دلائل القرآن والسنة على فرضية الحجاب للمرأة المسلمة
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
فرضية الحجاب للمرأة المسلمة.. قالت دار الإفتاء المصرية إنه من المقرر شرعًا بإجماع الأولين والآخرين من علماء الأمة الإسلامية ومجتهديها، وأئمتها وفقهائها ومُحَدِّثيها أنَّ حجاب المرأة المسلمة فرضٌ على كلِّ مَن بلغت سن التكليف، وهي السن التي ترى فيها الأنثى الحيض وتبلغ فيه مبلغ النساء.
وأوضحت الإفتاء أن المرأة عليها أن تستر جسمَها ما عدا الوجهَ والكفين، وزاد جماعة من العلماء القدمين في جواز إظهارهما، وزاد بعضهم أيضًا ما تدعو الحاجة لإظهاره كموضع السوار وما قد يظهر مِن الذراعين عند التعامل، وأمَّا وجوب ستر ما عدا ذلك فلم يخالف فيه أحد من المسلمين عبر القرون سلفًا ولا خلفًا؛ إذْ هو حكمٌ منصوصٌ عليه في صريح الوحْيَيْن الكتاب والسنة، وقد انعقد عليه إجماع الأمة.
وقد استدلوا الفقهاء على فرضية الحجاب بأدلة من الكتاب والسنة والإجماع:
أولًا: دليل الكتاب:
فقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [الأحزاب: 59]. والمناسبة التي نزلت فيها هذه الآية هي أن النساء كن يُظهِرن شعورهن وأعناقهن وشيئًا من صدورهن فَنَهاهُنَّ الله عز وجل عن ذلك، وأمرهن بإدْناء الجلابيب على تلك المواضع التي يكشِفْنَها؛ حتى ينكف عنهن الفُساق إذا رأوا حشمتهن وتستُّرَهن، وأكد على شمول الحكم فيها لكل أفراد النساء بقوله تعالى: ﴿وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ﴾. قال مقاتل بن سليمان في "تفسيره" (3/ 508، ط. دار إحياء التراث): [يعنى: أجدر أَنْ يُعْرَفْنَ في زيهن أنهن لسن بمُرِيبَاتٍ وأنهن عفايف فلا يطمع فيهن أحد] اهـ.
وقوله سبحانه وتعالى: ﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [النور: 31].
فرضية الحجاب للمرأة المسلمة
فنهت الآية الكريمة المؤمنات عن إبداء زينتهن، واستثنت الزينة الظاهرة، وقد فسَّر السلف الصالح -مِن الصحابة والتابعين ومَن بعدهم من الأئمة المجتهدين والفقهاء المتبوعين- الزينة الظاهرة التي يجوز للمرأة إبداؤها بالوجه والكفين، وزاد بعض السلف -كالسيدة عائشة رضي الله عنها- القدمين، وهو مذهب الإمام أبي حنيفة والثوري والمزني من الشافعية واختيار ابن تيمية من الحنابلة، وبعضهم زاد موضع السوار، وفسرها بعض السلف بالثياب، أما غير ذلك فلم يختلف أحد من السلف ولا الخلف في عدِّه من الزينة الواجب سترها، أي إن ما عدا هذه الزينة الظاهرة لا يجوز للمرأة إظهاره باتفاق العلماء وليس هو محلًّا للخلاف أصلًا على اختلاف أقوالهم في تفاصيل الزينة الظاهرة.
الأدلة من السنة على فرضية الحجاب
أخرج أبو داود في "سننه" واللفظ له، والطبراني في "مسند الشاميين"، وابن عدي في "الكامل"، والبيهقي في "السنن الكبرى" و"الآداب" و"شُعَب الإيمان" عن عائشةَ رضي اللهُ عنها أنَّ أسماءَ بنتَ أبي بكر الصِّدِّيق رضي الله عنهما دخلَتْ على رسول اللهِ صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم وعليها ثِيَابٌ رِقَاقٌ، فَأَعْرَضَ عَنْهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: «يَا أَسْمَاءُ، إِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا بَلَغَتِ الْمَحِيضَ لَمْ تَصْلُحْ أَنْ يُرَى مِنْهَا إِلَّا هَذَا وَهَذَا» وَأَشَارَ إِلَى وَجْهِهِ وَكَفَّيْهِ.
