نهيان بن مبارك: تعزيز قيم الهوية الوطنية لدى كل فئات المجتمع، لاسيما طلاب المدارس والجامعات
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، رئيس مجلس إدارة صندوق الوطن، أن الهدف الإستراتيجي الذي يضعه كافة العاملين في الصندوق نصب أعينهم وتتمحور حوله كافة مبادراته وأنشطته، هو تعزيز قيم الهوية الوطنية لدى كل فئات المجتمع، لاسيما طلاب المدارس والجامعات.
وأضاف أن الصندوق يسعى لتعزيز هذه القيم تحت شعار “هوية وطنية قوية ومستدامة.
جاء ذلك عقب اعتماد معاليه خطة صندوق الوطن لإطلاق مبادرات وأنشطة برنامج “شتاء صندوق الوطن” والذي يتضمن موضوعين رئيسين هذا العام هما قدوتي ولغة القرآن، وينطلق في كافة إمارات الدولة على مدى أسبوع بداية من 16 ديسمبر الجاري، للفئات العمرية من 8 سنوات إلى 15 سنة، ويضم عشرات الفعاليات التي تركز على عدة عناوين منها، الوطن، والقيادة، والمستقبل، واللغة العربية، والمجتمع من خلال لغة القرآن: وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا، إضافة إلى التاريخ والتراث والثقافة الإماراتية.
وقال معاليه إن إطلاق صندوق الوطن لهذه المبادرة، كبرنامج لاصفي لأبناء وبنات الإمارات أثناء عطلة الشتاء يهدف إلى الإسهام في بناء أجيال المستقبل الواعية بهويتها الوطنية، والقادرة على الإبداع والريادة المُستدامة، وتعزيز الثقة باللغة العربية، وتطوير مهارات القراءة والفهم بالغة العربية من خلال آيات قرآنية، وإطلاق القدرات والمهارات الإبداعية والابتكار لدى الجيل الجديد، وتعزيز صلة الطالب بالقرآن الكريم وما يحمله من رسالة سامية، إضافة إلى تعزيز قيم المواطنة الصالحة كحب الوطن والانتماء والولاء للوطن والقيادة، والتعرف على مكونات الهوية الوطنية، والثقافة الإماراتية من خلال خبراء ومفكرين ومؤثرين وكتاب وفنانين من الإمارات والعالم العربي.
وثمن معاليه التعاون الكبير والجهود المقدرة من جانب شركاء صندوق الوطن في هذه المبادرة بداية بوزارة التربية والتعليم ووزارة الثقافة ووزارة التسامح والتعايش ومدارس جيمس بأبوظبي، ومدرسة أبوظبي الدولية ومدرسة التكنولوجيا التطبيقية والمراكز الثقافية ومركز الشباب على مستوى الدولة، والعديد من الوزارات والهيئات المحلية والاتحادية والتعليمية والخاصة، معبرا عن تقديره للجميع ومتمنيا أن تثمر الجهود المشتركة في تحقيق الأهداف السامية للجميع.
وتتضمن أنشطة “برنامج شتاء صندوق الوطن” لهذا العام حوارات ونقاشات تفاعلية يديرها كتاب وفنانون ومؤثرون، وأنشطة تتعلق بتنمية المهارات الاجتماعية ”التعارف، والعمل الجماعي، وروح الفريق”، ولقاءات خاصة بضيوف مُميزين في مجالات عدة، وألعاب رياضية “كرة سلة، وكرة قدم، وتنس، وألعاب تفاعلية”، وحلقات خاصة حول القرآن الكريم، والقراءة والكتابة الإبداعية، وورش خاصة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، ومهارات وأشغال يدوية، وزيارات ميدانية، وقصص وطنية تراثية مُلهمة، ومهارات اللغة العربية.
وحول الأماكن التي تحتضن أنشطة ” برنامج شتاء صندوق الوطن” فسيتم تغطية كافة المناطق الجغرافية في الدولة من خلال العمل مع المدارس المنفذة لأندية الهوية الوطنية بالإضافة إلى المراكز الثقافية والإبداعية التابعة لوزارة الثقافة، والمراكز الشبابية، حيث تم اختيار مدارس أندية الهوية الوطنية حسب التوزيع الجغرافي لضمان تغطية متكاملة، حيث يتم تغطية 12 منطقة في الإمارات، بمشاركة 18 مدرسة حكومية وخاصة.
