نشرت وزارة الخارجية نص كلمة وزير الخارجية والهجرة في الاحتفالية المقامة تحت عنوان "الدبلوماسية المصرية في ستة عقود في خدمة السلام والتنمية من خلال الاستثمار في البشر".

 

وجاءت كالتالي: "السيد الدكتور مصطفى مدبولي
دولة رئيس مجلس الوزراء،
أصحاب المعالى والسعادة،
السيدات والسادة، يسعدني أن أرحب بكم جميعاً في قصر التحرير، المقر التاريخي القديم لوزارة الخارجية، احتفالاً بذكرى إنشاء ثلاث مؤسسات عريقة، تعمل في إطار وزارة الخارجية المصرية، وتعد في مقدمة أذرع القوة الناعمة لمصر، هي معهد الدراسات الدبلوماسية، ومركز القاهرة لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام، والوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية.


إن القاسم المشترك في عمل هذه المؤسسات، هو الرؤية المصرية التي تضع الاستثمار في بناء القدرات البشرية في القلب من عمل وزارة الخارجية، وتجعل من التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة لتحقيق أهداف السلام والتنمية والاستقرار على رأس مقاصد العمل الدبلوماسي المصري.


وفي هذا السياق، فقد قام معهد الدراسات الدبلوماسية، منذ إنشائه عام 1966، بالعمل على صقل مهارات أجيال متعاقبة من الدبلوماسيين من مختلف الدرجات، فضلا عن تقديم التدريب لأكثر من 350 دبلوماسي ومسئول سنوياً من الدول العربية والأفريقية الشقيقة وعدد من الدول الصديقة. فالمعهد تربطه أكثر من 105 مذكرة تفاهم مع المؤسسات النظيرة له في مختلف دول العالم، يتم بموجبها نقل الخبرات وتقديم التدريب للدبلوماسيين والمسئولين الحكوميين المعنيين، داخل مصر وخارجها، فضلا عن دعم قدرات الدول الشقيقة الراغبة في إنشاء معاهد دبلوماسية وطنية.


أما مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام، فيعمل – منذ عام إنشائه 1994 – لتنفيذ الرؤية المصرية الشاملة التي تستهدف نشر ثقافة السلام، من خلال مختلف الأنشطة الخاصة بمنع وقوع النزاعات، والتخفيف من آثارها حال وقوعها عبر تقديم الدعم لأنشطة الحوار والوساطة والتفاوض والحوار الوطني، وكذلك تقديم الدعم وبناء قدرات القائمين على حفظ السلام، بالتنسيق مع الأجهزة الوطنية المعنية. وقد وصل عدد المتدربين إلى أكثر من 30 ألف متدرب خلال العقود الثلاث الماضية. 

 

كما قام المركز مؤخرا بإطلاق برامج جديدة تتناول قضايا تغير المناخ، والسلام والتنمية، والشباب والسلم والأمن، وإعادة الإعمار بعد النزاعات، ويتولى المركز أيضا مهام الأمانة العامة للاتحاد الدولي لمراكز التدريب على حفظ السلام منذ عام 2017، والسكرتارية التنفيذية لمنتدى أسوان منذ عام 2019، والرئاسة المشتركة لشبكة الاتحاد الأفريقي لمراكز بحوث السلام، وكذلك الرئاسة المشتركة لمجموعة التدريب المشتركة لنزع السلاح والتسريح وإعادة الاندماج.


وأما الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، التي أعلن فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية عن إطلاقها خلال القمة الثالثة والعشرين للاتحاد الأفريقي عام 2014، فتعد الذراع التنموية الأساسية للدولة المصرية المعنية بتعزيز وتطوير التعاون بين دول الجنوب، وتعزيز الشراكة وأواصر العلاقات والصداقة بين مصر والدول الأفريقية الشقيقة.


وعلى مدار العقد الماضي، قامت الوكالة بتنظيم أكثر من 700 دورة تدريبية حضرها أكثر من 20000 متدرب، وإرسال أكثر من 120 خبير إلى الدول الأفريقية والإسلامية، وإيفاد أكثر من 20 قافلة طبية إلى دول الجنوب، وإرسال 195 حاوية بالمساعدات اللوجيستية والإنسانية والطبية لإفريقيا، كما تحملت الوكالة تكاليف دراسة 62 طالب في الجامعات المصرية، إضافة إلى تنفيذ عدد من المشروعات التنموية في دول حوض النيل ومن أهمها: المساهمة في إنشاء مراكز طبية، وإنشاء وإصلاح محطات كهرباء، وحفر الآبار وبناء خزانات لمياه الأمطار في العديد من هذه الدول.