وأخرج أبو داود والترمذي وابن ماجه في "السنن" عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «إِذَا كَانَ عِنْدَ مُكَاتَبِ إِحْدَاكُنَّ مَا يُؤَدِّي فَلْتَحْتَجِبْ مِنْهُ». قال الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وفي هذا الحديث دليلٌ على وجوب احتجاب المرأة عن الرجل ما لم يكن مملوكًا لها، وأنها إنما أُمِرت بالاحتجاب منه هنا إذا ملك ما يؤدي به وإن لم يؤده حقيقةً تورعًا، قال الترمذي: ومعنى هذا الحديث عند أهل العلم على التورع، وقالوا: لا يعتق المكاتب وإن كان عنده ما يؤدي حتى يؤدي.
فرضية الحجاب للمرأة
وأخرج أبو داود في "السنن" عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أَتَى فَاطِمَةَ بِعَبْدٍ كَانَ قَدْ وَهَبَهُ لَهَا، قَالَ: وَعَلَى فَاطِمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا ثَوْبٌ، إِذَا قَنَّعَتْ بِهِ رَأْسَهَا لَمْ يَبْلُغْ رِجْلَيْهَا، وَإِذَا غَطَّتْ بِهِ رِجْلَيْهَا لَمْ يَبْلُغْ رَأْسَهَا، فَلَمَّا رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ مَا تَلْقَى قَالَ: «إِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكِ بَأْسٌ، إِنَّمَا هُوَ أَبُوكِ وَغُلَامُكِ».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الحجاب حجاب المرأة فرضية الحجاب رضی الله ی الله ع ى الله
إقرأ أيضاً:
خواطر رمضانية
#خواطر_رمضانية
د. #هاشم_غرايبه
في شارع الرشيد ببغداد، ومقابل جسر الشهداء وأمام سوق السراي الذي يمثل المعلم الثقافي والأدبي الهام، كان ينتصب تمثال لشخص ضخم الكرش هو “معروف الرصافي”، كنت أظنه شاعرا مبدعا، الى ان وقعت على كتاب له إسمه “الشخصية المحمدية” ، يتخذه الملحدون مرجعا.
قرأت من هذا الكتاب ما تيسر لي، إلى أن غلب الإشمئزاز عندي على حب المعرفة، فتوقفت نادما على الوقت الذي أضعته وأنا أقلب صفحاته آملا في أن أرى الحقيقة حسبما يدعي في مقدمته أنه ينشدها، حيث أن تاريخ الإسلام بنظره (كثبانا من الأباطيل والكذب تحوي بينها شذرات قليلة من الحقيقة)، لكني سرعان ما اكتشفت العكس، فأفكاره هي تلك الكثبان من الضلال، لأنها مبنية على فكرة غبية لم يبذل أي جهد في إثباتها، وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم ليس نبيا، بل هو مجرد مصلح اجتماعي عبقري ليس له اتصال مع الله، وهو من ألّف القرآن، ونقله عن الرسالات السابقة.
من يبدأ بهذا الإفتراض المتهافت، لا يستحق الرد، فطالما أنه يقول أنه نقل القرآن عن الرسالات السابقة، فيعني ذلك أنه يؤمن أن الله أرسل الرسالات السابقة، فما الذي يمنع من أن يرسل أنبياء آخرين!؟.
ولم يناقش هذه الفرضية رغم مخالفتها المنطق، فلم يسأل نفسه: كيف لأمّي لا يعرف الكتابة والقراءة أن يؤلف كتابا أجمع المؤمنون والكافرون على أنه أعظم كتاب عرفه البشر، بل هو مختلف عن كلام البشر.
