منتخب سيدات اليد يكتب التاريخ بعد التأهل للمونديال ونصف نهائي أمم إفريقيا
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
عبر المنتخب الوطني الأول لسيدات كرة اليد بقيادة مديره الفني رامي عبد اللطيف لبطولة العالم المقبلة والتي تقام بتنظيم مشترك في ألمانيا وهولندا خلال شهر ديسمبر من العام المقبل.
وصعد الفراعنة للمونديال بعد الوصول للمربع الذهبي ببطولة كأس الأمم الإفريقية رقم 26 والمقامة بالكونغو الديمقراطية خلال الفترة من 27 نوفمبر الماضي وحتى 7 ديسمبر الجاري.
وبهذه النتيجة ينتزع منتخبنا الوطني تذكرة الصعود لنصف نهائي البطولة القارية بعد الفوز على منتخب الكونغو الديمقراطية -صاحب الأرض والجمهور- في اللحظات الأخيرة من عمر المباراة بنتيجة 23-22.
واستطاعت مريم عمر لاعبة المنتخب الوطني من خطف هدف الفوز في اللحظات الأخيرة من اللقاء الذي أقيم مساء اليوم الأربعاء لتكتب سيدات منتخبنا الوطني التاريخ بعد صعودهن لبطولة العالم للمرة الأولى في تاريخيها.
تجدر الإشارة الي ان المجلس الحالي برئاسة الدكتور محمد الأمين هو من اتخذ قرار جرئ بعودة الحياة ومنتخبات السيدات الي المنافسات بعد فترة تجمد لسنوات طويلة.
وتضم قائمة منتخبنا الوطني 17 لاعبة وهن: "مي جمعة - فرح الشاذلي - منة الله سيد - مروة عيد عبد الملك - ملك طلعت - سارة الخولي - يارا هاني - روان سعيد - ليلى هيثم - فاطمة عرابي - شهد حسام - مريم عمر - أمينة هشام - لوجي عبيد - تقى كامل - رانا راضي - نوران خالد".
فيما يتكون الجهاز الفني من: "عبده عبد الوهاب المشرف العام على المنتخبات الوطنية للسيدات - رامي عبد اللطيف المدير الفني - محمد عبد الكريم المدرب العام - محمد عبد المنعم مدرب حراس المرمى - حازم حامد محلل فني - إيمان مرجان المدير الاداري - الدكتورة مروج جلال نديم أخصائية علاج طبيعي".
وأشاد الدكتور محمد الأمين رئيس اتحاد اليد بإنجاز منتخب السيدات، مشيرًا إلى إنه نجاح جديد لمنظومة كرة اليد التي تسير وفقًا لخطط علمية، مشيدًا بالأداء المميز للاعبات منتخب اليد طوال مشوار البطولة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: المنتخب الوطني والكونغو سيدات اليد منتخب اليد للسيدات منتخب سيدات اليد
إقرأ أيضاً:
من يقتل الحقيقة لا يستطيع أن يكتب التاريخ
لا يمكن أن تغادر صورة الصحفي الفلسطيني أحمد منصور، مراسل وكالة «فلسطين اليوم» وهو يحترق صباح اليوم، بعد أن استهدفت إسرائيل الخيمة التي كان يستخدمها وبقية الإعلاميين في غزة مكانا لتغطية الحرب، مخيلة أي صحفي حر يؤمن بمهنة الصحافة ودورها في نقل الحقيقة.. ورغم أن أحمد منصور نجا من الموت، ولو إلى حين، إلا أن صورته وهو يحترق ستبقى إحدى أهم أيقونات هذه الحرب الظالمة التي تستهدف فيها إسرائيل وأد الحقيقة في محاولة لاستبقاء سرديتها ونشرها أمام العالم. لكن هذا الطموح الإسرائيلي، المبني على الإيمان المطلق بالسردية الذاتية، يبدو أنه يتلاشى تماما بعد أكثر من 18 شهرا على بدء مجازر الاحتلال في قطاع غزة والذي راح ضحيته أكثر من 50 ألف فلسطيني بينهم عشرات الآلاف من الأطفال والنساء ولكل منهم قصته وحلمه وطموحه ومساره في هذا العالم.. فما زال صوت الحقيقة، ولو عبر ثقوب صغيرة جدا، يتسرب إلى العالم ويملك قوة تهشيم السردية الإسرائيلية، وصناعة الدهشة، وتحريك الضمائر الحرة في كل أنحاء العالم.
قتل في نفس الخيمة التي كان يحترق فيها أحمد منصور الصحفي حلمي الفقعاوي ليرتفع عدد ضحايا الحقيقة في هذه الحرب إلى 210 صحفيين وهو عدد ضخم جدا في حرب واحدة لم تكمل بعد العامين. ولكل صحفي من هؤلاء حكايته التي لا نعرفها وهو منشغل بنقل حكايات الآخرين من ضحايا الحرب، وله حلمه الذي ينتظر لحظة أن تضع الحرب أوزارها ليذهب نحو تحقيقه.. وكل جرائم هؤلاء أنهم اختاروا أن يكونوا شهودا على الحقيقة، لا صامتين على الجريمة.
لم تكن الرواية يوما كما يدعي الإسرائيليون، لكن الأمر كان، منذ الصحفي الأول الذي سقط ضحية للحقيقة، ممنهجا في سبيل احتكار الاحتلال للرواية، ليكتب الحرب وحده دون صور تُوثق أو أقلام تسائل ما يحدث أمام سطوة التاريخ التي لن ترحم في يوم من الأيام.. ويريد أن يحرق الحقيقة كما حرق أجساد الصحفيين، وأن يُطفئ العدسات كما يُُطفئ الحياة في عيون الأطفال.. تماما كما يستهدف المسعفين، ويدمر المستشفيات، ويقصف المدارس والجامعات.. إنه يستهدف، وفي كل مرة، شهود الجريمة أنفسهم.
وهذا ليس صداما لمن يفهم الاحتلال الإسرائيلي فهو ينطلق دائما من مبدأ نزع الإنسانية عن الفلسطينيين، وعقدة الاستثناء التاريخي من القوانين والأخلاقيات والمبادئ، وفصل جرائمه ضد الفلسطينيين والعرب عموما عن التقييم الأخلاقي والقانوني؛ لذلك لا غرابة أن يعمد الاحتلال الصهيوني على اغتيال الحقيقة وإطفاء الأضواء في زمن الظلام؛ فالصحفي في نظره مقاوم، والحقيقة باتت خطرا.
رغم ذلك ورغم كل المحاولات الإسرائيلية لإسكات الحقيقة عبر اغتيال أبطالها وحرقهم بالنار تبقى «الحقيقة» آخر جدار للصمود، ويبقى الصحفيون في غزة هم حراس هذا الجدار، يكتبون بالدم ويصورون بالألم وصراخهم صدى لآلاف الضحايا الذين قضوا دون أن نسمع لهم صوتا أو أنينا. ولن تستطيع إسرائيل أن تصدّر سردياتها للعالم، ومن يقتل الحقيقة لا يحق له أن يكتب التاريخ.