وحول توزيع الأنشطة على إمارات الدولة وأماكن تنفيذ البرنامج، أكد صندوق الوطن، أنه في إمارة أبوظبي تم اختيار مدرسة أبوظبي الدولية بمدينة محمد بن زايد، وأكاديمية جيمس العالمية بجزيرة الريم، ومدرسة التكنولوجيا التطبيقية ببني ياس، والمركز الثقافي بالظفرة، ومدرسة التكنولوجيا التطبيقية بالعين العقابية، والثانوية الإنجليزية جيمس، وفي إمارة عجمان تم اختيار المركز الثقافي، ومركز الشباب، ومدرسة التكنولوجيا التطبيقية، وفي إمارة أم القيوين تم اختيار المركز الثقافي بأم القيوين، ومركز الشباب فلج المعلا، إضافة إلى المركز الثقافي برأس الخيمة، ومدرسة جيمس وينشستر بالفجيرة، والمركز الثقافي بالحليفات.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
أثر الإسلام على الهوية الوطنية العمانية
طالما كانت سلطنة عمان عنوانًا للهدوء والتسامح، ووطنًا نادرًا ما يُذكر في النزاعات أو الصراعات، بل يُعرف بأصالته وسلامه، العمانيون ليسوا مجرد شعب، بل هم رمز للطيبة والرقي، حتى أصبح التسامح والهدوء سمتهم التي يذكرها الجميع.
وما أراه أجمل من ذلك، إن هذه الهوية العمانية المتفردة ليست صدفة، بل امتدادا لقيم راسخة في الإسلام، دين علمنا العدل، وأرشدنا للسلام، وزرع فينا روح الإخاء والتسامح، فكيف لا تكون عمان مرآة لهذه المبادئ العظيمة، وهي التي حملت راية الحكمة والاعتدال عبر تاريخها؟
عمان كانت ولا تزال مثالا حيا للتسامح والهدوء فالإسلام الذي اعتنقته طواعية دون أدنى نزاع أو حرب تعد نموذجا فريدا في الحكمة والوعي. هذه الخطوة تعكس حنكة العمانيين وقدرتهم الفائقة على تمييز الحق من الباطل، وهو ما جعلهم يتبنون الإسلام بكل سلام داخلي و إيمان راسخ. هذا الاختيار الطوعي يعكس الطبيعة العمانية التي تعتمد على التسامح والهدوء حيث لم يسعَ العمانيون إلى الصراع أو التوتر، بل فضلوا الاقتناع الكامل والانفتاح على تعاليم الإسلام بكل محبة وتقدير.
كما زرع الإسلام في قلوب العمانيين قيم التسامح والتعاطف، وجعلهم يعيشون بروح من السلام الداخلي والتفاهم. فمنذ أن أضاء نور الإسلام على عمان، تأثرت الهوية العمانية بشكل عميق بمفاهيمه، فغرس في الشعب العماني روح الهدوء والتعايش السلمي مع جميع الأطياف، كما أن العمانيين لم يعرفوا العجلة، بل فضلوا التوازن والاعتدال، فكانت حياتهم تمثل الهدوء في أبهى صوره، والتسامح بأجمل معانيه، ليصبحوا مثالاً يحتذى به في كيفية العيش بسلام مع الذات ومع الآخرين.
سلطنة عمان ستظل دائمًا رمزًا للتسامح الديني، وواحة للسلام والمودة، حيث يسود فيها التفاهم والاحترام بين الجميع، سياستها ترتكز على الحوار والتواصل البناء بعيدا عن الانقسام والتعصب، مما جعلها محط تقدير وثقة في العالم بأسره. ومواطنوها سيظلون متمسكين بفضيلة التسامح التي تعتبر طريقهم نحو السلام والازدهار، ودرعًا للعيش المشترك. وما قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لو أن أهل عمان أتيت ما سبوك ولا ضربوك، إلا دليل على عمق هذه الفضيلة في نفوسهم».