كشفت نتائج دراسة جديدة أجراها باحثون أمريكيون عن عامل مهم قد يدل على زيادة خطر الإصابة بمرض ألزهايمر مستقبلا حيث أن تراكم الدهون الحشوية، التي تتجمع حول الأعضاء الحيوية مثل القلب والكبد، يمكن أن يساهم في زيادة بروتينات الأميلويد في الدماغ، وهي إحدى السمات المميزة للمرض.

وفي الدراسة، التي شملت 80 شخصا في منتصف العمر (من 40 إلى 50 عاما)، تبين أن الأشخاص الذين يعانون من مستويات مرتفعة من الدهون الحشوية كانوا أكثر عرضة لزيادة هذه البروتينات في أدمغتهم، وقد تمت دراسة حالات المشاركين في مرحلة مبكرة من العمر عندما لا تظهر بعد الأعراض السريرية للمرض.

وقالت الدكتورة مسا دولاتشاهي، الباحثة المشاركة في الدراسة من جامعة واشنطن، إن هذه الدراسة هي الأولى من نوعها التي تثبت ارتباط السمنة ودهون البطن بتراكم البروتينات المرتبطة بمرض ألزهايمر في مرحلة منتصف العمر.

وأكدت أن التعديلات في نمط الحياة، مثل فقدان الوزن وتقليل الدهون الحشوية، قد تكون وسائل فعّالة للوقاية أو تأخير ظهور أعراض ألزهايمر.

وأوضح الباحثون أن هذه النتائج قد تكون الأمل في الوقاية من المرض، خاصة إذا تم تبني تدخلات مبكرة في سن مبكرة، مثل ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي.

يذكر أن الدهون الحشوية قد لا تؤثر بشكل كبير على مؤشر كتلة الجسم (BMI)، لذا حتى الأشخاص الذين لديهم وزن صحي قد يكونون عرضة لتراكم الدهون الحشوية. وفي الغالب، يظهر هذا النوع من الدهون في منطقة البطن، خاصة لدى الرجال.

ولقياس الدهون الحشوية، ينصح الخبراء باستخدام محيط الخصر فإذا كان محيط الخصر أكثر من 80 سم لدى النساء وأكثر من 94 سم لدى الرجال، فقد تكون هذه مؤشرا على وجود دهون حشوية خطيرة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الزهايمر الدهون الحشوية الدماغ محيط الخصر الدهون الدهون الحشویة

إقرأ أيضاً:

العلماء يكشفون عن تشابه مذهل بين لغة البشر والحيتان

كشفت دراسة حديثة نُشرت في دورية "ساينس" أن الحيتان الحدباء تغني بطريقة تتبع نفس القوانين الإحصائية التي تحكم اللغات البشرية، مما يثير انتباه العلماء إلى الترابط بين لغات الكائنات الحية.

اعتمدت هذه الدراسة على تحليل تسجيلاتٍ لأغاني الحيتان الحدباء، استمرت ثماني سنوات في جزيرة كاليدونيا الجديدة الفرنسية الواقعة شرق أستراليا، واستخدم الباحثون طرقًا مستوحاة من الطرق التي يتعلم بها الأطفال لغتهم.

رغم التعقيد الهائل الموجود في اللغات البشرية، لكنها تخضع لنمط إحصائي غريب، إذ إن الكلمات الأكثر شيوعًا في أي لغة بشرية تُستخدم ضعف عدد المرات مقارنة بالكلمات التي تليها في الترتيب، وثلاثة أضعاف مقارنة بالكلمات التي تليها بعد ذلك، وهكذا.

هذا النمط يخلق توزيعًا تكون فيه بعض الكلمات شائعة جدًا ومكررة آلاف المرات، بينما هناك عدد كبير من الكلمات التي لا تتكرر إلا نادرًا. عُرف هذا النمط الإحصائي علميًا باسم "قانون زيف".

على سبيل المثال، إذا قمت بتحليل جميع الكتب الموجودة في مكتبتك، وعددت جميع الكلمات، ستجد أن أكثر كلمة شيوعا قد تكررت مليار مرة، في حين أن الكلمة التي تليها ستتكرر نصف مليار مرة فقط وهكذا.

يقول مدير مركز تطور اللغة "سايمون كيربي"، في جامعة إدنبره في أسكتلندا، والمشارك في الدراسة، في تصريحات خاصة للجزيرة نت: "لقد عرفنا عن هذا النمط (نمط زيف) في اللغات البشرية منذ ما يقرب من 100 عام، وهو ما دفع العديد من الباحثين إلى التساؤل عمّا إذا كان من الممكن العثور على نمط مماثل في طرق الاتصال الخاصة بالأنواع الأخرى. والمثير للدهشة أنه على الرغم من حقيقة أن جميع الكائنات الحية تتواصل، فقد ثبت، حتى الآن، أن هذا النمط من الصعب العثور عليه في أي مكان آخر في الطبيعة".

إعلان تحليل أغاني الحيتان

كان التحدي الأساسي في إيجاد هذا النمط، هو تحديد الوحدات "الشبيهة بالكلمات" في أغاني الحيتان. الأمر نفسه في اللغات البشرية، فإذا كنت شخصًا مبتدئًا في اللغة الفرنسية وخاطبت شخصًا فرنسيًا بالصدفة، سيصعب عليك تحديد أين تبدأ الكلمات وأين تنتهي، فحديثه مسترسل والكلمات تنزل على أذنك كخيط متصل دون فواصل. لذا، ستحتاج إلى أن تخبره بضرورة التحدث ببطء أو كتابة ما يريد كي تفهم الكلمات التي ينطقها.

