغرس العالمي للإعلام.. رؤى متجددة لمستقبل مبتكر
  • توصيات الكونغرس العالمي للإعلام.. رؤى متجددة لمستقبل إعلامي مبتكر
  • مسؤولون: الكونغرس العالمي للإعلام منصة استراتيجية لتعزيز الشراكات
  • مختصون: "الكونغرس العالمي" رسخ مكانة الإمارات وجهة لكبريات المؤسسات الإعلامية
  • مسؤولون يشيدون بنجاح الكونغرس العالمي للإعلام ودوره في تطوير القطاع
  • إيريك أوشلان: انضمام "العمل" إلى التحالف العالمي من أجل العدالة الاجتماعية خطوة جريئة لمواجهة التحديات
  • بعد التغييرات الأخيرة لرؤساء الهيئات الإعلامية والصحفية.. مطالب عاجلة بضرورة مواجهة الشائعات وضبط المشهد الإعلامي