لذلك توقفت عن متابعة القراءة، فهذا المنطق الجاهل سمة الذي لا يُعمِل عقله للبحث عن الحقيقة، بل يركبه ويسوقه خلف هواه الأحمق!.
بالمقابل هنالك أوروبيون لم تصلهم الدعوة الإسلامية، ولم يقرؤا القرآن لأنهم لا يعرفون العربية، ولكنهم عندما تكون عقولهم متحررة من التعصب الإنغلاقي يتبعوا العقل ولا يركبونه، فهم عندما يستمعون الى آيات القرآن الكريم، يعرفون أنها الحق من لدن عليم خبير.
ففي برنامج (No clash) الذي تقدمه البريطانية “كلير فوريستير” تحت عنوان “القرآن: هل هو مجرد نصوص مقدسة أم مرجع علمي أيضا!؟”، تجد فيه ما يغني الباحث عن الحقيقة المنفتح على دوام المعرفة، وليس مدعي ثقافة مزورة لا تعدو عقدة نفسية ملتبسة مع أفكار إلحادية خشبية، لم تتغير أو تتطور منذ مؤسسها الأول “أبو جهل” والى يومنا هذا، والعجيب أن الملحدين لم يتمكنوا من تعديلها أو تحديثها أو حتى تطويرها رغم تطور كل المفاهيم.
تفسر المذيعة البريطانية آيات قرآنية فهمتها بروح من تطور العلم والمعارف البشرية، فيما كانت قبلاً تُفسّرُ على ظاهر العبارة.
وعندما تتناول الآية الكريمة: “وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ” [الحج:5]، تكشف تفسيرا أكثر إقناعا من تفسيرات من بنوها على المعنى الظاهري، فاعتقدوا أن الأفعال الثلاثة: (اهْتَزَّتْ، رَبَتْ، أَنبَتَتْ) متعلقة جميعها بحركة الإنبات.
لكن تفسير “فوريستر” المستند الى نظريات علمية يبين اختلافا في دلالة كل لفظة من الثلاثة، فكل منها يشير الى ظاهرة معينة.
فقد توصلت الباحثة “فولجر” وفريقها من جامعة درهام البريطانية الى أن الأمطار الغزيرة تتسبب في حدوث الزلازل، حيث تتسبب المياه المتسربة تحت صخور القشرة الأرضية بحدوث ضغط يؤدي الى تفتقها، وأيد هذا الراي “هاينزل” عالم الجيولوجيا بجامعة بوتسدام بألمانيا إثر تسجيلهم لهزات أرضية حدثت بعد سقوط أمطار غزيرة في ألمانيا وسويسرا وفرنسا، كما أكد “دينسكي” وزميله “واليس” من جامعة فلوريدا وجود علاقة بين السيول والزلازل.
هكذا نجد تفسيرا للعلاقة بين نزول الماء واهتزاز الأرض الذي نتج عن حركة القشرة الأرضية وليس نموالنبات.
أما عن تفسير (ربت) فيقول عالم الزلازل الشهير “كليف كولينز”: إنه على الرغم من الأثر التدميري للزلازل إلا أنها ضرورية وتشكل جزءا من الدورة الجيولوجية للكرة الأرضية، حيث تدفع الزلازل ما في باطن الأرض من معادن ومكونات ضرورية لتجديد المكونات الأساسية اللازمة للنبات والإنسان.
هكذا يكون الربط علميا بين نزول الأمطار وحدوث الظواهر الثلاث المترابطة: الزلال (اهتزت)، وتزويد الأرض بعناصر جديدة بدل التي استهلكها النبات (ربت)، وخروج النبات بهذه الصورة البهيجة (أنبتت).
فسبحان من رزق أناسا عقلا هداهم مثل “فوريستير”، وآخرين أضلهم مثل “الرصافي” وأضرابه من علمانيي العربان.