الأمر ذاته مع الباحثين، الذين واجهوا المشكلة ذاتها عند محاولتهم تقسيم تسلسلات الأغاني الطويلة للحيتان إلى وحدات صغيرة قابلة للقياس والعد لمعرفة مدى مطابقتها قانون زيف من عدمه.

يقول كيربي: "كان لزاماً علينا أن نتوصل إلى كيفية تقسيم هذه الأغاني إلى تسلسلات فرعية. واتضح أن الأطفال الرضع يواجهون هذه المشكلة بالضبط عندما يستمعون إلى الكلام البشري. فإذا استمعت إلى الكلام فستلاحظ أن الكلمات تأتي بلا فترات توقف بينها، ولا يوجد تكافؤ بين مسافات الكلمات، كما تجد في أغلب اللغات المكتوبة. فكيف إذن يستطيع الأطفال الرضع أن يحددوا أين تبدأ الكلمات وأين تنتهي؟"

لحل هذه المشكلة، استخدم الباحثون برنامجًا حاسوبيًا يحاكي الطريقة التي يستخدمها الأطفال الرضع في تعلم اللغة، حيث يعتمد على التنبؤ بالصوت التالي بناءً على التسلسل الحالي. عند تطبيق هذا البرنامج على تسجيلات أغاني الحيتان، تمكن الباحثون من تقسيم الأغاني إلى وحدات إحصائية متماسكة تشبه الكلمات البشرية.

كان التحدي الأساسي للعلماء في إيجاد هذا النمط هو تحديد الوحدات "الشبيهة بالكلمات" في أغاني الحيتان (بيكساباي) هل فككنا شفرة لغة الحيتان؟

إن وجود هذه الأجزاء المتماسكة إحصائياً، وتوزيعها على نمط زيف، يكشف عن قواسم مشتركة عميقة بين الحيتان الحدباء والبشر، على الرغم من أننا منفصلون بعشرات الملايين من السنين من التطور. يضيف كيربي: "يشير استخدامنا لطريقة مستوحاة من الأطفال إلى أن الحيتان قد تتعلم أغانيها أيضًا بطريقة مماثلة لتعلم البشر للغة. نحن نعلم أن الحيتان الحدباء تنقل أغانيها ثقافيًا، تمامًا كما ينقل البشر لغتهم ثقافيًا".

إعلان

رغم هذا الاكتشاف المثير، إلا أن هذا لا يعني أننا سنتمكن من "التحدث بلغة الحيتان" أو فهم معاني أصواتها مباشرة. فبينما تتبع أغاني الحيتان نفس الأنماط الإحصائية الموجودة في اللغة البشرية، إلا أنه لا يوجد دليل على أن الحيتان تستخدمها لنقل معانٍ معقدة كما نفعل نحن.

يضيف كيربي: "إذا وجدنا أنماطًا مماثلة في الأنواع الأخرى، مثل الطيور، التي تنقل أغانيها ثقافيًا، فإن هذا من شأنه أن يدعم فكرة، أن البنية في الاتصالات المعقدة المكتسبة عبر الأنواع هي حالة من التطور المتقارب. لقد خلق التطور إشارات متسلسلة معقدة ومتطورة ثقافيًا عدة مرات في تاريخ الحياة، وربما في كل مرة فعل فيها ذلك، كان هذا النوع من البنية هو النتيجة الحتمية".

يؤكد الباحثون، أن هذا العمل المتعدد التخصصات لا يساعدنا فقط في فهم الحيتان، بل يسهم أيضًا في فهم أصول اللغة البشرية، فبمقارنة أنظمة الاتصال عبر الأنواع، يمكننا معرفة المزيد عن كيفية نشوء وتطور اللغة لدينا.

مقالات مشابهة

  • مطالب بإضافة رئيسي التنظيم والإدارة والقومي للإعاقة إلى تشكيل الأعلى لتنمية المهارات
  • بعد تعطيل جلساته.. توجه داخل البرلمان العراقي لحله والمضي بانتخابات مبكرة
  • تركيا تستقبل أجواءً صيفية مبكرة.. الحرارة تصل إلى 29 درجة هذا الأسبوع
  • رئيس جامعة كفر الشيخ: المرأة المصرية نموذج للكفاح والنجاح ومساهم رئيسي في التنمية
  • ارشادات لكبار السن في الصيام ..واعراض مبكرة تتوجب الافطار الفوري
  • العلماء يكشفون عن تشابه مذهل بين لغة البشر والحيتان
  • من دولة نفطية وازنة إلى لاعب دبلوماسي رئيسي: كيف برزت السعودية كوسيط عالمي؟
  • الاحتلال يطور برنامجًا يشبه “تشات جي بي تي” لمراقبة الفلسطينيين
  • غضب عارم يجتاح أميركا.. باحثون وطلاب يتظاهرون ضد ترامب
  • باحثون ينجحون في تمكين رجل مشلول من التحكم بـ ذراعيه .. فيديو