أصحاب المعالي والسعادة
السيدات والسادة،
العمل الدبلوماسي، التنمية الشاملة، وإرساء ثقافة السلام هي ثلاث ركائز أساسية للتحرك الدبلوماسي المصري، وهي أدوات مركزية لتنفيذ رؤية القيادة السياسية المصرية للاستفادة من الإمكانيات الهائلة للقوة الناعمة لمصر.
إننا اليوم، لا نحتفل فقط بذكرى إنشاء ثلاث من أدوات القوة الناعمة المصرية، وإنما نجدد التزامنا أيضا ببذل كل الجهد لتنفيذ الرؤية التي أعلنها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتنشيط السياسة الخارجية المصرية وتعزيز كافة أدواتها.
وفي هذا الإطار، اسمحوا لي أن انتهز هذه المناسبة، والتئام هذا الجمع الكريم، وتشريفنا من جانب هذا اللفيف من كبار قيادات الدولة، والسادة السفراء، وممثلي المنظمات المتعاونة مع المعهد الدبلوماسي ومركز القاهرة والوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، وأن أرجو من سيادتكم:
أولاً: أن نعيد التأكيد على التزامنا بالعمل المشترك والتعاون البناء لدعم المعهد والمركز والوكالة، وتعزيز الاستفادة من أنشطتهم. فعلى الرغم من الإنجازات التي نحتفل بها، فإنني على يقين من حاجتنا إلى، وقدرتنا على تحقيق المزيد، للوصول لأهداف السلام والتنمية والاستقرار، التي تمثل أركان الرؤية التي وضعها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي للعمل الخارجي لجمهورية مصر العربية.
ثانياً: أن نعمل – كل من موقعه – على تعزيز أنشطة هذه المؤسسات، وتسليط المزيد من الضوء على ما يمكن أن تقدمه على الصعيدين الإقليمي والدولي، تعميقا للتعاون، ونشراً لثقافة السلام والتنمية التي تحتاجها منطقتنا العربية، وقارتنا الأفريقية، بل ويحتاجها العالم كله في هذه اللحظة التاريخية بالغة الدقة.
وختاماً، أتقدم لكم جميعا بجزيل الشكر والامتنان على تشريفكم لنا اليوم. وفقنا الله جميعا إلى ما فيه خير منطقتنا العربية وقارتنا الأفريقية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وزارة الخارجية كلمة وزير الخارجية والهجرة الاستثمار في البشر

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية الأوكراني: نريد إنهاء الحرب مع روسيا

قال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيا إنه أجرى "مكالمة بناءة" مع نظيره الأمريكي ماركو روبيو اليوم الجمعة لمناقشة اجتماع ثنائي قادم في المملكة العربية السعودية.

وقال سيبيا عبر حسابه بمنصة إكس "أوكرانيا تريد إنهاء الحرب، والقيادة الأمريكية ضرورية لتحقيق السلام الدائم وناقشنا سبل تعزيز تعاوننا الثنائي".

وفي وقت سابق من اليوم أفادت وكالة بلومبرج للأنباء نقلا عن مصادر، بأن روسيا مستعدة لمناقشة وقف إطلاق النار مع أوكرانيا، ولكن بشرط الاتفاق مسبقاً على المبادئ الأساسية لاتفاقية السلام المحتملة.

وجاء في تقرير بلومبرج أن روسيا مستعدة لمناقشة وقف مؤقت لإطلاق النار في أوكرانيا، شريطة تحقيق تقدم نحو التوصل إلى تسوية سلمية نهائية".

يشار إلى أن روسيا مستعدة أيضًا لمناقشة فكرة عملية حفظ السلام إذا تم الاتفاق بشكل واضح على مهامها وعدد القوات والتكوين المحدد للدول.

وفي وقت سابق، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن موسكو وكييف ملتزمتان بحل الصراع في أوكرانيا.

مقالات مشابهة

  • عرض موسيقي خلال احتفالية يوم المرأة المصرية بحضور قرينة الرئيس
  • وزير الخارجية يستعرض العلاقات الثنائية مع نظيره البوسني
  • رئيس الأعلى للإعلام يستقبل وزير الخارجية والهجرة
  • «الخارجية»: الخطة المصرية لإعمار غزة تم اعتمادها من جميع الدول العربية
  • حزب السادات: كلمة الرئيس طمأنت الشعب وأكدت على ثوابت مصر في السلام والتنمية
  • «الخارجية»: الخطة المصرية لإعمار غزة تم اعتمادتها في جميع الدول العربية
  • وزير الخارجية الأوكراني: نريد إنهاء الحرب مع روسيا
  • الرئيس السيسي: مصر خيارها السلام.. والأموال التي تنفق في الحروب يجب أن تنفق فى التعمير والتنمية
  • وزير الخارجية الصيني: غزة للفلسطينيين
  • وزير الخارجية الصيني: غزة ملك للفلسطينيين وندعم خطة التعافي التي أطلقتها مصر والدول العربية